أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - خالد خالص - ندوة التمرين















المزيد.....

ندوة التمرين


خالد خالص

الحوار المتمدن-العدد: 1737 - 2006 / 11 / 17 - 11:07
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


في القرن الخامس قبل الميلاد كان انتيفون اليوناني ( 1 ) قد تعلم فن الخطابة وفن المرافعة عن والده وامتهن حرفة المرافعة عن الافراد كما احترف فن "السفسطة"( 2 ). وكان يقوم بتدريس علم البيان الى جانب انخراطه في السياسة في السنين الاخيرة من حياته. ويقال انه هو اول مؤسس لفن الخطابة القضائية وهو اول خطيب تنشر له الى جانب اشغاله في الفلسفة وفي علم الرياضيات مرافعات وخطب وهو الذي بين في كتاباته التقنيات التي يجب اتباعها للقيام بمرافعة جيدة. وكانت خطبه عبارة عن دروس لتلامذته لتمرينهم على المرافعات من خلال محاكمات خيالية. وكانت هذه النصوص عبارة على نمادج للمحاجة والمجادلة وتتضمن صك الاتهام و دفاع وتعقيب على الدفاع و دفاع اخير.
ويمكن اعتبار ان مبارة ندوة التمرين في فن الفصاحة والتي يتبارى فيها الخطباء من خلال مواضيع من نسج الخيال تستمد ربما جدورها من الهدف التي كان يتوخاه انتيفون اليوناني وهو ان الاقناع فن وانه يستحيل على الشخص ان يقنع الا مع الممارسة(3).
ويرجع تاريخ إنشاء ندوة التمرين إلى القرن السابع عشر بفرنسا وبالضبط بهيئة المحامين لمدينة باريز حيث كانت الندوة مخصصة للقدامى الذين كانوا من خلالها وتحت رئاسة النقيب يعالجون أخلاقيات المهنة أو قضايا الجدول. وكانت هذه الندوات تسمى "الندوات التأديبية" وهي التي اصبحت فيما بعد تعرف باجتماعات مجلس الهيئة.
الا انه تبين فيما بعد ان حضور الجلسات بالنسبة للمحامين المتمرنين سواء كفاعلين او كمتتبعين غير كاف لتكوينهم حيث كان على المتمرن ان يبدل مجهودات شخصية مضنية ليستأنس بصعوبات المرافعة. فبرزت الى الوجود سنة 1710 فكرة ندوة التمرين للمحامين المتمرنين حيث أصبحت تتواجد ندوتين الأولى للقدامى تعالج القضايا والمشاكل المستعصية والتي لم يسبق الحسم فيها، والثانية للشباب المتمرن والتي كانت تهدف إلى تفسير القانون وكل ما يتعلق بمهنة المحاماة (4 ) كما كانت تهدف الى خلق روح الزمالة بين القدامى والجدد وتمكن مجلس الهيئة من تتبع خطوات المحامين المتمرنين وتأطيرهم.
وكان بإمكان المتمرنين حضور ندوة القدامى دون إمكانية التدخل كما كان يحضر الثانية بعض القدامى الذين كانوا يقدمون يد المساعدة للشباب.
كما كانت هناك ندوات تسمى "بندوات الفقه" (5) وهي التي يمكن مقارنتها بالمؤتمرات والندوات الحالية وكانت تسمى كذلك" ندوات الخزانة" نسبة الى المكان الذي القى فيه المحامي المتمرن بوني عرضه بمناسبة افتتاح السنة القضائية لعام 1786. .
الا ان جميع هذه الندوات الغيت مع الغاء مهنة المحاماة بمقتضى مرسوم 2 و 11 شتمبر 1790 بحلول الثورة الفرنسية في عهد نابوليون بونابارت الذي كان اشد الناس عداء للمحامين حيث ذهب به عدائه الى حد حل النقابات والغاء الجداويل.
