أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - كفاح محمود كريم - ( المرأة بين الخطيئة والفضيلة )















المزيد.....

( المرأة بين الخطيئة والفضيلة )


كفاح محمود كريم

الحوار المتمدن-العدد: 1736 - 2006 / 11 / 16 - 10:36
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


بداية لنتفق حول مفهوم الخطيئة هنا في مجتمعاتنا الشرقية، رغم أنها أي الخطيئة لا تختلف في تعريفاتها الأساسية في كل العالم حسب ثقافاته ومستويات حضارته، إلا في تحليلها والتعامل معها كحالة اجتماعية غير طبيعية، ربما تصل إلى درجة الانحراف عن المسار العام لتطور المجتمعات وطبيعة علاقاتها الاجتماعية وظواهر النشاط الاقتصادي والاجتماعي فيها.
يتركز مفهوم الخطيئة هنا في عالمنا الشرقي ومحيطنا العربي بالعلاقة الجنسية غير السوية أو ما هو خارج مؤسسة الزواج، وما يتبع ذلك من علاقات جنسية غير طبيعية بين النساء أنفسهن أو ما يعرف بالسحاق، أو بين الرجال فيما بينهم وما يعرف باللواط. ومن ذلك المفهوم يتركز الشرف الشخصي للفرد والأسرة في نوعية العلاقة الجنسية التي يمارسها الفرد، وتتعلق مواصفات الشرف بالأعضاء التناسلية للمرأة والرجل، بغض النظر عن الكثير من تعريفات الشرف الشخصي المتعلقة بسلوكه الاجتماعي والاقتصادي والسياسي. وعلى طول الخط وعبر مئات السنين تتحمل المرأة لوحدها عبأ هذا المفهوم وتداعياته، فهي الحاملة الأولى للشرف وعنوانه المحصور بسلوكها الجنسي فقط، وهي لوحدها المسؤولة عنه وعن إدامته أو إعدامه، بصرف النظر عن من يشاركها هذا الخروج عن المفهوم العام المتفق عليه ضمن قوانين وأعراف المجتمع.
وإذا ما عدنا إلى التشريعات الدينية، فإننا سنرى عظمة تلك الاشراقات الإلهية في التعامل مع موضوعة النشاط الجنسي خارج مؤسسة الزوجية ( الزنا ) حيث التعامل الدقيق والرصين الذي يحفظ كرامة الإنسان رجلا كان أو إمرأة، ولعل إقامة الحد على الزنا يدلل على عظمة الخالق ودرايته بمخلوقاته ومكنوناتها الغريزية، ولذلك تراه يشترط شروطا قريبة من الاستحالة في مجتمعاتنا الإسلامية لكي يقام الحد على الزناة، ولست هنا بصدد تفسير لنصوص دينية يعرفها الجميع في موضوعة الرذيلة التي عالجها الدين منذ اكثر من ألف وأربعمائة سنة من ألان، بقدر الإشارة إلى فلسفة إقامة الحد وكيفيته وآليته وتعريفه للرذيلة أو الزنا.
وأراني هنا وفي سياق الحديث عن معالجات الزنا أن أذكر واحدة من أروع معالجات الرسول (ص) لهذه الحالة وعلى عهده، حينما جاءته زانية لتعترف بممارستها الجنس خارج مؤسسة الزوجية، ( فقال عن الزانية التي تابت فَسَمِعَ نَبِيّ اللّهِ صلى الله عليه وسلم سَبّهُ إِيّاهَا. فَقَالَ "مَهْلاً يَا خَالِدُ! فَوَالّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ تَابَتْ تَوْبَةً، لَوْ تَابَهَا صَاحِبُ مَكْسٍ لَغُغِرَ لَهُ". رواه مسلم جاءت زانية إلى الرسول- صلى الله عليه وسلم- وطلبت منه أن يطهرها وكانت حاملا. أمرها الرسول أن ترجع بعد أن تضع حملها. رجعت بعد أيام وهي تحمل طفلها وطلبت من الرسول أن يطهرها. أمرها الرسول بالذهاب وعدم العودة إليه إلا بعد أن تفطم رضيعها.. ذهبت ورجعت وطفلها يمشي إلى جوارها وهو يمضغ كسرة خبز.. فأعطى الرسول الطفل إلى أحد الصحابة وطلب منه أن يربيه مع أطفاله وأمر بحفر حفرة للزانية ووضعت فيها وأمر الصحابة بإقامة حد الزنى عليها فأخذ الصحابة يرجمون الزانية. وحدث وأن تطايرت قطرات من دمائها وأصابت ثوب أحد الصحابة رضوان الله عليهم فسبها .. فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم " مه.. لقد تابت توبة لو وزعت على أهل الأرض لكفتهم.")
