أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - ابراهيم حجازين - العولمة المفهوم الآثار وسبل للمواجهة حلقة -1















المزيد.....

العولمة المفهوم الآثار وسبل للمواجهة حلقة -1


ابراهيم حجازين

الحوار المتمدن-العدد: 1735 - 2006 / 11 / 15 - 12:08
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


في مفهوم العولمــــة
في البداية لا بد من مقاربة لغوية لمصطلح العولمة ، المصطلح مشتق من الفعل الرباعي عولم والمصدر الصريح عولمة والذي يعني بالإنجليزية Globalization ودلالته بالعربية هي جعل الشيء معولما أو كونيا وذلك لتميزه عن المصدر الصناعي للفعل الرباعي :العالمية وفي الإنجليزية Globalism الذي يعني الكونية أو العالمية.
كان لابد أن نبدأ من طرح هذا التعريف اللغوي لمسالة العولمة للإشارة أن العديد من الباحثين والمختصين الغربيين لا يقبلون ببساطة هذا المصطلح وإن قبلوه فبتحفظ أو افتراضا مشروطا . ففي نهاية السبعينيات استخدم الفرنسي جاك شرايبر مفهوم أخر هو التدويل أي تدويل الإنتاج والرأسمال والذي يبدوا أن الباحثين الأوروبيين أميّل إلى استخدامه .فالباحث في مدرسة الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية في باريس آلان روسيون يؤكد على عدم فهمه لمعنى هذه الكلمــة
( العولمة )جيدا ولا يعتبرها مفهوما بالمعنى الشامل للمفهوم بقدر ما هي مقولة أو طريقة لطرح بعض المسائل التي تبلورت في العقدين أو الثلاثة الماضية دون أن تكون جديدة بالمعنى الكامل للكلمة ، فثمة جوانب تبرر استخدام هذه المقولة لإعادة فهم ظواهر مستمرة منذ فترة طويلة ابعد من ثلاثة عقود كما يشار وترجع إلى فترة السيطرة الاستعمارية التي شهدت إعادة تنظيم العالم على أسس جديدة ويقبل الباحث أن هناك ظواهر جديدة قد طرأت على هذا الواقع مثل الاتصالات والتكنولوجيا الحديثة ، لذا تطورت نماذج تصورية تجعل من التطور التكنولوجي آلية جديدة لتطور العالم عبرت عن نفسها هذه الرؤى بمصطلح العولمة .
أما الباحثان هانس بيترمارتين و هارولد شومان فيقبلان بالمصطلح افتراضا ويشيران عن حق بأن العولمة من خلال السياسات الليبرالية الحديثة ترسم المستقبل بالعودة إلى الماضي السحيق للرأسمالية أي أنهما يقران أن العولمة ليست تطورا نوعيا يغير من سمات الرأسمالية بل استمرارية لسماتها الأساسية القائمة على الملكية الخاصة والاستغلال والربح وينتقدان الاتجاه الليبرالي المغرق في التطرف الذي يعتبر أن العولمة من قبيل الحتمية الاقتصادية والتكنولوجية الشبيهة بالأحداث الطبيعية .
لكن الباحثان بول هيرست وجراهام طومبسون فيؤكدان عبر دراسة جدير بالقراءة العميقة أن الظواهر والتغيرات الذي يشهدها العالم منذ ثلاثة عقود وأطلق عليها العولمة وإن كانت مهمة ومتميزة فإنها ليس بلا سابق كما أنها لا تنطوي على نقلة باتجاه نمط جديد من النظام الاقتصادي وهم ينتقدون بشدة التعريف الذي أصبح كلاسيكيا لتحديد مفهوم العولمة والذي يعني :حقبة يتحدد فيها الشطر الأعظم من الحياة الاجتماعية بفعل صيرورات كونية تذوب فيا الثقافات القومية والاقتصاديات القومية والحدود القومية حيث تجري عملية سريعة لا يمكن إيقافها من بروز اقتصاد كوني يجعل من الاستراتيجيات القومية ( المحلية ) لإدارة الاقتصاد أمورا عبثية وكما أن الاقتصاد قد خرج نهائيا من الحدود القومية وبات خاضعا لقوي السوق الكوني المعولم وتشكل أساسه الشركات العابرة للقوميات التي لا تدين بالولاء لأي قومية .
