أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سهيل الشبلي - وجهة نظر في إعلان دمشق















المزيد.....



وجهة نظر في إعلان دمشق


سهيل الشبلي

الحوار المتمدن-العدد: 1738 - 2006 / 11 / 18 - 11:40
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ـ مقـدمـة :
شكل توريث السـلطة في منتصف عام/2000/ منحىً جديداً في تاريخ سورية الحديث منذ تأسيس الدولة السورية /1920/ وكان لخطاب القسم مدخل نوعي في تراكم الأحداث وجسـامتها عبر أكثر من ثلاثين عاماً من التـفرّد بالسـلطة أدت إلى حضور النخب السياسـية ونهاية لانسحاب النخب الفكرية والثقافية من ساحة العمل الـوطني وانبـعاث حـركة نشـطة للفـعاليات الثـقافـية والاجتماعية للتعبير عن احتياجات الشعب وإعلان المطالبة بالإصلاح السياسي والتغيير الديمقراطي عبر الكتابة وعقد الندوات
وإصدار البـيانات, وقد مثل بيان الـ /99/ مبـادرة ثـقافية اجتـماعية لم تشـهدها سـورية من قبل , وذلك لإحياء المجتمع المدني وتأسيس المنتديات وجمعيات حقوق الإنسان أُطلق على تلك الفترة"ربيع دمشق"كان رد السلطة قيامها باعتقالات أيلول/2001/
اللافت هنا أن قيماً جديدة يعاد اكتشافها من قبل النخب السـياسـية والثقافية في سورية في صراعها السـياسي مع نظام الاسـتبداد والفساد والدخول من جانب أخر في مواجهة القيود التي تفـرضها التـقاليد الاجتـماعية والدينية المحافـظة والتي تميل إلى وضع نفسها في مواجهة مباشرة مع القيم السائدة ووقوف من يمثلها إلى جانب السلطة.
لقد تركت حقبة القمع والعنف والإرهاب الذي مارسها النظام ضد المجتمع وقواه الحية أثراً بـليغاً في تحييده بل طبعته بالسلبية
واللامبالاة لما يجري داخله وحوله من أحداث انعكسـت سلباً على جدوى العمل السـياسي وحوامله الاجتماعية عمقت في أزمـة
البلاد ودفعت المثقفين إلى حالة من العزلة و التهميش جعلت من حراكهم وفعاليـاتهم تتخذ طابعاً مدنياً وحقـوقياً لها مسـافة من
العمل المؤطر سـياسياً أدت ببعضهم إلى الدخول في المراهنة وبشكل متزايد على التعاون مع قوىً خارجية أو يبرر للتدخلات
الأجنبـية لأجل تحقيق تحولات ديموقراطية فعلية داخل البـلاد تبدو غير قادرة في نظرهم إحداثها بعناصرها الـذاتية بسـبب ما
أصاب المجتمع من انقسامات ولد عجزاً في قدرة النخب السياسية المعارضة بإطاراتها التنظيمية على جسر الهوة مع حواملها
بسبب فقدان الثقة بهذه القوى ونخبها التقليدية وتوجهاتها الإيديولوجية ونمط نشاطها السياسي.

