أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - صائب خليل - الإنتخابات الهولندية: عواصف شديدة فوق الأراضي المنخفضة















المزيد.....


الإنتخابات الهولندية: عواصف شديدة فوق الأراضي المنخفضة


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 1741 - 2006 / 11 / 21 - 11:05
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


مقدمة عامة:

تستقبل هولندا الإنتخابات البرلمانية الهولندية بعد يومين (تجري الإنتخابات في 22 نوفمبر) بأجواء سياسية متوترة, هي موروث حكومة بالكنندة الثالثة اليمينية المنتهية والتي كانت استمرارا لحكومة بالكنندة 2 والتي اسقطها خروج الحزب شبه اليساري الوحيد فيها, وهو حزب الـ (D66 ) اثر حجب الثقة عن وزيرة الهجرة والأجانب من حزب (VVD) المعروف بحزب الشركات والأغنياء. وقد جرت احداث حجب الثقة عن الوزيرة التي اتهمها الكثير بالعنصرية وشبه آخرون اعمالها بالنازية, جرت تلك الأحداث بشكل صاحبه الكثير من علامات الإستفهام. فلم يكن حجب الثقة قد نتج عن احد القرارات او التصريحات العنصرية لتلك الوزيرة وهي كثر, لكن لموقفها من النائبة البرلمانية السابقة, والتي فضحت احدى الأفلام الوثائقية كذبها فيما يتعلق باسمها وعمرها وطريق هجرتها. حينها واجهت الوزيرة مشكلة عويصة. فأيان المهاجرة يجب ان تفقد جنسية اكتسبتها بسبب الكذب حسب القانون الهولندي الصريح. ثم كانت هناك مشكلة في البرلمان, حيث ان هذه الشخصية البرلمانية المنتخبة, أيان هرسي علي, شخصية مزيفة لا وجود لها. كما ان سحب الجنسية منها يعني طردها من البرلمان مباشرة, وهو ما يعني ان البرلمان كان يحوي 149 عضواً بدلاً من 150 لعدة سنوات ماضية, اضافة الى الفترة التي ستمضي لحين الإنتخابات التالية. أيان قالت انها اخبرت الحزب بكذبتها, مما يفترض محاسبة الحزب لتقديمه شخصية مزيفة الى ناخبيه وشعبه, وهو ما لم يحدث, ولا ادري لماذا. حاولت الوزيرة, التي كانت تخوض حملة انتخابية لقيادة حزبها في ذلك الوقت, وكان شعارها ورصيدها انها حاسمة عادلة قاسية في الحق, فكان من المضحك ان تعامل ايان بشكل مختلف. لكن الأمور جرت على غير ما تتوقع وواجهت هجوماً هائلاً من اعضاء حزبها وبقية البرلمان (تصوروا!) بسبب ذلك..برلمان يدافع عن برلمانية كذبت عليه وزورت اسمها!

المهم, ان تطورات الأمور سارت بشكل عجيب انتهت بمطالبة حزب الـ (D66 ) بطرد وزيرة الهجرة, وهو ما رفضه حزب الشركات الـ (VVD ) لأن عنصرية وزيرته وقسوتها تجاه الأجانب كانت احد اهم ركائزه الإنتخابية, فإن خرجت ذهبت معها اهم اسباب المصوتين له للبقاء معه, وبالتالي الذهاب الى احد الأحزاب العنصرية الصغيرة التي تكاثرت والتي تتنازع اصوات كارهي الأجانب مع هذا الحزب.
حزب (CDA ) المسيحي الديمقراطي فضل الحفاظ على علاقته مع الـ (VVD ) الأكبر, والذي وضع الأمر على المحك, على حزب الـ (D66 ) الأصغر والذي كان يعاني ازمة سياسية قاتلة بسبب دخوله في حكومة يمينية استهلكت كل دعم مؤازريه له. تلك الأزمة التي حاول ان يحلها بالإصرار قبل فترة على موقف مبدئي رافض لمشاركة القوات الهولندية في اوروزغان في جنوب افغانستان, وهو الأمر الذي كشف القدرة الهائلة للسياسة الأمريكية للتدخل في الشؤون الهولندية من صحافة وسياسة, وتسببت النار التي اشعلتها ازمة اوروزغان في استقالة رئيس الحزب والقضاء على الحزب عملياً, حيث تتراوح التوقعات له ان يفوز بمقعد واحد او اثنان في الإنتخابات الحالية, وقد كان منذ تأسيسه عام 66, ومن هنا جاء اسمه, حزباً هاماً شارك في العديد من الحكومات الهولندية.

