أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عقيل الناصري - دراسات في التاريخية الفعلية للتغيير الجذري في 14 تموز 3-5















المزيد.....


دراسات في التاريخية الفعلية للتغيير الجذري في 14 تموز 3-5


عقيل الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 1738 - 2006 / 11 / 18 - 11:42
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


- إنفراد عبد الكريم قاسم وكتلته (المنصورية) بالتنفيذ ومقدماته:
يوم الحسم : موعــد قــرار التنفيـــذ

في العطلة الاسبوعية الأخيرة (الخميس10/7) السابقة ليوم الثورة، سافر قاسم وعارف إلى بغداد، وأتخذا قرار تنفيذ فعل التغيير في ذلك اليوم بالتحديد، وليس قبل هذا التاريخ مطلقاً وذلك لتوافق (الصدفة) التاريخية مع حركة اللواء العشرين. ومن هذا المنطلق يمكن تفهم الموقف الحقيقي لقاسم في الاجتماع الأخير للجنة العليا الذي إلتأم في داره يوم 4 تموز إذ لم يكن متحمساً ولا مستعجلاً في البت بقضايا التعينات للمناصب الأراسية للدولة ولا في القضايا الخاصة بإعادة تشكيل اللجنة العليا ذاتها وما إنتابها من اشكاليات. كما لم يخبر أنصاره العسكريين ولا الأحزاب السياسية القريبة منه، بموعد حركته قبل هذا التاريخ مطلقاً، (10/7) لأنه لم يكن متأكداً لا هو ولا غيره، من أن الفرصة المواتية سوف تسنح لهم عند مرور اللواء العشرين ببغداد ليلة 13/14تموز وذلك لسبب وجيه ومنطقي مفاده:

أن اللجنة العليا للضباط الأحرار سبق وأن أجلت العديد من المحاولات بسبب غياب واحدُ أو أكثر من ثلاثي السلطة الملكية المتكونة من: الملك، ولي العهد عبد الإله، ونوري السعيد. إذ سبق وأن إتفقوا على وجوبية تواجدهم في البلد عند تنفيذ اية محاولة للإطاحة بالنظام، حتى لا تتكرر مأساة 1941 حركة مايس التحررية. إذ " كانت السيطرة على (الثلاثة الكبار)...أحد الأهداف العاجلة للثورة العسكرية وطالما أرجأ الضباط الأحرار تفجير الثورة في أوقات متعددة بالرغم من توفر مستلزماتها لأن أحدهم لم يكن في العراق أو لأنهم جميعاً لم يحضروا إلى المكان الذي تقرر إشعال الفتيل فيه وذلك خشية أن يفلتوا من قبضة الثورة ويتمكنوا من إستغلال الظروف السياسية والتحالفات السائدة في المنطقة والعودة إلى الحكم تحت ظلال الحراب الأجنبية كما وقع في ثورة مايس 1941...[1] ". بمعنى أخر " إن مشكلة تحقيق المفاجئة، بإرتباطه المعقد بالتحرك المناسب للقوات، أصبحت هي مشكلة توقيت الانقلاب. ومن هذه الناحية لم يكن بإستطاعة اللجنة أن تأخذ في إعتبارها أكثر من طرف واحد آخر. ونظراً لأن الإطاحة بالملكية أصبحت منذ ربيع 1958 الدافع الأول للجنة، فإنه إذا كان للضربة أن تنجح لابد من تنفيذها في يوم يكون فيه أبرز ممثلي الملكية، أي نوري السعيد وولي العهد الأمير عبد الإله والملك موجودين كلهم في العراق. وكان القبض على الثلاثة معاً هو الأمر الوحيد الذي يمكنه أن يؤدي إلى نجاح الانقلاب بشكل كامل [2]".

وتأسيساً على ذلك لم يتأكد قاسم ولا غيره، من أن التغيير المرتقب سيتم يوم 14 تموز، نظراً لغياب كل من ولي العهد ونوري السعيد من العراق، إذ سبق وأن " غادر العاصمة إلى لندن في الثاني من حزيران الأمير عبد الإله ليبحث مع الحكومة البريطانية موضوع تأمين منابع مالية لحكومة الاتحاد العربي. ثم سافر إليها نوري السعيد في 23 من هذا الشهر للغرض نفسه. وقد عاد الأمير في التاسع من تموز وعاد نوري في الثامن منه [3] ". وبالتالي فكان يوم 10 تموز، يوم الحسم والتحرك الفعلي لتنفيذ التغيير المرتقب من جهة، ومن جهة أخرى حتى يتزامن فعل القوى الضاربة (جحفل اللواء العشرين) دون أن يثير شكوك السلطات الرسمية.

