أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عباس منعثر - في أروقة الفضائيات: الثقافة بصفتها مهنةً















المزيد.....

في أروقة الفضائيات: الثقافة بصفتها مهنةً


عباس منعثر
شاعر وكاتب مسرحي عراقي

(Abbas Amnathar)


الحوار المتمدن-العدد: 1738 - 2006 / 11 / 18 - 11:37
المحور: الصحافة والاعلام
    


المثقف الجوال والمكتبي :
في خضم عالم تتحدد وسائط النقل فيه بالعربة والخيول، وتنعزل فيه الأماكن عن بعضها البعض بالضرورة، يعيش إنسان ويموت ولم تتجاوز معرفته القرية التي ولد فيها إلا بطرق استثنائية محدودة ( حين كان هنود امريكا اللاتينية وفلاحو ادغال افريقيا او سهول اسيا، مسجونين في عزلتهم، منقطعين عن العالم، كان الفقر والتفاوت لا يثقلان عليهم كما يثقلان عليهم الان بعد ان علمهم الراديو وعلمتهم السينما وعلمهم التلفزيون ان هناك مدنيات أخرى تنقص عذاب البشر) . مجازيا، كان متعاطي المعرفة يتشكل في شكلين رئيسين : مثقف مكاتب وغرف مغلقة يجلس متأملا، يجري جدله الخاص مع ذاته متصورا الآخر وما يمكن أن يضيفه من أفكار؛ ومثقف جوال، لديه قناة إذاعية خاصة تبث المعرفة المباشرة ويحقق الجدل الفوري في الأمكنة التي يطؤها . في مراحل تاريخية مختلفة تباين الدور الأساسي، مرة ينتشر الجوال، وان بنطاق محدود، ومرة يسيطر المكتبي، حتى حصول الثورة الإعلامية الحديثة التي حددت ساحة الصراع بالإعلام، اذ يكاد صوت الجوال يطغى على كل صوت متأمل آخر..

المثقف إنسانا :
يتحرك المثقف، بصفته انسانا، على وفق مساع جوهرية ثلاث : مسعى مادي يكسب فيه قوته مسترزقا من طاقته وقدرته ( حنجرته او قلمه بغض النظر عن الحقيقة، بل حسب رياح جهة التمويل)، ومسعى شهرة وانتشار حيث تتمدد الانا على الاخرين، ومسعى تنويري (دفاعا عن قيم الجمال والابعاد الانسانية)، وقد تتداخل وتتشابك هذه المساعي في تحرك واحد احيانا..

امتلاك الزمن :
بشيء من الاستقلال النسبي، حاول المثقفون، للتنوير والتفلسف والإمتاع، استخدام لغة الكلمة بصيغة الكتابة للتوغل في المناطق الأكثر ظلامية في النفس البشرية. يمكن استكناه سمات الصيغة : التأمل- كرؤية متأنية للعالم تتحايث مع غيرها مع استقصائها للفرادة، والنقض- لغة التأمل تتفكر في نفسها وقد تنقضها، والعمق والتركيبية- لربط الأشياء بعلاقات معقدة هي سمة الوجود البشري، والعلمية- عدم اللجوء إلى التعميم المخل والابتعاد عن الاختصار لأنه قتل للفكر.. حسب هذه الرؤية، يقع ( المثقف الملتزم – بكلمات اريك فروم - خارج أبنية السلطة في المجتمع، ويعبر عن رأيه باسم مبادئ أخلاقية أو ثقافة عليا.. دون اعتبار للحقائق الرسمية) .. في ذلك محاولة لإلغاء الوجود الشخصي لحساب حضور الحقيقة اذ يقوم المثقف بتمحيص ومراجعة واستكناه المفاهيم والاراء التي يطرحها، وحينما يؤسس افتراضاً فأنه يقلبه من جوانبه المختلفة.. كل ذلك والوقت ملكه تماماً وليست هناك تحديدات تجبره - الشرط الوحيد: كفاية المادة والمامها بالموضوع، والمحدد الجوهري: محاولة الوصول إلى الحقيقة وتوصيلها..

