أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - هشام محمد علي - أستشراء العنف















المزيد.....

أستشراء العنف


هشام محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 1742 - 2006 / 11 / 22 - 07:39
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


مقدمة
التطرف يبداء فكراً
قد يكون مصطلح العنف اكثر شموليةً من التطرف ولكنني بداءت بالجملة اعلاه لأوضح بأن الموضوع هو عن (العنف الجماعي) العنف الذي بدايته فكرة وليست سلوكاً غير سوي كما الأمر في العنف النفسي او العنف العائلي وقد تكون بدايات هذا النوع من العنف ايضاً فكرة ولكنها مختلفة.
لم اختصر الطريق واستخدم كلمة التطرف لأنها عادةً ماتبداءً فعلاً وبهذا سأركز على الفعل دون رد الفعل الناتج عن ذاك التطرف والذي في احيان كثيرة لايعتبر تطرفاً بل عنفاً، وقد يولد التطرف كردة فعل ولكنه حينها سيكون ردة فعل مختمرة وهذا الكلام ينطبق على العنف الجماعي او العنف السياسي، وليس عنف الفرد رغم انه قد يكون فردياً ايضاً!
غالبية الباحثون يجمعون في تعريفهم للعنف على انه أداة ووسيلة لتحقيق أهداف ما، فردية أو جماعية وهو يمتاز بالقوة والأكراه والإعتداء.
تاريخ العنف
هناك من يقول ليس العنف صانع التاريخ فحسب بل هو التاريخ نفسه
الإنسان كائن عاقل يميز بين الخير والشر اللذان لايخلوانه، والعنف ينتمي إلى جزء الشر الذي فيه، بذلك يكون اول تاريخ للعنف مع اول وجود للإنسان، وإذا مااخذنا الروايات الدينية التي تتحدث عن اوائل البشر، والتي تقول بمقتل هابيل على يد قابيل! كذلك اعتماد الإنسان على صيد الحيوانات في قوته اليومي! وإذا مانظرنا إلى رومولوس (باني روما) وكيف قتل اخيه التؤام روموس! وكيف توسعت الأمبراطوريات! وكيف انهارت! كل ذلك كان عنفاً حدد مسارَ التاريخٍ الذي هو تاريخنا الذي نعتبر نحن نتيجة للكيفية التي كان يسري عليها.
يقول هنتكتن في صدام الحضارات "إن الصراعات الطائفية وحروب خطوط التقسيم الحضاري هي مادة التاريخ".
لماذا العنف
العنف يشبه الكائنات الحية كونه بحاجة إلى غذاء دائم لأجل ان يستمر وينمو وهو يتغذى على الفقر والتمييز، كما يمكن القول بأن عدم مواكبة ثقافة معينة لتطورات حضارية أخرى تؤدي ببعض المنتمين إلى هذه الثقافة إلى محاربة تلك الحضارة لغرض ان لاتطمس ثقافاتهم التي لم تعد تجد حلولاً لمشاكل المنتمين لها. ايضاًَ من بين الأحتياجات التي تشكل تربةً خصبة لأزدهار العنف، هو ممارسته كوسيلة للتغيير وللوصول إلى هدف معين وهذا رأي لايتبين مدى مصداقيته من عدمه إلا بعد دراسة فعلية للموضوع.
هذه بعض من الأسباب السياسية الأجتماعية التي توضح سبب انتشار العنف، حسب الفيلسوف الفرنسي اندري غلوكسمان في كتابه الجديد "الحقد، وعودة العنف الطبيعي" أن أسباب أعمال العنف لا تكمن في المشاكل الاجتماعية فقط بل بطبيعة النفس البشرية ذاتها وأن الحقد مزروع فيها ويقول: "إن التصور بأن الحقد ناتج عن أسباب إجتماعية هو تصور حديث تتناقله وسائل الإعلام وتدرس نظرياته في الجامعات، لكن هذا التصور خاطئ، لأن الحقد موجود منذ زمن وجود الإنسان على الأرض، كما أن مناهضة الحقد موجودة أيضاً منذ ذلك الحين"
الأرهاب لايقوم إلا على استغلال الكراهية والحقد لكل الشعوب المظلومة لتبرير عنفه وغيظه المدمر.
صدر مؤخراً في فرنسا اي بعد احداث الشغب التي واجهتها ضواحي باريس والتي كانت صعقة للأوربيين الذين كانوا يعتقدون بزوال الحقد بعد انتهاء الحرب الباردة.
وهنا اعود إلى كلامي حول امكانية ان تكون الثقافة والتي يعتبر الدين جزاءً اساسياً منها، ومن خلال وعود مابعد الموت الدينية، يقاتل البعض بموتهم دون ان يبقوا للأخر سبيلاً لردعهم كما يقول جان بودريار "كل وسائل الردع والدمار لن تكون مجدية ضد عدو، سبق ان جعل موته سلاحاً هجومياً مضاداً" إن الذين تسببوا بالمشاكل في ضواحي باريس هم من ثقافات غير الثقافة الفرنسية او الأوربية وفناكلاف هافيل يقول "الصراعات الثقافية تتزايد وهي اخطر مما كانت عليه في اي وقت سابق في التاريخ" وانا اعتقد بأن الدعاة القائلين بأن العالم غرب واخرين، قد اشاروا إلى عنف ضواحي باريس كتأكيد على صحة معتقدهم الذي يؤمن بالتمييز بكل ماتحمله الكلمة من تصنيفات وابعاد، وهم بصورةٍ او بأخرى يساهمون في زيادة استشراء العنف، رغم امكانية ان يكون مايقولون حقيقة، لأننا شيئنا ام ابينا فثقافت البعض ممن هم محسوبون علينا ام نحن عليهم لاتقبل بالأخر في العديد من المواقع، وإذا مارفَضَهم الأخر قابله بالعنف.
الأسباب اكثر من ان تنحصر في هذا الجزء من الورقة سواء كانت دينية، ثقافية، إجتماعية، أقتصادية، كما في العديد من الحالات حسب أحصائية نشرت في عن مرتكبي اعمال اعنف في الأردن في سنة 1998 تبين ان 46.3% من الجناة يعيشون في الأحياء الفقيرة والقديمة من المدن. والجدير بالذكر هنا ان الدول الأسلامية هي اكبر الدول التي يسكنها اكبر نسب من الشباب الذين تتراوح اعمارهم مابين 15-30 سنة هم في الدول الأسلامية التي يعاني الغالبية منهم من البطالة التي هي احد اسباب العنف.
