أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني الفصل السابع أن تكون محارب الحرية لاجل شعب في طوق المؤامرة 3-1















المزيد.....

من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني الفصل السابع أن تكون محارب الحرية لاجل شعب في طوق المؤامرة 3-1


عبدالله اوجلان

الحوار المتمدن-العدد: 1737 - 2006 / 11 / 17 - 11:08
المحور: القضية الكردية
    


2 ـ العصور الوسطى والمؤامرات بالأقنعة الدينية
ن عدم انتقاد الدين كمنط فكري هو نقص كبير بالنسبة للعالم الإسلامي، ومثلما يرفض الواقع القائم الإنكار الفج للدين، فإن الالتزام به بإيمان يبعدنا عن العالم الواقعي أيضاً، توجد حصة كبيرة لطريقة موقف الدين الإسلامي في عدم تطور الفكر العلمي لدى مجتمعات الشرق الأوسط، حيث تم تقديم الدين كقواعد عقائدية صلبة بعد أن تم تمريره من تحول مثيولوجي في العصور الأولى، إن الدين هو المجموع العام للأفكار التي وصل المجتمع المتطور إليها حول الطبيعة وواقعه، ويشكل اعتقادات وتصورات الماضي والحاضر والمستقبل، لقد وجدت انعكاسات ظواهر الدولة والملكية والسلطة مع ظهور المجتمع الطبقي تعبيرها في الفكر الديني التوحيدي، وقد حاولت هذه المؤسسات أن تجد وسيلتها التي تؤدي إلى السيطرة على الأذهان في الأديان التوحيدية عندما أصبحت المثيولوجيا غير كافية لتحقيق هذا الغرض، والآلهة في هذه الحالة تشكل انعكاساً للقوى الاجتماعية أكثر من ان تشكل انعكاساً لقوى الطبيعة، إن الطبقة الحاكمة الآمرة ترمز إلى القوة المعنوية للملك، إنهم يؤدون إلى سحب المعنى الصحيح من التعريف العام للمجتمع، إلى تعريف الطبقة الحاكمة والملك، إن الرب بذاته يكون أكبر ساعد للسلطان كطبقة حاكمة بشكل ساحق ولسلطته الاحتكارية، ويؤدي إلى تعدد خصائصه الطبقية والسياسية ويجعلها ذات قدرة، يتجه الإله كتعريف للطبيعة والكون والمجتمع ككل نحو التكامل مع المؤسسات النظرية بشكل ملتزم مع كيان الفكر الفلسفي العلمي، إننا نقوم بهذا التمييز من أجل مايلي: تدعى العصور الوسطى كعصور المؤامرات بأنها قامت بجرائمها وألاعيبها من أجل السلطة، وحتى بالاستغلال المجرد باسم الرب، حيث يتم جعل الغطاء الديني والإلهي ذريعة لكل أشكال الاستغلال والقمع الاجتماعي، ويقال "إن كل شيء من اجل الدين والله، إلا أننا عندما نكشف عن مضمون هاتين الكلمتين نرى أن كل أنواع القمع والسلطة والاستغلال مخبأة فيها، والدين كشكل إيديولوجي جديد يلعب دوراً أخطر من المثيولوجيا في العصور الأولى ويقوم بدور الآسر، لقد أزيلت المرونة الموجودة في المثيولوجيا وبات الإيمان بالقواعد والقوالب العقائدية للدين شرطاً أساسياً، وبذلك تمت إزالة بقايا حرية الإنسان ليدخل تحت ضغط العقوبات القاسية والتطبيقية، إن تصفية الإنسان الحر هي من أهم العمليات التاريخية التي نجحت فيها القرون الوسطى باسم الدين، وهنا لا يتم نكران الدور التقدمي والتنويري للدين الجديد الذي لعبه في تصفية أشكال الدين الأقدم، ولكن عدم رؤية الظلام الذي خلقه يعتبر عدم احترام للإنسان الحر ويعني إنكاره.