خلفيات الفضائيات :
بعد الربحية، تعد صياغة الرأي العام إحدى أهم أهداف الفضائيات. تنطلق إليه من خلفية عقائدية (الفضائيات ذات الطابع الطائفي والمذهبي)، أو سياسية (قنوات وجدت كمدافع عن سياسة دولة ما ضد دولة أخرى أو ضد من يعارضها)، أو موضة إعلامية ( تجسيدا للتنافس مع الغرب كصورة من صور عقدة الشرقي تجاه الغربي لتخفيف اللطمة الحضارية أو التماثل مع المتطور).

الباب الموصد :
نتيجة للاضطهاد السياسي بسبب الديكتاتوريات المتعاقبة والحروب الدولية والتصفيات، ظل المثقف -إلى وقت قريب - معزولا في المنافي لا صوت له. تحرق كتبه وتمنع، وقد يمحى من تاريخ بلده بأمر سلطاني (لم يعد الاعتبار إلى علي الوردي مثلا إلا قريبا و تكاد الأجيال الأحدث تجهل هادي العلوي تماما )..
بالتحايث مع السياسي، ينبري الديني والجنسي كأحد أهم العوامل على عدم قدرة المثقف العربي على التكلم بحرية إلا حين يلجأ إلى إحدى البلاد الغربية.. وهنا أيضا يحاصر المثقف واقعيا ( قضية سلمان رشدي – مثلا - حيث كفر وأهدر دمه ومنع كتابه من التداول - لا توجد إلا نسخ مهربة نادرة في كثير من الدول العربية والإسلامية من كتاب الرصافي – الشخصية المحمدية، ويكاد اسم منصور فهمي – مؤلف مكانة المرأة في الإسلام - أن يكون غفلا ).

الباب المفتوح :
هيأت الفضائيات ( وبنسبة اكبر الانترنت ) الفرصة المشروطة لتجاوز عقبات الباب الموصد، فمن واشنطن او لندن يستطيع المتحدث ان يفضح أعتى الديكتاتوريات ويؤلب الرأي العام وهو آمِنٌ مستقر وكلماته تصل مباشرة – دون رقيب. ومن جهة أخرى فُتِحَ باب نقد الدين – بنسبة اقل – او الحديث العلني عن الجنس إلى درجة ان برامج فضائية عديدة تتناول الموضوعات بمباشرةٍ لم يحلم بها اشد الرواد جرأة وجسارة..

ما أعطاه المثقف:
بحضور الفضائيات وانتشارها الكاسح، تصاعد الوعي عند متعاطي الثقافة إلى ان وسيلته التقليدية (الكتاب ) غير قادرة على اختراق سمك العالم، ويمكنه، أيا كان توجهه، ان يستخدم هذه الوسائل الحديثة كي تسهل وصول المعرفة وانتشارها. عمل معدا او مقدما للبرامج ومخرجا ومراسلا صحفيا، مما اضاف إلى اللغة الصحفية بلاغة ومجازات كانت إلى وقت قريب رهينة الكتب الابداعية فقط، أضاف للصورة سحر الكلمة، ولجفاف الخبر جمالا يقرن احيانا بالشعر . أصبح الإعداد مهنة أديب مضطلع على موضوعه، والتقديم مهنة مثقف عالي القدرة على الحوار والسؤال وتحليل الموضوع، وأصبح المراسل شاعرا يلقي من على منبر الميكروفون قصائد نثر مغسولة بماء الجملة الصحفية..

