أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مجدي جورج - لم يكن ماكس ميشيل الأول ولن يكون الأخير















المزيد.....

لم يكن ماكس ميشيل الأول ولن يكون الأخير


مجدي جورج

الحوار المتمدن-العدد: 1741 - 2006 / 11 / 21 - 11:03
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


صفحات من تاريخ الأقباط (1)
تصادف أن وقع في يدي كتاب "تاريخ الأمة القبطية لمدام بوتشر" مع صدور حكم القضاء برفض الدعوى المقامة من المستشار نجيب جبرائيل ومجموعة من المحامين الأقباط ضد ماكس ميشيل للتعلل بأنهم ليسوا ذوى مصلحة في إقامتها.
فرحت أتصفح هذا الكتاب واكتشفت من خلاله أن ظاهرة عبده مشتاق لاتقتصر فقط على من ينتظرون في عصرنا الحالي بجوار التليفون عند اى تغيير وزاري على أمل تكليفهم بكرسي الوزارة ولكن أيضا اكتشفت أن لكرسي الأسقفية والبطريركية شوق أكثر في أنفس العديدين الذين يتوسمون في أنفسهم كذباً اللياقة لهذا الشرف العظيم.
وعن هذا الأمر تحدثنا مدام بوتشر وتقول: هناك شخصين ذاق الأقباط والكنيسة بسببهما الويلات العظيمة بسبب شوقهما وسعيهما إلى بلوغ كرسي الأسقفية وكرسي البطريركية دون أن يملكا ما يؤهلهما لذلك. وهذان الشخصان هما:
أولاً: القس حنا التي اشتاقت نفسه للأسقفية:
ففي زمن الحاكم بأمر الله الذي كثرت فيه الويلات والاضطهادات على الأقباط.وفى زمن البطريرك زخريا الذي كان يرفض ماكان متبع من بعض البطاركة السابقين له الذين كانوا يرفضون ترقية أي أحد لدرجة السقفية إلا بعد دفع مبلغ من المال بينما البطريرك زخريا كان يمقت هذه العادة القبيحة وصار يدقق في رسامة الأساقفة.
وتقول مدام بوتشر: انه كان هناك رجل يدعى القس حنا كاهناً على أبرشية إبى نفر وهى قرية بالجيزة وبلغ به الشوق من منصب الأسقفية مبلغاً عظيماً حتى ذهب للبطريرك زخريا من اجل هذه الغاية فقدم البطريرك طلبه لمجمع الأساقفة ولما كان حنا غير صالح لهذه الوظيفة فإن المجلس لم يتردد في رفض طلبه. ولكن حنا لم يرضى بهذا بل ذهب إلى مركز الحكومة في القاهرة وبالنظر لنفوذه في دوائر الحكومة فإنه صمم على تقديم شكواه للخليفة. فلما سمع بذلك الموظفين الأقباط وكان الاضطهاد قد بدأ يشتد عليهم ورأوا المسلمين يحرضون ذلك الكاهن على الشكوى. واجتمع الموظفون الأقباط إلى القس حنا ورجوه أن يكف عن ذلك وكتبوا عريضة للبطريرك يظهرون حرج موقفهم ويرجونه الموافقة على تعيينه أسقف.
ورجع حنا بعد ذلك للبطريركية فلم يجد البطريرك بل وجد أخوه الأسقف ميخائيل الذي لم يعجبه ما فعله حنا ولذا استأجر مجموعة من الأعراب لقتله ولكنه نجا من أيديهم بأعجوبة ورجع للبطريرك فيما بعد وقص عليه ما حدث فتأثر البطريرك من ذلك ووعده خيراً.
ولكن البطريرك عندما عرض أمره ثانية على الأساقفة رفضوا فلم يستطع أن يوفى بوعده لحنا فاغتاظ حنا جداً ودبر المكائد للبطريرك ولأخيه وللأساقفة. فاستدعاهم الخليفة وزج بهم في السجون لمدة ثلاثة أشهر وبعدها أخرج البطريرك وألقاه للأسود فلم تقترب إليه بسوء وفعل هكذا مرة أخرى فلم تمسه الأسود. ومن يومها بدأت الاضطهاد المريع للأقباط حيث أمر بحرق مدينة بابليون بكنائسها والزم الأقباط بشد الزنار ونهاهم عن الاحتفال بعيد الميلاد والغطاس والفصح وحرق الصلبان وهدم الكنائس والأديرة في كل البلاد والتمس المسلمين من الخليفة أن يأمرهم بالتجول في أنحاء القطر لتخريب ما بقى من الكنائس فأجابهم لذلك وأصدر أمره لحكام الأقاليم سنة 1013 بمساعدتهم فطافوا يتلفون ويخربون كل الكنائس ويستولون على ما فيها ووضعوا أيديهم على جميع الأوقاف القبطية .
