أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسين عجيب - شتاء في غرفة_ثرثرة














المزيد.....

شتاء في غرفة_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1740 - 2006 / 11 / 20 - 08:38
المحور: سيرة ذاتية
    


لمن سأتحدث اليوم؟
أحيانا أجد صعوبة كبيرة في الكلام وفي الإصغاء كذلك, وبما أني لا أجيد إدارة مشاعري, ويؤلمني التسبب بأذى لأحد, وبعد الفشل في اكتساب مهارة الجرأة بلا وقاحة, تتكرر ممارسة الهروب وتتعمق. الانطواء والعيش بشخصيتين يزداد صعوبة وتزداد الحاجة إليه.
في الطفولة البعيدة كانت أحلام اليقظة معادل شبكة ألإنترنيت اليوم, واقع افتراضي متخيّل أو موهوم, لكنه يشغل الحيّز الأكبر في النفس والوجدان, مع فارق جوهري, هناك فضاء ضبابي بلا تشويش خاص بي وحدي, وهنا فضاء شبكي, جهد المتابعة فيه يعادل جهد الخروج.
توجد معيقات كبرى في التواصل المباشر الكلامي والكتابي, توجد صعوبات بالغة في أي شكل تواصلي مع آخر. نسغ الكلام شكوى أو تفاخر, تلك المشكلة.
رؤية جوانب الضعف والسوء عند الآخرين أسهل من عناصر التميز وبقية الصفات المحببة, وبعبارة أخرى النقد أسهل بكثير من الحكم الموضوعي, وفي مختلف المجالات. العكس في النظرة الذاتية, إدراك النقص والعيوب أمر صعب وعسير على خلاف التمركز على الذات والمبالغة في أسطرتها, سمة الطفولة والمراهقة وعلى الأرجح بقية العمر.
لمن أتحدث الآن؟
هو اقرب شكل للاعتراف, وتحوّل إلى عادة وشبه إدمان, كانت أحلام يقظة في الطفولة والمراهقة_ الحصول على القوة والتميّز والحب بشكل رمزي_ ولا يخلو ذلك من أثر في تخفيف التوتر, في الشباب صارت هوس في تجريب الإمكانيات المختلفة للشخصية, وفي المرحلتين بقيت الدوافع الداخلية هي المحرّكة والموجهة لمجمل الخيارات, ليتحول مركز القيادة والتحكّم إلى الخارج, بعد الأربعين, الواقع وعناصره الصلبة يحجز الهيكل الأساسي للفكر والسلوك معا.
شبكة الأنترنيت أو ما يسمّى بالواقع الافتراضي أو العالم البديل, لم تغيّر الواقع العام فقط, أضافت عناصر وعوامل جديدة, قد تؤثر على الجنس البشري كما فعلت الآلة والكهرباء, وربما أكثر. مستوى نوعي مختلف دخل إلى الكتابة والتلقي معا, وأستشعره الآن عبر ثرثرتي, شخصية الأنترنيت(الاعتبارية ربما, لا أجد تعبيرا أنسب), تجمع بشكل غير مسبوق شخصية الأب مع رجل الدين مع الطبيب النفسي مع الابن, في نمط قارئ مفترض أو متخيّل, تجاوز البعد الرقابي مع احتفاظه بالحميمية والواقعية لمختلف الشخصيات الاعتبارية, بما فيها شخصية الأم النمطية, الأنترنيت خفض العتبة ورفع السقف, وفتح الخيال والعقل على فضاء غير محدود, وما زالت شروطه قيد التشكّل, وبعيدة عن التحوّل إلى قيود معيقة وحاجزة.
خطر الأنترنيت(عبر تجربتي الشخصية) الأساسي يتحدّد من خلال تحطيم المعادلة الأولية للكلام والكتابة: متحدث_مستمع أو كاتب_قارئ. يعزّز الأنترنيت رغبة الثرثرة الشفاهية والمكتوبة ويخمّد طاقة ورغبة الإصغاء والتلقّي . أكثر ما يظهر ذلك في الانفجار التعبيري, حيث لا يسع المتتبع سوى القبول بجهله, بعدما صار العجز عن التصفّح الأولي, بارزا ويتعذر إخفاؤه أو مداورته.
لمن أكتب الآن؟
فكرة سابقة وعزيزة ورافقتني طويلا: كنت أرغب في الوصول إلى كتابة ما أرغب بقراءته من آخر بالضبط, كتابة تتجاوز حاجزي الشكوى والمباهاة, وما ثرثرتي بتعرجاتها وعثراتها سوى تمرينات فكرية وروحية من جانب ومسودات تعبيرية من الجانب المقابل, للوصول إلى كتابة تجمع شخصي القارئ والكاتب بنفس الموجة والمشهد. كتابة تحرر كاتبها وتغوي قارئها.
البعض أحبوا ثرثرتي, وأكثر منهم رفضوها. لا تقلقني الآراء السلبية, وتدغدغني بشكل خفيف إشارات الرضا والقبول. في العمق أحاول الاستشفاء بالكتابة وعبرها, هي شكل من معالجة الكآبة, اعرف أنني بحاجة لمساعدة متخصصين, ولا أستطيع تسليم نفسي وجملتي العصبية وذكرياتي الحميمة للغرباء فأكتفي بالثرثرة, للتفريج وتخفيف التوتر, ولرفع سوية ودرجة التقدير الذاتي _المنخفض جدا بالعموم_ خاصة بعد سهرات الندم.
غرفتي باردة وأشكو الجفاف العاطفي الشديد. الشتاء كلّه في غرفتي, أنا فارغ وأشبه ورقة خضراء وسط الصقيع.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيفرات الكلام_ثرثرة
- جمرات تحت الرماد_ثرثرة
- متى كان الوقت غير متأخر_ثرثرة
- ضحايا الابتزاز العاطفي_ثرثرة
- هيجان فكري سلوكي_ثرثرة
- صوت آخر_ثرثرة
- قمر يضيئ اللاذقية_ثرثرة
- ثقوب سوداء في الحاضر_ثرثرة
- الجهة الأخرى_ثرثرة
- بدائل الأم السيئة_ثرثرة
- السعادة ليست في الطريق_ثرثرة
- قبر حسين عجيب_ثرثرة
- سيرورة الحداد الناقص(حلقة كآبة)_ثرثرة
- تورّط عاطفي_ثرثرة
- رسائلي أنا إليهم
- فنون المتعة والاستمتاع_ثرثرة
- رسائلهم_ثرثرة
- مستقبل الشعر_ثرثرة
- إني أستسلم_ثرثرة
- الغراب الأبيض -مسودة ثانية-


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسين عجيب - شتاء في غرفة_ثرثرة