أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق التميمي - اشكالية المعرفة الشاملة والاستبداد الشعري














المزيد.....

اشكالية المعرفة الشاملة والاستبداد الشعري


توفيق التميمي
كاتب وباحث في شؤون التاريخ والذاكرة العراقية

(Tawfiktemimy)


الحوار المتمدن-العدد: 1739 - 2006 / 11 / 19 - 10:13
المحور: الادب والفن
    


بعد ان انهيت قراءاتي للكتاب المهم (الانسان المهدور ) لمؤلفه المعروف (مصطفى حجازي ) والذي جاءتكمله لكتابه الذي اثار جدلا في الاساط الثقافية في ثمانينات القرن الماضي(سيكولوجية الانسان المقهور ).اثارت قراءاتي لهذا الكتاب اشكالية معرفية مازالت تعاني منها الثقافة العراقية يدلل عليها نقص فادح في المكتبة العراقية فيما يتعلق من فضاءت ثقافية ومعرفية خارج الاطار الشعري او الابداع التقليدي لصنوف البلاغة في بقية اشكال السرد الاخرىوالتي تسيدت هذه الثقافة لعقود من السنين للدرجة التي انتجت بها ظواهرا ابداعية وتفرعت تحت ظلالها جماعات ادبية وتحقبت فيها ما يسمى بالاجيال الادبية والتي اثارت الكثير من الجدل والتساؤل لدى الباحثين والمؤرخين والمعنيين بخصوصية الثقافة العراقية واسهاماتها الانسانية.
وازاء ذلك ظلت المشاريع الفكرية والتجديدية والمعرفية التي تتفرع اوتصب في فروع االمعرفة ومجالاتها الحيوية والملتصقة بالواقع وارهاصاته التغييرية ومواكبة تحولاته والسعي لاادراكها وتبسيطهاوخاصة في المجال السياسي والعلوم المتعلقة بعلم النفس السياسي اودراسة ظاهرة الاحزاب او تاسيس الثقافة الديمقراطية اوترسيخ الوعي الاجتماعي وفروضه ونظرياته الحديثة.
بقيت هذه المشاريع بحدود المبادرة الفردية والمبدع الموهوب ذو البصيرة العلمية والوطنية كمحاولات (عبد الفتاح ابراهيم) في الفكر الديمقراطي و(على الوردي) في علم الاجتماع و(فيصل السامر) في الرؤية الجديدة ةللتاريخ الاسلامي و(نوري جعفر) في المشروع العلمي التقدمي ونظرياته الانسانيةو(ابراهيم كبة )في الفكر الاقتصادي و(حسام الالوسي )في المشروع الفلسفي وغيرهم ممن يعدون عدابعدد المحاولات التي لم تتحول لظاهرة ابداعية تاليفية كما هوالحال في المجال الادبي الذي هيمن على الذائقة والسوق العراقيين لعقود من السنوات
لايمكن الخوض في اسباب هذه الظاهرة او الاشكالية المعرفية بهذا العجالة بقدرالذي يعنينا هنا اثارة المشكلة لااستفزاز الاخرين لحلها اووضعها نصب الاهتممام والرعاية.بدلا من الاستفاضة فيها.
تبدو مفارقة هذه الاشكالية واضحة من خلال الهوة الكبيرة ما بين مجريات الوقع الدرامية ومتغيراته الفجائعية وما بين قدرة المثقف على تحليل هذا الواقع واستشراف البدائل الممكنة خارج النسق السياسي التقليدي وفضاءته المحددة بهويات اثنية وعرقية وطائفية تتنافى والمنطق الثقافي والمعرفي وتهدد كيان الوطن والمواطنةاللتين لم تجدا تماهيا ملائما لهما في ادبيات وابداعات ا لكتاب العراقيين الذين افرطو ا كثيرا في الانغماس بالنظريات الاسلوبية الادبية ومدارسها ومعارك اولويات الاجيال الادبيةا واهمال الواقع بحثا واستشرافا ومجريات وكذلك الموروث الثقافي الوطني في بيئاته العراقية المتنوعة.
ولربما بالامكان تاجيل النقاش في هذه الاشكاليةحتى اشعار اخر ولكن الذي لايحتمل تاجيله هو السؤال الذي يلح على المثقف العراقي في هذه المرحلة المتداعية المصبوغة بالدم واهدار الكرامة الانسانية وهزيمة العقل والاعتدال في معركة غير متكافئةيتلخص السؤال ببساطة.:
ماذا نقرا؟وماذا نكتب ؟في مثل هذا الواقع المتداعي والمائل للانهياروالتدميروالخراب.
سؤال استفزازي لفتح ابواب جديدة في فضاء الثقافة العراقية في مرحلتها الجديدة وقد ينفتح على اجابات متشعبة واشكاليات كبيرة تنتظر الحلول والمعالجة
مثلا لماذا افتقرت مكتبتنا الى الان لدراسة نفسية علمية توظف جميع العلوم لبحث (ظاهرة الاستبداد والطغيان )الذي اكان سببا مباشرا بهذا الخراب وعاملا مهما من عوامل العقم الثقافي وتقنيناته التعسفية ؟
لماذا يقف المثقف مذهولا لحد الخرس في تحليل مايجري من نزيف دموي سببه حروب طائفية ومعارك لهويات فرعية ضيقة وهي بالتاكيد نتائج طبيعية لاشكاليات اجتماعية وسياسية وثقافية اهملتها الثقافة العراقية في غمرة انشغالاتها الشعرية والسردية وتحقيب اجيالها،ماعداحسرات يقدمها النص الابداعي لاتغن عن تحليل الظاهرة ولااستشراف بدائلها الممكنة.
ولكن هل يعني ذلك تجاهل صنوف الكتابة والتاليف الجمالي ونطلق تاريخنا الشعري الذي كتبنا على صفحاته الخالدة اوراق ذاكرتنا الوطنية وتحولاتها السياسية والاجتماعية
لايمكن ذلك ولكن ندعو هنا للتوازن واعادةصياغة المعادلة الابداعية والتاليفية بتجاه الظاهرة المعرفية الشاملة التي تثير الاسئلة وتفتح الافاق وتتماهى مع الواقع وتتخطاه وتعطي دورا جديدا للثقافة والمثقفين العراقيين ووظيفتهما التاريخية
فليس من مبرر لااستمرار السيادة الشعرية والبلاغية على تاريخ ثقافتنا العراقية في لحظة زمنبية فريدة تم بها هزيمة الطغيان والاستبداد بكل اشكالهماوثقافتهما.



