أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - يا معارضة..الوطن يغرق، من سينقذه؟















المزيد.....

يا معارضة..الوطن يغرق، من سينقذه؟


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 1736 - 2006 / 11 / 16 - 10:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ـــ تتصدر صفحات الصحف الورقية والألكترونية مقالات الدفاع والإشادة ( ببطل الأمة صدام حسين!) ضحية العسف الأمريكي وعمالة النظام القائم ــ ( بكل تأكيد لسنا مع طريقة محاكمته، يجب أن يحاكم بمحاكم عادلة وطنية، أو بمحكمة لاهاي لارتكابه جرائم بحق الإنسانية كما جرى لميلوسوفيتش).ـــ.نغرق في متاهات يعجز المرء بكل ما يحمل في رأسه من وعي وفكر عن تصديقها...يناقش الكثيرون ويقارن معظمهم بين عدد القتلى في عهد صدام ،ــ رغم اعتباره" ديكتاتورا"ــ وعهد الاحتلال الأمريكي، ويخرجون بنتيجة أن:ــ ( ديمقراطية أمريكا ) القادمة بالقوة..حملت لنا الدمار والاقتتال وتفتيت العراق..وأن ما تسمونها ديكتاتورية ..." كانت على الأقل أفضل وأقل قتلا وأخف ضحايا، وحافظت على وحدة التراب العراقي، وإن كرست هذا أيضا بالقوة والبطش والتطييف السياسي، لكن المواطن ــ على أقل تقدير ــ لم يعان من الجوع وانعدام الأمن والأمان كما هي حاله اليوم"....انتهى الاختصار وأعتقد أني نقلت الصورة بوضوح ودون ظلم أو بهتان...

• هكذا نرى الديكتاتورية، وهذا يعني علينا القبول بها ، لأنها أكثر رحمة من المحتل وضحايانا أقل ونضمن وحدتنا!...نعم يا أخوتي نعم...كل ما تقولونه يحمل بعض الحقيقة المرة والبائسة...بؤسنا في الرؤيا وبؤسنا في المقارنة، هو ما يبعث الألم ويقض المضاجع...
أمريكا دولة غريبة جاءت لتحتل ، ولها مصالح حيوية في العراق والمنطقة ، أولها السيطرة على مصادر الطاقة، وثانيها الوجود الإسرائيلي، لا مجال أبدا ولا داعي لمناقشة هذه البديهية ، التي نزن عليها وكل من لا يرددها يُتهم ويُكَفَر ويُخَون...أمريكا، لم ولا تحمل لنا حلمنا بديمقراطية نريدها..أمريكا هي من دعم كل الديكتاتوريات في العالم ..من أمريكا اللاتينية في بينوشيه ( تشيلي)...إلى صدام حسين في حربه مع إيران، حتى الطالبان وابن لادن في أفغانستان، وحافظ الأسد في سوريا وحربه لأخيه العدو صدام بعد اجتياح الكويت، لكنها تقيم العدالة والديمقراطية في موطنها ولمواطنيها، وهذا لا يستطيع أن ينكره أحدكم
رغم اختلاف البعض مبدئيا مع الطريقة على أساس أيديولوجي ــ والدول الغربية قاطبة لا يعنيها من أمرنا في سياستها الخارجية، إلا البحث عن أسواق وعن مصالح اقتصادية بالدرجة الأولى وسياسية تصب في خدمة الأولى...لكن كيف نسمح لأنفسنا بمقارنة الغريب المحتل، والذي يحمل في جعبته كل هذه المخططات مع ابن جلدتنا، الذي أمِلنا أن يحقق لنا قوة داخلية وتضامن وطني صلب على أساس وحدة الوطن ومساواة المواطنين من حيث انتمائهم الوطني، لا الطائفي ولا الحزبي...الخ...

ـــ هل هو قدرنا أن نقيس حجم الضحايا وأعدادها ، وأن علينا الرضوخ للديكتاتورية لأنها أفضل من المحتل؟.
ــ وهل علينا إبداء الرضا والقبول بمذبحة صغيرة بين فترة وأخرى، لأن صانعها يضمن لنا الحد الأدنى من معيشة معقولة ، حتى لو خلت من حقنا الإنساني وتخلينا فيها عن كرامتنا وحريتنا ثمنا لوحدة مغشوشة، فعلى أقل تقدير المذابح غير متواصلة ومتباعدة حسب اضطراره لفعلها نتيجة لغضب ورفض الظلم لبعضنا، فبين مذبحة الدجيل ، ومجزرة حلبجة فترة زمنية لا بأس بها تمكننا من التقاط الأنفاس!!
ثم بين مذبحة تدمر للسجناء العزل ، ومذبحة حماة أيضا فترة زمنية تجعلنا نعد للعشرة قبل أن نفتح أبواقنا الخرساء وتمنحنا الحق في الانحناء والطاعة لموحدي صفنا وحامي الوطن من الأخطار الخارجية المتآمرة علينا!!؟ ..وهل هناك أكبر من هذا التآمر؟.