و كما قلنا سابقاً، فقد لعبت الصدفة (كمقولة فلسفية) دورها التاريخي في تنفيذ الثورة، لأن عدم عودة أيُ منهما إلى بغداد، سوف يؤدي (بالضرورة) إلى إلغاء فعل التغيير المزمع القيام به. فإذا كان فعل عودة الثنائي الوصي والسعيد كان صدفة بالنسبة للضباط الأحرار ولكتلة المنصورية على وجه التحديد بإعتبارها القوة المنفذة، طالماً أن الصدفة كمقولة تمتد جذورها لا في جوهر الظواهر، وإنما في تأثير الظواهر الأخرى على الظاهرة المعنية.. التي هنا هو فعل التغيير الغائي المرتقب والمنبثق من واقع الأزمة البنيوية لنظام الحكم. لكنه في الوقت ذاته كانت عودة الثنائي الوصي والسعيد ضرورة لأجل ضبط ما أمكن من توازن الأزمة البنيوية التي كانت تعصف بالحكم وتوجيها وتحديد مسارات إختناقاتها وبالتالي تفادي انفجارها بغية كبحها أوعلى اٌلأقل السيطرة عليها. إن عدم وجود أحد أضلاع هذا الثلاثي في العراق سيؤدي (ربما) إلى عملية إنفلات الأزمة من عقالها، وهذا ما كان يعيه بدرجة ملموسة على الأقل الوصي والسعيد. كما وعى الضباط الأحرار أن ثورتهم تتوقف على تواجد الثلاثي في بغداد وإن عودة الثنائي لهو شرط لا بد منها بالنسبة لهم.

ومن جهة أخرى لو تأخرت السيطرة على بغداد مدة ساعتين فحسب عن موعد التنفيذ لتمكن كل من الملك ونوري السعيد من السفر إلى تركيا لحضور إجتماعات حلف بغداد الذي كان مزمع عقده ذلك اليوم. لذا لعبت الصدفة المخطط لها في عملية تحقيق ذاتها صباح ذلك اليوم.. رغم أن ساعات الانتظار( إبعاد آمر الجحفل وإعتقال آمر الفوج 2) قبيل الانطلاق مع الادلاء للسيطرة على المواقع الحساسة، كانت ثقيلة الوطئ سواءً على المنفذين أنفسهم أو على آمر اللواء 19 وآمر سرية الهندسة التي كان واجبها اعتقال قائد الفرقة الثالثة.

وبناءً على ما تقدم شرع قاسم كقائد (أرأسي) لعملية التغيير، يعاونه كل من عارف وعبد اللطيف الدراجي، بالتحرك العملي منذ يوم الخميس المصادف10/7، وتحديد هدف فعل التغيير وتوجيه القوى الضاربة تجاهه وهو إحتلال المؤسسات الحساسة ومراكز القيادة السياسية للبلد بترتيب مخطط ومتزامن. لذ أتصلوا كل حسب موقعه، بالمجاميع العسكرية التي ستساهم في التنفيذ المادي، سواءً من أنصار الحلقة الوسطية أو الآخرين المرتبطين بقاسم من الكتل الأخرى الذين يحضون بمعرفته وثقته التامتين وكذلك ببعض الأحزاب السياسية التي إرتأى اعلامها لتهيأت أجواء التأييد المعنوي للفعل المرتقب.

