أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبال شمس - رسائل إلى شخص ليس هو , الى برجر سلاين














المزيد.....

رسائل إلى شخص ليس هو , الى برجر سلاين


نبال شمس

الحوار المتمدن-العدد: 1738 - 2006 / 11 / 18 - 02:38
المحور: الادب والفن
    


صرخات متداخلة
1
الكلام بالنسبة لي, هو إحياء الموتى من جديد" هل فعلا, ستحيي الأموات يا صديقي؟؟؟؟؟؟؟ثمة فراشة صغيرة هشة ترفرف على السطور, توشك على الطيران ولا تستطيع

2
بحثت عن كتابك بين عشرات الكتب, وكم كانت اللحظات قليلة والزمن قصير لأعيش بين كلماتك وبين سطوره الحزينة. سألت نفسي كالعشرات اللذين سألوا أنفسهم, كيف استطعت أن تخط كتابا وتنثر به ألما شريفا, وأنت طيلة عقود عمرك الثلاث لم تنطق سوى ببضع جمل وبعض صرخات عشوائية؟ كيف استطعت أن تحرر درر الخوف المتراكمة إلى نصوص تفتت الحجارة وتحيي الموتى؟
الفراشة عالقة في الصفحة السابعة عشر, أريد أن أبعدها قليلا, فقد التصقت هناك وتركت غبارها على الكلمات.
3
صديقي المتوحد للأبد, علمت انك تكتب لصديقة أخرى, صديقة من فصيلتك, ألمها يشبه ألمك وتوحدها يشبه توحدك, سكنكم ألانت الضعيف القوي, الحزين والغامض. أنت تكتب لأخرى أنا أكتب لك, لأعبر لك عن مدى دهشتي باعترافك ومعرفتك بنقصك.
"لن يبكيني أحد عندما أموت لأني في ذاكرتهم , سأبقى الأخوث".

4
يؤلمني كلامك وتذبحني نصوصك. نعم يا صديقي إن كنت قد وصلت وقلمك لدرجة الاعتراف, فأنت وصلت لدرجة النبوة, فالاعتراف ليس سهلا فأي اخوث أنت وأية بشرية نحن.!
نحن يا صديقي لا نخطئ.كلنا عظماء. كلنا عقلاء وان أردنا البكاء نبكي سرا, أما الذي مثلك فلن نبكيه أبدا, فقد علمت باعترافنا, ماذا ستبقى أنت بذاكرتنا.
هل ترى الفراشة, ? ما زالت عالقة على الكلمات, ليتها تتحرك قليلا كي أستطيع أن اشعر نهاية نصوصك.




"لا أريد أن أكون الشخص الذي في داخلي".

5
تكتب عن السجن وعن أنت الحزين المسجون داخلك, تكتب عن صراخك العشوائي عندما تحزن وعندما تفرح وعندما تبكي. هل فعلا أنت تبكي؟ أنا أسألك وأنت تسألني.

6
تريد يا صديقي أن تكتب نص فرح, تريد أن تحرر دموعك العالقة, وتعترف بقدراتك المحدودة, فمن أي صخر مصنوع أنت؟فحتى قدرتك على البكاء ضعيفة. اشعر بركانك الحارق والعالق الذي سحقك وحدك, ثائرا لا يخرج, تكتب لي عنه مثيرا كل براكين الحزن والألم الذي احتواني والفراشة في هذه الساعات.
سأنتهي بعد قليل من قراءة نصوصك الحزينة التي دمرت حواسي وجعلتني أهذي بالكتابة إليك, لنصوصك الحائرة وقلمك المدمر, فمن أين صغت كلماتك؟ فقد فعلت ما لم تفعله امة بحالها على مر عقود كاملة, فالطوق الذي طوق صدرك وسجنك, طوق عيوني بالدموع وروحي بالأم, طوق أجنحة الفراشة المسكينة.
6
سأمسح دموعي قبل أن تراني الفراشة العالقة كي لا تهزأ مني وتقول إني أتعاطف مع الأخوث.

7
آه... يا صديقي لقد ذكرتني بريتا التي كتبت لها مرة. ذكرتني بعشرات العيون تلاحقني والصراخ المميت في ذلك المكان. ذكرتني بغبائي وعمائي بان ريتا لن تفهمني حتى ولو كتبت لها آلاف الكتب.
ذكرتني بأطفال الحارة, عندما كانوا يلاحقون نورة, ويرمون عليها النفايات, وينعتوها ب " نورة ال....". ذكرتني بقسوتي عندما كنت أشاركهم تلك الجريمة, فكم كنا نفرح لصراخها وقفزاتها. هل كانت نورة تتألم؟ هل كانت تفكر؟ ما أقسانا وما أقسى الزمان عليكم.
نورة سجنها أهلها بالبيت بعد تطور جسدها خوفا عليها من قسوتنا وقسوة المجتمع.
نورة, ريتا. انت وهم, صراخكم وسجنكم,,,لن أقترب منكم ثانية, فقد عرفت قدر نفسي وقدر معرفتي بمعاناتكم .

8
بدأت الفراشة تتحرك تريد الطيران من مكانها, فقد بدأت ترفرف, فربما حركها ألمك. سأقرأ الآن نهاية الكتاب وأتخيل حياتك الآتية.
يا لك من رائع وجميل. تشكرني لأني تحملت نصوصك,لكن لماذا تنعت نفسك بأنك لاشيء, هل تشك بقدراتي على فهمك؟.
السطر الأخير لا يظهر لي فقد نثرت الفراشة غبارها علية. لا أراه يا صديقي فثمة بداية أخرى للقائنا.



#نبال_شمس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقمص كائن شتوي
- ريتا
- فراشه مجنونة
- بانتظار الصياد
- طيف ريمورا
- نجيب محفوظ : كفرنا بك مرتين
- صعود اخر
- حلقات الضوء
- لغز اليد الممدودة
- نساء من نبيذ ونار
- مزامير ثقافية
- حفر في التعري,قبل قدوم البحر
- -جوانب أخرى للمرأة في أدب -زياد خداش
- عري القناديل: امرأة, قصيده ووطن
- النرجس لا ينبت في نيسان
- ضرورة انتقاد المسئولين
- العسر التعليمي الاكاديمي
- العسر التعليمي التطوري
- مذكرات متعسر


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبال شمس - رسائل إلى شخص ليس هو , الى برجر سلاين