أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ليث الحمداني - دفاعا عن فضائية أبو ظبي محاولة لفهم العمل الإعلامي وظروفه بعيدا عن لغة الاتهام والتشنج















المزيد.....

دفاعا عن فضائية أبو ظبي محاولة لفهم العمل الإعلامي وظروفه بعيدا عن لغة الاتهام والتشنج


ليث الحمداني
(Laith AL Hamdani)


الحوار المتمدن-العدد: 518 - 2003 / 6 / 19 - 10:41
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

يبدو أن البعض ممن اعتادوا النشر في بعض المجالات الإعلامية وعلى شبكة الإنترنت بشكل خاص، يصر على أن منهجه هو الصواب، ومن يخالفه متهم دون دليل، رغم أنه ينادي بالديمقراطية ليل نهار!
ويعود السبب، باعتقادي، إلى الفهم الخاطئ للعمل الإعلامي الذي نشأ وتربى عليه هذا البعض كمتلق، سواء من أجهزة إعلام الحكومة، أو المعارضة، خاصة أولئك الذين عاشوا سنوات طويلة في ظل الأنظمة الشمولية التي (دجنت) الإعلام وحولته إلى منابر للدعاية البائسة التي أصبحت بمرور الأيام تشكل ثقلا على نفسية المواطن.. وكذلك الذين تربوا على إعلام معارض لا يرى الصواب إلا في الفكر الذي يمثله، وإذا ما قدر لشخص ما أن يختلف بطروحاته معه تنهال عليه الاتهامات دون أدلة!!
وأذكر نهاية الخمسينات والستينات أن الأحزاب اليسارية كانت تتهم أعضاءها الذين يتابعون الإعلام الليبرالي بـ (التسيب) و (التشوش) و (التبرجز).. لأنهم يتابعون إعلاما لا ينسجم مع سياسة الحزب..
أجد هذه مقدمة ضرورية لمناقشة بعض ما أثير حول أداء فضائية أبو ظبي وخاصة خلال تواجدها في مدن العراق قبل وإبان وبعد سقوط النظام الدكتاتوري الأسود.. وسأركز في مناقشتي على الجانب الإعلامي دون خشية من أن يتهمني أحد بأنني (عميل لأبو ظبي)، فأنا ولله الحمد بعيد عن الوطن العربي وإعلامه منذ عقد من الزمان، ولا أعرف أحدا من العاملين في الفضائية المذكورة، وكلهم ليسوا من جيلي ولا من الجيل الذي تلاه في الصحافة والإعلام، وبهذا أسقط الاتهامات التي قد تطالني دون دليل كما جرت العادة.
كأي جهاز إعلامي يحاول إثبات وجوده في الأحداث الهامة كالتي عصفت بالعراق، ذهبت فضائية أبو ظبي إلى بغداد وحاولت أن تقدم جهدا إعلاميا لمشاهديها، وقد يكون مراسلوها، وبعضهم حديث عهد بالعمل الإعلامي، وجميعهم حديثو عهد بالتغطيات العسكرية أخطأوا بعض الشيء حين كانت تتغلب عليهم الحماسة أثناء النقل المباشر، وهم أساسا واقعون تحت تأثير الدعاية التابعة للنظام المنهار التي لم تتخل عن شعارها الخالد (اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس) حتى آخر لحظة، وما ينطبق على العاملين في فضائية أبو ظبي ينطبق على أغلب المراسلين العرب الذين غطوا الحدث من الجانب العراقي، فأغلبهم حديث عهد بالمهنة، وبتغطية مثل هذه الأحداث. استثني من ذلك شاكر حامد، فقد كان حماسه ناتجا عن إيمان بالنظام، وقد أكد ذلك في أحد المقابلات حين قال (إنه اكتشف بأنه كان يعيش كذبة كبيرة). وهذا الرجل نشأ وتربى في مؤسسة إعلامية لا علاقة لها بالإعلام بمفهومه الحقيقي، ومارس دوره في ظل ظروف لا يدركها سوى من مارس العمل في ظلها. الآخرون أدوا واجبا إعلاميا يتناسب ( كل مع كفاءته). أما محاولة تصويرهم وكأنهم