لقد كان الإسلام إشراقة عظيمة على هذه الأرض قبل ألف وأربعمائة عام، جاء ضرورة قصوى لتغيير المفاهيم والتقاليد والعلاقات الاجتماعية، وأنجز ثورة عظمى في هياكل المجتمع وطبقاته وتعريفاته للظواهر الاجتماعية والطبيعية والاقتصادية، وحرر الإنسان من عبودية أخيه الإنسان ومن عبوديته لذاته في تمييز المرأة واحترامها وموقعها في الأسرة والمجتمع.
وهنا لابد لنا من مجموعة من التساؤلات عن مفاهيم وتقاليد وأعراف وتعاريف لكثير من سلوكياتنا إزاء الرذيلة والفضيلة، وربما لن نجافي الحقيقة لو أدركنا فلسفة الأديان والأفكار الوضعية في تقويم المجتمع وإصلاحه لا في معاقبته وبتره، وهنا دعونا نتساءل:
- هل الشرف معلق بالأعضاء التناسلية للمرأة فقط؟
- أم هو صدق ونزاهة وحكمة وشجاعة ووفاء؟
- هل المرأة وحدها مسؤولة عن الرذيلة؟
- أم هناك دوافع أخرى، يكون الرجل أهمها؟
- إذا كانت المرأة ناقصة عقل ودين، من يتحمل إذن وزر أخطائها؟
- أليس من المفترض أن يكون الرجل مسؤولا، كونه الأكمل؟
- هل هناك مفهوم متكامل عن الزنا، على ضوء التوضيحات الدينية وغير الدينية؟
- وهل هو جريمة تستحق القتل، إذا ما عرفنا ضروفه وأسبابه وموجباته؟
- هل سنزايد على شريعة السماء في سترها للزنا بتصعيب إقامة الحد؟
- أم ننقاد إلى مجموعة الأعراف الجاهلية؟
- هل المرأة وحدها مسؤولة عن الزنا؟
- لماذا تعاقب هي ولا يعاقب الرجل؟
- من يمتلك حق إقامة الحد؟ ولي الأمر المباشر( الأب و الأخ وأبن العم والزوج.....الخ ) أم القانون والمحاكم؟
- من أغوى من؟
- من كذب على من؟
- من كان السبب في التمهيد للرذيلة؟ ومن يرتادها ويديمها؟
- وربما هناك آلاف الأسئلة ولكنني أستدرك فأقول:
- هل من حقنا نحن كأفراد أن نسلب أو أن نجرد أو أن نسقط إنسانية المرأة أو الرجل لمجرد كونه زانيا أو زانية ونعتبرهم حيوانات وهل هذا ينطبق على السارق والكاذب والمختلس والمنافق والهابط في فنه أو أدبه أو عمله العام؟
ربما ستكون الإجابات على هذه الآلام المصاغة كأسئلة مثيرة للجدل أو حتى الملل واليأس أو ربما التشنج بعقلية سطحية لا تفقه مأساتنا وتردي مجتمعاتنا في انتقالها أو في حيرتها بين موروثاتها الجاهلية وبين إشراقات ديننا العظيم وإبداع حضارات البشر عبر قرون عديدة. وهل سندرك إن المرأة ما زالت تدفع فاتورة سلوك الكثير من الرجال وهي ضحية أولى لانحرافهم وتسلطهم وغرائزهم المنفلتة، وهي على طول الخط من يَغسلُ لوث شرفه بدمائها بينما يتربع الجاني على عرش الشرف الذي أراقه هو بسلوكه وتربيته، ومتى ما أدركنا إن الشرف كما هو معلق بالمرأة فهو أيضا معلق بسلوك الرجل وتصرفاته معها، وهو أيضا ليس ممارسات جنسية فحسب، إنما مجموعة كبيرة من أنماط السلوك والتعامل والخلق، والخطيئة في مجتمعاتنا فيما يتعلق بالشرف الشرقي يتحمل وزرها الرجل زوجا كان أم أبا، صعودا إلى بقية المؤسسات التي يقودها الرجل وهي بتقديري كل مؤسساتنا دونما حصر أو تحديد، وبذلك ما زلت مصرا إن الرجل هو الذي يقف وراء أكثر الخطايا التي تقترفها المرأة.
إننا إزاء عملية معقدة من إعادة تعريف كثير من المفاهيم والسلوكيات ودراسة الأسباب والمسببات في الرذيلة والفضيلة والخطايا قبل أن نحكم بالإعدام على ضحاياها، رجال كانوا أم نساء.
ولعل مناهجنا التربوية في المدارس والجامعات وأسلوب تربيتنا في الأسر والبيوت وطبيعة التوجيه في منابرنا الدينية على مختلف اتجاهاتها وسلوكنا ألذكوري في المجتمع وتغييب المرأة وإلغاء دورها وطبيعة أنظمتنا السياسية البالية هي المتهم الأول في الخطايا وما ينتج عنها.



