أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احسان بركة - محاكمة ابليس















المزيد.....

محاكمة ابليس


احسان بركة

الحوار المتمدن-العدد: 1738 - 2006 / 11 / 18 - 11:17
المحور: كتابات ساخرة
    


بدأ الربيع ينحني امام خليفته الخريف
شعور غريب اذ ان احدهم يودع ايامه الاخيرة والثاني يشعر بنشوة الظهور والانتشار
هذه هي الدنيا كما يقولون.
مع تغير الطقس يجهز الناس العاديين انفسهم ويحضروا متطلبات القادم من الزمن ككل سنة.
اليوم كان الجميع كل في عمله وقهوته الى ما هنالك.
الا ان ما حدث شيء غيًر كل القوانين
فاعتبارا من يوم غد
سيتوقف الزمان وسينتقل الجميع الى دار القيامة
لقد ملت الالهة من لعبة الدنيا
فحسب المعلومات المسربة انه لم يعد المستطاع السيطرة على ما يحدث وفقدان السيطرة
يعني انقسام الكون وكل من استطاع سيبني مملكته حسب قوانينه
وهذا يعني تغيير في قوانين اللعبة الحياتية
سمعت احدهم يتكلم متذمرا ان مايحدث اليوم لا يمكن تصوره اذ تجاوز كل مايتخيله العقل
لذلك قررت السماء تقديم موعد القيامة
خوفا من المستقبل اللا محسوب
لانه وفق الدراسات السماوية الموضوعة للحياة الدنيوية
وضعت احتمالات معينة مع نسب اضافية احتياطية ممكن ان تكون خارجة عن السيطرة
وللاسف الحسابات أظهرت خطا الدراسات وبالتالي لن نعرف ماهو القادم ,المشكلة ليست بكل هذا وذاك.
وعلى الفور بدأت الاجهزة المختصة بالبحث عن المتهم الاول دوما لالقاء القبض عليه بالطبع ابليس.
المشكلة بانه لم نعد نعرف ايهما ابليس كي نلصق بظهره كل اوساخ الدنيا ونريح الكون منه
هذا ماقاله ممثل الاجهزة
يُحبذ ان يلقى القبض على كل من ابتسم لابليس في الحياة الدنيا لكي يكون العدد مقبول امام الرأي العام في الاخرة.
في الاخرة يوجد رأي عام ايضا
هذ ا ما اخبرني به سعيد
على فكرة سعيد هو فقط باسمه
هذا الكلام سمعته ايضا امس من احد الموثوقين المقربين من الاخرة
ففي لحظات كهذه تدب الفوضى خصوصا في البداية
الناس بدأت تجهز امورها ليوم الاخرة
وانا اتجول باحدى الشوارع وبجانب احدى المقاهي رأيت بعض من محترفي طاولة الزهر ذات التراث
العريق في مشرقنا المنتهي الملتهب
وهم يودعون آخر ( مرس ) في الحياة الدنيا توقفت متشوقا نهاية ( البرتية) لان الادمان في طاولة الزهر له لذته
التي لايعرفها الا من جَرب
هذا الرأي سمعته من سعيد ايضا
رايت الخاسر يعصر وجهه دما يكاد ينفجر اذ سيترك الحياة الدنيا خاسر كذا( برتية )
اما المنتصر فكان منظره كالطاووس منتفخا ينظر الى منافسه مستهزء ا موزعا نظراته الى كل من حوله
مؤكدا رجولته الطاولية.
انسحبت قبل ان تصيبني طرطوشة مسبة من الخاسر كوني شاهد ا على خسارته في الدنيا وقد اضطر
ان اكون شاهدا في الاخرة وهذ ا ما سيحرجه
وصلت الى طريق فيها ساحتين وطريق ضيقة لا تتسع الا لعربة اطفال تقريبا
الساحة اليمنى ملينة باشخاص قلما نراهم في الطرقات العادية يَعبق منها كل انواع العطور
التي لم تنتج بعد
وهي محجوزة الى يوم غد
نظرت الى الساحة اليسرى وهي ايضا مليئة ما هب ودب من كل بقاع الدنيا
حاولت ان استفسر ماذا يحدث لكني لم اسمع جوابا لان المجتمعين لايسمعوا اسئلة
والحراس في الساحتين هم حراس الدنيا والاخرة ويمنع عليهم الكلام مع الناس العاديين
حاولت الدخول لكنه تبين انني لست مدعوا وفي الساحة الاخرى ايضا
هناك لائحة بالاسماء
حاولت العودة الى لاعبي الطاولة المتنافسين