وكان لابد من انتظار سنة 1810 لاعادة احياء ندوة المحامين المسجلين بالجدول التي كان يقتصر دورها خلال فترة المنع على تدارس حالات الدفاع عن المعوزين.وكانت هذه حيلة من الحيل لاحياء اجتماعات المحامين تحث غطاء الاحسان. الا ان بعض المحامين في البرلمان كانوا ينظمون "ندوات خاصة" لنوازل خيالية لتهييىء المحامين على المرافعة. ولم يتم اعادة الاعتراف بجدول هيئة المحامين من قبل نابوليون الاول الا بمقتضى مرسوم 14 دجنبر 1810 أي عشرون سنة بعد المنع.
وبعدها اصبحت الندوات لا تهتم فقط بالاحسان بل رجعت وعلانية للاهتمام بالمحامين المتمرنين وبتكوينهم وبتدريبهم على فن المرافعة وعلى مناقشة القضايا القانونية وكانت ندوات التمرين تنطلق في شهر نونبر لتنتهي في شهر يونيو من كل سنة.
وكانت تعقد هذه الندوات كل يوم أربعاء وسبت مرة في الخمسة عشر يوما تحث رئاسة النقيب او تحث رئاسة مدير ندوة التمرين الذي يعينه النقيب من بين اعضاء مجلس الهيئة. وكان الرئيس او مدير ندوة التمرين يعلن قبل اختتام الندوة عن مواضيع الندوة المقبلة حتى يتسنى تعيين المقررين للعرضين المقبلين. ثم بعد ذلك اصبحث تعقد ندوات التمرين كل يوم ثلاثاء وجمعة او غيرها من الايام كل هيئة حسب ما قرره مجلسها حيث كانت بعض الهيئات الاخرى قد اخدت تنظم الندوات نقلا عن هيئة المحامين بباريز .
وقبل انطلاق اشغال اية ندوة كان لزاما على المحامي المتمرن ان يحضر مرتديا بذلته ويضع توقيعه على سجل خاص مفتوح لهذا الغرض نصف ساعة قبل بدء الحصة. وبعدها يغلق السجل وكل محام لم يوقع على هذا السجل يعتبر غائبا. الا انه اذا قدم المحامي المتمرن اعذارا مقنعة فان الرئيس يقوم بتسجيلها بالسجل.
وكانت مواضيع الندوات المقبلة تعلق "بغرفة المحامين" وتسجل بالسجل الذي يحتوي على محاضر كل حصة. وكان النقيب هو الذي يختار الكاتب او الكتاب الذين يسهرون على هذه الاجراءات.
وكانت تؤخد بعين الاعتبار مواضبة الحضور في الندوات والمشاركة فيها لتسجيل المحامين المتمرنين بالجدول او لتمديد فترة التمرين.
وكان السجل يودع كل سنة ضمن ارشيفات الهيئة.
وفي سنة 1830 اعلن النقيب موكان ( Mauguin ) عن تخليه عن حقه في تعيين كتاب الندوة حيث اصبح المحامون المتمرنون الذي يحضرون الندوات هم الذين يختارون كاتب او كتاب الندوة بواسطة الانتخاب. وحدد عدد كتاب الندوة في عشرة اصبحوا سنة 1834 اثنى عشر مدة "ولايتهم" اثنى عشر شهرا.
وبقيت ندوات التمرين تخضع لتقاليد واعراف مهنة المحاماة الى غاية سنة 1852 حيث صدر المرسوم المؤرخ في 22 مارس من نفس السنة ليقنن بالفصل الخامس منه هذه الندوات وليعطي لمجلس الهيئة وحده صلاحية تعيين كتاب ندوة التمرين. وجاء بعده مرسوم 9 يونيو 1972 ومرسوم 27 نونبر 1991 ليكرسوا مكانة هذه الندوات وليضيفوا بان المحامين اللذين كانوا موضوع عقوبة تأديبية لا يمكنهم المشاركة في هذه الندوات ( جاك هاملان واندري داميان، "قواعد مهنة المحاماة "، دالوز 2000، الطبعة التاسعة ).
الا ان تنظيم هذه الندوات وباستثناء هذا المنع بقي يخضع لتقاليد واعراف مهنة المحاماة.
وهنا لابد من الوقوف قليلا لنفرق ما بين ندوات التمرين التي كانت تعقد على طول السنة ( والتي لم تعد لها مكانة بعد احداث المعاهد الجهوية لتكوين المحامين حيث اصبحث تعقد ندوات من نوع آخر يطلق عليها اسم الندوات الصغرى تنظم لفادة التلاميذ المحامين والتي يتمرس فيها هؤلاء على بعض المواضيع بمساعدة كتاب ندوات التمرين ) وبين مبارة ندوة التمرين التي يتم اثناءها اختيار كتاب الندوة الاثنى عشر والتي ما زالت تنظم كتقليد راسخ لهيئة المحامين بباريز ( 6).