جلد الحرباء:
وها هي الفضائيات تعج بأسماء أدبية وفنية ليست مختصة في الإعلام ولا كان لها أن تعمل فيه لو كان الكتاب في موقعه الذي كأنه من ناحية الأجر والانتشار. فقد تحولت الثقافة إلى مهنة تدر الرفاه الاقتصادي والحضور الاجتماعي والشهرة بحيث انه (خلال القرن العشرين هاجر المثقفون إلى المؤسسات ليصبحوا اختصاصين ومهنيين ) . هنا تؤثر الجهة الممولة في تشكيل أو فرض ما يجب قوله. أصبح ارتداء جلد الحرباء نمطا سلوكيا أخلاقيا وثقافيا سائدا، بله مربحا، مما اثر بشكل جوهري في صورة المثقف على المستوى الشعبي خاصة مع بروز برامج الحوار الساخن الذي تنزل فيه النقاشات إلى أقصى دركاتها. من ناحية الموقف، تجد المثقف الذي يعمل أو يستضاف في قناة ذات توجه قومي أكثر القوميين قومية، وان كان في قناة ذات توجه طائفي أصبح طائفيا، وان كانت لبرالية كان في طليعة الليبراليين ينتقل بعضهم بين اشد القنوات (والصحف) يمينية إلى أشدها يسارية بسلاسة وليونة كبيرة، تماما كصورة من صور وعاظ السلاطين خفيفي الحركة، سريعي الولاء، شديدي الليونة والمرونة. من جهة أخرى، يلعب توجه المثقف ووعيه - قبل التحاقه بفضائية ما - دورا رئيسيا في اختياره هذه القناة أو تلك .

زيت الماكنة :
لتحقيق الغرض من استخدام المثقف تراهن الفضائيات على جملة اعتبارات.. من بين أهمها اختيار المثقف الذي تعتبره محققا لأغراضها، مطابقا أو مقتربا من وجهة نظرها حسب سلم أولوياتها. تختار الرجل الجماهيري، أو ذلك المعروف بعصيانه للأعراف أو الدين، القادر على الإقناع أو ضعيف القدرات فيه، الموضوعي في طرحه والمتعصب.. تحاول أن تجمع النقائض ليكون ذلك مصداقا لمنبرها (الحر). فتضع الفضائيات المثقف أمام وهم حريته الكامل في التعبير وتضعه هو وفكره أمام الناس عاريا كي يعري قوى الظلام دون ضغط ولا إكراه ولا تسييس. تدعم أولئك المتحركين بمسعى مادي وتلبي لذلك المتحرك وفق مسعى الشهرة غرضه، وتعطي للتنويري فرصة لا يحلم بها، إذ انه سيقول كل ما عنده (شفاهة) ومباشرة إلى جمهوره وهو ما لا يحققه كتابه في بضعة أعوام ربما.