ـــ المعارضة والسلطة والمجتمع:
تعتبر أحزاب " التجمع الوطني الديمقراطي" منذ تأسـيـس تحالفها في نهاية السبعينات من القرن الماضي الأكثر حضوراً
وثباتاً في أصعب الظروف التي تعرض لها العمل السـياسي لمحاولات التصفية وقد قدمت إلى جانب القوى الأخرى تضحيات
جلية في معارضتـها للدكتاتـورية بـوقت مبـكر وحافظ " التـجمع " في تـطورات الأحداث على حضوره الـدائم في المسـتويين
الداخلي والعربي في وقت خلت السـاحة السـياسـية من حراك بإعتراف رأس النظام آنذاك في مقابلة مع " الوسط " في أواسط
/1994/ بعد سلسلة الإفراجات عن المعتقلين السياسيين , كما كان "التـجمع" وراء الحراك السياسي والثقافي الذي تلا خطاب
القسم إبان انتـقال السـلطة , ولأنه العمود الفقري للمعارضة السورية فقد سجلت البـيانات الكثيرة الصادرة عنه حـالة الحضور والتواجد وبات محور كافة القوى السياسية والثقافية والحقوقية في متابعة الأحداث ونشاطه العلني عبر"منتدى الأتاسـي " هذا المخاض الطويل والعسير توّجه بـ " إعلان دمشق " كتـوافق مـرحلي بين مجموعة من القوى السياسـية والشخصيات الوطنية.
يمثل " إعلان دمشق " عودة إلى تـفعيل دوره بعد تـراجع بيّـن ومراوحة في دواخله وتخبـط في عمل هيئاته وعدم توازن في
مواقفه الإعلامية في بعض القضايا السـياسية ولأنه بـدأ يدرك أن خارطة سـياسية بدت ملامحها تظهر في آفاق العمل الوطني
بسـبب حاجة ســــورية للحـرية فإذا كـانت كثرة الفعاليـات التي أيـدت " إعلان دمشـق " رغم ملابسات إعـلانه والتـحفــظات والملاحظات الجادة والمشروعة فمن واجبها العمل المستمر والدؤوب لتخليصه من تناقضاته وإنضاجه وتفعيلة ونقله إلى فعل
اجتماعي وطني وألا يبقى حكراً سياسياً لقوى استأثرت في إصداره.
ولابد لنا في هذه الوقفة من العودة إلى الفترة التي سبقت الإعلان ودور الفعاليات السـياسية والثـقافية والاجتماعية التي عجلت
في صدوره فقد كان اللقاء الوطني الذي انعقد في مدينة الحسكه في أوائل أيار/2005/ تبعه من حيث الأهمية وكثافة الحضور
للطيف الوطني اللقاء السـياسي في مدينة دير الزور بتاريخ /20أيار2005/ رغم موقف الناطق الرسمي المتـسرع من انعقاده
حيث أكدت مجمل القوى والشخصيات على استمرار سعيها لخلق مناخ وطني للحوار بين القوى الفعاليات المعارضة والتركيز
على الجانب الأســاسي للمســألة الوطنية وعدم تسـبيق العوامل الثـانوية عليه في أزمة البلاد وما يحيق بها من مخاطر داخلية وخارجية والتي كانت هاجســاً مشــتركاً بين الجميع جراء أزمـة النظام وردود أفعاله المتـهورة وخشـيته من تـطورات الحدث
اللبــناني وأبعاد القرار الدولي /1559/ التي كشفت عن حالة " الـدولة الــرخوة " في ســورية وبينة مجتمعها الأكثر هشـاشةً ومنتجاته من أصولية دينية وطائفية وإثنية وعشائرية حيث تم تسـيس هذه البنى بدءاً من حزب السلطة إلى كافة وظائف الدولة
والسلطة ,هذه الظواهر إلى جانب إفرازات أخرى قللت إلى حد كبير من الآمال المعقودة على إعادة اللحمة الوطنية في المدى
المنظور وبدت شــبحاً مخيفاً في أي شـجار يقع بين شــخصين حتى لو كان لأتفه الأسـباب إذا كانا من طائـفتين أو عرقـيين أو عشيرتين أو فرعيين .

ـــ 2 ـــ
ـــ إعلان دمشق من التأييد إلى الجدل:
لاقى الإعلان تأييداً واسعاً من غالبية الفعاليات والشخصيات السـياسية والفكرية والثـقافية والاجتـماعية والأوساط الإعلامية
سـواء داخل أو خارج سورية , لكنه أثار جدلاً من الحوار والنقد والتحفظ وتلك الطريقة الانتقائية في عرض وتداول مشـروع الإعلان واختيار القوى والشخصيات ومن ثم إعلانه , وإذا كان هذا الأسلوب يفتقر إلى الممارسة الديموقراطية وخروجاً على مبدأ الحوار للوصول إلى رؤيــة مشـتركة بين قوى الطيف السياسي والثقافي حول مصير البلاد والذي بدأ خلال الشهر الثالث من عام /2005/انتهى إلى تبادل وثيقة سياسية وزعتها "لجان إحياء المجتمع المدني" دفعت فصيل سياسي لصياغة مشروع الإعـلان حيث بـدت بصماته السـياسـية واضحة فيه , كان أولاً مـوضوع حـوار ونقاش في" الهيـئة القيـادية للتـجمع الوطني الديموقراطي " ومن ثم حددت قيادة هذا الفصيل القوى والشخصيات المـطلوبــة واعتـمدت وسائل مختـلفة كالإمـلاء والتـوافق المسـبق والتسـويات والتنازلات لكي يـخرج قبـيل تـقرير المحقـق الـدولي ( ميـليـس ) ورغبـة في كسـب أكبـر الـقوى حجـماً ً وحضورا دون البحث مع كل الـقوى الساعية للتغيير في برنامج الانتقال إلى الديموقراطية من خلال الشروع في حوار وطني شامل ومتكافىء نحو إقامة تكتـل تـاريخي , يخرج العمل السـياسي من جانب آخر من دوائر الخصومات والتناقضات و أسار الماضي وتـحرير العمل الوطني من العصبـيات والمواقف المسـبقة والمفتـرضة وهنا نتساءل:ما الذي توخاه هذا الفصيل من محاولة إملاء أحادية رؤيته ؟ وما الغاية من طريقة الانتقائية والإنفراد في إدارة الحوار؟ وهل كان الشكل المعتمد يؤدي إلى خـلق شـروط موضـوعية أو مناخ سـليم لتـحالفات سـياسية أكثـر صـلابة وقوة ؟ وهل يمكن إعـادة تشـكيل اللجنة المؤقتـة للإعلان بإدخال ممثلين للفعاليات التي أيدت الإعلان ؟ وما هي الصيغة لتجاوز الكثير من الثغرات والتناقضات في الإعلان ؟
هذه الأسـئلة أعتـقد أنها مشـروعة وتـدخل في جـوهر ومغزى العمل السـياسي تأكد من خلال زيارات اللجنة المؤقتـة للإعلان ومتابعة اللقاءات مع ممثلي القوى الموقعة وأيضاً المستبعدة عند صدروه والمهتمين بالشأن الوطني حيث دفعت اللجنة المؤقتة
إلى إصدار " بـيان توضيحي " بـتاريخ 31/1/2006 والتـعبير " أن الكثير من الحـوارات والمواقف والملاحظات الانتقادية
والتحفظات,بشكل خاص في أوساط المعارضة الوطنية الديموقراطية تقتضي منا المساهمة في عملية التفاعل الجارية, من
خلال إيضاح الروحية التي كنا نفكر بها والتـدقيق في المعـاني التي سـاهمت فيها أيضاً الملاحظــات التي قدمت و الحوارات التي دارت حول الإعلان "