وفي المغرب كانت ندوات التمرين تخضع كذلك الى تقاليد واعراف مهنة المحاماة الى غاية صدور ظهير 10 يناير 1924 ( الجريدة الرسمية ليوم 15 يناير 1924 ) الذي كرسها قانونا بمقتضى الفصل 24 منه ونص على ان "التمرين يشمل بالضرورة (...) 2- المشاركة في اشغال ندوة التمرين في الهيئات التي توجد فيها الندوة المذكورة".
الا ان هذا القانون والقوانين التي اتت من بعده ( ظ.....) لم يتطرقوا للجانب العملي لهذه الندوة ولم يعملوا على تقنين كيفية تنظيمها بل تركوا الامر موكولا للهيئات التي عليها ان ترجع لتقاليدها واعرافها في هذا المجال. ومن تم فانه كان ولا يزال على هذه التقاليد والاعراف وعلى الانظمة الداخلية ان تهتم بهذه الندوة لمعرفة هل الحضور الزامي ام لا بالنسبة للمتمرنين مثلا.
وعادة ما يكون النقيب هو من يترأس ندوة التمرين حسب الفقرة الثانية من الفصل 82 من النظام الداخلي لهيئة المحامين بالراط. الا ان الامر يمكن ان يكون على خلاف ذلك اذ بامكان النقيب ان ينيب عنه عضوا من مجلس الهيئة الذي يعين كمدير للندوة. وحسب ما عاينته من خلال تجربتي المتواضعة كعضو لمجلس هيئة المحامين بالرباط هو ان النقيب يأتي في اول اجتماع بعدد من النقط في جدول الاعمال من بينها "ندوة التمرين" حيث يعرض الامر على مجلس الهيئة ويقوم النقيب بتعيين مدير ندوة التمرين من بين اعضاء هذا المجلس او يقوم بعض الاعضاء باقتراح انفسهم لشغل هذا المنصب ويتم التعيين عادة بالتوافق او في حالة الخلاف يتم اللجوء الى التصويت اذا لم يقم النقيب بتعيين من يريده كمدير لندوة التمرين. ولا شيء يمنع من تعيين عدة مدراء لندوات التمرين.
وهنالك من يرفض ان يسهر على هذه الندوات غير النقباء واعضاء المجلس وهناك من يجد ان النداء على نقباء سابقين واعضاء مجالس سابقة او زميلات وزملاء من خارج المجلس او حتى من خارج الهيئة يمكن ان يكون مفيدا للمحامين المتمرنين نظرا لتجربة هؤلاء واولائك. بل هنالك من يقترح ان تتم معالجة مواضيع بعض الندوات من قبل اختصاصيين في مجالات علمية وتقنية اخرى غير القانونية.
وبالرجوع الى الفصل 82 من النظام الداخلي لهيئة المحامين بالرباط فان ندوة التمرين تعقد في التاريخ والساعة التي يقررها النقيب ويخبر بها المحامين المتمرنين بواسطة اعلان بكتابة الهيئة.
وتعقد ندوات التمرين بهيئة المحامين بالرباط عادة كل يوم جمعة على الساعة الرابعة زوالا. وعلى المحامي المتمرن ان يحضر جميع ندوات التمرين مرتديا بذلته. ويعتبر خطأ مهنيا كل تغيب غير مبرر بعذر مقبول. وكل تغيب يتعدى ثلاث مرات بدون مبرر مقبول يترتب عنه تمديد فترة التمرين ( الفصل 81 من ن.د ).
وينص الفصل 84 من النظام الداخلي لهيئة المحامين بالرباط على ما يلي :
"تدرس بالندوة القضايا المتعلقة بالقانون بمختلف فروعه وفن المرافعة والتقاليد والاعراف المهنية اضافة الى الحقوق والواجبات المرتبطة بمهنة المحاماة وبادارة وتسيير مكتب المحامي. ويتعين عند الاقتضاء القيام بدراسات في الثقافة العامة والمصطلحات القانونية واللغات الاجنبية".