* وأن أي مطالبة بحرية وديمقراطية، يعني أننا نصب في الخابية الأمريكية ونشرب من زيرها!!
وحسب رؤية هؤلاء، وكنموذج حي وجاهز للتخويف والتهويل وترويعنا من الديمقراطية وما ستحمله لنا من ويلات ، ( النموذج العراقي )..، وهذا يعني وضعنا بين خيارين لا ثالث لهما، إما الفوضى والخراب العراقي، أو الديكتتورية العسكرية الصدامية أو الأسدية!!...

أسأل ضمائرهم الحية والوطنية، لماذا؟
ألا تستحق شعوبنا الحرية؟ ..ألا تحتاج لهواء المساواة والعدالة بقانون غير الطواريْ؟
ألا نستحق قانون أحزاب وقانون مطبوعات يسمح بالنقد والبناء والقضاء على الفساد والمحسوبيات؟
ألا نستحق قانونا انتخابيا برلمانيا حرا دون احتكار الحزب القائد بأكثرية ساحقة وتحكمه بالبلاد والعباد؟
ألا نستحق انتخابات رئاسية لا استفتاء وحيد على قائد واحد" لا شريك له"، ولم تنجب الأمهات العربيات ندا ومثيلا له؟
ألا نستحق قانوننا ودستورا يختاره الشعب بحرية وسلطة قضائية نزيهة ، لا يتحكم فيها رجل الأمن؟
ألا نستحق العيش ببلاد تفصل فيها السلطات ، دون أن تطغى السلطة التنفيذية على القضائية فتمسخها، وتسيرها حسب أهواء القائمين عليها؟
ألا نستحق بلدا دون سجون إرهابية تحجز حرية المواطن ، دون سبب أو تهمة لمجرد أن له رأيا مغايرا لإرادة السلطة المستبدة بعصا العسكر والمخابرات؟.

• الأكثر مرونة ، أو الأكثر خوفا من الغد ومن النظام، والذين يخشون المثل العراقي لهذا يفضلون الإبقاء على ما هو موجود على مبدأ المثل الشعبي: ( تمسك بمنحوسك كي لا يأتيك أنحس )، وديكتاتور تعرفه وينهب الوطن لأنه أولى به من الغريب ، خير من نهب الأجنبي وأطماعه ومخططاته التفتيتية!!، بل إن بعضهم يذهب حتى نقد السلطة وتسليط الأضواء على الفساد والنهب والخراب، لكنه يريد إصلاحها ، لأنها أفضل الموجود ، خاصة أمام انعدام البديل!! وضعف وشرذمة المعارضة، كما يحلو له أن يقارن ــ على سبيل المثال لا الحصر ــ بين السجون وأوضاعها أيام الثمانينات، والسجون وأوضاعها وتعامل رجال الأمن مع المعتقلين السياسيين اليوم، يختلف عنه في الماضي، وبرأيهم أن هذا دليل حرية وخير وانفتاح!!!!!!!

وعلى ضوء هذا النور علينا أن ندرك أن الوطن بألف نعمة وما نطلبه هو لبن العصافير!!.
وهؤلاء لا يقرأ ون الكون ولا تطوراته الإعلامية وانفتاح المواطن على العالم رغما عن إرادة السلطات الديكتاتورية، وأن ما كان مقياسا في الماضي لا ينطبق على الحاضر... وأن هذا النوع من الأنظمة انقرض كليا من دائرة الزمن والعالم...
كما أن حرية الإنسان تضمنها الشرائع الكونية، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وليس هناك أي قانون لا محلي ولا كوني يسمح لمخبر أن يحجز حرية مواطن دون مبرر قانوني، لمجرد أنه استخدم حقه كمواطن في إبداء رأيه بسياسة بلده، أو نقده لممارسة بعض المسؤولين فيه، فهل يعقل أن نقبل ونرضى بالسجن والحرمان من حرية التعبير والتنظيم الحزبي والاجتماعي، والتظاهر كبقية البشر، لمجرد أن سجون اليوم أفضل منها في السابق!، وأن نشكر القائمين على السلطة لهذه العدالة ، وهذا الكرم الأخلاقي والدستوري، لأن السيد محسن بلال ( وزير الإعلام السوري) ، يدعي ظلما وبهتانا، أن سورية خالية من سجناء الرأي!!، وأن حالات الاعتقال الموجودة ، كحالة ميشيل كيلو وأنور البني وعارف دليلة وعلي الشهابي ودرار والرستناوي وعمر العبدالله وبقية الطلبة ..وكل السجناء الكرد المطالبين بحق المواطنة.....الخ ما هي إلا حالات أشخاص ( ارتكبوا أعمالاً تخالف الدستور)!!!..
أين تصب نوعية مخالفاتهم ، وفي أي قناة دستورية؟، وإن كان هذا صحيحاً، كيف يطلق سراح أحد المخالفين للدستور! ( ميشيل كيلو)، ثم يعاد للسجن بمجرد تلقي القاضي هاتفا من ضابط أمني مهم وكبير في السلطة؟!.