الملاحظات والثغرات في إعلان دمشق
1ــ الموقف من المشروع الأمريكي:
جاء في مقدمة الإعلان :" تتعرض سورية اليوم لأخطار لم تشهدها من قبل نتيجة السياسات التي سـلكها النظام أوصلت
البلاد إلى وضع يدعو للقلق على سلامتها الوطنية "
هذا صحيح , لكن ما يتعلق بالسـلامة الوطنية تقصّد الإعلان إغفال مخاطر المشــروع الأمريــكي الذي يحاول مغازلة شعوب
المنطقة وبناء" الشرق الأوسط الجديد" وقد بدأ باحتلال مباشر للعراق وإسقاط السلطة وتدمير الدولة ومؤسساتها مخلفاً خراباً وشروخاً عمودية في مجتمعه وأظهر بما لا يدعو للشك مدى بربرية القوة العسكرية الأمريكية وحلفائها ومحاولتها إعادة كيان الـدولة التي دخلت في زمن مفتـوح وأدخلتـها في مفهوم " الـدولة المستحيلة " نتـيجة انعدام التـوافق على " عقد اجتـماعي " جديد تُجمع علية غالبـية مكونات الشـعب العراقي ,إن أوضاع العـراق الراهنة جعلت أكثرية شعبنا في موقف يخشى ويرفض
الاحتـلال وأن يكون ضحية لحمـاقات النـظام كما لا يقبل قطعاً الاستقواء بالقـوى الخارجية وكان لزاماً على الإعلان أن يبدي
موقفاً واضحاً من المشروع الأمريكي المعولم وهي التي دعّمت وتدعم أنظمة الاســتبداد بالمنطقة كما تدعم مشــروعية وجود
حليفتها " إسرائيل " لنهب ثروات المنطقة . فهل تغيرت السياسة الأمريكية وأصبـحت رحيمة بنا أم تغير الموقف منها بسبب
اختلال التوازن الدولي وعدم القدرة على وقف هذا التدهور المؤدي إلى الكارثة ؟
أين نحن من عولمة إنسانية بدأت تجتاح أرجاء العالم ضد هذه العولمة البربرية ؟ وإذا كنا في حالة من الضعف والعجز.
فأين النية لعمل أو فعل لإفشال المشروع القادم ؟ وهل نصّدق حدوث تقدم اجتماعي ديموقراطي تحت الرغبات الأمريــكية ؟
متى نتـمثل رغبة شعوب أمــريكا اللاتـينية الجامحة للإفلات من الهيمنة الأمريكـية ؟ هل اُسـقط الخيار الثـالث من تـوجهات
الإعلان ؟ أم ماذا ؟ أم ارتضينا بكذبة القوي وصدّقنا ! ما قاله بـوش في خطابه عن حالة الإتـحاد في حزيران سـنة/2004/
" مادام الشرق الأوسط محكوماً بالغطرسة والاسـتبداد واليأس والغضب فإنه سـيتمادى في إفـراز أناس وحركات تهدد أمن
الولايات المتحدة وأمن أصدقائها ".
إن دعم الإدارات الأمريكية المتعاقبة للأنظـمة الدكتـاتورية والمسـتبدة وتأمرها المسـتمر لأجل إسـقاط الأنظمة الديموقـراطية والشعبية في العالم الثالث ينزع عنها المصداقية لأنها لا تنظر للمسائل الدولية إلى أبعد من مصالحها القومية والاستراتيجية.

