أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعدي يوسف - شكراً للشعب الأميركيّ !














المزيد.....

شكراً للشعب الأميركيّ !


سعدي يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1735 - 2006 / 11 / 15 - 12:08
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الخسرانُ الـمُبِـيْـنُ الذي باءَ به الحزبُ الجمهوريّ في الانتخابات الأخيرة ، أنعشَ الآمالَ في أن الكوكب الأرضيّ سيظل مكاناً ممكناً للعيش ، وتحقيقِ العدل ، وتحسينِ ظروف الحياة ، بعد أن حاول جمهوريو البيت الأبيض وضعَ هذا الكوكبِ على حدِّ سيفٍ دائمٍ ، عصبيٍّ ، مُنذِرٍ في كل لحظةٍ بكوارثَ تفوق بفداحتها ، هيروشيما ، أضعافاً مضاعفةً ( كما حصل في العراق ) ، وبعد أن ضربوا عرضَ الحائطِ بما أنذرَ به العلماءُ الأميركيون أنفسُهم عن الشرورِ المستطيرةِ التي تتهـدّدُ البشرَ بسبب التلوّث وارتفاع درجات الحرارة والاستنفاد الجشعِ للطبيعة ومواردِها ، وبعدَ أن نادَوا بما قبل الداروينية ، ومنعوا تطوّرَ الكيمياء الحيوية ، وأجازوا التعذيبَ والاختطافَ والقتلَ والسجونَ الســرّيّـة ، واستعملوا من الأسلحة ، الـمحرَّمَ ، ومن الرقابة والتنصّت ما لايليق بمجتمعٍ تكوّنَ في الأساس من مهاجرين رفضوا الضيمَ والقهرَ في أوطانهم الأولــى . وربما كانت العودة إلى الكولونيالية الكلاسيكية ( في استعمار العراق مثلاً ) السببَ الأساسَ في هزيمةِ جمهوريي البيت الأبيض المنكَرة .
نقلت صحيفة " الغارديان " البريطانية وصفاً حياً لمتابعة أهالي نيويورك ، المعركةَ الانتخابية ، ولايةً ولايةً ، ومركزاً انتخابياً بعد مركزٍ ، وبخاصّةٍ بعد أن تعلّقَ الأمرُ بولايتين أخيرتينِ هما مونتانا وفرجينيا . كانت الهتافات تتعالى ، وكؤوسُ " التكيلا " المكسيكيةِ تؤخَذُ دُفعةً واحدةً ، وقبل الوقت المألوف للبدء بالشراب . كان " نفحٌ من الثورة " يهبّ على نيويورك ، بتعبير " الغارديان " . المسألة ، إذاً ، هي أكثرُ خطورةً من الاختيار بين حزبَينِ . كان الأميركيون ، يؤكدون حرصَهم على ديموقراطيةٍ كانوا فيها روّاداً ، وتعلُّقَهم بقِـيمٍ في الحرية والتحرر والعدل قدّموا على مذبحها الملايينَ منذ الحرب الأهلية . الشعبُ الأميركي ، المحبُّ للعمل ، المبدعُ ، والكريمُ ، كان يريد أن يتمتع بما حقّقه جهدُه وإبداعُه من وفرةٍ وجمالٍ ، لا أن يرغَمَ إرغاماً على الاعترافِ بالخوفِ هواءً ومتنفَّسـاً ، أو على القبول بسياساتٍ اقتصاديةٍ مكرّسةٍ لمصالح فاحشي الغنى ، حتى صارت الطبقةُ الوسيطةُ ، ذاتُـها ، مهدّدةً ، دعْ عنك الطبقة العاملة ، وشــريحتها الأكثر تعرّضاً للاستغلال ، أعني الأميركيين الســود .
الانتخابات الأخيرة لم تكن نصراً للديمقراطيين ، بقدرِ ما هي هزيمةٌ للجمهوريين . لكنها بالتأكيد نصرٌ مؤزَّرٌ للشعب الأميركي الذي قـال " لا " بأعلى صوتٍ ممكنٍ .
*
" إنهاءُ الحرب في العراق " ، كان التعبير المتواتر استعمالاً لدى زعماء الحزب الديمقراطي .
" نريد بديلاً من الخوف " ...
وفي العراق ، نفسه ، ارتياح .ٌ
لقد صار الناس مطمئنّين إلى أن أيام الاحتلال أمستْ معدودةً .
أمّا الفزعُ فقد كان من نصيبِ مَن مهّدوا للاحتلال ، وتعاونوا معه ، وارتضَوا أن يشغلوا مناصبَ تحت جزمته ، وكانوا أدواتِه في قتل أبناء الشعب العراقيّ وبناته ، وتعذيبهم ، وإهانتهم ، والاستيلاء على ممتلكاتهم ، ومصادرة حريتهم وخبزِ يومهم .
شــرعَ هؤلاء يفرّون من السفينة الغارقة .
ومثل ما حدث في ســايغون ، لن يتكفّل العسكريون الأميركيون بحجز مقاعد لهؤلاء الأوباش في الهليكوبترات ، وطائرات النقل العسكرية ( حتى الضخمة منها ) ، فالجنود العائدون إلى أهلهم أولى بهذه المقاعد .
*
شكراً للشعب الأميركي !
شكراً للشعب الأميركي الذي أعادَ إلى العالَمِ كلِّــه ، الثقةَ بنفسه ، من جديدٍ ...
لندن 14.11.2006



#سعدي_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدام حسين عميل منذ نعومه مخالبه
- هديّةٌ صباحيّة
- الشيوعي الأخير يقرأ أشعاراً في كندا
- الشيوعيّ الأخيرُ يعدِّلُ في النشيدِ الأممي ّ
- في البحر الكاريبيّ ، في يوم ٍما ...
- الشيوعيّ الأخير يعود من الشاطيء
- تأطيرُ المثقفين العراقيين في الخارج استعماريّاً
- شهادةُ جنسيّةٍ
- سيمفونيات ناقصة حقاً ....
- مَن وراء الهجوم على السفارة الأميركية في سوريا ؟
- ارتِباكٌ
- ابنُ عُمان وأميرُها
- الجيش الأميركي يصعِّد المواجهة مع الميليشيا الشيعية
- الشيوعيّ الأخير يشعل عودَ ثقّابٍ
- هل تخطط الولايات المتحدة لانقلابٍ في العراق ؟
- حفْرُ البئرِ المطويّة
- حوار مع الشاعر العراقي: سعدي يوسف - وليد الزريبي
- الشيوعيّ الأخير يدخلُ في النفَق
- قرنٌ أم نصفُ قَرنٍ ؟
- العودة إلى عصور الظلام


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعدي يوسف - شكراً للشعب الأميركيّ !