الا ان الملاحظ هو ان الكثير ممن يقترح نفسه لتأطير هذه الندوات هو بحاجة الى التأطير. وقد سبق للنقيب محمد بالهاشمي ان لمح لذلك حين قال : " حتى تؤدي الندوة دورها، يتعين ان يختار لها المدراء الذين تتوفر فيهم التجربة والكفاءة والضبط والالتزام والمرونة والتقدير" ( 7 ). ثم ان الملاحظ كذلك هو غياب المرافعات الشفوية بالنسبة للمحامين المتمرنين بحيث ان القانون يمنع عليهم المرافعة امام غرف الجنايات وخلال السنة الاولى من التمرين امام محاكم الاستئناف ( 8) وان المتوخى من هذه الندوات ان تسد هذا الفراغ . الا ان ما يجري في الواقع على مستوى نقابة الرباط هو الاقتصار على عروض نظرية يلقيها مدراء الندوة تليها في بعض الاحيان مناقشات لا تختلف عن المناقشات التي تتم في الندوات العادية.
ويمكن لقائل ان يقول ان الوقت المخصص لهذه الندوات لا يسمح بتنظيمها على الشكل التقليدي امام العدد الهائل من المحامين المتمرنين. الا ان هذا العذر غير كاف امام مقتضيات الفصل 83 من النظام الداخلي الذي ينص على انه "اذا تجاوز عدد المتمرنين خمسين امكن للنقيب توزيعهم حسب اقدميتهم الى مجموعات يترأس كل واحدة منها النقيب او يفوض الى عضو من مجلس الهيئة هذه الرئاسة بصفته مشرفا عليها.
لكل مجموعة من هذه المجموعات منسق يختار من بين المتمرنين.
يحدد عدد كل مجموعة من طرف النقيب كل سنة".
.
ويمكن لهذه الندوات ان تسمى بالندوات الصغرى على خلاف ما ينظم سنويا من قبل مجلس الهيئة لاختيار كاتب او كتاب ندوة التمرين.
وطبقا لاعراف هيئة المحامين بالرباط فان المبارة تجري في شهر يناير من كل سنة بين المحامين المتمرنين باستثناء المحكوم عليهم بعقوبة تأديبية او المتخلفين عن اداء رسم الاشتراك المهني او الذين تقرر تمديد فترة تمرينهم ( الفصل 80 ن,د ).
وطبقا للفقرة الثالثة من هذا الفصل فان مجلس الهيئة يختار موضوعا او عدة مواضيع لهذه المباراة ويضع شروط اجراءها، ويعين الفائز او الفائزين فيها : كتابا او كتابا لندوة التمرين من بين من قدموا احسن العروض مع ترتيبهم وان اقتضى الحال تعيين نواب لهم.
الا ان ما يجري في الواقع هو ان المبارة تجري تحث اشراف النقيب ومجلس الهيئة على عدة مراحل تبدأ باختبار كتابي يشارك فيه المحامون المتمرنون الذين تتوفر فيهم الشروط السالفة الذكر. وبعد الاعلان عن نتائج الاختبار الكتابي يقوم المحامون الفائزون بعرض شفوي لما قاموا بتحريره وذلك بالقاعة الكبرى لمحكمة الاستئناف. ويجري الامتحان الشفوي امام جميع اعضاء مجلس الهيئة الذين يعطون نقطة لكل متباري . ويمكن ان يحضر هذه المبارة بعض الضيوف وتكون الابواب مفتوحة للجميع.
تم يختلى اعضاء المجلس الى المداولة حيث يتم اضافة نقطة الشفوي الى النقطة التي حصل عليها المتمرن في الاختبار الشفوي وتقسم على اثنين ويتم الترتيب والمداولة.
ويبقى المتمرنون والحضور ينتظرون الى ان يخرج النقيب مرفوقا باعضاء المجلس ليعلن عن النتائج النهائية التي تبين من هو كاتب ندوة التمرين ونائبه او نوابه.
وبعد ذلك ينظم حفل شاي على شرف الحاضرين في جو عائلي مهني يتم من خلاله تبادل التهاني.