2ــ القوى العـلمــانية فــي الإعــــلان:
من أقوى الانتـقادات الموجه للإعلان غياب أصحاب التــوجه العلماني فقد كشــفت قـواها عن ضعفها المبـطن بقوة لغتها
السياسية وغياب تأثيرها فقبلت بالتخلي عن أهم ثوابتها لصالح قوة التيار الديني حين ارتضت بـ " عقد اجتماعي " مبني على

ـــ 3 ـــ

أسـاس الهـوية واعتمادها معايـير أخـلاقية لا مبـدئـية في السـياسة مصدرها الـدين من مثل " بـمقاصده الســامية قيمه العليا وشريعته السمحاء" و" احترام عقائد الآخرين وثقافتهم وخصوصيتـهم " لاحظوا الحذلقـة السـياسية في مجاملة " الإسـلام السياسي" على حساب أسس المواطنة والمساواة الحقوقية والسياسية والانتـخابات والشراكة الوطنية. كيف يستقيم الأمر في التـوفيق بين مشروعين ؟ حين نقرأ الفقرة التالية "بناء دولة حديثة,يقوم نظامها الســياسي على عقد اجتماعي جديد. ينتج عنه دستور ديموقراطي عصري يجعل المواطنة معياراً للانتماء, ويعتمد التعددية وتـداول الســلطة سـلمياً وسـيادة القانون في دولـة يتــمتع جـميع مواطنـيها بـذات الحقــوق والواجبــات, بصرف النـظر عن الجنـس أو الـدين أو الإثنية أو الطائفـة أو العشيرة, ويمنع عودة الاستبداد بأشـكال الجديدة "
هل نسي أهل الإعلان أن " الإسلام السـياسي " يعتمد في الديموقراطية ـ التــعددية ! التي تتضمن اعترفاً بالحريات والحقوق
الأســاسية لإضفاء طابع القيم الإســلامية باحتـرام الطقوس والتقاليد الشــعبية والتأكيد على الأســس الأخـلاقية في حيـاة الناس
والجماعات ؟!. فهل سلّمت القوى العلمانية بهذه المشروع المؤسس على " مبدأ الشـورى" للتغيير في ســورية ؟ وتخلت
عن مشــروع " الديموقراطية الاجتماعية " الذي يقـوم على إجراء التـحول الديموقراطي لإعادة إشــراك الشعب في السـياسة
وإقامة سلطة تعددية على أسس الشرعية الانتخابية وسيلة لأجل تحقيق مساواة أكبر بين الأفراد أمام القانون .
إن إقـرار الطرف العـلماني بضعفه وحجمه حيال القـوى التي تســتحوذ اليـوم على قوتـها في هـذه الظروف الاســتثنائية والتي قامت على الانقسامات الحادة في مجتمعنا نتيجة سـياسات النظام الفئوية التي كرســت واقعاً اجتــماعياً منقسماً على نفسه دينـياً
وطائفـياً وعرقياً وعشـائرياً , من غير الجائز أن يتخلى الطرف العلماني عن بعض توجهاته المبدئية ويشـترك في تسـيس هذه البنى الاجتماعية المختلفة وأن تشكل مصدر سلطة و صلاحية خاصة , في حين أن مجتمعاً شاملاً أم طبقة أم قبيلة أم طائفة أم عائلة يقلل من مسؤولية الدولة والمجتمع, هذا المحذور الذي وقعت به القوى العلمانية يعتبر خللاً فـكرياً لصالح العمل السياسي ربما يولد خلافات في دواخل هذه القوى حول ماهية موقفها من مفاهيم"الديموقراطية والدولة والقانون"وأهدافها في الممارسة

3ــ الأهداف السياسية للقوى الكردية والجماعات والأقليات القومية في الإعلان:

وردت في الإعلان فقرتان على التوالي :
الأولى:"ضمان حرية الأفراد والجماعات والأقليات في التعبير عن نفسها والمحافظة على دورها وحقوقها الثقافية واللغوية
واحترام الدولة لتلك الحقوق ورعايتها في إطار الدستور وتحت سقف القانون"
هذا الخطاب المؤسـس على هويات الأفـراد والجماعات والأقلـيات يجعل من ســورية من غير الـمواطنة والمســاواة الحقوقية والســياسية قابلة للقســمة والمحاصصة ليس بين أطراف سياسية بل بين أكثرية وأقلــيات وجماعات هي دينية وطائفـية وإثنية وعشائرية, إنها الولادة القادمة لـ " لإقطاع السياسي " فسورية تقع بين الجارين لبنان والعراق بعد الاحتلال وهي قابلة للتفجر
والشواهد معروفة نستغني عن ذكرها وقد يكون هذا التوقع تخمين لكنه ليس وهماً ونتمنى ألا يحصل.
إن صياغة هذه الفقرة سـهلة ومتماسـكة وهي تستقيم مع منطق الهويات واسـتعارة التاريخ لـ "عصر الولايات العباسية " لكن
هل من الممكن إقامة الكثير من المحميات والإمارات على طريقة " إمارة موناكو" أو " دولة الفاتيكان" ؟ !