أما على الصعيد السياسي، فقد حل قاسم ذات اليوم (يُحتمل يوم 10 أو11 تموز-ع.ن) في" بيت رشيد مطلك وقد أخبرني رشيد فيما بعد، أنه إنكب على وضع وتعديل (البيان الأول) كما بسط أمامه خريطة لخطة الثورة وراح يدرسها بإمعان. ثم قام، على حد قول رشيد، بتصغيرها واختزلها على ورقة صغيرة. وقد وضعها والنسخة الوحيدة من البيان الأول للثورة في الجيب الأعلى لقميصه العسكري. كما أوفد (رشيد) لاستطلاع موقف حزبنا والحزب الوطني الديمقراطي وإبلاغهما بعزمه على تنفيذ الثورة في صباح الرابع عشر من تموز. وقد وصل الإبلاغ إلى سلام عادل بواسطة ( كمال عمر نظمي) وعاد كمال إلى رشيد الذي أوصل إلى قاسم موافقة الحزب. كما قام رشيد بإبلاغ كامل الجادرجي ومحمد حديد[4] بالأمر وطلب الموافقة. وقد اخبرني المرحوم كامل أنه أبلغ بدوره الاستاذ صديق شنشل. والأرجح أن عبد السلام هو الذي قام بإبلاغ حزب البعث بموعد الثورة عن طريق فؤاد الركابي...[5] ". ويؤكد هذه الواقعة من حيث مضمونها الأرأس، مصدر آخر بالقول: " وصل السيد رشيد مطلك موفد عبد الكريم قاسم إلى دار الاستاذ كامل الجادرجي الذي كان في حديقة داره بين ضيوفه كالمعتاد والذي كان منهم السادة صديق شنشل وفائق السامرائي وحسين جميل وجعفر البدر وغيرهم. إنتحى الموفد جانبا بالجادرجي وأبلغه رسالة عبد الكريم قاسم الشفهية بأن اليوم الموعود سيكون 14 تموز وأنه أختير وزيراً للاقتصاد، فرد الجادرجي لا أنا ولا محمد حديد ولا حسين جميل سنشترك في الوزارة ولكننا نؤيد الثورة، فرد الموفد أن محمد حديد وحسين جميل ليسا موضوع بحث ولكني سأبلغ أبو حاتم (يقصد عبد الكريم قاسم حيث كان يكنه بهذا الإسم) رفضكم لهذا المنصب. عاد الموفد وأبلغ قاسم رد الجادرجي وعندئذ إقترح الدراجي ترشيح إبراهيم كبة للمنصب وهذا ما تم فعلاً... حاول الضيوف الاستفهام من الجادرجي عن فحوى رسالة الموفد ولكنه لم يفصح لهم بصراحة حيث قال للاستاذ حسين جميل تهيأ لكتابة المذكرات لأن أحداثاً هامة ستقع في الأيام القادمة وحاول الحيلولة دون سفر السيد جعفر البدر للبصرة ولكن البدر أصر على السفر لإشغاله الطارئة أن احتجت إلي فإتصل بي تلفونياً كما كلف الجادرجي من يتصل بالإستاذ هديب الحاج حمود والذي كان في مدينته (الشامية- ع.ن) وطلب حضوره إلى بغداد ولما وصل قال له الجادرجي أن الأحداث التي ستقع أوسع مما تتخيله مخيلتك...[6] ".

في الوقت نفسه يذكر ليث الزبيدي أن " حزب البعث العربي الاشتراكي تم إبلاغه بموعد الثورة عن طريق ضباطه داخل صفوف اللواء العشرين وتنظيم الضباط الأحرار، إذ اتصل الملازم علاء الجنابي بالسيد علي صالح السعدي نائب أمين سر الحزب في القطر العراقي في يوم الجمعة المصادف 11تموز1958 وأخبره بأن الثورة سوف تحدث في صباح 14 تموز... إن الملازم علاء لم يكن مرسلاً من قبل قادة الثورة وإنما كعضو حزبي عليه تبليغ الحزب بما يدور في البلاد... أما حزب الاستقلال فلقد علم بموعد الثورة عن طريق أحد ضباط اللواء العشرين الذي هو من أقارب السيد فائق السامرائي، وكان ذلك قبل حوالي اسبوع من الثورة أما رسميا فلم يبلغ حزب الاستقلال كما تبلغ الوطني الديمقراطي والشيوعي والسبب كما أظهرت الوقائع فيما بعد أن عبد الكريم قاسم لا يميل إلى أفكار حزب الإستقلال. كما تم إبلاغ جبهة الاتحاد الوطني التي تضم الأحزاب الأربعة السابقة الذكر والمستقلين عن طريق كمال عمر نظمي عضو الجبهة وصديق عبد الكريم قاسم الذي أرسله لابلاغ الجبهة بموعد تفجير الثورة في 14 تموز 1958 [7] ".