إن العقيدة الدينية الدوغمائية تطور نظام المؤامرات على المجتمع لا سيما في مرحلة تخلفها، وتعتبر هذه المرحلة التي استلمتها سلالة معاوية والعباسيين في الإسلام عبرة، لقد أوقف معاوية الحرب عندما شعر بقرب الهزيمة بوضع القرآن على أسنة الرماح بالذات، لكنه اصبح فيما بعد الجزار الشرس لأهل البيت، وربما لا توجد مؤامرات في تاريخ أي دين آخر أكثر من تاريخ الدين الإسلامي إذ تم قتل ثلاثة من الخلفاء الراشدين الأربعة نتيجة مؤامرات، وإن ما جرى مع الأئمة الاثني عشر كانت مؤامرات على الأغلب، وقد قام الإسلام بتحديد قواعد ذلك أيضاً، فالمداهنة والدسيسة هي المؤامرة بالذات من حيث المصطلح وقد تم اقتراف جرائم كثيرة من خلال تطبيق هذا المبدأ.
إن لكل ذلك علاقة بجوهر إيديولوجية الدين، إذ يعلن الدين عن كل الذين يقفون خارجه كفاراً ويقوم بالتفريق القاسي بين البشر بهذه الطريقة، كما يقوم بتصفية هؤلاء بكل السبل إعلاءً لشأن الرب ويعتبره أكبر فضيلة، وعندها تغص كل العصور الوسطى بالحروب، ورب العصور الوسطى لا يقبل له بأي شريك، فهو كيان واحد ووحيد، وهذا الأمر يعني في الواقع توجهاً نحو السلطة المطلقة، ولا توجد أية قيمة عملية لوجود الله ووحدته سوى الرمز إلى إرادة السلطان ككيان عام وواحد، ووحدة سلطة السلطان تتطلب وحدة الله بالتأكيد، وعندما تكتسب السلطنة هذه القوة كإيديولوجية، فإن هذه القوة لا تترك إنساناً إلا وتسقطه، لكن البشرية ستحاول المحافظة على حريتها من خلال الطرق الصوفية والتمرد العلني في ذرى الجبال، ويتم اعتبار التحول إلى عبد لله أهم فضيلة للإنسان وكأنه بذلك قد قطع أنفاس ربتنا الأم.
إن المرأة ناقصة في نظر رب العصور الوسطى، وتم تخفيض مستواها إلى وضع لتصبح ممسوخة وملحقة خاضعة للرجل، وتم إيصال عبودية الجنس إلى أشكال لا معنى لها، فالمرأة أصبحت عبارة عن هدية يتم تقديمها للرجل، ويمكن أخذها واستخدامها عند الرغبة ليس كإنسان بل كسلعة يمكن النيل منها حسب الرغبة، وكأن الأديان الأخرى في العصور الوسطى قد تسابقت من أجل تلبيس البشرية هذه المؤامرة، وتم الوصول إلى وضع تم الترحم فيه على العصور الأولى، إن المحاكم الدينية في المسيحية وإغلاق باب الاجتهاد في الإسلام أسفرا عن وضع أشبه بإرهاب شامل على البنية الذهنية للإنسان، ومن جهة أخرى فإن مؤامرات القصور قد شهدت العصر الأكثر تطوراً لها، إن الإيمان في المعبد ينتهي بالمؤامرة في القصر، وهما يخلقان بعضهما البعض.
إن غربة الشعوب عن هويتها الحرة ستزداد كلما تطورت السيادة المعتمدة على جذور الدين في مجتمع العصور الوسطى والتطور الكيفي والكمي للحكام وتكاملهم مع الإيديولوجية الدينية الجديدة يجعل الشعب مضطراً للعيش بمفرده مع كيانه الثقافي الأثني، ويلعب الحكام دوراً مخادعاً كناقلين للهويات الإلهية التي لا يفهمها الشعب، ويتم تمركز الاستغلال والسلطة من خلال الهوية الإيديولوجية الجديدة، ثم تنتشر عمقاً واتساعاً، بينما يقتصر رد فعل الشعب على تخريب الدين الرسمي وعلى شكل مذاهب باطنية، ويبحث الشعب عن طرق جديدة تحت اسم الطرائق الدينية ضد المؤامرة التي تعرض لها، وتكون الطريقة التي تعني السبيل هي اسم الانطلاقات التي لم تتناقص أبداً، والحيلة التي جرت ممارستها على الكرد في العصور الوسطى كانت تحت غطاء ديني، وتكاملت العمالة المتبقية من العصور الأولى مع الدين الجديد بسرعة وتعمق اغترابها أكثر، وتقوم بأفضل دور كخادم للسلاطين، ويظهر الشعب مقاومته من خلال كثير من المذاهب والطرق ويدخل مرحلة حياة السجن الطبيعي داخل الجدران التي بنتها حضارة العصور الوسطى حوله.