واذ بهم مصطفين خلفي في طابور لا نعرف اتجاهه
اصبحنا جميعا في طريق ذات اتجاه واحد
ولفت نظري شيئأً ان احد لاعبي الطاولة ( الخاسر طبعا ) يحمل تحت ابطه طاولة الزهر
على مايبدو انه سيحاول ادخالها معه الى يوم الاخرة آملا ان يسترد سمعته وحفاظا على شرف اللعبة
( ما بيحطها واطية )
بدات الطريق تزداد ازدحاما وبدأ الزمن يجري مسرعا
سمعت احاديثا كثيرة من المتجمعين الباحثين عن ممرٍ يتابعون به طريقهم الى الاخرة
احدهم عنده مشكلة بأنه لا يستطيع النوم دون بيجامة
وآخر يسأل هل يوجد حمص وفلافل في الاخرة
لانه احتمال ايضا ماتظبط بالاخرة ايضا فلازم يدبر حاله بشي على قد الحال
واحدهم تمنى ان لا يكون هناك فلافل لانه مل ً قلبه من الفلافل والحمص في الحياة الدنيا
ويرد عليه خبير في شؤون الاخرة ويقول بلهجة الواثق المجرب :
بأن الامور هناك كلها محسوبة ولن يحتاج الى شيء.
لكن صاحبنا ( صاحب البيجامة ) مُصر ان يصل الى بيته لاخذ بيجامته قبل ان يتابع طريقه الى الاخرة
وهمس باذني احدهم:
انه بحاجة الى البيجامة على مايبدو ان رجولته ضعيفة ليستر عورته بها امام جمهور الاخرة.
انا لن احدثكم كثيرا عن القصص التي سمعتها لانها فعلا كثيرة ومشوقة
سيأتي يوم احدثكم به مما سمعت في تلك الزحمة.
وصل الزحام ذروته والمخرج الوحيد هو تلك الطريق الضيقة فانهمل الجميع راكضين
وفي نهاية الطريق وصلنا الى مكان , الحياة فيه شبه ميتة , وفيه بعض الاشخاص ممن تخلى عنهم
الزمان ووضعهم في تلك البقعة من ارض لا يريدها احد
وهنا المفاجئة اذ ان ابليس كان يجلس مع هؤلاء
عرفناه من هيبته واحترام مجالسينه له
كان شكله ليس كما وصفوه لنا ( الواثقين المجربين ) وانما عادي فلولا التسمية لما فرقناه عن الموجودين
ولسوء الحظ سوف نذهب الى الاخرة بصحبته وقد نُقيم باننا اتباعه.
لكنني في تلك الحظة أمعنت بالمكان ونظرت الى وجوه الموجودين فلم ارى شيء غير المعتاد
كان ابليس يحضر للدفاع عن نفسه وبيده ورقة صغيرة على مايبدو من بقايا كيس خضرة خاكية اللون
استرقت النظر الى تلك الورقة وقرأت ما كتب عليها :
ذنبي الوحيد انني رفضت الصلاة على اشخاص لم اقتنع بهم وانكم وضعتم برنامجا للدنيا
وسلمتموها لاشخاص عرفتُ مسبقا انهم لا يستحقونها
انني اعتز بنفسي وانا تحت التصرف يامولاي.
انتهت المدافعة.
بدأ التعب يلقي بظلاله على الحضور
وعم الصمت بتجمعنا واذ بضوء يأتي من السماء يهبط على الارض بهدوء
انه على مايبدو احد المقربين والمرسلين من السماء
وبالصدفة وقع نظري على ( الواثق المجرب ذو اللحية الطويلة ) فرايت علامات الاشمئزاز والخوف
وعدم الرضا على زيارة ضيف السماء
الوقت ليس للتحليل , فلنترك الناس بحالها.
التفتتْ العيون الى القادم من أعلى , تنتظر ماسيقول ضيف السماء
وبصوت سماوي ملائكي قال للحضور :
هناك قرار يُحضر للغد
يتم به تبرئة ابليس والاعتذار منه
لان تقديراتنا عن بني البشر لم تكن صائبة
وأن ابليس كان احساسه بذلك دقيق
ورفضه اوامر السماء لم يكن بسوء نية ولن يعاقب عليها
فعمت الفرحة والصيحات في دار ابليس وساحته
واعُتبرت المحكمة شبه منتهية
حين سمعت الخبر لم استمع الى بقية الرسالة
وانصرفت باحثا في الجمع عن سعيد

احسان بركة Ahsan Barakeh
12-11-2006



#احسان_بركة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلم لم يكتمل
- خبر اليوم


المزيد.....




- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احسان بركة - محاكمة ابليس