#كفاح_محمود_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( لا تقتلوا الرئيس... هذه المرة !؟ )
- التافهون ... وراية الرذيلة والخطايا
- ( ثلاثية الأنتقام: التأميم والسُم الأسود والسحت الحرام ) الح ...
- ( ثلاثية الأنتقام: التأميم والسُم الأسود والسحت الحرام ) الح ...
- ثلاثية الأنتقام... التأميم والسم الأسود والسحت الحرام !! - ا ...
- ثلاثية الأنتقام... التأميم والسم الأسود والسحت الحرام !! ( ا ...
- ثلاثية الأنتقام ... التأميم والسم الأسود والسحت الحرام !!
- العراق ... ونافورة الحزن والدماء
- العراق ومدرسة المزايدات
- الاعراب والعلاقة مع اسرائيل من الباب الى المحراب
- تأسيس العراق بين الطهارة والتدنيس
- هيئة الأعراب والدفاع عن شريعة الغاب ؟
- جامعة الأعراب ومؤتمرات الأزلام والأنصاب
- !إذا أردتم( الحريم ) حرائراً ... فحرروا الرجال
- كوردستان بين علي كيمياوي وحسن نصرالله !
- العراقيون ... ونظرية التطور بالأنتخاب الطبيعي
- ايها الاعراب : من منكم افضل من صدام حسين ؟
- قفوا :انتم على خطأ ايها السادة .. لا تقتلوا الرئيس !
- مهلا أيها السادة ... دعوا الرئيس يتكلم !
- دولة النقيق ... وإمبراطوريات القبائل !


المزيد.....




- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...
- دراسة: النساء أقلّ عرضة للوفاة في حال العلاج على يد الطبيبات ...
- الدوري الإنجليزي.. الشرطة تقتحم الملعب للقبض على لاعبين بتهم ...
- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - كفاح محمود كريم - ( المرأة بين الخطيئة والفضيلة )