وارغب ان انهي هذه الفقرة ببعض ماورد في تقرير المخابرات المركزية الامريكية عن العنف في العالم والذي خص به العنف "الأسلامي" ارغب بالإشارة الى ماورد في التقرير كمثل وليس حالة في النقاط ادناه:
1. الحرب على العراق انتج جيلاً جديداً من المتطرفين.
2. "المجاهدين" يزدادون عدداً وانتشاراً.
3. الحرب على العراق خلقت تعاطفاً مع الحركة الجهاددية العالمية.
4. الحركة الجهادية العالمية تتطور وتتأقلم مع جهود مكافحة الأرهاب.
5. الوضع العراقي يغذي الضغينة حيال الوجود الأمريكي بالعالم الإسالمي.
هذا التقرير يدعوني إلى ان اذكر ماقاله امبرتو ايكو "إن استفحال العمليات الإرهابية، يمكن ان يبلغ درجة ان يدفع جموع الغربيين إلى اعتبار الإسلام برمته عدواً" رغم ان هناك اراء في الغرب تقول بذلك ولكن هذه الأراء لم تعمم بعد، لأن الأسلام يشمل كل من يدعو نفسه مسلماً، وليس كل من يدعو انه مسلم هو صاحب فكر متطرف، بل العكس فأن المعتدلين من المسلمين اكثر عدداً من المتطرفين الذين يعيشون في بيئة واحدة وهم ينتمون إلى ثقافتين مختلفتين تصل مداها عندما نقارن بين فكر حسن الترابي ومن يؤيده وبين من اساس ايمانهم وعملهم هو "حاربوهم اينما ثقفتموهم".
أنماط العنف
يُعرِّف العنف بأنه ((استخدام القوة أو السلطة عمداً بالتهديد أو بالفعل، ضد الذات أو ضد شخص آخر، أو ضد فئة أو طائفة، مما يؤدي أو يُرَجَّح أن يؤدي إلى إصابة أو وفاة، أو أذيَّة نفسية، أو اختلال في النماء أو الضرر)).
هذا التعريف يستخدم (أو يرجح ان يؤدي) ربما لأنه صادر في عام 1995 ولو عادت نفس اللجنة التي صاغت هذا التعريف واصدرته في 2006 لشكَكْتُ في انه سيبقى على حاله لأن العالم اصبح اقسى من الترجيحات.
حسب منظمة الصحة العالمية فأن فئات العنف الرئيسية ثلاث:
1. العنف ضد الذات.
2. العنف ضد الآخر.
3. العنف الجماعي.
لانريد الولوج في تفاصيل العنف ضد الذات فما يهمنا من العنف في هذه الورقة هو العنف الجماعي، لكن لابأس للتطرق إلى العنف ضد الأخر والذي يحتوي على نوعين وهما العنف العائلي والعنف المجتمعي. لما يعانيه مجتمعنا من انواع من هذا العنف فهو عنف يقع على آخرين خارج المنزل بين أشخاص لا توجد بينهم صلة قرابة. ويشمل هذا العنف، في ما يشمل، عنف العصابات التي بات العراقيون يعانون مايعانون بسببه، وأعمال العنف العشوائية، والاعتداء الجنسي، والعنف في المؤسسات من قبيل المدارس، وأماكن العمل، ودور رعاية المسنِّين.
اما العنف الجماعي والذي هو محور ورقتنا فهو يقسم إلى ثلاث فئات رئيسية هي: العنف الاجتماعي، والعنف السياسي، والعنف الاقتصادي.
أما العنف الاجتماعي فهو العنف الذي يُرتكب لدفع مخطَّط اجتماعي معيَّن قُدُماً، مثل الجرائم التي ترتكبها جماعات منظَّمة بدافع الكراهية والحقد، والأعمال الإرهابية، وعنف الغوغاء. وهو يختلف عن العنف المجتمعي من خلال ان الأخير سببها الحاجة اوالعوز واسباب اخرى شخصية ولكن العنف الأجتماعي عنف منظم تقع خلفه اسباب انتمائية.
والعنف السياسي يشمل الحرب، والعنف الذي تمارسه الدولة وأمثال ذلك مما ترتكبه مجموعات ذات توجُّهات سياسية معيَّنة.
أما العنف الاقتصادي، فيشمل الغارات التي تشنُّها جماعات كبرى لتحقيق مكسب اقتصادي، بما في ذلك أعمال الهجوم التي تستهدف تعطيل نشاط اقتصادي بلد معين او جماعة معينة كما كانت الحالة في الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والأتحاد السوفيتي السابق.
عادة مايكون العنف الجماعي عنفاً يبغي تحقيق غاياته بأستخدام اي وسيلة لأجل فناء او اخناق صوت اخر وقد انتشر هذا العنف بشكل كبير في عالم اليوم الذي نعيشه تحت مسميات مختلفة اكثره شهرةً هو الإرهاب الذي يقول عنه جان بودريارد "هناك سبب عميق وراء الإرهاب: وما لا يمكن تحمله، هو البؤس، الألم اوالشقاء اقل مما هي القوة ذاتها وعجرفتها، وماهو غير قابل للتحمل وغير مقبول، هو بروز بروز هذه القوة العالمية الجديدة"
خاتمة
"نحن لانعرف من نكون إلا عندما نعرف من ليس نحن، وذلك يتم غالباً عندما نعرف (نحن ضد من؟)". إن “الأنا والهم” هي إحدى اكبر اسباب استشراء العنف في العالم مع الحالات الأجتماعية الأقتصادية والتي هي الأخرى تستغل من قبل قادة العنف ليصبوا مثل هذه الحالات إلى بودقة الهوية، وقد يعلها الشخص ذاته حين يحاول ان يحول فشله في المجتمع إلى نجاحٍ في "الأخرة" عندما يلجئ إلى اللحية والسواك اللتان تصنع منه "المتميز الأذكى" والحالة نفسها عند لأجيء سكنة "الغرب" إلى التطرف ولكن الفرق انه يتوجه إلى "النجاح" من اجل نفسه لاغير. اسباب العنف في العالم اكثر من ان تحصى او ان توجه إلى جماعة بذاتها فالولايات المتحدة الأمريكية تدعو العالم إلى قبولها كدائرةٍ لمركز شرطة كونية تتعامل مع المسيحيين والهندوس والمسلمين ومع الكون بأسره، و "مديرها" السيد بوش يفتتح كل جلسة من جلسات رئاسة وزراء مركزه الكوني بالصلاة، (المسيحية طبعا) وهو قد استحدث جلسة شرح الكتاب المقدس في البيت الأبيض بعهديه القديم والجديد بعدما كان اسلافه قد الغوها.
لأسباب عديدة العالم اصبح عنيفا اكثر مما كان متوقع له، ولكن يبقى السبب الأكثر واقعية للعنف هو نظرية ((نحن، وهم)).
المصادر