الثانية:"إيجاد حل ديموقراطي عادل للقضية الكردية في سورية بما يضمن المساواة التامة للمواطنين الأكراد السوريين مع
بـقية المواطنين من حيث الجنسـية والثقافة وتعلم اللغة القومية وبقية الحقوق الدسـتورية والسياسية والاجتماعية
والقانونية على قاعدة وحدة سورية أرضاً وشعباً "
ما من شك أن مشــكلة الأكراد المحرومين من حق الجنسية نتيجة إحصاء/1962/هو أحد الأسباب الرئيسية في تنامي الحركة الســياسية الكردية والتي تربت قياداتها في حزب شــمولي لا يفترق كثيراً عن حزب السـلطة وأن الحكومات المتعاقبة لم تعالج
هذه المسالة وفق المرسوم التشريعي /276/ الذي صدر في تشــرين الثــاني من عام /1969/ المتضمن قانون الجنســية في سورية والذي مازال مفـعولة سـارياً ليومنا هذا بل تعاملت معها بمنتـهى الإهـمال والنهج القـومي المتعصب في حين أن النظام الفئـوي الذي قفز إلى السـلطة في العام/1970/ ســلك نهجاً تفتـيتـياً لمكونات الشـعب حيث قامت على اســتمالة الأقليـات إلى جانبـها وعملت ليل نهار على تحطيم الوحدة الوطنية واللحمة بين الناس والتي يشهد لها تاريخياً في مقاومة المسـتعمر الفرنسي حتى جلائه عن سورية /1946/ لتأتي هذه السـلطة وامتـداداً لنظام الحزب الواحد الذي جاء بانقلاب عسكري في آذار/ 1963/ وعبر استنفار أجهزته البوليسية التي عملت على تفتيت الكتلة الأساسية لبـنية المجتمع السوري على طريقة " فرّق تسد "والتي قامت على نهج خبيث في تمزيق الناس وشراء الضمائر,هذه السياسية التي وصلت إلى أصغر وحدات المجتمع وهي الأسرة .
من هنا جاء"إعلان دمشق"في قراءته الخاطئة للمسألة الوطنية لجملة المشاكل والاحتقانات الذي نمت في ظل النظام الشمولي

ـــ 4 ـــ

القــائم والتي تـهدد وحدة البــلاد والتي تتمظهر بأحداث أهليـة تـنذر بما لا يحمد عقباه وشــواهدها أحداث في العديد من المدن السورية تعمل السـلطة على تفعليها وتسعيرها بين أبناء الوطن الواحد وسعي النظام من خلال هذه الأفعال لاستدامة تسلطه بعد
أن غاب التـوازن الدولي وقيام القطب الأحادي وولادة أوضاع إقليمية في المنطقة , يبـدو إن " إعلان دمشق " أعتـبر القضية الوطنية في تلاقي القوى الموقعة علية أن الوطن اختزل وأصبح حالة من التضامن فيما بـين النخبة السياسية " شركة محاصة"
في صورة مليئـة بالقضايا لم يفـلح أفـراد هذه النخبـة من تمثل القضـية الأسـاسـية وهو" الوطن" والدخـول في جوهر المسـائل والمشـاكل التي تـراكمت عبر أكثر من ثـلاثـين عاماً , وكيفية إعـادة الوحدة الوطنيـة من مخاطبة المجتمع السـوري بكل طيفه المتنوع وأنه الطرف الأساسي في"العقد الاجتماعي" وهو المعني في عملية التغيير الديموقراطي.
فبرز بجلاء ووضوح قوة تأثير القوى الكردية لكي تكون طرفاً موقعاً على الإعلان في خطاب مؤسس على الهوية,هذه القوى
التي نمت وترعرعت في كنف النظام الشـمولي الفئوي وكانت على الدوام خارج قوس من عنفه وإرهابـه واسـتبداده , وهاهي
وبعد أن ضعف النظام تتـململ وتراهن على المسـتجدات التي تشـهدها المنطقة باختـلال التـوازن الـدولي والإقليمي وتداعيات
احتلال العراق وفرض خطط السلام على الجانب الفلسطيني بقوة الإبادة.
إن أهداف الـقـوى الكردية ســواء المـوقعة على الإعلان والــرافضة له متــفقة على الحل العادل وواضح من خـلال خطابــها السياسي المتوحد حول تعابير" المستوطنات "و" المستعمرات " و " الوطن التاريخي " و" كردستان الكبرى " و" كردستان
الغربية " و" كردستان ســورية " والمبالغة بعدد الســـكان والحديث عن خـرائط جغرافية من هنا وهناك , هذه مما تزخر به
الأدبيات الســياسـية للقوى الكردية , لكنها تتقن لغة التـكتـيك الســـياسي نحو تـقرير المصير عندما تصل الديموقراطيـة لمداها
الأوســع لذلك تعتـمد وتراهن على تماســـكها في أرض رخوة للغاية وتســعى لفـرض ثوابتها ولها طبعاً حق التفــسير المفتوح والمتسبب يوماً في تفجير الإعلان بالخروج عليه في الزمن المتـحول لصالحها وبسبب مشروعها غير المسقوف تؤكده طبيعة
الممارسة الســياسية فهي في جانب النـظام حيناً وبجانب المعارضة حيناً أو كليهما معاً في ذات الوقت مستندةً إلى قانون التدخل
الأمريكي المتخذ في 14/2/1998 في مجلس النواب الأمريكي حول حماية الأقليات بدءاً من فرض العقوبات كما أنها تتجاور مع أوضاع مستجدة في شمال العراق بعد الاحتلال الأمريكي .
في معرض الحديث عن الفقرتين السابقتين لابد من العودة إلى الفقرة التي تم التـعرج عليها وهي أكثر وضوحاً وعمقاً وتشكل
رؤية ســليمة لمسألة التـركيب القــومي أو الديـني أو الطائــفي وهواجســـها التي أكدت على " بـناء دولة حديثة,يقوم نظامها السياسي على عقد اجتماعي جديد. ينتج عنه دستور ديموقراطي عصري يجعل المواطنة معياراً للانتماء, ويعتمد التـعددية وتداول السلطة سلمياً وسيادة القانون في دولة يتمتع جميع مواطنيها بذات الحقوق والواجبات, بصرف النظر عن الجنـس أو الدين أو الإثنية أو الطائفة أو العشيرة, ويمنع عودة الاسـتبداد بأشـكال جديدة " وفي فــقرة أخرى التي تــبـين المضمون
الســياســي للـديموقــراطية بـ " ضمان حق العمل السياسي لجميع مكونات الشعب السوري على اختلاف الانتماءات الدينية
والقومية والاجتماعية " يبدو من خلال اســتعراض هذه الفقرات الأربــع نجد أن الإعــلان وقع في مغالطات وتناقضات في استعارة المفاهيم فأضعفت إلى حد بعيد من خطابه الفكري نظراً لتغليب التوافقات السياسية بين القوى المـوقعة عليه .