لا أميل إلى معرفة ضابط برتبة ملازم ثاني بموعد الثورة، وليس له دور تنفيذي مهم، لان عارف لم يبلغ ضباط لواءه إلا فجر يوم الثورة، وهذا ما اشار إليه أغلبهم، خاصة إذا علمنا أن الحزب كان صغير الحجم ويمر بمرحلة من الشد والجذب بين أعضاء قيادته القطرية المحوريين، "... وفي عام 1955 ظهرت بواكير العلاقة بالجيش عن طريق طلاب متأثرين بفكر الحزب دخلوا إلى الكلية العسكرية... [8]" وكان عدد المنتسبين للحزب " داخل الجيش من العسكريين إلا بما يساوي عدد اصابع اليد الواحدة. وكلهم بإستثناء واحد فقط حديثو العهد داخل الجيش، أي من الرتب الصغيرة ...[9] ". والأرجح أن التبليغ جاء من طرف سياسي وهو جبهة الاتحاد الوطني، اكثر من كونه من التنظيم العسكري لحزب البعث.

كذلك بالنسبة إلى حزب الاستقلال فمن غير المعقول ان يعرف قبل اسبوع من الثورة في وقت لم يحدد الموعد من قبل قاسم إلا بعد يوم 10 تموز؟ كما أن علاء الجنابي كان في بغداد ضمن خلية جاسم العزاوي التي كلفت بالسيطرة على معسكر الهندسة، وتم ابلاغ اللجنة الوسطية مساء يوم 10 تموز من قبل عارف "... بتفاصيل الخطة ووزع عليهم الواجبات وطلب منهم أن يقسموا على أن لا يخبروا أي شخص غيرهم عدا ضباط خلاياهم وهؤلاء يجب تبليغهم ليلة 13/14 تموز [10]".

وقد سبق ذلك، على الصعيد الخارجي كما أشرنا في الكتاب الأول [11]، إن أدراك قاسم ما للعامل الخارجي من دور مهم في حماية الثورة، لذا اتصل عبر الوسيط رشيد مطلك، وقيل كمال عمر نظمي (وربما كليهما) بالحزب الشيوعي واقترح عليه العمل على تأمين دعم ومساندة الاتحاد السوفيتي والصين الشعبية، للثورة المقبلة، وتم ذلك من قبل عضو المكتب السياسي آنذاك عامر عبد الله في البدء ومن ثم بمعية سلام عادل سكرتير الحزب، أثناء انعقاد مؤتمر الأحزاب الشيوعية والعمالية في نوفمبر 1957، وحصلا على وعد الدولتين بإسناد الثورة. وهذا ما تم فعلاً منذ إعلانها وكان أحد أسباب نجاحها.

كما تدلل الوقائع المتفق عليها أن قاسماً ارسل كل من محمد حديد[12] وحسين جميل، بصورة منفردة إلى جمال عبد الناصر حول ذات الموضوع. لكن لم نستطع تحديد عاقبة هذه اللقاءات بدقة نتيجة لتضارب الأراء بصددها، وإن كان الاتجاه العام يرنو حول تأييدها ما دامت ضد نوري السعيد وحلف بغداد وتصب في دعم حركة التحرر الوطني في العالم العربي، وهذا ما تم فعلا في الأيام الأولى للثورة[13].













--------------------------------------------------------------------------------

[1] - عبد الجبار العمر، الكبار الثلاثة، ص. 33، مصدر سابق.

[2] - بطاطو، ج.3، ص. 106، مصدر سابق.

[3] - عبد الرزاق الحسني، تاريخ الوزارات،ج. 10،ص. 287، مصدر سابق. وبعد إنتهاء ولي العهد من زيارته توجه من لندن إلى إسطنبول قبيل قدومه إلى بغداد. في حين مكث السعيد في لندن لحين عودته لبغداد. وقد ذكر د. فاضل حسين موعد عودتهما إلى العراق خطأً حين قال: " وفي 13 تموز عاد عبد الإله ونوري السعيد إلى بغداد ". سقوط النظام الملكي، ص. 79، مصدر سابق.

[4] اضطر محمد حديد " أن يسافر إلى الموصل قبل الثورة بسبب وفاة والده، فأرسل له رشيد مطلك برقية يقول فيها إن سعر القطن، أو بضاعة أخرى لا أذكر. ولم يكن هذا الرمز متفقاً عليه بينهما لذلك أذكر أن الوالد قد أنب رشيد مطلك على هذا التصرف وقال له: كان هذا قد يؤدي إلى الكارثة ".رفعت الجادرجي صورة أب، ص. 156، مؤسسة الابحاث العربية، بيروت 1985. أما مضمون البرقية فتوردها الموسوعة كالتالي: " إن سعر المتر من الأرض بلغ 14 ديناراً وهو تعبير عن يوم الثورة لأن الأستاذ محمد حديد كان قد كلف السيد رشيد مطلك بشراء قطعة أرض لمعمل الزيوت النباتية ". ج.6، هامش ص. 321.