كل هذه الإضطهادات والبابا زخريا ملقى في السجن لمدة 9 سنوات والحاكم يهدده بالمحاكمة تارة وبالحرق تارة ويرغبه بالهبات والعطايا والترقي إذا أعتنق الإسلام ليحمل الأقباط على النسج على منواله ولكنه لم يتأثر بهذا التهديد وهذا الوعيد بل ثبت للنهاية حتى سئم منه الحاكم وأخلى سبيله فذهب لدير وادي النطرون وأقام هناك وسبب ذهابه إلى هناك كما تقول مدام بوتشر أن الثلاث سنوات الأخيرة في الاضطهاد كانت أشدها وأقصاها حيث أمر الحاكم بإبطال العبادة في جميع الكنائس فلم يكن هناك إلا الأديرة الكائنة في الجبال التي بقيت كي يصلى فيها الأقباط (حتى قيل إن الأقباط كانوا يرشون الحكام ليتركوهم يصلون سرا في منازلهم ) لذا ذهب البطريرك إلى هناك.
ويذكر التاريخ أن أحد الرهبان تمكن بدهائه من التقرب من الحاكم بأمر الله وأصدر أمر منه بالعفو عن الأقباط فعادوا إلى كنيسة القديس مرقوريوس ( أبو سيفين طموه ) وإلى مدينة بابليون. ثم زار الحاكم بأمر الله الكنيسة ورأى مدى احترام وتبجيل الأقباط لبطريركهم فتعجب من ذلك وقال أننا مع كل استعمال نفوذنا المادي وصرف ما في خزائننا وتجريد عساكرنا لم نبلغ بعد أن نخضع الناس بمجرد رسالة بسيطة يوقع عليها هذا الرجل البسيط بإسم الصليب فلا ريب أن للديانة المسيحية من التأثير ما ليس للجيوش الجرارة والقوة العظيمة وخرج من الكنيسة دون أن يطلع احد على حقيقة ما يبطن.
وكان هناك خلق عظيم في الكنيسة وحولها ينتظرون ما يكون في أمر الخليفة فلما خرج لبث البطريرك والأساقفة يظنون أنه سيعود بقوة عسكرية كبيرة ويحاصر الدير ويهلك من فيه.وزاد اعتقادهم بذلك مع مجئ حنا القس محسوب الحاكم بأمر الله والذي غرر به وزين له سجن للبطريرك ولما دخل حنا للبطريرك حياه كأنه لم يحصل منه شيء وهنأه بسلامة العودة وذكر له رغبته في الأسقفية وهنا ضجر الأساقفة وقالوا ما عسى أن يكون هنا الطلب في مثل هذه الشدة والقوا باللائمة على البطريرك الذي قابل حنا وقالوا له لسنا نعلم أيها السيد إلى متى تقودنا ببساطتك وهدوئك إلى المهالك.
وخافوا من أن يمنح البطريرك درجة الأسقفية للقس حنا رغم انه كان السبب في جميع البلايا التي حلت بهم وكان الأسقف ميخائيل أخو البطريرك أشدهم معارضة لحنا ولما رأى حنا ذلك خاف وخرج واحتمى بالجمع فتوسط الأساقفة بين حنا والأسقف ميخائيل الذي طالبوه بالصفح ولاسيما في وقت الشدة هذا فرضي وتصالح وادخلوا حنا إلى الدير وطيبوا خاطره ورقوه إلى وظيفة ايغومانوس وهى أعلى درجة يستحقها حسب قانون الأكليروس,
وبعد ذلك بساعات نما لعلمهم أن الخليفة قادم فظلوا يبكون ظناً أنه قادم لأبادتهم ولكن الخليفة دخل للدير وناولهم ورقة فتأملوها فإذ هي فرمان يقضى بإباحة الحرية لجميع الأقباط وبرد جميع كنائسهم إليهم وإعادة ما سلب من الأواني والأعمدة منها وكذلك إعادة جميع الأطيان والأراضي الموقوفة وكل ما سلبه المسلمون من أيديهم وبذلك انفض دور الاضطهاد الهائل الذي لحق بالأقباط.
وتفرغ البطريرك زخريا لترميم ما تهدم من الكنائس واستمر 12 عام يعمل بجد وبغير كلل حتى تنيح وخلفه راهب يدعى شنودة من رهبان دير القديس مكاريوس وقد استطاع الاغيومانوس حنا في عهد هذا البطريرك أن يحصل على الأسقفية بدفع مبلغ من المال سنوياً يقدر بستين دينار,
وهكذا نجح حنا في مسعاه بعد طول شوق أن يصبح أسقف وأدى مسعاه هذا وتحالفه مع الحكام ضد الكنيسة إلى معاناة الأقباط وتعرضهم لأقسى صنوف العذاب.
فهل يختلف ماكس ميشيل كثيراً عن هذا الرجل؟ الم يسعى منذ زمن طويل لنوال أي درجة كنسية رغم إن مؤهلاته لا تؤهله لذلك ؟
الم يتحالف مع بعض الجهات في الحكومة ووضع يده في يد من يذيق الأقباط العذاب والاضطهاد بسبب شوقه للأسقفية ؟
وللحديث بقية حيث سنتناول في مقالة قادمة سيرة داود الذي اشتاقت نفسه لكرسي البطريرك وأفعاله ومعاناة الأقباط بسبب أفعاله هذه.



