أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي البدري - ماذا تبقى في جعبة د بليو بوش ؟














المزيد.....

ماذا تبقى في جعبة د بليو بوش ؟


سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)


الحوار المتمدن-العدد: 1739 - 2006 / 11 / 19 - 10:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان من بين افدح الاخطاء التي ارتكبتها الادارة الامريكية في عملية احتلالها للعراق ، اهمالها للتدخل الايراني في الشان العراقي والسكوت عنه حتى بلوغه مرحلة فرض اجندته الخاصة في اعادة رسم ملامح خارطة العراقٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍ السياسية . ولم يعد امام العراقيين والمراقبين الا انتظار مرحلة تقسيم (الغنيمة العراقية)بين قطبي هذا التغلغل الاحتلالي
والتي لابد انها ستضع كلا الطرفين امام حجم اخطائه وتفاؤله في نسبة حصته من الكعكة العراقية ؛انسجاما مع المثل القائل(لم يروهم وهم يسرقون،راوهم وهم يقتسمون).فالادارة الامريكية التي تبهت مؤخرا الى حجم خطاها في سؤء تقدير مساحة التغلغل الايراني في العراق ،والذي ربما زاد على مساحة السيطرة الامريكية ـباعتبارها قوة الاحتلال الرئيسة
ـ نفسها واخذ بتهديد سيطرتها ومنازعتها على زمام الامر ،اجبر القيادة الامريكية على اعادة النظرفي اخطاء مرحلة الاحتلال الاولى والتي تمثلت في حل الجيش وباقي الاجهزة الامنية العراقية ،الى جانب اقصاء اغلب القيادات الادارية والتنفيذية عن مراكز ادارات الوزارات وباقي المؤسسات المهمة ،بتهمة الانتماء الى حزب البعث (قانون اجتثاث البعث). وباعتراف اكثر من مسؤول امريكي ،فان الادارة الامريكية،ومنذ مدة ليست بالقصيرة،تتحاورمع اكثر من جهة معارضة للعملية السياسية التي انشاها بريمر ، ويقف على راسها الفصيلين اللذين انشطراليهما حزب البعث الذي حكم العراق منذ عام 1968 وهما: الفصيل الذي تقوده القيادة القديمة برآسة عزة الدوري(وهو ما يطلق عليه بالصداميين)،والفصيل الثاني وهو الذي يتالف من قيادات حزب البعث التي لم تكن راضية عن نهج صدام(التي كانت ضمن تنظيم القيادة القطرية ولكنها لم تكن موافقة على دكتاتورية واخطاء فترة حكم صدام وتحمله مسؤوليتها،من الحرب مع ايران الى عملية احتلال العراق من قبل القوات الامريكية. لقد كان خيارتسليم العراق الى زعيم قوي هواحد الخيارات الثمانية التي نصح بها المجلس الاستشاري الذي عقده بوش مؤخرا من اجل اخراج القوات والادارة الامريكية من المستنقع العراقي الذي ساهمت القيادة الايرانية بصناعة 50بالمائة منه؛ وهذه هي نقطة التقاء القيادة الامريكية مع قيادات حزب البعث في فصيليه. وبحساب بسيط للخارطة السياسية العراقية التي تفردت في حكم العراق خلال العقود الاربعة الاخيرة من عمر العراق،فان الزعيم القوي الذي نصح الرئيس الامريكي بتنصيبه حاكما على العراق،غيرمتوفر(بمجموعة كوادره الامنية ووالعسكرية والادارية طبعا)الا بين قيادات حزب البعث التي تعاملت ميدانيا مع الوضع العراقي خلال تلك العقود وخبرته اداريا ونفسيا.وامام حجم الفشل الذي واجهته الادارة الامريكية والحكومات التي نصبتها كواجهة لها،في السيطرة على حالة العنف الذي افرزته حالة الاحتلال،لم يعد امام هذه الادارة سوى خيار اللجوء الى قيادات حزب البعث،وبفصيليه تيضا،وخاصة ان هذه القيادات ما زالت لاترى ولاتقبل لنفسها وجودا خارج مواقع السلطة،من جهة،وهي ـ وخاصة القيادات الامنية والعسكرية منها ـ تمتلك مفاتيح سبل العودة بالعراق الى حالة الهدوء والسيطرة على اغلب مناطقه،وهذا حلم الادارة الامريكية الاول في هذه المرحلة من جهة ثانية،بحكم خبراتها المتراكمة في التعامل مع الوضع العراقي.