1. محاضرات الدكتور مهدي جبر مهدي/رئيس قسم القانون والسياسة في جامعة صلاح الدين في اربيل/العراق
2. صامويل هنتكتن/صدام الحضارات/الطبعة الثانية/ترجمة: طلعت الشايب/ص47، ص413، وصفحات اخرى.
3. http://www.dw-world.de/dw/article/0,2144,1783738,00.html
4. عنف العالم /جان بودريارد، ادكار موران/ ترجمة عزيز توما/الناشر: دار الحوار للنشر والتوزيع ص 57
5. تقرير لمنظمة الصحة العالمية/صادر في عام 1995
6. تقرير تم إعداده في نيسان الماضي عن المخابرات المركزية الأمريكية حول الإرهاب في العالم وقد كانت موقع ال BBC وتلفزيون الجزيرة قد نشرا اجزاء منه.
7. عنف العالم/جان بودريار/ ص 65 وصفحات اخرى
8. جان دريادر/ذهنية الإرهاب/الطبعة الأولى/2003/المركز الثقافي العربي/الدار البيضاء، المغرب/ص25 وصفحات اخرى.
9. أد فوليامي/ذهنية الإرهاب/الطبعة الأولى/2003/المركز الثقافي العربي/الدار البيضاء، المغرب/ص150
10. http://www.iraqiwriter.com/Iraqi_Writers/azad/a_article_xzcv.htm



#هشام_محمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - هشام محمد علي - أستشراء العنف