4ــ حــول الأراضــي المحتـــلة :
وردت الفقرة :" الالتـزام بتحرير الأراضي المحتلة واســتعادة الجولان إلى الوطن " لم يُـذكر " لواء اســكندرّون " الذي
اقتطع من سورية سنة/ 1939/ إبان سلطة الانتداب الفرنسي والحق بتركية وتبلغ نسبة سكانه أكثر من 80% من الســوريين
رغم سياسة التتريك والذي تخلت السلطة عن المطالبة به بتوقيع " اتفاق سري" بعد التهديد بتوجيه ضربة عسكرية تم تلافيها
بإبعاد " عبد الله اوجلان " وتصفية معسكراته واعتقال أعوانه كما جرت بعض المقايضات في أزمـة مياه الفرات باتفاق على إنشاء " بحيرة قرقوزات " وتخطيط الحدود بين البلدين وتنـويرها على حساب الدولة السورية من أقصى الشـرق عند المثلث
الحدودي حتى غرب حلب .

5ــ ســـورية الهويـــة والانتــماء:
ورد في الفقرة التــالية: " التأكيد على انتماء ســورية إلى المنظومة العربــية وإقامة أوسع علاقات التعاون معها وتوثيق الروابط الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية التي تؤدي بالأمة إلى طريق التوحد " هذه الفقرة تثير بعض التساؤلات :
هل هو بداية التشكيك بهوية ســورية القومية وانتــمائها العربي غير القابــل للجدل ؟ وهل أصبحت امتــداداً ثقافياً مثل دول
الصومال وجيبوتي ومدغشقر ؟ هل نســي من وقع الإعلان رواد النهضة العربــية والفــكر القومي وتضحياتهم في مقاومة
الاستبداد العثماني ؟ لقد انطلقت الحركة القومية العربية من هنا من سورية قبل تقسيمها من قبل الدول الاستعمارية , هل نحن
شاميون أم سوريون أم عرب لنا ما لغيرنا من طموحات ؟ اذاً تعفـف الموقعون من العرب عن ذكر الأمة العربـية وتخلوا عن
رغبة شعوبها في الوحدة العربية وأذعنوا صاغرين لاهتزاز المعادلة الإقليمية والدولية وكأنها قدراً أبــدياً في مصيرها وفقدوا


ـــ 5 ـــ

الأمل في قدرة شعوبها على تجاوز المحنة وأن الأنظمة القائمة من محيطها إلى خليجها هي " نهاية التاريخ " من أعطى هذا
الحق لمن وقع الإعلان في مجاملة القوى لجذبها إلى التوقيع من جانب ومقايضة " التيار الإسلامي" من جانب آخر بوحدة الأمة الإسلامية ؟ الم يُحسب للرأي العام العربي في سورية مخاطر هذا الخطاب ؟ أم تم استـبعاده واختزاله عند التــوقيع ؟
إنه الإمعان في التهور المفضوح !