من ناحية اخرى اشرت الإنتخابات البلدية التي جرت قبل اشهر, اتجاها يسارياً خطيراً بالنسبة الى احزاب اليمين الحالكمة وخاصة حزب الـ (VVD ), الذي ارعبته النتائج فاستقال رئيس كتلته البرلمانية بسبب تلك الإنتخابات.

كذلك تأتي الإنتخابات اثناء اكتشاف فضيحة تهز حالياً وزارة الدفاع عن اشتراك الجنود الهولنديين بتعذيب معتقلين في العراق اثناء مساعدتهم للقوات الأمريكية, وهو امر كان لدى الحكومة "مؤشرات" على حدوثه, إلا انها لم تحقق فيه بشكل رسمي كما اخفت تلك الحقائق عن البرلمان. هذا الأمر قد يؤثر قليلاً في غير صالح حزب الـ (VVD ) اليميني الذي ينتمي اليه كل من وزير الدفاع ووزير الداخلية, فيما تخلى عنهما كل من رئيس الوزراء ووزير الخارجية المنتميين لحليفهما في الحكومة, الحزب المسيحي الديمقراطي (CDA ), بالتعبير عن صدمتهما للإشاعات.

تعاني احزاب الحكومة ايضاً من قانون الإيجار الجديد, وهو قانون معقد سيء السمعة يتوقع ان يتسبب في زيادة حادة في اسعار ايجارات لكل من الثلاثة ملايين من البيوت المؤجرة, والغاء ضمان مبلغ الإيجار والغاء المساعدة على مبلغ الإيجار من خلال تركها لحرية السوق. وهي اجراءات قد تعني اضافة الى زيادة الإيجارات, الى اجبار الشخص الذي يفقد عمله على الإنتقال الى بيت اخر. ايد القانون الذي جاء بتغطية اعلامية بسيطة كل من الأحزاب (اليمينية): (VVD, LPF, SGP, CDA) وصوتت ضده احزاب اليسار (PvdA, Groen Links, Christenunie, D66 en de SP ) وقد وجهت اليه انتقادات حادة من قبل منظمات المستأجرين ونقابات العمل وكبار السن وايضاً شركات السكن والبلديات القانونيين.

حسب مكتب الإحصاء المركزي فأن برامج اليمين: (CDA ,VVD و D66 ) يقدم اكبر فرصة للنمو الإقتصادي وتخفيض البطالة ومواجهة العجز, اما برامج اليسار ( GroenLinks و SP و PvdA) فتعتبر الأسوأ من هذه الناحية. وبالطبع ليس هذا غريبا فبرامج اليمين والوسط تركز كثيرا على اعفاءات ضريبية تنشيطية للشركات, بينما تركز برامج اليسار على المشاريع الإجتماعية والبيئية اكثر, وهي مشاريع ليست لها مردود اقتصادي مباشر سريع. رغم ذلك يصر الخضر على ان برامجهم هي التي ستقدم افضل واوسع حل لمشكلتي البطالة والبيئة بضمنها مشكلة الإحتباس الحراري.