وتتم برمجة حفل فيما بعد بنادي هيئة المحامين على شرف الفائزين حيث توزع عليهم بعض الهدايا ويلقي النقيب في هذا الحفل كلمة قصيرة يذكر من خلالها ببعض التقاليد والاعراف ويهنىء فيها الفائزين.
وبعد ذلك يتم اختيار موضوع من مواضيع الساعة من قبل كاتب الندوة بموافقة النقيب لعرضه بالقاعة الكبرى لمحكمة الاستئناف في حفل رسمي يوم افتتاح ندوة التمرين امام السيد وزير العدل والسادة المسؤولين عن الدائرة القضائية لمحكمة الاستئناف التابعة لها هيئة المحامين وامام بعض المدعويين الشرفيين والسادة المحامين المسجلين بالجدول او بلائحة التمرين. ويلقي النقيب بهذه المناسبة ايضا كلمة قصيرة ويقدم للحضور كاتب ندوة التمرين ويعطيه الكلمة لالقاء عرضه. وتؤخذ للجميع بعض الصور عند نهاية الحفل لتبقى ذكرى يتم ترسيخها للتاريخ.
ويمكن ان تسمى ندوة التمرين هاته بالمحلية بالمقارنة مع ما اصبحت تنظمه منذ ازيد من عقدين جمعية هيئات المحامين بالمغرب من ندوة وطنية يشارك فيها كتاب ندوات التمرين لهيئات المحامين السبعة عشر التي تتواجد بالمغرب(9). وتقتصر الندوة الوطنية عادة على العروض التي فاز من خلالها كتاب ندوات التمرين كل في الهيئة التي ينتمي اليها و يتم تنقيطها من جديد من قبل لجنة تشكل لهذا الغرض. ويقتصر الامر على العروض المكتوبة. وتقدم بعض الجوائز للفائزين.
الا ان هذه الطريقة التي تنظم بها هذه الندوات الاخيرة مخالفة تماما لروح الندوة التي تعتمد كهدف بالاساس تلقين المتمرنين فن المرافعة. فالندوة هي عبارة عن معهد يتعلم فيه المتمرن فن الحركة والنبرة والذاكرة والخوف والتعبير والارتجال والتركيز، الخ (10). والندوة فضاء لتكوين المتمرنين وليس فضاء لمحاكمتهم وهي ضرورية في غياب معاهد جهوية او معهد وطني لتكوين المحامين المتمرنين.
والملاحظ كذلك هو ان الندوة المحلية نفسها لا تلقن عندنا المتمرن فن الكلام الذي سنت من اجله بل هي امتداد لرداءة الدروس التي يتلقاها الطالب في الجامعة مقارنة مع ما يجري في دول اخرى تأخد التكوين مأخد الجد وليس محطة لتصفية الحسابات على حساب المتمرنين اومحطة للقفز على بعض المواقع لتحقيق اهداف لا علاقة لها بالتكوين بتاتا.

1°) انتيفون اليوناني، 480-410 قبل الميلاد، هو ابن سوفيلوس الارستوقراطي اليوناني السفسطائي. وقد اخد انتيفون فن البلاغة عن ابيه واسس مدرسة لتلقين هذا الفن وكان يحرر خطبا للذين يطلبون منه ذلك من اجل القائها امام القضاء.
2) او فن المغالطة.
3°) عن ايف اوزانام، امين محفوظات هيئة المحامين بباريز.
4°) اندري داميان وجاك هاملان، قواعد مهنة المحاماة، الطبعة التاسعة، دالوز 2000، ص. 160.
5°) ايف اوزانام، م.س.
