أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو البقلي - ربيع بيروت أم خريف دمشق















المزيد.....

ربيع بيروت أم خريف دمشق


عمرو البقلي

الحوار المتمدن-العدد: 1736 - 2006 / 11 / 16 - 07:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إنهارت مفاوضات الفرقاء اللبنانيين بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية مع الإستقالات الخمسة التي قدمها وزراء حزب الله و أمل من حكومة السنيورة ، و أعلن المنسحبون بإختصار شديد إما نحن و إما لا وحدة وطنية و لا يحزنون، و بعد الدروس الوافية في الوطنية و نبذ الطائفية، أصبحوا اليوم يتحدثون عن حق المحاصصة الطائفية و حق تمثيل طائفتين كبيرتين، و أن الوضع الحالي في لبنان لن يتحمل غياب طائفتين كبيرتين عن التمثيل في الحكومة الحالية .

من ضمن إعتراضات السيد حسن نصرالله علي الحكومة اللبنانية الحالية هي إغفالها للتمثيل الحكومي لكتلة "التغيير و الأصلاح" بقيادة العماد ميشيل عون رغم إمتلاكها لحصة برلمانية ليست بالصغيرة تسمح لها بالأشتراك في التشكيلة الحكومية، و كان هذا المبرر يدفعة دائما إلي طعن الحكومة اللبنانية في شرعيتها من منطلق ضرورة تمثيل معظم القوي اللبنانية في الحكومة، و لكن و بلا مقدمات إتخد السيد نصر الله و حزبة موقفا معاكسا لحديثة السابق، ليعلن السيد محمد رعد رئيس كتلة نواب حزب الله رفضة لتوسيع الحكومة اللبنانية وضم التيار العوني دون التغيير في التوازن الحكومي .

ربما لا يحتاج هذا التصرف إلي تعليق، و لكنة لا يكشف إلا عن حجم الزيف الذي أصبح علامة مميزة لسلوك تلك المليشيا الطائفية المسلحة المسماة "حزب الله"، و التي إنفضح أمرها عدة مرات بداية من النصر الإلهي المزعوم و الذي لم ينجح كحد أدني في حماية تمركز تلك الميلشيا خلف الخط الأزرق لتحل محلة قوات دولية، فضلا عن الخسائر التي كبدها للدولة اللبنانية بشريا و ماديا و سياسيا و راح بعدها يعوض أهل طائفتة فقط بأموال قادمة من طهران لإنقاذ شعبيتة، و نهاية بهذا الموقف الإنقلابي بسحب وزراءة من حكومة أثبتت شرعية لم تثبتها الحكومات الدمشقية و النصف دمشقية السابقة التي لم توجه لها ميليشيا حزب الله إنتقادا واحدا منذ إتفاق الطائف و حتي سقوطها مع أخر إنتخابات نيابية .

موقف حزب الله حذر منة مسبقا عدد من المحللين و من القادة السياسيين اللبنانيين، و لكن الموقف المثير للحنق حقا هو هذا الموقف الذي إتخذتة حركة أمل من مفاوضات تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، فبعد إلتزام الحركة بالحياد علي مدي الأزمة اللبنانية منذ إغتيال الرئيس الحريري و حتي اليوم ، ها هي تخرج من حيادها و تدمر تلك الوحدة الوطنية المزعومة قبل قيامها بإنسحاب وزرائها السلبي من الحكومة اللبنانية، معلنة أن الطائفة خير و أبقي، فلا لبنان و لا وطن و لا يحزنون، رغم تركها لفرصة أخيرة للعودة جاءت عن طريق منح الشرعية من السيد رئيس البرلمان نبية بري لإجتماع الحكومة الذي تم فية إقرار النظام الأساسي للمحكمة الدولية .

هنا إنتهت تلك التمثيلية الطائفية الشيعية المفضوحة، فالحياد كان مصطنعا و الوطنية كانت رداءا يتلحف بة كل من أراد التخريب، فالسيد نصر الله وطني عندما يغازل السوريين و يطالبهم بالبقاء و يؤكد علي تلازم المسارين السوري و اللبناني، و غارق في الوطنية عندما يورط بلادة في حرب بالوكالة، و غارق في الإنتماء إلي أمتة عندما يدعي نصرا إلهيا زائفا و ينادي كل اللبنانيين بالإنضمام حولة لأنه من الشعب و لة " فلا أبوة كان بك و لا جدة كان بك " كما ردد معقبا علي وليد جنبلاط في خطاب إنتصارة الزائف .