ومن جهة اخرى فان فترة الثلاث سنوات ونصف السنةالتي مرت من عمر الاحتلال،كانت قد قلبت واحرقت الادارة الامريكية خلالها جميع اوراق الاحزاب الدينية التي تعكزت عليها كمدخل لعملية الاحتلال،واثبتت ،هذه االاحزاب خلالها،ليس عجزها عن ادارة العملية السياسية وحسب،وانما كشفت عن كامل اجنداتهاالتي لم تكن تنطوي على اكثر من بعض المصالح والمكاسب السياسية والمادية الشخصية والفئوية،تحت مغريات الدعوات الانفصالية والتقسيمية ،تحت يافطة المسميت اوالهويات الفرعية،من طائفية وعرقية ومناطقية،والتي لم يكن من بينها ما يخدم المشروع الامريكي،في هذه المرحلة على الاقل؛لان المشروع الامريكي كان يتوخى في العراق قاعدة انطلاق لتطبيق مشروع الشرق الاوسط الجديد،كقاعدة موحدة ومتينة تحتمل كل اعباء الخطوات التالية،وهذاما لن يحققه وضع العراق المنقسم على نفسه وتلتهم فوضى القتل العشوائي واستهدف القوات الامريكية في اكثر من ثلاثة ارباع مساحته الجغرافية والسياسية.ان ايديولوجية الشرق الاوسط الجديد هي ايديولوجية الولايات المتحدة عينها،وهي ايديولوجية الليبرالية وعولمة تذويب الخصوصيات،لاالايديولوجية الدينية،كما ظن البعض،او ايديولوجية التمسك بالقوالب وصناعة حدود جديدة.بل ان المرحلة الثالثة من خطوات المشروع الامريكي ـ كما اظن ـ ستتركز على ازالة النظام الديني في ايران،وخاصة انه استنفد كامل اسباب وجوده التي جئ به من اجل تحقيقها وهي:الوقوف بوجه المد الشيوعي الذي كان يمثله الاتحاد السوفيتي السابق،وتقليم اظافر الجيش العراقب السابق الذي تنامى خلال عقد السبعينيات من القرن الما ضي ليصل الى مستوى الخطرالمهدد لاستقرارمنطقة حوض نفط الخليج العربي وامن اسرائيل؛ولذا فان هذا النظام المغلق الذي تحكمه الاف المحددات الايديولوجية القمعية التي تقوم على (الاعتبارات الدينية)،لابدمن ان يزول عن خارطة الشرق الامريكي الجديد،كي تتامن جميع منابع نفط المطقة وتمسك الولايات المتحدة بمفاتيح قرار اسعاره وجهات تصديره،ومن اجل ان تسقط آخر الحدود السياسية بين دول المشروع ،من حدود اسرائيل البحرية وحتى اطراف المثلث الصيني ـ الياباني ـ الروسي.ولابد من الاشارة في النهاية الى ان الادارة الامريكية لن تستمر في سلسلة اخطاءها الى مالانهاية،وخاصة بعد ان اندحرت ادرة الرئيس بوش في الانتخابات النصفية للكونكرس،بمجلسيه،وعاد جزء من الرشد الى راس دبليو بوش وقادته الميدانين،والذي اعتقد انه هداه الى اقالة وزير دفاعه(رامسفيلد)واتبعه بطلب صريح من رئيس مجلس النواب الجديد،الزعيمة الديمقراطية (نانسي)للتفاهم حول موضوع العراق اولا،والحرب على مايسميه الارهاب ثانيا؛وهما محور السياسة الخارجية لولايته الثانية.



#سامي_البدري (هاشتاغ)       Sami_Al-badri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هامش على سفر(جدارية النهرين
- الدور البريطاني في صناعة المستنقع العراقي (سياسة النملة العا ...
- لعبة صناعة الأهداف
- !بلد يبحث عن زعيم
- ركود ثقافي أم ثقافة ركود
- لعبة صناعة الاهداف
- المشروع الامريمالكي يتارجح على قرن ثور
- المصالحة .. سياسية ام وطنية؟
- حكومة المالكي...المصيرالمجهول
- دور بريمر في تهميش القوى الديمقراطية والليبرالية


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي البدري - ماذا تبقى في جعبة د بليو بوش ؟