6) عن الاستاذ ايولاس المحامي بهيئة باريز ما يلي : "الكاتب الاول هو المع المرشحين ويتم تكليفه يتمثيل الندوة لدي النقيب ولدى مختلف السلطات وممثلين المحامين الفرنسيين والاجانب. والكاتب الثاني هو المساعد الايمن للاول في مهامه بالخارج. والكاتب الثالث هو المكلف بالعلاقات مع وسائل الاعلام والقضاة. والكاتب الرابع هو المكلف يتنظيم ندوات شهرية يطلق عليها اسم "ندوات بيريي". والكاتب الخامس هو المكلف بالدفاع عن الاقليات. والكاتب السادس هو المكلف بالعلاقات مع الهيئات الاجنبية. والكاتب السابع هو المكلف بالعلاقات مع الهيئات القرنكفونية. والكاتب الثامن هو المكلف بموقع الهيئة. والكاتب التاسع هو المكلف بالندوات الصغرى التي تنظم بالمعهد الجهوي لتكوين التلاميذ المحامين. والكاتب العاشر هو المكلف بالدفاع الجنائي وخصوصا بديمومة الكتاب. والكاتب الحادي عشر هو حامي التقاليد والاعراف وهو الذي ينظم مبارة ندوة التمرين. والكاتب الثاني عشر هو امين مال الندوة وهو المكلف بتنظيم الاحتفالات الرسمية". ( ترجمة حرة ).
5- تصريحات بعض النقباء.
7°) محمد بالهاشمي التسولي، رسالة المحامي عبر التاريخ، 1991 ، ص.127.
8°) المادة 15 من القانون المنظم لمهنة المحاماة، ( 1 و 2 ) م.س
9°) محمد بالهاشمي، م.س، ص.128.
10°) خالد خالص، المحامي ما فائدته ؟ دفاعا عن مهنة المحاماة، ولوج المهنة والتمرين، مجلة القصر، العدد 6،
2003، ص. 11.
المراجع :
1- اندري داميان وجاك هاملان، قواعد مهنة المحاماة، الطبعة التاسعة، دالوز 2000، ص. 160.
2- ر. برازيي، نقيب سابق ، تقاليد هيئة المحامين لبوردو، مداولات مجلس الهيئة من 1806 الى 1910، طبعة 1910، ص. 33 الى 47.
3-محمد بالهاشمي التسولي، رسالة المحامي عبر التاريخ،1991.
4- موقع هيئة المحامين بباريز : http://www.avocat.paris.org ( اضغط من فضلك على ctrl ثم على clic).



#خالد_خالص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرضى المحاكم
- المحامي ووسائل الاعلام
- الجديد في ضاهرة العنف والاجرام بالمغرب
- سرية المراسلات بين المحامين
- !القضاء القضاء
- الاوجه المعتمدة في دعوى الالغاء
- عيب الشكل في دعوى الالغاء
- عيب عدم الاختصاص في دعوى الالغاء
- مدخل لدراسة دعوى الالغاء
- عيب الانحراف في استعمال السلطة في دعوى اللالغاء
- عيب مخالفة القانون في دعوى الالغاء
- اصلاح قانون المحاماة لدعم مؤسسة القضاء في عصر العولمة
- عيب السبب في دعوى الالغاء
- عيب السبب وعيب مخالفة القانون كاحدى الاوجه المعتمدة في دعوى ...
- عيب الانحراف في استعمال السلطة في دعوى الالغاء
- منهجية التعليق على القرارات القضائية
- مشروع صندوق الاعمال الاجتماعية لهيئة المحامين
- اصلاح قانون المحاماة
- المطالبة بحذف وزارة العدل والغاء منصب وزير العدل
- استقلال القضاء و انعكاسه على دور الدفاع


المزيد.....




- رايتس ووتش وهارفارد تدقان ناقوس الخطر بشأن أثر المتفجرات على ...
- بن غفير يدعو لـ -إعدام الفلسطينيين- لتخفيف اكتظاظ السجون
- الضرب والتعذيب سياسة يومية.. هيئة الأسرى: استمرار الإجراءات ...
- وزارة الدفاع الوطني بالجزائر: إرهابي يسلم نفسه للجيش واعتقال ...
- أميركا تؤكد عدم تغير موقفها بشأن عضوية فلسطين بالأمم المتحدة ...
- برنامج الأغذية العالمي: لم نتمكن من نقل سوى 9 قوافل مساعدات ...
- قيس سعيد: من أولوياتنا مكافحة شبكات الإجرام وتوجيه المهاجرين ...
- -قتلوا النازحين وحاصروا المدارس- - شهود عيان يروون لبي بي سي ...
- نادي الأسير الفلسطيني: ارتفاع حصيلة الاعتقالات بعد 7 أكتوبر ...
- برنامج الأغذية العالمي يدعو لوقف إطلاق النار في غزة: السرعة ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - خالد خالص - ندوة التمرين