[5] - عامر عبد الله، خواطر وذكريات، ص. 32، مصدر سابق. وتشير الموسوعة أن وصفي طاهر إتصل " بالشيوعي الحزبي سعيد مطر وأبلغه بيوم الثورة فأنذر الحزب الشيوعي لهذا الغرض" ج.6، هامش ص. 321. بمعنى أن هنالك أكثر من مصدر أخبر الحزب الشيوعي بموعد الثورة بصورة رسمية وغير رسمية.

[6] - خليل إبراهيم حسين، الموسوعة،ج.6، هامش ص. 321، مصدر سابق. علماً بأن المؤلف لم يحدد لنا مصدر هذه المعلومة، وهذا ما يوسم موسوعته برمتها. في الوقت الذي تدلل الأحداث على أن محمد حديد قبل المنصب الذي أستوزر فيه كذلك بالنسبة لهديب الحاج حمود الذي استوزر لوزارة الاصلاح الزراعي، وإلى حسين جميل الذي انشغل في الإعداد للدستور المؤقت ولغاية تعينه سفيرا في الهند.

[7] - ليث الزبيدي، ثورة 14 تموز، صص. 203-205، مصدر سابق.

[8] - هاني الفكيكي، اوكار الهزيمة،ص.73، رياض الريس لندن 1993.

[9] - خالد علي الصالح، على طريق النوايا الطيبة،ص61، رياض الريس بيروت –لندن 2000.

[10] - مذكرات صبحي عبد الحميد، ص. 96،. ويؤكد علاء الجنابي لعبد الجبار العمر، أنه كان ضمن مجموعة ضباط الهندسة في معسكر الرشيد التي ألقت القبض على رفيق عارف، ولم يكن في اللواء العشرين. راجع الكبار الثلاثة، ص. 81 وما بعدها،.علماً بأنه لم نعثر على وجود ضابطين بذات الإسم واللقب ضمن قوائم الضباط الأحرار، راجع كتابنا الأول من هذه الثلاثية، صص.535-552، كلها مصادر سابقة.

[11] - للمزيد راجع كتابناالأول، عبد الكريم من ماهيات، ص. 453؛ كذلك عامر عبد الله، الاتحاد السوفيتي وثورة 14 تموز، الغد الديمقراطي، العددان 57و58، تموز 1985.ولذات المؤلف خواطر وذكريات؛ ثمينة ناجي يوسف ونزار خالد، سيرة ج.1، ص.198؛عزيز سباهي، عقود، ج.2،الفصل 14، كلها مصادر سابقة. علماً أن العلاقة بين الحزب الشيوعي وقاسم تمتد لفترة طويلة نسبياً، عندما اشيع أن قاسم كان على علاقة بالتنظيم العسكري لمجموعة داود الصائغ المنشقة على قيادة فهد، والحقيقة كانت له صلة اجتماعية ببعض أعضاء هذه الكتلة منهم غضبان السعد وسليم الفخري.. ولم ترتقي إلى مصاف العلاقة الحزبية. في الوقت نفسه تعرف عامر عبد الله على قاسم منذ 1950، قبيل تبوءه مركزاً قياديا في الحزب الشيوعي. وفي " صيف 1956زار رشيد مطلك عامر عبد الله عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي السري مرسلاً من عبد الكريم قاسم ونقل إليه عزم عبد الكريم قاسم على الإطاحة بنظام الحكم الملكي عن طريق عمل مسلح سيقوم بتنفيذه خلال مناورات الخريف التالي، وطلب رأي الحزب الشيوعي في مبادئ الخطة التي صمم على تنفيذها والدور الذي يستطيع الحزب أن ينهض به لدعم الثورة... وذكر عامر أنه دون على بعض الأوراق بعض الأفكار التي تنظر فيها المكتب السياسيللحزب الشيوعيوكتب بعض الشروط الساسية لتأمين نجاح مثل تلك الخطة ومنها ضرورة الاعتماد على الجماهير والتلبية الثورية للمطاليب الرئيسية للحزب الشيوعي والحركة الثورية...وفي لقاء تالٍ ذكر رشيد مطلك للحزب أن عبد الكريم يطلب أن يبادر الحزب الشيوعي إلى تعيئة الجماهير في مظاهرات إسناد واسعة حالما تبدأ الثورة. وطلب عبد الكريم قاسم أن يتولى الحزب وضع التدابير الخاصة بالشؤون الاقتصادية باعتبارها خارجه عن اختصاص العسكريين..." مستل من د. فاضل حسين، سقوط النظام الملكي، ص. 60-61، مصدر سابق.