مروجون للنظام المنهار فهو كلام لا ينقصه الدليل فقط، وإنما يفتقر للمنطق أيضا.. ولو كلف هؤلاء المهاجمون أنفسهم قليلا من الوقت وتابعوا ما أثير في الولايات المتحدة حول التغطية الإعلامية للحرب من الجانب الأمريكي (الإعلاميون الذين دخلوا مع الجيش الأمريكي) للمسوا بأنفسهم المناقشات الموضوعية التي تركز على دور الإعلام المستقل، وما إذا كانت هذه الاستقلالية قد انتهكت نتيجة تواجد الصحفيين والإعلاميين مع العسكر الذين حولوه إلى إعلام أحادي. إذن المشكلة كانت متقابلة، ولكن الأسلوب في تناولها مختلف تماما، حيث لم تطل الاتهامات أولئك الصحفيين وإنما انتقدتهم لقبولهم العمل في ظروف لا تحقق استقلالية العمل الإعلامي. انتهت الحرب واستقر الإعلاميان جابر عبيد وجاسم العزاوي وفريقهما الإعلامي في بغداد، وأعدوا سلسلة من برنامجهم الإخباري الناجح (المدار)، وبرنامجهم الآخر (دنيا)، وأخيرا برنامجهم المستحدث (جسور). في البرنامج الأول كانت هنالك بعض الإرهاصات والأخطاء، أبرزها أن أغلب تقارير المراسلين، إذا استثنينا تقارير الإعلاميين الناجحين نجاح محمد علي وهاشم أهل برا، كانت تتسم بالإنشائية، وتفتقر للخبر الصحفي الذي يبنى عليه التقرير في مثل هذه البرامج، والذي يجب أن يكون جديدا فعلا. وخلال هذه المرحلة انصبت الاتهامات على الفريق الإعلامي على أساس أنه يبرز السلبيات مستنتجين بأن ذلك يتم انطلاقا من تعاطفهم مع النظام السابق، وما إلى ذلك من اتهامات لا تستند إلى دليل ولا إلى منطق، حتى وصل الأمر بشخصية مرموقة نحترمها أن يلجأ إلى كتابة رسائل ضد الفريق، هي أشبه بالوشايات التي لا تليق بمن في مستواه، وتم هذا تحت تأثير الانفعال والمشاعر بالتأكيد...
ومرة أخرى أقول، لو كلف هؤلاء الأصدقاء أنفسهم عناء متابعة التقارير التي يرسلها مراسلون أمريكان لصحيفة (الشرق الأوسط) عبر خدمة واشنطن بوست، لاتهموا أولئك الأمريكان بأنهم أيضا من أتباع النظام المنهار، لأن تقاريرهم كانت تنقل الأوضاع السيئة داخل العراق. وأكتفي هنا بالإشارة إلى واحد منها، هو التقرير الذي كتبه ريتشارد ليبي، ونشر يوم 13 من الشهر الماضي، وأعيد نشره في أحد المواقع العراقية على الإنترنت.
لقد حاول فريق أبو ظبي وكل حسب إمكانياته وكفاءته المهنية أن يقدم عملا تتميز به قناته الإعلامية، ونجحوا إلى أبعد الحدود، ولا يوجد سبب لتلك الاتهامات، بتقديري، سوى أن الفريق لم يقدم لأصدقائنا أصحاب الاتهامات الجاهزة (الوجبة الإعلامية التي يفضلونها فقط). وهذا تعامل أحادي مع الإعلام سببه الانحياز الشخصي وغير الموضوعي، فإذا كنت شيوعيا أو إسلاميا أو قوميا، وقدمت محطة ما، ما يتعارض مع توجهاتي، فإنها متهمة دون دليل. نعم قدمت في (المدار) فعاليات فاشلة إعلاميا، ولكنه مقابل ذلك قدم فعاليات ناجحة وتستحق التقدير، وهذا بالتالي اجتهاد لعاملين تحملوا مشاق حياة مازال أغلب الكتاب المعترضين يترددون في تجربتها. