أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - وليد المسعودي - التعليم وصناعة الخوف لدى الطلبة .. نحو تعليم عراقي جديد














المزيد.....

التعليم وصناعة الخوف لدى الطلبة .. نحو تعليم عراقي جديد


وليد المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 1742 - 2006 / 11 / 22 - 11:42
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


يظهر التعليم في العراق بعد زوال الدكتاتورية ضمن اشكال وصور متردية غير منتجة لما هو جديد ومختلف عن جاهزيات التعليم المنجز طيلة عمر "الدولة الوطنية" من مناهج واساليب وطرائق تدريسية وفضاءات تربوية مدرسية متعثرة عن تحقيق التوحد بين قيمة التعليم كفضاء معرفي علمي وبين قيمة الانسان كذات متغيرة ومتطورة وفقا لطبيعة الزمان والمكان المعاشين ووفقا لمدى تصاعد الحاجات والمتغيرات التي تشمل الحياة الاجتماعية والثقافية السائدة، كل ذلك لم يستطع التعليم في العراق تحقيقه، بسبب جمود المؤسسة التربوية وارتباطها الوثيق بثوابت الدولة الحزبية ذات الفضاءات المعرفية المغلقة، بحيث لو اجرينا بحثا ميدانيا مشتركا مع الطلبة والمعلمين والقائمين على المؤسسة التربوية.

 فأننا نجد التعليم فضاء منتجا للخوف والجهل والاستبداد، بالرغم من التغيير الذي حصل في العراق متمثلا بزوال نموذج الاستبداد القومي وقيمه النهائية المغلقة ،إذ ماتزال المدرسة تمارس ادوات الضبط القهري عن طريق اساليب تخويف الطلبة عبر وسائل بدائية قد تجاوزها التعليم الحديث متمثلة بالعصا الغليظة (وهنا اشارة الى سلاح المعلم السلطوي) التي لا تقوم تعليما ولا ترشد اجيالا تربوية نحو مجالات حديثة من التربية والمعرفة ، تلك التي تؤسس الاختلاف عن تربية الاضطهاد والخوف التي تعلمها العراقيون كثيرا عبر ادوات السلطة القمعية وحروبها وانتهاكاتها المجانية لقيمة الانسان المادية والمعنوية ،فالمعلم يجد الصعوبة في كيفية التعامل مع الطلبة عبر اساليب الحوار والتفكير الهادئ او ربما تغيب عن ذهنه في كثير من الاحيان هذه الاساليب، وذلك لتماهيه مع وسائل الضبط القهري كنماذج وحيدة ثابتة لديه ، بسبب ضعف القابليات التربوية في انتاج وعي مغاير لما هو عليه من تعامل سلبي مع الطلبة، الى ان اصبح الطلبة انفسهم في حالة تقبل مطلق لطبيعة هذه الوسائل السلبية المتبعة في الضبط والحصر، وكأننا في ثكنة عسكرية يوجد فيها الكثير من هرميات الطاعة والخضوع، الى ان اصبح الضابط (المعلم) ذاته مصدرا لانتاج التماثل الاعمى في المعرفة والتربية والادراك لدى الطلبة، ولان الدولة في العراق ضمن المرحلة الراهنة متشظية في ابعادها وقيمها غير الموحدة ضمن اطار سياسي معرفي ثقافي، فأن كل ذلك ينعكس سلبا على التعليم من خلال عدم وجود التراكم المعرفي والتربوي في تجاوز حالات او حدود التعليم السلبي، بسبب ارتباط المؤسسة التربوية بالسياسي الذي يفتقر الى مقومات نهوض تعليم عراقي جديد، كل ذلك يجعل ثقافة الخوف لدى الطلبة راسخة وحاضرة بشكل كبير، ومن ثم هنالك عدم توفر الرغبة الجوهرية في التعليم لدى الطلبة بسبب ازدواجية الخوف المتبعة من المؤسستين من الاسرة التي تريد ابناءها الاستمرار بالدراسة عن طريق اساليب القهر والخوف، وكذلك من المؤسسة التربوية (المدرسة) التي تحارب او تغيب رغبة الطلبة في الاستمرار في التعليم، وصولا الى فضاءات مغلقة من عدم الاهتمام بالمادة التربوية ذاتها، بحيث يصبح هم الطلبة جميعا الخلاص من اليوم الدراسي بأية طريقة ممكنة.
ان صناعة الخوف لدى الطلبة تؤدي الى اضعاف المهمة التربوية ومدى نجاحها في الاتصال والانفصال من حيث الاتصال مع مدركات الطلبة وقدراتهم العقلية في توصيل المادة الدراسية بشكل ناجح واكيد بلا وسائل خوف وضبط من قبل المؤسسة التربوية بل من خلال وسائل الحوار والترغيب بأهمية ومتعة المادة الدراسية من جهة ومن حيث الانفصال عن واقع تربوي متردي عمل على انتاج الكثير من التعثرات في قضية التعليم التي تحولت بدورها الى مصدر اخير ونهائي في التأثير على الواقـــع المجتمعي نحو ثقافة واطر معرفية مختلفة ومغايرة عما هو حاضر في المرحلة الراهنة، وذلك بسبب تداخل السياسي السلبي مع قضية التعليم ذاتها.
لا يمكننا ان نحقق عملية الاتصال والانفصال هذه ما لم تتحقق مجموعة اسس ينبغي ان تأخذها المؤسسة التربوية العراقية بعين الاعتبار، وهذه الاسس يمكننا ان نلخصها كالتالي
1-تحرير المؤسسة التربوية من طارئيتها وهامشيتها المرتبطة بوجود انصاف الاداريين والتعليميين وجميع القائمين على العملية التربوية ضمن وعي غير منجز لقيمة التعليم على انه رسالة تغيير وتحسين وجه الانسان معنويا وثقافيا وانسانيا، إذ يشكل وجود انصاف المعلمين دورا رئيسا في جعل التعليم مجرد تلقين وتفريغ لمحتوى المعرفة في مجالات لا تتضمن المشاركة والتفاعل والعطاء، مع المحيط والعالم المعاش.
2-تحوير المؤسسة التربوية اي جعلها مصدرا للتفكير والحوار والمعرفة المتحررة من كافة المحضورات التي تعيق عملية الابداع والسؤال عن طريق اهتمام المؤسسة التربوية بأهمية الحوار كسبيل انساني في الفهم والتعاون والاستيعاب للذات البشرية، فالمدرسة التي تعطي الاولوية للحوار داخل بنيتها الادارية والمعرفية والصفية هي مدرسة منتجة لادوات الفهم الحقيقي لقيمة التعليم ومنتجة لاجيال تعرف عملية السيطرة على مستقبلها، فثقافة الحوار مفتقدة الى حد بعيد ليس داخل المؤسسة التربوية في العراق بل هي مفتقدة كوعي اجتماعي شعبي بين الكثير من الافراد، والنتيجة هي ان هذه الثقافة مغيبة ومعطلة عن الحضور بسبب الاضطهاد الذي تباشره الذات المجتمعية على المعرفة والثقافة المغايرتين.
3-تكوين مسارات جديدة للتعليم في العراق يتم من خلالها تجاوز جميع المناهج التعليمية الممارسة في مرحلة الدكتاتورية، تلك التي تشيع ثقافة العنف وتمجيد الذات وتفريغ العالم من الحقيقة المتغيرة النسبية ، هذه المناهج ما تزال تعمل على اشباع الاجيال الحالية بفكرة المعرفة الكاملة وان الذات هي مؤلا مطلقا للكمال المعرفي والعلمي والنتيجة غياب ثقافة نقد الذات والشك في مضامينها المعرفية والثقافية. هذه المسارات ترسم المستقبل كفضاء متغير وانه لاتوجد معرفة ويقينيات ثابتة من الممكن ان تحيط وتضبط الثقافة والمعرفة التربوية لدى الاجيال المقبلة في العراق.