[12] - لقد أكد محمد حديد هذه الواقعة بالقول: كنت عازماً على السفر في صيف سنة 1957 للاصطياف في أوربا وقد كلفت عن طريق الوسيط ( رشيد مطلك-ع.ن) أن أنتهز هذه الفرصة لزيارة القاهرة ومقابلة جمال عبد الناصر لتبليغه بالمراحل التي وصل إيها الإعداد للثورة في العراق ولأعلم منه مدى الدعم المتوقع من الجمهورية المصرية (لم تكن ج.ع.م. قد قامت آنذاك) ومدى التأييد المنتظر من الاتحاد السوفيتي نظرا للعلاقة الوطيدة حينئذ بين الجمهورية المصرية والاتحاد السوفيتي. فذهبت إلى القاهرة في الأيام الأخيرة من أيلول ذلك العام، وقابلت جمال عبد الناصر وأخبرته بما لدي من معلومات حول الاعداد للثورة سواء في الجيش أو من قبل الاحزاب السياسية التي أنتظمت في جبهة الاتحاد الوطني ووعدني من جانبه أن تقدم الجمهورية المصرية اقصى ما تستطيعه من العون للثورة في العراق وعبر عن اعتقاده بأن الاتحاد السوفيتي بسبب مواقفه من حركات التحرر الوطني سيدعم الثورة في العراق ولو أنه لم يستطع أن يجزم أي شكل سيأخذ ذلك الدعم تجاه المعارضه التي سوف تلقاها الثورة من الدول الغربية الكبرى وربما تجاه التدخلات التي قد تقوم بها. وقبل سفري إلى أوربا أخبرت كامل الجادرجي بعزمي على المرور بالقاهرة لهذا الغرض وقد أقر ذلك وهو في السجن وبعد عودتي أخبرته بما تم، كما أرسلت لعبد الكريم قاسم رسالة شفوية عن خلاصة الحديث الذي جرى مع جمال عبد الناصر". الموسوعة،ج. 1، ص. 342، مصدر سابق.