إن ما قام به الحكام الذين يحاولون إيجاد مكان لهم بين السلاطين والشاهات هو تمثلهم للخيانة، وهم يجسدون أرضية للمؤامرة، ويجعل الحكام الذين غاب عن بالهم وحدة الشعب وحيوية الحياة عبارة عن ساحة للمؤامرات من خلال القتال الأثني والديني العقيمين، إن مبدأ الايقاع بالبعض يعمل ابتداءً من أسرة السلطان ويصل إلى الطبقة السفلية من الغلمان وإلى داخل القرويين كنتيجة طبيعية للأخلاق الإقطاعية، أي تمأسس الخيانة.
إن الاغتراب الذي شهدته كل شعوب الشرق الأوسط في العصور الوسطى له علاقة بالتحول الذي شهدته أدوات الإيديولوجية الأخيرة الأكثر تخلفاً لثقافة الكهنة السومريين، إن المذهب السني الرسمي للدين الإسلامي الذي يمثل الاشتقاق الثالث لهذه الثقافة، يجعل الشعوب في حالة احتراب دائم على كل مستوى وفي حلقة عقيمة، والذي يستفيد من كل ذلك هو حفنة من حاشية القصر وعملائهم وآغوات الحرب الذين لا مبدأ لهم.
لقد أرغم الشعب الكردي مضطراً ليعيش هذه الظاهرة بعمق وبشكل مطوق من الجهات الأربعة، وتحول إلى وضع شعب على الحلبة، فمثلما كان يتم تمزيق المسيحيين الأوائل من قبل الأسود في الحلبة، كان واقع الشعب الكردي في العصور الوسطى يتمزق تحت مخالب آغوات الحروب وعملاء القصر من بدايته إلى نهايته، إن مسألة ضحاك في ملحمة كاوا الحداد، الذي لم يستطع العيش بشكل طبيعي إلا عن طريق تحطيم رأس كرديين وأكل دماغيهما، هي تعبير عن هذا الواقع الشعبي، وفي الحقيقة فإن كل النماريد والضحاكين وإيديولوجياتهم وجنودهم وموظفيهم الفعليين يأكلون دماغ الشعوب كل يوم، أي يواصلون حياتهم من خلال أكلهم للفكر الحر والكيان الثقافي والإمكانات الإنتاجية للشعب، إن الضحاك لم يكن موجوداً في العصر القديم فقط، بل تكاثر وازداد عدده وعملاؤه، وهم يأكلون أدمغة الشعب وكل الشباب لا دماغ شابين فقط، ويقفون أمامنا كالجوارح التي تأكل الجثث الميتة بشكل كثير ومنتشر، إن تعريف الإيديولوجية والخدعة العملية والتآمر في العصور الوسطى والتدين الرسمي والإسلام السني كميراث للتآمر الرأسمالي بصورة كاريكاتورية هو احدى ضرورات احترامنا للحقيقة.



#عبدالله_اوجلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...


المزيد.....




- الأمم المتحدة ـ أكثر من مليون شخص يواجهون انعدام الأمن الغذا ...
- -القسام- توجه رسالة باللغتين العبرية والإنجليزية بـ-لسان حال ...
- مسؤول أميركي: المجاعة محتملة جدا في مناطق بغزة والممر البحري ...
- واشنطن تطالب بالتحقيق في إعدام إسرائيل مدنيين اثنين بغزة
- 60 مليون دولار إغاثة أميركية طارئة بعد انهيار جسر بالتيمور
- آلاف يتظاهرون في عدة محافظات بالأردن تضامنا مع غزة
- شيكاغو تخطط لنقل المهاجرين إلى ملاجئ أخرى وإعادة فتح مباني ا ...
- طاجيكستان.. اعتقال 9 مشبوهين في قضية هجوم -كروكوس- الإرهابي ...
- الأمم المتحدة تطالب بإيصال المساعدات برّاً لأكثر من مليون شخ ...
- -الأونروا- تعلن عن استشهاد 13750 طفلا في العدوان الصهيوني عل ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني الفصل السابع أن تكون محارب الحرية لاجل شعب في طوق المؤامرة 3-1