ومن الأمور الجانبية الجديرة بالذكر ما أثارته منظمة "لا نثق بحاسبات التصويت" (Wij Vertrouwen Stemcomputers Niet ) من مشكلة هامة كان يجري التغاضي عنها عن عمد في المجتمعات الديمقراطية الغربية رغم جهود مكثفة لمثل هذه المنظمات للتحذير من امكانيات التزوير باستعمال الحاسبات. والطريقة التي استعملتها هذه المنظمة هي انها تمكنت من "التنصت" على عملية تصويت يفترض ان تكون سرية, من خلال التقاط الموجات التي تطلقها الحاسبة (Nedap ) المستعملة في عملية التصويت اثناء اجراء التصويت, خاصة للمصوتين على احزاب يحتوي اسمها على حروف خاصة. ورغم ان هذه المشكلة ليست الأكثر حدة في ازمة الثقة هذه إلا انها كانت اسهل اثباتا ولفتاً للنظر. اما المشكلة الحقيقية التي تجهد المنظمة وغيرها للفت النظر اليها فهي ان الحاسبات يمكن ان تزور نتائج الإنتخابات بالفعل خاصة وان برامج الحاسبات المستعملة في العالم (كلها او الغالبية الساحقة منها حسب علمي) برامج سرية لايكشف عن محتواها بحجة حق الشركة الصانعة لها بضمان عدم تقليدها, وهي حجة واهية جداً بقياس الخطر الشديد الذي تسببه على كل مجرى الديمقراطية. بالطبع يستطيع صانعوا هذه الحاسبات توجييها مسبقاً او من بعد لكي تغير نتائج الإنتخابات بشكل غير مبالغ فيه ولا يثير الشكوك, وفقط في الحالات التي يكون فيها ذلك التزوير مؤثرا في النتيجة.
تدعو المنظمة الناخبين الى التعبير "المهذب" عن احتجاجهم وعدم ثقتهم بالحاسبات من خلال تسليم رسالة اعتراض الى لجنة الإنتخابات اثناء زيارتهم لغرض التصويت, وان هذا من حقهم الدستوري المعترف به. ونحن هنا نشجع قراءنا من الناخبين على مساندة جهود هذه المجموعة من الشباب وتقديم مثل تلك الورقة سعياً اما لإلغاء الحاسبات او الإلتزام بفتح محتوى برامجها.


الأحزاب:

حزب العمل, وهو اسوأ الأحزاب اليسارية سمعة من ناحية تغيير تصرفاته بعد كل انتخابات واكبرها, كان يستعيد موقعه المميز بعد هزيمة عام 2002 (رغم حصوله على الدرجة الثانية) وخروجه الى صفوف المعارضة, فاليمين كان دائماً مخلصاً ليمينيته عندما يصبح اولاً على عكس اليسار, فكلاهما يختار حزباً يمينيا لمشاركته عندما يفوز. وصلت التقديرات لحزب العمل الى اكثر من 60 مقعداً في البرلمان قبل بضعة اشهر بقيادة الوجه الجديد نسبياً ووتر بوس, وفي خضم حملة الإنتخابات البلدية, لكنه استمر في التراجع بشكل غريب ليصل الى مايزيد عن نصف ذلك العدد بقليل في هذه الأيام. هذا ا لتراجع جعل بوس يغير لهجته المفضلة عادة للتحالف مع اليمين – الوسط في تكوين الحكومات, ليرحب باحتمال حكومة يسارية ان فاز بالمرتبة الأولى.

أما حزب الـ (CDA), اكبر احزاب الحكومة, فكان يعاني من ازمة ثقة داخلية شديدة. فالمصوتين له يلوموه على ابتعاده عن القيم المسيحية لصالح قيم الشركات اتباعاً لشريكه الـ (VVD ). وقد تبين ذلك بوضوح عندما تحداه قائد المجموعة البرلمانية لحزب العمل (PvdA ) في مناظرة ان يذكر له مثالاً واحداً صوت فيه حزب الـ (CDA) او جاء بمبادرة تضع كلفة اضافية على اغنى الطبقات, مثلما فعل مع الطبقات الأخرى, فلم يتمكن من اعطاء ذلك المثال.