[13] - يورد محمد حسنيين هيكل واقعة حقيقة من حيث الشكل لكنها مختلفة المضمون، يحاول فيها الحط من القيمة المعنوية لقاسم، ماهيتها تدور حول إستفهامية قاسم عنمساعدته في وضع خطة الثورة؟؟ وعن مدى المساعدة التي يمكن الحصول عليها من مصر؟ وهذا ليس له علاقة بالواقع التاريخي للعلاقة التي رسم قاسم حدودها مع مصر الناصرية قبل الثورة سواءً عندما اجتمع بالسراج والبزري أو إيفاده لكل من محمد حديد وحسين جميل.. أما هيكل فيعرض جواب ناصر بالشكل التالي: " قال ناصر عندما بُلغت بالرسالة، صرفت السراج عن التفكير في ذلك (الحقيقة عكس ذلك لأنهما اجتمعوا به أكثر من مرة-ع.ن) وأوعزت إليه بإبلاغهما الرسالة التالية مني أولاً: إن كانوا جادين حقاً فعليهم الاحتفاظ بسرهم لأنفسهم وعدم إفشائه حتى لنا وثانياً: ليس بوسعنا مساعدتهم في وضع الخطة. لأن الخطة يجب أن يضعها من سيقوم بتنفيذها، ولأنها ستكون دوماً معرضة للتنقيح والتعديل بسبب خضوعها للفرص والظروف المحلية. وثالثاً:عليهم ألا يأملوا في مساعدتنا. فأنا لم أطلب عوناً من أحد في يوم 23 يوليو، ولأن الثوري الحقيقي يجب أن يعتمد على موارده الخاصة لا أن يحاول شد عمله إلى مساعدة خارجية " مستل من جرجيس فتح الله، العراق ،ج.2، ص. 674، مصدر سابق. ترى هل كان هيكل أميناً لنقل هذه الوقائع؟ الدلائل تشير إلى دور ج.ع.م في إسناد الثورة يوم 14 تموز، مما يدحض هيكل في النقطة الثالثة، كما أنه يعلم إن معرفة قاسم العسكرية وشهادة الأركان وخبرته المهنية الطويلة تفوق ما لدى عبد الناصر وبالتالي هو القادر على وضع الخطط العسكرية. كما يدحض إدعاء هيكل ما ذكره حسين جميل الذي اوفده قاسم بإسمه ويسأل ناصر "... عن رأيه في احتمال تدخل قوات أجنبية ضد الثورة المقبلة... قد اجتمع به حوالي الساعتين فكان من رأي جمال أنه إذا قامت الثورة واستولت على السلطة فلن يقع تدخل من دول الغرب أو حلف بغداد أو اللملكة الأردنية الهاشمية ضد نظام الحكم الجديد..." د. فاضل حسين سقوط النظام الملكي،ص. 60 مصدر سابق. ومن المعروف أن اللجنة العليا وعن طريق مبعوثها صديق شنشل، حصلت على وعد قاطعاً من ناصر بأن ج. ع.م ستقف إلى جانب الثورة.. وهذا ما تم فعلاً وما سنتطرق إليه لاحقاً. كل هذا تدحض إدعاءات هيكل وتسيء إلى ناصر عندما كان في أوج صعوده النير. كما تعبر في الوقت ذاته عن نزعة مركزية مصرية أكثر من كونها قومية. للمزيد عن هيكل راجع، د. علاء الدين الظاهر، تفكيك التجني، سلسلة مقالات نشرت في جريدة الزمان بتاريخ12-20/3/2000، كذلك د. سيار الجميل، تفكيك هيكل، الأهلية للنشر، عمان 2000.





#عقيل_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دراسات في التاريخية الفعلية للتغيير الجذري في 14 تموز 2-5
- دراسات في تاريخية التغيير الجذري في 14 تموز 1-5
- محاولة تقديرية لجرد أسماء الضباط الأحرار في العراق
- عبد الكريم قاسم... رؤية ما بعد الثامنة والأربعون
- عرض مكثف لمحاضرة المرأة – الرجل.. السلطة كحق تاريخي مخوّل
- تموز14: الضرورة والماهية 4-4
- 14 تموز : الضرورة والماهية 3-4
- 14 تموز.. الضرورة والماهية 2-4
- 14 تموز.. الضرورة والماهية
- الزعيم قاسم و الجواهري ولقائهما الأول:
- دراسة عن حركة الضباط الأحرار 6-6
- دراسة عن حركة الضباطالأحرا ر 5-6
- دراسة في حركة الضباط الأحرار4-6
- دراسة عن حركة الضباط الأحرار 3-6
- دراسة عن حركة الضباط الأحرا ر2-6
- دراسة في حركة الضباط الاحرار في العراق
- النضوج والتكتل الغائي 1948-1958
- حركة الضباط الأحرار- التكوين والتكتل الغائي
- النواتات الأولى لحركة الضباط الأحرار
- 14 تموز.. ضرورات الواقع وتناقضاته


المزيد.....




- لماذا تهدد الضربة الإسرائيلية داخل إيران بدفع الشرق الأوسط إ ...
- تحديث مباشر.. إسرائيل تنفذ ضربة ضد إيران
- السعودية.. مدير الهيئة السابق في مكة يذكّر بحديث -لا يصح مرف ...
- توقيت الضربة الإسرائيلية ضد إيران بعد ساعات على تصريحات وزير ...
- بلدات شمال شرق نيجيريا تشكل وحدات حماية من الأهالي ضد العصاب ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود- على أهداف في العمق الإيراني و ...
- قنوات تلفزيونية تتحدث عن طبيعة دور الولايات المتحدة بالهجوم ...
- مقطع فيديو يوثق حال القاعدة الجوية والمنشأة النووية في أصفها ...
- الدفاع الروسية: تدمير 3 صواريخ ATACMS وعدد من القذائف والمسي ...
- ممثل البيت الأبيض يناقش مع شميغال ضرورة الإصلاحات في أوكراني ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عقيل الناصري - دراسات في التاريخية الفعلية للتغيير الجذري في 14 تموز 3-5