نعم أؤكد، أن البديل غير موجود أو لديه جاهزية ، خاصة مع ما تبذله السلطة من مساعي من خلال تحالفاتها الإقليمية المغرضة، ومن محاولاتها التقارب مع الأطراف الدولية الكبرى ، ولعب دور تفاوضي وتصالحي ولكسب المزيد من الأوراق والمزيد من سنين البقاء، وقد بدا لنا هذا أكثر وضوحاً، من خلال المزيد من القبضة الحديدية في الشأن الداخلي والتضييق على الحريات العامة والخاصة أيضا، والمزيد من حجب المواقع الألكترونية، التي تنشر لمعارضين سوريين، والمزيد من محاولات التدخل بالشأن اللبناني والفلسطيني والعراقي...مما حدا بالدول الغربية لتغيير مواقفها بعد أن كانت تدعي أن ورقة التفاوض مع النظام السوري انعدمت وسقطت نهائياً، فقد جاء على لسان مقالة رئيسية في صحيفة الليبراسيون الفرنسية في عدد البارحة ( الثلاثاء) ...
"الرئيس الأمريكي بوش الأضعف سياسيا يدفع باتجاه الحوار مع سورية للخروج من المصيدة العراقية" وعلى لسان الصحفي ( جان بيير بيران ):ـــ
" أن وضع سلطة بشار الأسد في سورية قد دارت ، فمنذ عام فقط.. اعتقد المحللون الغربيون ، أن نظام الأسد آيل للسقوط ، اليوم يعمل هؤلاء المحللون على الدفع باتجاه التعاون معه"!!
لن أدخل كثيرا في تفاصيل المقال، والذي يشير لتأخر المحاولات الغربية في مساعيها لعزل سورية عن النظام الراديكالي الإيراني، وعن محاولات النظام السوري قطع الطريق على إقرار مشروع المحكمة الدولية المقدم للسلطة اللبنانية، بعد موافقة مجلس الأمن على مسودته..ومحاولات النظام أيضاً مقايضة سلامته وبقائه والحصول على مكاسب في المنطقة وعودة الجولان..الخ... مقابل الأوراق سالفة الذكر..لذا باعتقادي أننا مقدمون على مرحلة أشد وطأة وألما ...بل أكثر شؤماً...

ولا أملك حيال هذه المواقف، إلا أن أسأل المعارضة السورية والعربية قاطبة:ــ

أين موقعك؟، وإلى متى نبقى أسرى صراع السخافات وأسرى الرعب السلطوي؟
لم يبق أمامكم الكثير من الوقت، ولا الكثير من الفعل، إلا أن تبادروا كي لا يدينكم تاريخ بلادكم ، كما يدينكم أبناءكم...سجلوا موقفا على الأقل يدرأ عنكم بعض ماء الوجه..
أقولها صراحة وعلنا...لم أعد أثق بقدراتكم ولم أعد أرى فيكم أملا...رغم أني واحدة منكم...
الوطن يغرق ونحن معه....من سينقذه إذن؟



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموت العربي الرخيص
- أين أقف؟
- في كل الحروب.......المرأة ........هي من يدفع الثمن
- المواطن السوري بين قبضة النظام، والسياسة الدولية في المنطقة
- العراق بين المحتل والوطني!
- بيني وبين الشيطان...بينه وبين الله
- هل تقرر الانتخابات الأمريكية سياسة المنطقة في شرقنا الأوسط؟
- نعيش دفئاً ونموت اشتعالا
- كيف يرى العرب والمسلمون قضية الاندماج في الغرب؟
- من يقف وراء إشعال الصراع بين حماس وفتح؟
- أسألك ........ لماذا؟
- متى تبدأ السعادة الزوجية ومتى تنتهي؟
- كيف نفهم لغة الحوار في بلاد العرب والإسلام؟!
- ليس لي...............وليس لكم
- صرخة في وادي النوم السوري من أجل معتقلي الرأي
- الطوفان يغرقنا ونحن لا نجيد العوم ولا استخدام المجداف
- - النصر الإلهي بدون طيور أبابيل
- أتعود الإنسانية إلى حروب الأديان وعصور الظلام؟
- نبز العالم أجمع بسلطات من نوع منقرض
- مثل شباط مافي على حكيه رباط- مثل شعبي سوري-


المزيد.....




- إسبانيا: رئيس الوزراء بيدرو سانشيز يفكر في الاستقالة بعد تحق ...
- السودان: متى تنتهي الحرب المنسية؟
- كأس الاتحاد الأفريقي: كاف يقرر هزم اتحاد الجزائر 3-صفر بعد - ...
- كتائب القسام تعلن إيقاع قوتين إسرائيليتين في كمينيْن بالمغرا ...
- خبير عسكري: عودة العمليات في النصيرات تهدف لتأمين ممر نتساري ...
- شاهد.. قناص قسامي يصيب ضابطا إسرائيليا ويفر رفاقه هاربين
- أبرز تطورات اليوم الـ201 من الحرب الإسرائيلية على غزة
- أساتذة قانون تونسيون يطالبون بإطلاق سراح موقوفين
- الإفراج عن 18 موقوفا إثر وقفة تضامنية بالقاهرة مع غزة والسود ...
- الى الأمام العدد 206


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - يا معارضة..الوطن يغرق، من سينقذه؟