أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - انطوني دانيال - تلميذ














المزيد.....

تلميذ


انطوني دانيال

الحوار المتمدن-العدد: 1736 - 2006 / 11 / 16 - 09:29
المحور: الادب والفن
    


قاعة صغيرة أطفال في عمر الزهور سكون رهيب صمت قاتل لا يعكره الا ذاك الصوت الخشن المشحون بالبأس والشدة مدرس قاسي الملامح مقطب الجبين مارد .
كل في مقعده مصغي لا يرف له جفن أستاذ يصول ويجول لا يقبل حوار ونقاش له باع طويل في التدريس لا يهتم إلا لصدى صوته أما التلاميذ المساكين يتوجب عليهم الإصغاء والالتزام دون اعتراض أو جدال .
هناك في المقعد الأول يجلس ذاك التلميذ المجتهد النشيط يحمل لافتة على ذراعه تدل على نشاطه وتهذيبه يشهد له بنظافته فهو من لجان النظافة وحماية البيئة يحب التعلم والتدرج يحب الإبداع والتطور يحب المحاورة والنقاش وإبداء الرأي ماذا يفعل أمام هذا المارد والعام الدراسي شارف على نهايته فلديه مجموعة من الاستفهامات يريد جوابا لها ولكن خوفه يمنعه من طرحها بشكل علني خوفا من تهكم أستاذه وعقابه, فهناك الخوف حاضرا من الغرفة البرانية المظلمة, فما كان منه في نهاية دوام احد الأيام أن تقدم من أستاذه مطأطأ الرأس متهدج الصوت خائفا حائرا من أن تضيع منه الكلمات أو تسقط الأوراق من يديه ويضيع معها مستقبله قائلا :
- أستاذ حضرت للفحص بعض الأسئلة أرجو منك أن تساعدني في إيجاد جواب لها إن رغبت ولديك وقت لذلك.
وجمت عينا الأستاذ من هذه الجملة الأخيرة لأنه معروف بان لا وقت لديه لسماع احد أو الإصغاء لأحد فهو الآمر الناهي بكل شيء وما على الآخرين إلا الإصغاء أجاب الأستاذ :
-ماذا لديك يا ولد أجاب التلميذ لدي هذه الورقة فيها مجموعة من الأسئلة ,
نظر الأستاذ إلى الورقة بازدراء بادئ الأمر ولكن نظافة الورقة وترتيب الكتابة والكلمات وجمال الخطوط جذبته للتمعن والاهتمام فهذا التلميذ من الأوائل في صفه ومن لجان النظافة وحماية البيئة , بدأ الأستاذ يقرأ بثقة وبصوت عالي وبثقة مطلقة بنفسه لديه أكيد جميع الأجوبة. من هذا التلميذ الصغير الذي يستطيع أن يطرح أسئلة جوابها صعب ولكن رجفت عيناه وتهدج صوته تلعثم باللفظ عندما بدأ يقرأ ومنذ اللحظة الأولى
فكانت :
- هل أستطيع أن انجح في الامتحان دون مساعدة ؟
- هل أستطيع أن أرى الشوارع نظيفة ؟
- هل أستطيع أن العب في نادي رياضي دون واسطة ؟
- هل أستطيع أن أكون شاعرا أو كاتبا دون أن أتذلل لكي انشر ؟
- هل أستطيع أن أكون ذو رأي حر دون أن اعتقل ؟
- هل أستطيع أن احصل على حقي بالمحاكم ؟
- هل بالامكان أن أعيش بدون خوف ؟
- هل أستطيع أن أعيش وأموت بكرامة ؟
- هل أستطيع أن انتسب لحزب آخر؟
- هل أستطيع أن أقول لا في الانتخاب ؟
- هل بامكاني أن احصل على سيارة يوما ما ؟
- هل أستطيع أن أجادل شرطي مرور ؟
- هل أستطيع أن أتنشق هواء دون أن ادفع ثمنه ؟
- هل بالامكان رؤية مؤسسات الدولة رابحة ؟
- هل بامكاني أن أرشح نفسي لمجلس الشعب ؟
- هل بامكاني أن أصبح وزيرا ؟
- هل بامكاني أن أصبح رئيسا ؟
- هل أستطيع أن أكون أبا" محتفظا بكرامتي ؟
- هل أستطيع أن أعيش في وطني ؟

أســـتاذ اشـــعر أنــي نبـــــي



#انطوني_دانيال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية
- الليبرالية خيار ام حالة في سورية


المزيد.....




- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - انطوني دانيال - تلميذ