ويجادل هذان الباحثان بحقيقة بروز مثل هذه الشركات ويؤكدان على أن النمط السائد من الشركات هي المتعددة الجنسية المستندة إلى أسس قومية وليست عابرة للقارات كما ينوه الباحثان ، ويشيران محذرين أن الهدف من هذه الصياغة هو شل القدرات القومية لبناء استراتيجيات الإصلاح على الصعيد القومي للدول المختلفة مما يصب في مصلحة الاحتكارات لتحقيق الهيمنة السياسية والاقتصادية لدول بعينها .
أما الليبراليون الجدد أصحاب رؤية العولمة فيؤكدون أنها أي العولمة هي عملية موضوعية تتجلى في ظواهر جديدة جعلت العالم بنية اقتصادية واحدة تحكمها قوى سوق كوني مستقل ذاتيا من خلال نشاط المؤسسات العابرة للقوميات ويؤكد هذا الاتجاه أن التغيرات الجارية هي فريدة من نوعها وراسخة لكي تستمر في المستقبل .
أما الباحث الأمريكي نيل سميث فيقول في كتاب وضعه حديثا بعنوان (غاية العولمة) بأن اندفاعة أمريكيا للسيطرة على العالم في السنوات الستين الأخيرة ليس سوى رؤية اقتصادية للتعبير عن مجال للتوسع الحيوي لأن الرأسمالية كما يرى الباحث تحتاج للتوسع المستمر وهو ما تعنيه العولمة وأن ما يجري من مبررات مكافحة الإرهاب ما هي إلا ذرائع للمشرفين على الشركات لشن حروب لا نهاية لها ، وإن الحروب الأمريكية الجارية ما هي إلا تتويج منطقي للمشروع الليبرالي الجديد للسنوات الثلاثين الماضية ، حيث تندفع الولايات المتحدة وبريطانيا في حروب من اجل السيطرة الكاملة على العالم .
الأدب السياسي العربي ومسالة العولمة
كثر الحديث عن العولمة على كافة المستويات والأصعدة ليشمل الجميع وفي كثير من الأحيان أصبح البعبع الذين يخيف الآخرين ويجعلهم يقبلون بسياسات اقتصادية أو نقلات سياسية غير شعبية درءا لإخطار أكبر، لا بل فهذا المصطلح والترويج الإعلامي والأكاديمي له قد شل إرادة القيادات السياسية خاصة في بلدان العالم الثالث .
لم يخضع هذا المفهوم إلى دراسة معمقة من جانب المختصين العرب وتم القبول به كما هو، البعض يرفضه ويطرح ضرورة مقاومته وآخرين قبلوا به كواقع موضوعي يمكن أن يأخذ يكتسب وجها إنسانيا بفعل نضالي، وبعض أصبح مروج له وملتحق بآلياته ومطبق للسياسات التي أنتجته .
هل العولمة قدر لابد منه ؟
يشير الباحثون الذين درسوا الظواهر والسمات التي رافقت ما دعي بالعولمة أن العديد من هذه السمات وخاصة مسالة التدويل الشديد للاقتصاد العالمي الحالي ليس شيئا لا سابق له . فهو من الحالات التي ميزت الاقتصاد العالمي منذ أن بدأ تعميم الاقتصاد القائم على التكنولوجيا الصناعية الحديثة في ستينيات القرن التاسع عشر ، لا بل أن الاقتصاد الحالي هو أقل انفتاحا مما كان عليه خلال الأعوام 1870-1914. كما أن الشركات العابرة للقوميات هي نادرة نسبيا وذات قاعدة قومية وتعمل بإطار متعدد القومية ، وتستند إلى موقع قومي أساسي من حيث الأصول والإنتاج والبيوعات.
ويجادل أصحاب وجهات النظر هذه أن دعاة العولمة من الليبراليين الجدد الذين سيطروا على القرار في بعض الدول يملون اتجاه النقاش في دوائر الأعمال ودوائر السياسة لكي يصوغ صانعي القرار الأساسيين سياساتهم في المضي قدما في توسيع ليبرالية الاقتصاد وإزالة الضوابط عن الاقتصاديات القومية أي أن العولمة بهذا الطرح لا تخرج عن كونها رؤية أيديولوجية لليمين المتطرف الذي يمثل أكثر الاحتكارات جشعا والمرتبطة بمشاريع الهيمنة لدى الفئات المسيطرة في دول رأسمالية انتهى فيها نموذج دولة الرفاه الذي ترافقت مع نموذج رأسمالية الدولة الاحتكارية كتطبيق للنظرية الكنزية. ومن هنا يجري التسويق لهذا لمفهوم من قبل هذه الدوائر وهذا المفهوم لا يعبر عن تطور موضوعي للرأسمالية نفسها بل عن رغبات اليمين المتطرف وآليات للهيمنة الجديدة على العالم. لكن يجدر بنا أن نشير أن رفض هؤلاء الباحثين لهذه المقولة الأيديولوجية لا يعني أنهم لا يأخذون بعين الاعتبار للسمات المرافقة للمرحلة الحالية من تطور الرأسمالية .



#ابراهيم_حجازين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤيا من سفر الرؤيا
- من أجل كنيسة عربية مستقلة
- موت أو حياة نظرية ...الماركسية في البيئة العربية الحلقة الرا ...
- موت أو حياة نظرية..... الماركسية في البيئة العربية الحلقة ال ...
- موت أو حياة نظرية.... الماركسية في البيئة العربية الحلقة الث ...
- موت أوحياة نظرية ...الماركسية في البيئة العربية الحلقة الأول ...
- العلاقة الأردنية الفلسطينية في ضوء خبرة عصبة التحرر الوطني ف ...
- العلاقة الأردنية الفلسطينية في ضوء خبرة عصبة التحرر الوطني ف ...
- العلاقة الأردنية الفلسطينية في ضوء خبرة عصبة التحرر الوطني ف ...
- العلاقة الأردنية في ضوء خبرة عصبة التحرر الوطني في فلسطين عا ...
- ثمة دواعي لاستقالة الحكومة الاردنية فهل تفعل؟ !


المزيد.....




- الحرس الثوري يُهدد بتغيير -العقيدة النووية- في هذه الحالة.. ...
- شاهد كيف تحولت رحلة فلسطينيين لشمال غزة إلى كابوس
- -سرايا القدس- تعلن سيطرتها على مسيرة إسرائيلية من نوع -DGI M ...
- تقرير للمخابرات العسكرية السوفيتية يكشف عن إحباط تمرد للقومي ...
- حرب غزة: لماذا لم يطرأ أي تحسن على الأوضاع الإنسانية للغزيين ...
- كيف تُقرأ زيارة رئيس الوزراء العراقي لواشنطن؟
- الكرملين: الدعم الأمريكي لكييف لن يغير من وضع الجيش الأوكران ...
- مسؤول إيراني: منشآتنا النووية محمية بالكامل ومستعدون لمواجهة ...
- بريطانيا توسع قائمة عقوباتها على إيران بإضافة 13 بندا جديدا ...
- بوغدانوف يؤكد لسفيرة إسرائيل ضرورة أن يتحلى الجميع بضبط النف ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - ابراهيم حجازين - العولمة المفهوم الآثار وسبل للمواجهة حلقة -1