اليوم يدور الصراع الأساسي بين اليسار المؤمل ان يفوز حزب العمل بالمركز الأول لتشكيل حكومة يسارية ( او حتى نصف يسارية ان تراجع بوس عن وعوده, وهذا محتمل) بدلاً من الخيار المخيف لإستمرار نفس الحكومة اليمينية التي عانى الشعب كثيرا من قراراتها المهرولة وراء الأمريكان والغنية بالفضائح. لكن حزب الـ (VVD) لايبدوا قادراً على مساندة شريكه (CDA) بعدد كاف من المقاعد لتكوين حكومة اغلبية, لذا يجري اليوم الحديث عن احتمال تكوين حكومة اقلية (تكون حكومة قلقة, لكنها تستطيع عادة الإعتماد على احزاب صغيرة غير مبدئية في البرلمان لمساندة قراراتها, كما يحدث الآن لدى حكومة بالكنندة 3) من الحزبين في حالة فوز الـ (CDA) وهو ما اعتبره بعض الأحزاب احتقاراً لرأي الناخبين.

حقق حزب (SP ) الإشتراكي نتائج باهرة غير مفهومة على الإطلاق في استطلاعات الرأي مؤخراً. فقد سبق الإنتخابات اجراء تغييرات هامة ضد مبادئ الحزب, اضافة الى التراجع المبدئي في دعمه للمهاجرين, والذي غاب هذا الحزب عن المشاركة فيه بفعالية في السنوات الأخيرة مفضلاً موقفاً قريباً الى الأحزاب الشعبوية. من الأمور التي تراجع عنها الحزب مؤخراً رفضه السابق لحلف الناتو, ودعوته لألغاء الملكية او التقليل من صلاحية الملكة, اضافة الى ذلك فقد صوت لصالح قوانين تحد من الحرية الشخصية لصالح "الحرب على الإرهاب" تاركا حزب الخضر وحيدا في معارضتها. هذه التغييرات يمكن ان تفهم كمقدمة لتشجيع الأحزاب الأخرى الأقل يسارية مثل حزب العمل للتحالف معه, لكنها قرارات غير شعبية ولا تفسر على الإطلاق التصاعد الإنفجاري في شعبيته حيث بلغت التوقعات اكثر من عشرين مقعداً بل قاربت الثلاثين احياناً, وهو الحزب الذي لا يملك غير تسعة مقاعد برلمانية اليوم! فالمتوقع في مثل هذه الظروف من المنافسة المتشنجة ان تتناقص حصة الأحزاب الصغيرة لحساب الكبيرة, خاصة ان لم يكن الفرق بينها كبير من الناحية السياسية, وهو ما حدث بالضبط لحزب اليسار الأخضر (GroenLinks) ويتوقع ان يحدث له في الإنتخابات القادمة. هذه ظاهرة انتخابية معروفة حيث "يمتص" الحزب الكبير الأصوات الستراتيجية للمجموعة السياسية القريبة منه, وهي اصوات تتوجه الى اقرب حزب كبير من الحزب المفضل, بقصد التأثير في تشكيلة الحكومة, على حساب الحزب المفضل سياسياً. ان الصعود المفاجئ للحزب الإشتراكي (SP ) الى الموقع الثالث في التقديرات, والهبوط المرافق له والمتزامن معه للحزب اليساري الأكبر (PvdA ) قد يكون من اسرار السياسة الهولندية الخفية التي ستكشفها الأيام.