متطلبات النجومية:
يحاط المثقف ( الضيف ) بالكاميرات والإضاءة وجمال وفخامة الاستديو. فما الذي يحدث لقوة الطرح، ولمستوى الأطروحات؟ يتحول المثقف إلى منظور إليه ومراقب من قبل الآخر (الكاميرا هنا أي الجمهور العريض) وذلك يستدعي استعراض قوة الفرد، حضوره الشخصي، رغبته في نيل الإعجاب، مراعاة العرف الاجتماعي والعقائد، والمحافظة على النجومية باعتبار (تحول المثقف إلى نجم سينمائي يتمركز حول ذاته) هذا من جهة، من جهة أخرى ولمحدودية الوقت وإذعانا لمتطلبات الإعلام المرئي فان المثقف سيقوم بالاختصار والتعميم والذهاب مباشرة إلى القصد دون تعرجات الفكر الجدلي - التركيبي.
متطلبات الفضاء :
على عكس ما ورد في فقرة امتلاك الزمن، سينطق المثقف بالشفهي: وهو عنوان المواجهة القديم بين لغة الكتابة ولغة الكلام التي تعاني عادة من (المفضوحية) والمباشرة بالضد من لغة الكتابة (المتعمقة). الكلمة الشفهية لا تسترد ولا تعاد صياغتها ولا يمكن بعد ان تنطلق من الحنجرة ان تشطب ( يقول الشاعر الان بوسكية: كونوا طيبين مع الكلمات، فليس لهن حق في التراجع). الجملة الشفهية تعاني من التبسيط ومن المباشرة بينما تميل لغة الكتابة إلى التركيبية. لا تعاني لغة الكلام من جدل ذاتها كما هي الكتابة حيث تنقض نفسها بنفسها احيانا. عملية التنقيح – احدى ركائز التأمل في الكتابة – غائبة في الكلام الذي يقود إلى لذة الانشاء والنحت والى ارتباك التناسق وعدم استدعاء الفكرة الاعمق في اللحظة المناسبة. ونتيجة لضغط الاعلام الجماهيري سيستخدم المثقف الجمل البسيطة بلغة يسهل فهمها، وهنا يفقد احدى اهم سماته: العمق، او الغموض (اي تعدد طبقات المعنى تبعاً لوجوه النظر إلى المسالة الواحدة بتعدد المصالح والعقائد والتوجهات الفكرية). ونتيجة ضغط الاخر (مقدم البرنامج او الضيف او الجمهور عندما يشارك هاتفياً) سيقتصر الموقف على الجدال وليس الحوار التبادلي على اعتبار منافسة الديكة ونشر الغسيل الذي تمارسه الفضائيات تبعا لروح العنف والشجار التي تجذب الشارع للمتابعة. سيتخلى المثقف اذن عن لغة التأمل وسينجر إلى لغة الشارع.

تحقيق الهدف :
تظهر الفضائيات المثقف وهو ينطق بالعادي غير الدقيق واللامنطقي (اللاعرفي)، بغير سند، وقد اختفى عمقه وبدا عاديا لا يمتلك سلطة الثقافة ( أي الوعي المركز بالاشياء ). فيرى الجمهور ان مثقفه لا يمتاز عنه (رؤيويا) في شيء، وحججه قابلة للدحض. المثقف هنا لا يمثل نفسه، بل هو ممثل للثقافة (العلمانية) وبذلك يعود الخطاب التنويري إلى الحظيرة ويصبح وكانه (تطرف ديني مغاير) يدافع عن عقائد او اعتناقات. يتساوى عندئذ المنطق العلمي بالمنطق الغيبي والتأثير لا ينال هذا المثقف بعينه (لضعف منطقه او تجنبه المهاترات الاعلامية) بل الثقافة والعلمانية والعلم وهذا هو الهدف الأخطر.. لا يتم نقد العلماني كشخص.. بل العلمانية والثقافة المتحررة كمرجع، فيكون للتنوير فعل عكسي. فما الفرق، في خضم الدقة اللامتناهية في الايحاء للجمهور، بين الناطق باسم الايدلوجيا الدينية (ان لم يتميز بالتحيز واسناد الجمهور)، والايديولوجيا السياسية، وبين الناطق باسم التنوير؟

عودة الابن الضال :
كان أهل القرية إذا اختلفوا في شيء، قالوا لنسأل المعلم على اعتباره حاملا للمعرفة كلها، وكانوا يثقون بإجاباته ويعتبرونها مكتملة ونهائية وان تشككوا فيها. أحالت الفضائيات هذا الاعتقاد إلى المتحف، اختفت الثقة به وحل محلها تكافؤ الآراء بل وميلانها جهة الشارع العريض لا الفرد المنعزل...
فهل استثمر المثقف الصورة لصالحه أم حولته الصورة إلى زيت جديد في ماكنتها الدائرة إلى الأبد؟!



#عباس_منعثر (هاشتاغ)       Abbas_Amnathar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكتابة عن الكتابة
- ميزان الذهب : تبادل الامكنة بين المثقف والاخر
- المثقف راهنا
- مرآة ثلاثية الابعاد


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عباس منعثر - في أروقة الفضائيات: الثقافة بصفتها مهنةً