6ــ الموقف من المعاهدات والمواثيق الدولية :
هنا فقرة تؤكد على " الالتزام بــجميع المعاهدات والمواثـيق وشـرعة حقوق الإنسان, والعمل ضمن إطار الأمم المتحدة
وبالتعاون مع المجموعة الدولية على بناء نظام عالمي أكثر عدلاً, قائم على مبادىء السلام وتبادل المصالح "
التـزم من وقع الإعــلان بهذا التـعهد دون العــودة أو البـحث في الالتـزامات الـدولية التي وُقعت بـاسم الـدولة وهي معاهدات واتــفاقيات ثنائية من قبل النظام كان لها أثـراً على اسـتقلال البــلاد ومصيره.
إذاً ما هـو الموقف من اتـفاق التنازل عن لـواء اسكندر ون أو اتفاقيات استثمار الثروة النفطية من قبل الشـركات الأمريكية في محافظة دير الزور والبـادية أو الاتـفاقيات الثنائية لتبادل الخبرات الأمنية واتفاقيات تسليم المجرمين ( السياسيين ) مع الدول العربـية ودول أوربـا الشـرقية أو التعاون الأمني مع الإدارة الأمريكية واتفاق فصل القوات في الجـولان منذ أكثر من ثلاثين عاماً ؟
7ــ مدى التزام القوى الموقعة على الإعلان , وهل يملك من وقع عليه حق الخروج منه ؟
يعتبر" إعــلان دمشــق " اتفاقاً أولياً مرحلياً لا يلزم القوى والشخصيات الموقعة والمؤيدة من حيث المبدأ بأي واجب محدد ما لم يدخل في خـطة عمل متفق عليها وتمثــل رؤية مشـتركة ولا يعني إخلال أي طرف تحللاً , لأن العمل الســياسي يخضع
دوماً لمتغيرات ومستجدات تبعاً لقراءة هذا الطرف أو ذاك فالإعـلان طبعاً لا يرقى إلى صيغة التحالف السياسي في حين نرى أن" التجمع الوطني الديموقراطي"هو أكثر الأطراف التزاماً به وبروحيته لكونه يسـعى منذ أمد بعيد إلى إيـجاد صيغة جبهوية لـقوى المعارضة ويعتبرحجر الأساس في هذا الإعلان ولأنه يتمتع بتجربة سياسية عريقة في معارضة النظام والأكثر صلابة
في مواجهة الديكتـاتورية والاستبداد التي خضعت لها البـلاد رغم حاجته اليوم إلى تجاوز حالة ضعفه وإعادة تـرتيب أوضاعه
الداخلية . أما التــيار الســلفي الممثل بـ " الإخــوان المســلمين " فقد أثبـتت التجربة بما لا يـدعو للشك عدم ثـباته في مثل هذا الاتفاقات ويراهن في قوته على ظاهرة التديّن وعلى نجاح تيار" الإسلام السياسي "في أكثر من مكان في استحقاقات سياسية
فليس من المسـتغرب حصول لقاء رموزه في " بروكسل "مع المنشـق عن النظام " عبـد الحليم خـدام " وقيام طرف إسلامي أردني من جهة أخرى بإجراء وساطة بين السلطة و" الإخوان المسلمين ".
أما القوى الكردية ككل وهي الأكثر تنظيماً وتتمتع بحضور سياسي في مناطق تواجدها ويرتكز نشاطها على فرض شرعيتها
بأي شـكل على أرض الـواقع وإقامة أوسـع العلاقات وحققت الكثير جراء تردد قيـاداتها الكثيف ونقل نشـاطهم لعاصمة البـلاد
وهي ماضية في مشروعها غير المسقوف في الإعلان لذلك دفعت وبعد التوقيع عليه بـ " أربعين شخصية اجتماعية " لمقابلة
رأس النظام وتوضيح مطاليبهم وهي قوى لا يمكنها القطع مع النظام " الحليف المزمن " كما سبقها التحالف مع حزب النظام
في الانتخابات النقابية وأجلى صوّر هذا التحالف " انتخابات نقابة المحامين " في محافظة الحسكه .
نخلُص إلى أن القوتان الرئيستان الإسلامية والكردية في الإعلان لكل منهما خصوصية التوجه وربما لأكثر من سبب لا يُعول
على استمرارهم في هذا التوافق وقد يكون الإعلان مدخل لخلق ظروف أفضل للتقارب بينهما.