#مجدي_جورج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هزيمة الجمهوريين هل تعنى انتهاء فكر المحافظين ؟
- نحن أيضاً نتعرض كل يوم للتصرفات العنصرية
- أسماء محمد زكى وجمال اسعد وبرنامج الحقيقة
- ترحيل العرب المحاميد من النيجر إلى بلادهم الأصلية وأزمة الأع ...
- إبادة الأرمن والقانون الفرنسي بتجريم إنكارها
- اقتحام كنيسة الأنبا تكلا هيمانوت بالشرقية
- صور متعددة وجميلة من انقلاب تايلاند
- ممدوح النمر قصة شهيد وحكاية قرية
- منى يعقوب وإعلام الريادة وأشياء أخرى
- التغييرات الدستورية المزمعة وتمثيل الأقباط
- المال ودوره في شراء الذمم والولاءات في المنطقة العربية
- معايير النصر والهزيمة فهل حقا انتصر حزب الله ؟
- القرار 1701 حساب الأرباح والخسائر
- مجزرة قانا والحرب المستمرة ضد المدنيين
- بيت من خيوط العنكبوت وبيت من زجاج
- سياسة العناد والمكابرة وسياسة قراءة الواقع بذكاء عند قادتنا ...
- الموقف السعودي والموقف العربي من أزمة لبنان
- حسن نصر الله وحزب الله وتدمير لبنان
- مبروك لايطاليا كاس العالم
- بدعة ماكس ميشيل وكنيسته الجديدة والدور الخفي للدولة


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مجدي جورج - لم يكن ماكس ميشيل الأول ولن يكون الأخير