أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حكيم أحمد حميد - المشكلة العراقية بين الحل السياسي والحل العسكري















المزيد.....

المشكلة العراقية بين الحل السياسي والحل العسكري


حكيم أحمد حميد

الحوار المتمدن-العدد: 1739 - 2006 / 11 / 19 - 10:32
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


منذ الأيام الأولى لتولي حزب البعث العربي الأشتراكي السلطة في العراق بأنقلاب عسكري دموي في 17-30 تموز من عام 1968 , كانت تعيش هاجس الخوف من فقدانها السلطة وتكرار تجربتها الفاشلة في 8 شباط عام 1968 , لذلك أتبعت سياسة القبضة الحديدية والتصفيات الجسدية لكل الأشخاص والجماعات التي كانت ترى في وجودها وأستمرارها تهديدآ لتثبيت سلتطها , لذلك لم تكن تتردد في أتخاذ قرارات عمليات التصفية أو في تنفيذها , وكثيرآ ما طالت عمليات التصفية أعضاء من السلطة الحاكمة نفسها , وبدأتها بتصفية مجموعة من الذين شاركوا في عملية الأنقلاب , وهي في أسبوعها الثاني في الحكم . أن هذه السياسة الدموية , أصبحت ممارسة دائمة للتعامل مع المعارضين لسلطتها طيلة سنوات حكمها .
كان لصدام حسين الدور الرئيسي والقيادي في عمليات التصفية , تمهيدآ لحكم فردي دكتاتوري , ومن أجل ذلك قام بتأسيس عدد من الأجهزة الأمنية القمعية , كل واحدة مستقلة عن بعظها الآخر ومراقبة لها , حتى وصل الأمر بأن أصبحت هذه الأجهزة هي الحاكمة الفعلية في العراق , لا توجد من يردعا على كل ما تقوم بها من جرائم قتل وترهيب دون محاكمات , بحيث أصبحت فوق الدستور والقانون والمحاسبة .
هذه السياسة القمعية ولدت وزرعت الى حد كبير يأسآ في نفوس العراقيين بكافة أطيافها , بأستحالة التخلص من النظام بالأرادة الذاتية , وخصوصآ بعد محاولات فاشلة لعمليات الأطاحة بالنظام , سواء من داخل المؤسسة العسكرية او من داخل القيادة السياسية لحزب البعث نفسها , بحيث أصبح تغيير النظام حلم من الأحلام الوردية الغير قابلة التحقيق للعراقيين .
أن أستمرار النظام السابق لأكثر من ثلاثة عقود , ومع وجود هذا الأحساس باليأس من أمكانية التغيير , جعل من أطراف المعارضة التي نشطت كثيرآ في أعقاب حرب الخليج الثانية عام 1991 , جعل همها وتفكيرها الوحيد تتركز في هدف رئيسي وهو أسقاط النظام , دون التركيز لما بعد السقوط , لذلك كانت تفتقر لبرنامج عمل سياسي واضح لما بعد التغيير والأوضاع التي تتولد عن هذا التغيير . وجاء التغير بتدخل خارجي عن طريق غزو مباشر وحصلت من أوضاع, ما لم يكن متوقعآ للعراقيين وحتى للأمريكان نفسهم .
( ما لا يمكن الحصول عليه على طاولة الحوار , يمكن الحصول عليه عسكريآ ) , أن الأنفلات الأمني والقتل على الهوية والصراع الطائفي وكل ما يجري على الساحة العراقية من جرائم أرهابية , تعود الى فشل العملية السياسية برمتها , فالأطراف الداخلة في العملية السياسية ومن هم خارجها يلجأون الى العنف والأرهاب عندما لايحققون أجندتهم السياسية , لعلهم يكسرون شوكة المقابل ويحصلون على المزيد من التنازلات من الطرف الآخر , وهكذا تستمر العنف والعنف المضاد , والتي أحرقت الأخضر واليابس وباتت تهدد العملية السياسيى برمتها وحتى مستقبل لعراق .