عندما نسأل عن الخلاف الذي فجر هذة الأزمة نجدة خلافا مثيرا لطرح العديد من التساؤلات، فالخلاف لم يصبح في تشكيل حكومة الوحدة، حيث أن التنازل الذي قدمتة كتلة 14 أذار بتوسيع الحكومة و ضم التيار العوني كان كافيا بتمرير تشكيل الحكومة الجديدة، لكن الخلاف تحول إلي موضوع المحكمة الدولية لقاتلي رفيق الحريري، و اصبح المطلوب بإختصار هو إيجاد حكومة تسمح بتشكيل محكمة لا تحاكم سوي مخالب القط و ليس القط نفسة، حيث تؤكد التحركات التي يقوم بها حزب الله و حركة أمل و إميل لحود أن حماية النظام السوري أصبحت أكثر أهمية من حماية الوطن اللبناني، حيث بات من الواضح أن تلك المحاكمة ستكون محاكمة تاريخية لجرائم نظام عاث فسادا في المنطقة برمتها و أصبح أحد أهم بؤر الإرهاب في الشرق الأوسط و أصبحت مخابراتة هي الوكيل الوحيد لعمليات الإغتيال السياسي و التخريب الأمني في الشرق الأوسط .

و هنا اصبحنا في مفترق طرق فإما العودة للوصاية البعثية الفاشستية و إما السير في طريق التحرير و بناء وطن لبناني قادر علي التعايش بعيدا عن رياح الشرق الأوسط المدمرة و التي أصبح لا يمثل لبنان فيها سوي حصان طروادة يمتطية كل من يريد أن يحقق مصلحة كنتيجة فعلية لمحاولات التخريب المستمرة من النظام السوري و باقي الأنظمة العربية المخابراتية التي تتقاطر علي لبنان منذ 1952 و حتي و اليوم .

الأن نحن علي المحك، إما شرعية بيروت الوطنية و إما شرعية دمشق التخريبية، و الكل يعلم من يريد هذا و من يريد ذاك، إنها المعركة قبل الأخيرة للسوريين و أزلامهم في بيروت فلا تزال هناك معركة التخريب المباشر بإستخدام المخيمات و الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، و هي ما سبق أن حركتة السلطة في دمشق عندما حركت التظاهرات التخريبية في دمشق و بيروت في أن واحد أثر أزمة الرسوم الكرتونية التي نشرتها أحد الصحف الدنماركية، و تم وقتها توقيف عدد من الفلسطنيين، و وجهت كتلة 14 أذار التهمة إلي عناصر من المخيمات الفلسطينية .

هل حان خريف دمشق ؟ هنا السؤال المحوري الذي ستجيب عنة المحكمة الدولية، و أعتقد أن محاولة دمشق و أزلامها الدفع نحو إنتخابات نيابية مبكرة في لبنان ستكون خسارة فادحة لمعسكرها، حيث أنها لن تؤدي إلا لتقوية كتلة 14 أذار و خاصة جناح القوات اللبنانية، كنتيجة للميل الطبيعي للبطريرك الماروني ناحية كتلة 14 أذار و العلاقة الجيدة التي يتمتع بها مع وليد جنبلاط ، و أعتقد أن هذا السبب بالتحديد هو المبرر الباطن لإعلان التيار العوني إنفصال ردة فعلة عن ردة فعل حزب الله، حيث أكد التيار العوني أنة سيأخذ قرارة منفردا .

بقاء الحكومة اللبنانية الحالية و قبولها لكل الإستقالات دون إهتزاز و إعتماداها علي الأغلبية الشعبية و البرلمانية ، و من ثم تشكيل المحكمة الدولية، و محاولة الإستغلال المبكر لذلك الإنشقاق الذي سيظهر لاحقا بين الكتلة العونية و حزب الله و محاولة إستقطاب الكتلة العونية و إقالة رئيس الجمهورية و تنصيب رئيس جمهورية جديد، سيكون الرد الحاسم علي تلك المحاولات التخريبية التي تريدها دمشق و من أمامها تلك الكتل الطائفية التي لا تريد سوي تسليم لبنان إلي المحور السوري الإيراني .



#عمرو_البقلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول التوريث و صراعات الشرق الأوسط
- بعد الحرب علي العراق: هل حقا كانت قطع دومينو ؟
- خمس سنوات علي أحداث سبتمبر: بين الحرب علي الأرهاب و الحرب عل ...
- حرب لبنان بين الجرائم البعثية و جرائم النخب المصرية
- الليبرالية المصرية ....غوغائيات
- هل نستحق إحترام العالم ؟
- حكومة حماس:عندما تتجسد الوقاحة في أجساد حكومات
- مسلمون .. مسيحيون ... عن أي إزدواجية تتحدثون ؟
- العلمانية بين الدفاع و الهجوم
- الدنمارك و المقاطعة و ثقافة القبيلة
- الأنهيار الوفدي الكبير
- أبو إسلام أحمد عبد اللة و بول البعير
- ماذا يريد الأخوان المسلمون؟
- سلفني ثلاثة مليار


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو البقلي - ربيع بيروت أم خريف دمشق