بشكل عام يمكن اعتبار حزب الخضر اليساري او (اليسار الأخضر, حسب الترجمة) (GroenLinks) اقرب الأحزاب اليسارية الى اليسار الحقيقي مشاركة للحزب الإشتراكي الذي له مواقف اقتصادية اكثر وضوحاً بالنسبة للطبقات الأكثر فقراً ورغم موافقة زعيمة حزب الخضر فمكا هالزما على تغيير مثير للجدل لشروط الطرد من الوضيفة مؤخراً. وهو ايضاً بلا شك الحزب الأقرب الى مواقف الدفاع عن حقوق المهاجرين في وجهة هجمة عنصرية إعلامية وسياسية لم تشهدها هولندا منذ مطاردات اليهود في الحرب العالمية الثانية وقبلها. لاشك ان موقف الخضر من المهاجرين مسؤول اضافة عن قوة "الشفط" للحزب اليساري الأكبر عن تدهور عدد المقاعد المتوقعة للحزب. فحتى المهاجرين الذين يعرفون اصدقائهم تماماً يفضلون التصويت للعمل خوفاً من شبح حكومة يمينية قادمة, تماماً كما فعلوا في انتخابات البلدية الماضية واخرجوا حزب (LPF ) المعادي للأجانب لصالح حزب العمل في روتردام ومدن اخرى.
ومن المواقف التي تحسب للخضر معارضته لمشروع الإندماج الأخير ذو السمات العنصرية الصريحة حيث يفرض على الهولنديين من الأصول المهاجرة والذين لايجيدون الهولندية بشكل كاف دخول دورات تعلم يدفعون تكاليفها الباهظة بغض النظر عن اعمارهم وظروفهم, بينما يتمتع الهولندويون الأميون من اصل هولندي (نعم يوجد مثل هؤلاء) بدورات تعليم غير الزامية ولا تلزمهم بأية مدفوعات للمشاركة بها. هذا القانون الذي أقر ويتوقع تنفيذه قريباً رغم وجود صعوبات تقنية عظيمة, حصل على مباركة حزب الـ (SP) المؤسفة بحجج واهية وسخيفة ناقشتها اكثر من مرة على صفحة الحزب في الإنترنيت, ولا يسعني إلا تفسير موقف الحزب بأنه محاولة لكسب اصوات معادية للأجانب تدعو للمزيد من القسوة عليهم حتى عن طريق قوانين تمييزية عنصرية.

إضافة الى ذلك فحزب الخضر هو الأكثر قرباً من الدفاع عن الطبيعة (وهو موقف مشابه للحزب الإشتراكي (SP), كذلك له المواقف الأكثر شجاعة فيما يتعلق بنقد السياسة الأمريكية (الحملات العسكرية للتدخل الخارجي, مع ملاحظة تأييد الخضر للحرب على افغانستان وهو الموقف الذي ندمت عليه هالزما في كتاب لها مؤخراً, وهي الحرب التي عارضها الـ (SP) ) وكذلك الضغوط الأمريكية على السياسة الهولندية مثل الإندفاع لإقرار قوانين محاربة الإرهاب التي تحد من الحرية الشخصية وقدسية المعلومات الشخصية, ولحزب الـ (SP) مواقف اضعف فيها. أما في الموقف من اسرائيل واعتداءاتها فأن لحزب الخضر بممثلته الجريئة الأيرانية الأصل فرح كريمي السبق على الجميع. إضافة الى ذلك فموقف الخضر هو الأوضح تأييداً لدخول تركيا الى الإتحاد الأوربي بخلاف الأحزاب الكارهة للمسلمين والأحزاب المجاملة لتلك الكراهية.