8ــ الإعــلان والـرأي العــــام :
إذا كان الإعلان يمثل رؤية مشتركة وتوافقاً سياسياً لمجموع القوى الموقعة والمؤيدة نحو التغيير الديموقراطي ومســتقبل البلاد فهو من حيث المبـدأ اتفاق بين هذه القوى , لكن فيما يبــدو أن هناك هـوة واسـعة مـع المجتمع الذي يتـخذ موقفاً ســلبياً ومتـفرجاً ومنتـظراً تطورات الأحداث , هذه الأوضاع هي تعبيرات عن مجتمع أصبح غارقاً في المشـكلات اليومية التي تبدأ
من التهميش والغلاء وارتفاع نسـبة البطالة وخاصة من الشباب والمتـخرجين والبطالة المقـنعة والهـجرة , فلم يعد للمواطنين دور في التدخل في الاختيارات الهامة من خلال الانتخابات وباتت ميادين هـامة خارج إرادتهم بانفصال الاقتصاد شيئاً فشيئاً عن الميـدان الاجـتـماعي,ولأن سـورية أحوج ما تـكون إلى تـغيـير ديمــوقـراطي جـذري تُـحتـرم فيه الحـقـوق الاقتـصاديـة والاجتماعية للمواطن , هذه الحاجة الملحة تـقتضي من قوى الإعلان وعلى رأسها أحزاب " التـجمع الوطني الديمـوقراطي" إلى تـقريب السـياسـة من المواطن لأنه بات بحاجة ملموسة لجســر الثقة معه بالقـيام بإجراءات عمـلية تشــمل منـاحي حيـاته ومستـوياتها , فعليه البحث دون انتظار عن خطط أكثر جدوى غايتـها العمل على تحريك الـواقع الراكد سـياسياً والتـقليل من التوصيفات والتكرار في التحليل والثرثرة السـياســية والتركيز ما أمكن على رفع الإمكانيات والدخول في مشكلات المواطن .

ــ 6 ــ

عــــود عــلى بــدء
إذا كان " إعــلان دمشــق " مشـــروع المعارضة السـورية للتغيير الديموقراطي فإنه يحتاج إلى نضوج في الفكر والممارسة الديموقراطية , وهي مازالت بعيدة عن إنشاء " تكتل تاريخي " محدد الأهداف والخطوات ينقل هذه المعارضة من أوضاعها
الراهنة في دوائر النخب السياسية إلى حواملها الاجتماعية وهذا لن يحصل إذا لم تعمل على إعادة تأهيل نفسها على المستوى
الوطني من جهة ثم وضع الخطــط والبــرامج الاجتــماعية التي تعمل على تــحريك هذه الحوامل و توسيع قاعدة عملها العام
وتوجهها نحو قطاعات غير مسيّسة من الرأي العام وتنشــيط أكبــر ما يمكن من المعارضة الكامـنة في المجتــمع بـجذبها إلى الحقل العام لتشـكيل حالة ضاغطة أصبحت لازمة وضرورية لإحداث تغييرات حقيقية لصالح المجتـمع وإعادة الهيبــة للدولة
والبلاد .
إن صيغ التوافقات والتنازلات بقدر ما هي حاجة لكنها من دون" الـرأي العـام " تبقى حاضرة في دواخل هذه القوى ودوائرها الضيقة ما لم يعاد إنتاجها مع الحامل الاجتماعي وهو غالبية الشعب السوري المتضرر الأكبر من نظام الفساد والاستعباد.
إن الطريقة التي مورست في استمالة القوى للتوقيع وجذب القوى الأخرى للتأييد دون مشـاركة حقيقية في مناقشة أي مســودة
تدخل في إطار التوجه العام هي استفراد وتبقى عرضةً للنقد , هذا المسـتوى من العمل أو الفعل يخلق مناخاً مريباً بين القـوى السـياسية والشــخصيات الوطنية وهذه المسالة تســتوجب شد الانتبـاه إليها وهي ثغرة مهمة تراهن عليها السلطة وهي مادتها اليومية لإحداث الشــروخ بين أبناء المجتـمع من جهة وبين القوى السـياسية من جهة أخرى باعتمادها على أجهزتها وصغار
النفوس ممن ينتظر مكانه في المرحلة المقبلة لأن السياسة لديهم مطية وليست في مفهومها كشكل راقي للنشاط البشري .
من جانب أخر يجب التوجس الدائم من ردود فعل السلطة فيما يخص قوى الإعلان من أن تعمل على خلق أجواء ملبدة بينها
إذا ما أخذ الإعلان طريقه إلى خطة عملية ترتقي به إلى فعل اجتماعي على أرض الواقع .
إن المعارضة السورية بلا شـك خطت خطوة مهمة رغم تأخر هذا الاســتحقاق ورغم أنها غير مؤهلة على المسـتوى القريب أن تشكل بديلاً للسلطة هذه السلطة التي مازال لديها أوراق كثيرة تمكنها من استخدامها على الصعيدين الداخلي والخارجي.





#سهيل_الشبلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سهيل الشبلي - وجهة نظر في إعلان دمشق