#وليد_المسعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو تكوين فلسفة شعبية عراقية
- لحظة إعدام صدام .. نهاية الاستبداد في العالم العربي ؟
- خصائص تربية الابداع في المؤسسة التربوية العراقية
- جماليات الاحتلال
- الثابت والمتحول في انماط الاستبداد(الطريق الى مقاربة وطنية ت ...
- المعرفة العامة نسق ثقافي سلطوي
- المجتمع بين العقل والغريزة
- كتابة السلطة – سلطة الكتابة
- تاريخية العنف في المجتمعات العربية الاسلامية
- سلطة الايديولوجيا
- المصالحة الوطنية بين الوهم والحقيقة
- نحو رسم خارطة جديدة للمواجهة مع القوى الكبرى
- العلمانية المنفتحة - خيارا بشريا جديدا لدى المجتمعات العربية ...
- جاهزية الخطاب الفضائي محاولة لبناء مجتمع عراقي تواصلي
- الحداثة المسلّحة بأشكالها الثلاث
- العنف المنزلي .. سلطة ذكورية أم خضوع نسائي
- صورة أميركا في العراق
- الرأي العام وآيديولوجيا الدولة
- في التربية والعولمة - نحو تربية حداثية جديدة
- الحداثة والتراث في مقاربة جديدة


المزيد.....




- بدء أعمال لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان بمقر الجامعة الع ...
- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: نشعر بالذعر من تقارير وجود ...
- اعتقالات جماعية في جامعات أمريكية بسبب مظاهرات مناهضة لحرب غ ...
- ثورات في الجامعات الأمريكية.. اعتقالات وإغلاقات وسط تصاعد ال ...
- بعد قانون ترحيل لاجئين إلى رواندا.. وزير داخلية بريطانيا يوج ...
- تقرير أممي مستقل: إسرائيل لم تقدم حتى الآن أي دليل على ارتبا ...
- الأمم المتحدة تدعو بريطانيا إلى مراجعة قرار ترحيل المهاجرين ...
- إغلاقات واعتقالات في الجامعات الأميركية بسبب الحرب على غزة
- مراجعات وتوصيات تقرير عمل الأونروا في غزة
- كاريس بشار لـCNN: العنصرية ضد السوريين في لبنان موجودة لدى ا ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - وليد المسعودي - التعليم وصناعة الخوف لدى الطلبة .. نحو تعليم عراقي جديد