إضافة الى هذه الأحزاب يشارك في الإنتخابات حزب "المسلمون الديمقراطيون" على القائمة 21 والتي اعطيت لهم دون اسم في قائمة الإنتخابات بسبب اشكالات اجرائية.
ولهذا الحزب توجهات اسلامية ديمقراطية كما هو واضح من اسمه, ويدعو الى مجتمع متعدد الثقافات والى حياة اكثر امناً ومجتمع اكثر عدلاً وحماية اجتماعية والى تطوير وتجديد الإدارة ورفع القوة الإقتصادية للجميع. ويأمل تحقيق هذه الأهداف من خلال الغاء الفرقة الإجتماعية والعمل على التظامن والإندماج الإجتماعي واحترام رأي الآخر ومحاربة التطرف والمزيد من الإهتمام بكبار السن من المهاجرين كما يدعوا الى اقرار الإستفتاء كأداة ديمقراطية لدوام التعبير عن رأي الشعب في قرارات الحكومة, والى اختيار رئيس البلدية عن طريق الإقتراع (وهو من اهداف حزب الـ (D66 ) التي حرمه منها شركاؤه في الحكم وكاد الأمر ان يمزق الحكومة قبل سنوات)

أما الأحزاب التي تتخذ موقفا صريح العداء من المهاجرين فهم حزب "أين إن إل" (حزب رقم واحد هولندا) يقوده باستورز ويشاركه اضافة الى مجموعة من عنصريي روتردام, رئيس المجموعة الإسلامية المسماة "الأحمدية" وهي مجموعة رفضت بقية الجهات الإسلامية الإعتراف بها كجهة اسلامية وحاولت وزيرة الهجرة فرضها عليها. ووجود هذا الرجل في هذا المكان تعبير عن اقبح نفاق, وقد واجه نقداً شديداً من بعض تابعيه. هذا الحزب يحصل الآن على مقعد واحد حسب الإستبيانات.

حزب ويلدرز المنشق من حزب (VVD ) يحصل على اثنين او ثلاثة مقاعد, وتشارك فيه مرشحة صينية رغم ان احد اهدافه منع الهجرة لغير الغربيين الى هولندا لمدة خمسة سنوات, وقد قلت رأيي لهذه المرشحة التي لاتجد ضيراً في التمييز ضد ابناء جنسها رأيي على صفحة كانت تناقش بها ناخبيها الصينيين, وقد نشرت رسالتي فعلاً والتي اخبرتها بها ان من حسن الحظ انها تحتل الموقع 14, وهو موقع بعيد الإحتمال تماماً فلا خطر منها ان تسيء لسمعة الجالية الصينية بظهورها ممثلة لحزب يوجه الإحتقار لهم ولغيرهم من المهاجرين.

كذلك هناك حزب يسمى "حزب الديمقراطية المستمرة" مؤسسه متحمس سابق لحزب الـ (VVD ) ويتخذ قانوناً جديداً للإنتخابات يؤمن استمرار قيادة الناخب لممثليه حتى بعد الإنتخابات. الطريف في الأمر ان هذا القانون كنت قد اعددته منذ فترة وكان على حاسبتي, وقد كان التشابه بين ما كتبت وما كتب عن اساس تشكيل الحزب متشابها الى درجة لم اتمكن, بعد بضعة مراسلات, من اتهامهم بأنهم سرقوا كتابتي من الحاسبة او بطريقة ما. وهو ما استهجنوه, بعد ان اعترفوا بوجود "تشابه شديد" بين فكرة الحزب واقتراحي, ورفضوا ان يبينوا لي زمن تلك الكتابة ومراحلها مما زاد حماسي لشكوكي. لم اتمكن من نشر فكرتي وقتها بسبب صعوبة اقناع اي صحيفة بنشر اي شيء تقريباً, لكني ربما ترجمتها الى العربية لاحقاً.

لا ننسى اخيرا الحزب المختص بالدفاع عن الحيوانات والذي تقدر له الأستبيانات مقعدين في البرلمان القادم.