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجر. والمجتهد لا يستحق توجيه السهام إليه حتى لو أخطأ تحت تأثير مشاعره بفقرة من فقرات برنامج استمر عدة أيام. أما بالنسبة لجاسم العزاوي الذي لجأ أحد المواقع، وللأسف، إلى تنظيم استفتاء (لعزله)، فالرجل سعى لتحقيق مكانة إعلامية متميزة لمؤسسته، وإذا كان الأصدقاء سجلوا عليه التركيز في برنامجي (جسور) و (المدار) على شخصيات معينة ارتبطت بالنظام السابق، فيجب أن ندرك صعوبة الاتصالات في العراق خلال الفترة، والوضع الأمني شديد التعقيد، وصعوبة إيجاد المتحدثين فعلا. وقد سمعت لهذه الشكوى من زملاء صحفيين أجانب زاروا العراق خلال الفترة نفسها، في حين اعتاد هؤلاء المتحدثون على التواجد في المراكز الإعلامية، والرجل يعمل في مجال يومي وسريع يعرفه من احترف العمل الإعلامي. (يجب تهيئة مادة خلال وقت محدود).
وهنا أيضا أنا لا أتفق مع من هاجمه لهذا السبب، وأقول: دعوهم يا سادتي يتحدثون ليكتشفهم شعبنا العراقي أكثر، ويكتشف تلونهم وانتهازيتهم. ولا شك بأن الأوضاع الجديدة في البلاد ستتعامل معهم على أساس تاريخ كل منهم. والعراقيون ولله الحمد أكثر شعوب الدنيا تمسكا بقراءة تاريخ الأفراد.  لقد حاول جاسم العزاوي أن يقدم جديدا لمؤسسته، وهو حاول قبلها في الأراضي الفلسطينية، مما يؤشر حبه لمهنته. أما لجوء البعض لـ (العزل) و (التشهير)، فيذكرني بسياسات حزب (البعث) الغابرة، (إذا لم تكن معنا فأنت ضدنا)، ومن ثم تنهال عليك الاتهامات (عميل الصهيونية) (عميل إيران) (شيوعي) إلخ...
إن ما تعرض له الزميل نصر المجالي في (إيلاف) خلال بعض الردود، بعضها التي طالت مقالة عن أحمد الجلبي، يقع ضمن الدائرة نفسها.. فأنا أرى أن من حق نصر أن يقول رأيه بأحمد الجلبي، ولا أعتقد أن هذا الرأي سيقدم أو يؤخر في الدور السياسي للجلبي في الأوساط العراقية، فما كتبه المجالي لا يمكن، على سبيل المثال، أن يسيء للجلبي، كما أساء له ممثل الجلبي حين تهجم بالأيدي على د. وميض عمر نظمي أمام كاميرات التلفاز.. وهو رجل من عمر أبيه، ويعرف العراقيون تأثير السن في مثل هذه الحال. من حق المجالي أن يقول رأيه، ومن حقنا أن نقول رأينا نحن أيضا بهذا السياسي الأردني أو ذاك. فالإعلامي لا يمكن أن يتقولب في إطار قطري ثم يكون إعلاميا مستقلا ناجحا على مستوى الوطن العربي أو العالم.
وأخيرا.. أقترح شخص ما مؤخرا، يدعي أنه إعلامي، طردَ مراسلي قنوات (العالم) (المنار) (أبو ظبي) (العربية)، من بغداد والاكتفاء بمراسل فضائية الكويت!!
فبماذا اختلفنا عن جلاد العراق صدام حسين وسياساته التي أغلقت كل المنافذ بوجه أبناء الشعب؟
سؤال موجه لكل من يتحدث عن الديمقراطية بلسانه، ويمارس الدكتاتورية في حياته اليومية..

ليث الحمداني
صحفي عراقي
رئيس تحرير جريدة (البلاد) الكندية

 



#ليث_الحمداني (هاشتاغ)       Laith_AL_Hamdani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتحاد الصحفيين العرب البيان المتأخر.. والتغيير المطلوب!
- مواقع الإنترنت العراقية ´- مطلوب قطع الطريق أمام الراقصين في ...
- ملاحظات حول مستقبل العمل الصحفي في العراق
- البحث في أعماق الزمن عن زعامات نظيفة اليد
- موسيقى الأغنياء التي تذبح الفقراء
- العراقيون يكرهون الدكتاتورية، ولكنهم يكرهون الاحتلال أكثر


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ليث الحمداني - دفاعا عن فضائية أبو ظبي محاولة لفهم العمل الإعلامي وظروفه بعيدا عن لغة الاتهام والتشنج