#توفيق_التميمي (هاشتاغ)       Tawfiktemimy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلاغة اسكات قناة الفيحاء العراقية
- حوار مع عزالدين باقسري الباحث في الديانة الايزيدية
- ماذا يعني حضور وزير الثقافة العراقي لمؤتمر اعلامي ؟
- النجيبان المصري والعراقي
- سؤال بحجم كارثة جسر الائمة
- تسامح ام تصالح في فضاء الثقافة العراقية الجديدة؟
- حوار مع رئيس اتحاد ادباء اربيل
- السطو الانترنيتي في صحافتنا الثقافية ...لماذا؟
- هل نقيض هوانا البغدادي باشباح ملثمين؟
- الشباب الكوردي ومحنة العربية الملغاة
- اعتذار متاخر للشاعر الصائغ عما بدر منهم
- مدراك وازمة المجتمع المدني الثقافي في العراق
- عهد الزعيم عهد للثقافة اللبرالية
- كتابات ناجية من شراسة الحروب .......الى الصديق علي بدر جنديا ...
- وجيه عباس الهزل الكتابي في زمن البكاء والدماء
- الستون كرسيا مدرسة عوني كرومي للاحتجاج المبكر
- المشرع التنويري للشهيد قاسم عبد الامير عجام
- صحافة قومجية سوداء تريد ااحراق مستقبلنا
- ........اسبوع المدى الثقافي....الشروع ببناء مجتمع مدني للثقا ...
- الشعوب العربية قبلكم يا حكام رفات القومية


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق التميمي - اشكالية المعرفة الشاملة والاستبداد الشعري