إذن نرى بالنسبة للناخب المهاجر اليساري يكون خياره محصوراً بين احد الأحزاب اليسارية الثلاثة: حزب العمل (PvdA ) وهو ما يفترض اختياره في حالة اعطاء الأولوية لحكومة ذات طابع يساري, او حزب (SP) الإشتراكي, وهو الأوضح اشتراكية في مواقفه الإقتصادية, او حزب (GroenLinks ) اليسار الأخضر, وهو الأكثر مبدأية في مواقفه من المهاجرين والأقليات والبيئة والسياسة الأمريكية والإسرائيلية. أما بالنسبة للمهاجر غير اليساري او ذو التوجه الديني المعتدل فربما كان الخيار الأفضل هو حزب الديمقراطيين الإسلاميين (قائمة 21), وافضل من كل ذلك ان يذهب الناخب الى مواقع الأحزاب نفسها ليختار بنفسه.


روابط: لمقارنة المواقف المختلفة لمختلف الأحزاب يمكن الإستفادة من الرابط التالي:
http://www.verkiezingsbijlage.nl/nl-Home-De_peilingen-Verkiezingsstandpunten.php

كذلك يمكن الذهاب الى مواقع الأحزاب الخاصة:
حزب العمل (PvdA ): http://www.pvda.nl
حزب (VVD ) : http://www.vvd.nl
حزب (CDA) المسيحي الديمقراطي: : http://www.cda.nl
حزب (D66 ): http://www.d66.nl
حزب (SP) الإشتراكي : http://www.sp.nl
حزب (GroenLinks ) اليسار الأخضر: http://www.groenlinks.nl
حزب الديمقراطيين الإسلاميين: http://www.islam-democraten.nl



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطة طوارئ للدراسة الجامعية في زمن الإرهاب
- كيف يتخذ الإنسان العراقي موقفاً من كل هذا؟ -2: ضرورة القراءة ...
- كيف يتخذ الإنسان العراقي موقفاً من كل هذا الضجيج؟
- الحكم على صدام, فرحة نصر وتفاؤل حذر
- الحكم على صدام, وتفاؤل حذر
- أمسك خصمك متلبساً بقول الحق وامتدحه!
- كيف عادت -صدام حسين يلوك النه-؟
- نظرية بابل*
- أحداث العراق الجسيمة: غزلان وتماسيح
- غيلان: تعويذتنا الواقية من الإنهيار
- برلمانيوا العراق كقدوة حسنة
- اللصوص تشكر حماتها علناً
- إنه يبكي، ذلك القاضي الذي اسعدكم!
- أبي يجد جواباً لحيرته: بحث عن الحقائق في موضوع العنف في العر ...
- وجيهة الحويدر إمرأة تخاف ظلها
- أبي يفتش عن جواب لحيرته : بحث عن الحقائق في موضوع العنف في ا ...
- العراق المترنح بين فدراليتي الإبتزاز والجبن
- ملاحظات حول وثيقة المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي العراقي
- العلم العراقي: المشكلة والحل
- قرار الرئيس


المزيد.....




- لماذا تهدد الضربة الإسرائيلية داخل إيران بدفع الشرق الأوسط إ ...
- تحديث مباشر.. إسرائيل تنفذ ضربة ضد إيران
- السعودية.. مدير الهيئة السابق في مكة يذكّر بحديث -لا يصح مرف ...
- توقيت الضربة الإسرائيلية ضد إيران بعد ساعات على تصريحات وزير ...
- بلدات شمال شرق نيجيريا تشكل وحدات حماية من الأهالي ضد العصاب ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود- على أهداف في العمق الإيراني و ...
- قنوات تلفزيونية تتحدث عن طبيعة دور الولايات المتحدة بالهجوم ...
- مقطع فيديو يوثق حال القاعدة الجوية والمنشأة النووية في أصفها ...
- الدفاع الروسية: تدمير 3 صواريخ ATACMS وعدد من القذائف والمسي ...
- ممثل البيت الأبيض يناقش مع شميغال ضرورة الإصلاحات في أوكراني ...


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - صائب خليل - الإنتخابات الهولندية: عواصف شديدة فوق الأراضي المنخفضة