أذا كان لا بد من الخروج من هذه الدوامة على الأطراف العراقية , أن تغير من العقلية السياسية التي تسيطر عليها في تعاملها مع المشكلة العراقية , هذه العقلية التي تعتمد وتحافظ على أجندة ومصالح خارجية , أكثر مما هي عراقية , أن هذا التغيير يجب أن يشمل كل مكونات الأطياف العراقية , فالعرب الشيعة في العراق ما زالت تعمل ضمن برنامج عمل قائم على حقهم في أسترجاع والأحتفاظ لحقهم المسلوب للسلطة منذ أكثر من ثمانية عقود , بل أن من فيهم يعود به الى أبعد من ذلك بكثير , الى أيام الأمام علي والحسين , وفيهم من ينتظر الأمام المهدي ليعيد الأمور الى نصابها وينشر العدل والمساواة . أما العرب السنة ما زالوا يعيشون تحت وطأة فقدانهم السلطة التي أستحوذوا عليها منذ أكثر من 80 عامآ في ظروف دولية خاصة راعت فيها مصالح دولية أكهر من مراعاتها لمصالح كونات العراق , وطيلة عمر الدولة العراقية مارست السلطة بشكل بعيد عن العدالة والتسامح.
أما الأكراد , ونتيجة للظلم التأريخي التي وقع عليهم , أخذوا ولأول مرة في أستغلال الظروف الدولية المناسبة نسبيآ , لكي يستعيدو ولو قليلآ بعض من حقوقهم التأريخية على أرضهم و ما زالوا في حالة ترقب من التغيرات القادمة للقيام بخطوات أكثر جرأة , والتي تعتمد على ما تصل اليه العملية السياسية بين الطرفين الرئيسيين , العرب السنة والشيعة .
للعراق أبوابآ مفتوحة على دول كثيرة طامعة وحاقدة عليها , ولا تريد لها الأستقرار , وأخذت تستغل معظم الأطراف العراقية , للتدخل في شؤونها الداخلية بحجة حمايتها , في الحقيقة فأن هذه الدول لا تسعى الآ الى تحقيق الأطماع والمصالح الخاصة بها و نتيجة لذلك أصبح العراق ساحة لتصفية حسابات كثير من هذه الدول , وللأسف يساهم كثير من الأحزاب العراقية في تنفيذها على حساب مصالح وحياة العراقيين .
لذلك وبعد أكثر من ثلاث سنوات من العنف والصراع الطائفي , ويعد أن وصل الى ما وصل ليه العراق , أعتقد أن على كافة الأطراف السياسية فيها , أن أرادت أن ترى العراق دولة قابلة للحياة والأستمرار , وأن تخطوا أولى خطواتها نحو السلام وأعادة البناء , عليها أن تعترف بأن مشكلة العراق سياسية وليست أمنية , وان الأنفلات الأمني ما هي الآ نتيجة لفشل العملية السياسية , وأن الحل العسكري سوف تزيد من عمق المشكلة , لذا على هذه الأطراف أن تفتش في سياسي تؤمن بالتعايش و تقبل الآخر , وأن يتخذوا من العراق وطنآ للجميع ويتعايشوا فيه كمواطنيين متساويين , بعيدآ عن معايير الأقلية والأكثرية , وحق مسلوب وحق مكتسب , وأن يبتعدوا عن ممارسات تخدم أجندة خارجية . والآ فالطريق الوحيد أمامهم ومجبرين عليه , يل يفرض عليهم من الخارج , هو حل التقسيم والأنتهاء من هذه الدولة التي لم ترى الأستقرار والسلام منذ تأسيسها , وأعتقد يأن هذا التقسيم - على الأقل في المنظور القريب – لا يخدم أي طرف , وحتى الأكراد الذين هم أكثر ما عانوا من الأضطهاد في ظل هذه الدولة نتيجة الألحاق القسري , والذي يبدو بأنهم الوحيدين المستفيدين من هذا التقسيم , حتى هم يمكن وفي ظل الظروف الأقليمية والدولية الراهنة أن يفقدوا كل كل ما حصلوا عليه منذ 15 عامآ .

18-11-2006
النرويج



#حكيم_أحمد_حميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأكراد والدولة العراقية : الماضي , الحاضر وآفاق المستقبل


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حكيم أحمد حميد - المشكلة العراقية بين الحل السياسي والحل العسكري