رسالة إلى نبيل عبدالكريم ...؟

مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 1737 - 2006 / 11 / 17 - 11:11
المحور: حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير
    

أيها الشاب الطموح والمفكر الحر .. من سوء حظك وحتمية قدرك أنك خُلقت ونشأت في مجتمع بينك وبينه بعد فكري حضاري لايمكن مقارنته ، وأن الباري هو من وهبك هذا الذهن المنفتح والإدراك الحسي المبهر والسليم والفهم الواعي لتفضح تخلف مجتمعك الحضيضي وبالعقل الذي خصصه الخالق لك وتفكر بمقدرته ، ويكفرونك لأنك تفكر بأداة خلقها الله فيك ... وهذه قمة الجهالة في خصومك ..
لقد ظُلِمت يانبيل ، ظلموا فيك طموحك الفتي الوثاب ...
لقد قُمِعتَ يانبيل ، قُمِع فيك روح الشباب التواقة إلى الحرية والمعرفة المجردة من قيود سلفية ظلامية ومن اسطوانة ببغاوية تنذر بالشؤم والجهالة تؤرقك وتتعب روحك النظيفة البريئة ..
لقد خرقت بحسك الحضاري حجاب التخلف ، قارنت كيف يعيش الناس حولك وكيف يفكرون ويثرثرون بتكرار ممل ومنذ أكثر من عشرة قرون ، التفكير ممنوع والاجتهاد محجوب والحرية منسوخة وإطاعة ولي الأمر مفروضة وهويتك لحية وجلباب قصير ولتدرك انك تعيش في الحضيض من الحياة بل في سعير جهنمي من كبح وقهر واستسلام مذلٍ..
عندما قلت لهم .. أنا حرُ ولن أسير بركبكم ، أشهروا بوجهك كل أسلحتهم القذرة العلنية والخفية.. والمضحك في الأمر أن من يحاربك هم أساتذة ودكاترة في التسامح والمحبة .. ان من يحاربك جلّهم شعارهم الديمقراطية ، أين هي تلك الديمقراطية لفتى يعبر عن أفكاره علناً من دون أن يرفع سلاحاً أو يوجه شتائماً كالتي وجهها المرشد العام للاخوان المسلمين مهدي عاكف في مصر وهو يشتم مصر واللي في مصر بعبارته الطزّية الشهيرة والتي دُونت بقاموس جينس العالمي واستحقها عن جدارة واستحقق براءة اختراع طزي شهير ، هذه الشتائم التي صدرت من رجل بمرتبة
( زعيم ديني ) أهان فيه دولته وشعب دولته وعلناً وهو ما ينطبق عليه نص قانون العقوبات بجرم تحقير السلطات والشعب علناً ، والغريب العجيب أن مثل هذا الرجل يحترم ولا يحاكم ، وشاب لم تجاوز الخامسة والعشرين من عمره يزج به في السجن لأنه عبّر عن أفكاره بصراحة وبراءة وباندفاع شبابي ..
أه .. يانبيل النبيل ، لو كان في مصر مئة من أمثالك لانقلبت أمور كثيرة وتبدلت مفاهيم متعفنة ولصمت النبّاحون ومن يصطادون في الماء العكر
دعوا هذا الشاب يتكلم دعوه يعبر عما يراه خطأ ، ناقشوه بالحسنى ، خذوه على قد عقله كما يقول المثل الشعبي ، ولكن الذي أراه يانبيل أنك أنت الذي تستوعبهم
.. نبيل أيها الشاب الطيب ، ستخرج من سجن ظُلِمت فيه ، ستخرج رافع الرأس ، ولن تخسر شيئاً سوى لوعة أمك أعانها الله ، ستغادر السجن الصغير وتدخل السجن الكبير ... ستدخل مدينة العميان ، ولن تستطيع أن تعيش بينهم مفتح العينين إلا إذا أغمضت عينيك ، وهذا لن تتحمله والرؤيا القميئة تقلقك .. إذا عليك بمدن يسكنها بشرٌ مبصرون ، عليك بمدن الحرية واحترام الإنسان ، ولاإبداع بدون حرية وحماك الله
واطمئن ... أنهم لن ينالوا من أفكارك النبيلة ....

#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات