أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد نصره - خر.. بر* الشيخ أبو درع.. والديموقراطية التلفيقية..!؟














المزيد.....

خر.. بر* الشيخ أبو درع.. والديموقراطية التلفيقية..!؟


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 1735 - 2006 / 11 / 15 - 12:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم يهدر سماحة الرفيق ـ أبو درع ـ وهو المقابل الشيعي للرفيق الزرقاوي الكثير من الوقت كما ظنَّ البعض فقد شنَّ مع أتباعه الميامين حملة حسينية إسلامية مضادة لغزوة جيش القاعدة الإسلامي السني..! وفي تكرار للمشاهد التاريخية التي أبدعها الإسلاميون بمختلف طرازاتهم المذهبية وموديلاتهم الطائفية، بدأت عمليات جز الرؤوس بالحراب المسنونة، والسيوف المسمومة..!
الجديد في هذا المشهد الدموي المستجد، يتمثل في تكنولوجية جماعة الشيخ ـ أبو درع ـ حيث أن دمويتهم لم تقتصر على استخدام الأسلحة اليدوية البيضاء كما هو حال الزرقاوي المتخلف تكنولوجياً ذلك لأنهم عمدوا إلى تجريب فعالية آلات الثقب الكهربائية كلما توفر التيار، وهذه الطريقة التكنولوجية تسمح ببقاء الرأس في موضعه بعد ثقب الجمجمة حيث تموت الضحية وفق النظرية الثقبية وليس الجزية التي تتدحرج فيها الرؤوس يمنة و يسرى من غير ضوابط شرعية.!
في الضفة الموازية، يكتشف من يتابع ما يقوله وينظِّر له معظم الديموقراطيين اللاعلمانيين العرب، أنهم لم يتوقفوا ملياً عند المعضلة الأساسية التي أفصحت عنها مفرزات الحرب في العراق، لقد بقي خطاب هؤلاء الديموقراطيين يلامس سطح إشكالية البنى المجتمعية الإسلامية من حيث أنه اقتصر عند بعضهم على التوصيف الطبقي الأيديولوجي المنتج بالضرورة بحسب تنظيراتهم لحيثيات الصراع المحتَّم والمستمر وصولاً إلى مجتمع إنساني لا طبقي موجود فقط في مخيلاتهم كما هي الجنة عند المتدينين..!؟ فيما راهن البعض الأخر على إمكانية تجاهل دور الدين في حياة مكونات هذه المجتمعات التي شكَّل فيها الدين الإسلامي منذ عشرة قرون ونصف على وجه التقريب الناظم المركزي لمسيرتها الزاخرة والمستمرة بإنتاج هذا الصنف الفاخر من الكائنات التي تمشي على قائمتين وليس على أكثر أمثال رفيقانا أبو درع والزرقاوي، وذلك لدواعي حساسية الموضوع وعدم جماهيريته.! والحقيقة الكامنة في عدم وقوف أولئك الديموقراطيين اللاعلمانيين عند الفظائع التي يرتكبها فقهاء المثاقب والسيوف، هي الرواسب الدينية التي لم تسمح لهم بالقطع مع الأديان وضرورة تخطيها كيما يمكنهم التحدث بموضوعية عن مفردات الحداثة والعصر والتمدن التي تحشو خطابهم لديموقراطي..! ومن المنطقي أن تتأسس لديهم وفق هذه الانتكاسة الذاتية قناعات راسخة بعدم إمكانية تخطي الجماعات الإسلامية القادرة أكثر من غيرها على التحشيد القطيعي الكثيف في سياق أية عملية صراع سياسي محتملة، وإذا ما أضيف إلى هذه القناعات واقع الضعف العقلي والعضلي الذي يحكمهم بفعل أسباب عديدة قد يكون من أهمها تأثيراً هو الاستبداد اللامحدود الذي مارسته بجدارة قلَّ نظيرها أنظمة ما بعد الاستقلال، فإن اندفاعهم في تحالفات سياسية مع منظمات، وجماعات، وأحزاب دينية يصبح أمراً متوقعاً كل يوم..!
بعض هؤلاء الديموقراطيين يقولون: إن منظومة الديموقراطية نفسها تستوجب عدم إقصاء، أو تجاوز، أو تغييب أي طرف أو مكون من مكونات المجتمع.. ومنظمات الإسلام السياسي هي مكون فاعل وكبير فكيف يمكن القفز من فوقهم وهم في هذا القياس يتجاهلون الدروس التي قدمتها التجربة الديموقراطية اللبنانية وقد أصبح عمرها اليوم نصف قرن..! هذه التجربة التي تقوم على مثل هذا الفهم الديموقراطي المنسلخ عن العلمنة والذي نتج عنه ما عرف باسم الديموقراطية الطائفية التوافقية حيث يُشرع للدين ولرجاله المحترفين دورٌ وظيفيٌ تأريضي..! وهذا الأساس البنياني التوافقي الطائفي والذي يقر بمشروعية تسييس الدين جعل من المجتمع اللبناني بنية ولادة للحروب الأهلية عند كل فرصة مناسبة..!
إنه لمن المفترض أن مقاربة مفاعيل الديموقراطية على الطريقة اللبنانية، وتتبع ما يجري في العراق بعيون متفحصة، أن يدفعا إلى استنتاج أهمية وضرورة التوقف عند مسألة فصل الدين عن الدولة كخيار وحيد متبقٍ والذي من شأنه أن يفتح الطريق أمام مجتمعات شكِّلت الأديان جوهرها البنيوي بلا منازع..! ومن الطبيعي أن هذا الخيار الحاسم لا يبقي محلاً لأي نوع من أنواع التحالف مع الجماعات المنظمة على أساس ديني بغض النظر عن هوية هذا الدين، أما التلفيقات الأيديولوجية والسياسية التي يسوقها دعاة الديموقراطية الصنادقية أو الصندوقية لتبرير تحالفاتهم الوصولية القاصرة مع مثل هذه التنظيمات الدينية كالقول: إن هذه الجماعة باتت تقدم خطاب سياسي معتدل، أو ذات خطاب ديني إصلاحي، أو مصابة بفيروس العصر وباتت مقتنعة بالديموقراطية والدولة المدنية، أو غير ذلك من ترهات تفتقد أية مصداقية تجعل منها مشروعاً ممكناً على أرض الواقع وكيف يكون ذلك ممكناً والمرجعية الوحيدة عند هذه الجماعات هي الألواح والكتب الربانية زائداً سير أنبيائه وحكاياتهم..!؟ إن هذه الترهات لا تصمد أمام حقائق دامغة قدمها ولا يزال تاريخ ومسيرة أتباع الأديان السماوية في كل بقاع الأرض وعند كافة الشعوب والأمم.! إن المخرج الوحيد الممكن لخلاص المجتمعات الذي شكَّل فيها فتيل الدين ناظماً جوهرياً لعشرات القرون و التي تنجب باستمرار أمثال الزرقاوي وأبو درع، سيظل كامناً في نزع هذا الفتيل كما نزعته المجتمعات المسيحية الغربية وذلك غير ممكن من دون إقرار عدم إقحام الدين في الدساتير الناظمة لسيرورة المجتمعات وكذا في منظومات مؤسسات الدول كإدارات فوقية لتسيير شؤون الناس لا أكثر ولا أقل..! فالعلمنة لا تعني موقفاً محدداً من الدين أي دين كعقيدة روحية كما يدعي المارقون هنا وهناك وعلى رأسهم سدنة الأديان، كما هي لا تعني في الوقت نفسه موقفاً محدداً من اللادين.! وإلى أن تجيء تلك اللحظة التاريخية الممكن فيها حصول مثل هذا الإقرار الأمل وهذه اللحظة مع الأسف الشديد لا تلوح في الأفق، ستظل الرؤوس والجماجم في المجتمعات الإسلامية عرضة للجز والثقب ولما يستجد من تطبيقات تكنولوجية دموية أخرى في هذا المضمار.!

*- خر.. بر = مصطلح بلدي لآلة الثقب الكهربائي



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرسول ( صلعم ) يتمشى في القاهرة..!؟
- حين يقلق الأوباش..!؟
- الشرف لمرة واحدة..!؟
- العميانيون الجدد..!؟
- النصر الإلهي..!؟
- الرأي العام بين الجاذبية والمصداقية..!؟
- الليبرالية بين جاذبية المصطلح وإشكالية المضمون..!؟
- العلم والعمل والتغيير المستحيل..!؟
- تفكيك الانتصار..!؟
- هرقل العرب.. والتسول الدولي..!؟
- حول التساؤلات المشروعة.. وغير المشروعة..!؟
- إذن: ننام على عسل..!؟
- فرسان ( الشنق ) الأوسط الجديد..!؟
- القلاب غير الصالح في الشرق الأوسط..!؟
- حول الوسواس والاستئناس..!؟
- الليبرالية البدوية..!؟
- حاخامات آوادم ومشايخ أخر زمن..!؟
- المختصر في علم المساطيل.. وما يدهش الرعية..!؟
- هو السحر لكن من هو الساحر..!؟
- جماعة الإخوان الكلكاويين في جوهر..!؟


المزيد.....




- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد نصره - خر.. بر* الشيخ أبو درع.. والديموقراطية التلفيقية..!؟