أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ايناس البدران - قصة قصيرة















المزيد.....

قصة قصيرة


ايناس البدران

الحوار المتمدن-العدد: 1739 - 2006 / 11 / 19 - 10:31
المحور: الادب والفن
    


كرة أرجوانية ملتهبة مسفرة عن الف شمس مضيئة او يزيد .. خطفت ناظري حين تبدت امامي كأنما قدت من نحاس مصهور وانتظم نثارها دائريا كعقد فريد زين جيد سماء قصديرية باردة .
شدتني فأتجهت اليها مأخوذا كما الفراش حين يرقص حول ضوء يشع غموضا واسرارا منتشيا متغافلا عن الخطر الذي قد يكون متربصا محدقا به في اية لحظة
درت حول الكزكب بأهتمام مشغوغ بحب السياحة وفضول الكاتب ولا انسى ان مؤشر الطاقة الشمسية في مركبتي كان قد هبط بشكل يدعو للقلق مما يعني وجوب شحن بطاريتي بالطاقة بأسرع وقت .
حينما وطأت قدماي الارض شد انتباهي مرأى نهر هائل كأنه بحر من الزئبق شق طريقه طوليا .. الا ان جهاز قياس التلوث عندي اكد لي موته السريري الناتج عن التلوث الاشعاعي ، الأمر الذي فسر لي امورا عدة منها ان الزرع كان يطل مهزوى شاحبا كأنه يجاهد ليظل عى قيد الحياة .
اما اكثر مال لفت نظري في ذلك الكوكب فهو لون التراب الذي كان مائلا للحمرة بشكل لايدعو للارتياح كأنه عجن او رش للتو بالدم !
تناهت الى مسمعي أصداء موسيقى بعيدة اقتربت من مصدر الصوت فرأيت اناسا يسيرون في طوابير كالنمل .. كانت هاماتهم نحيلة ووجوههم واجمة تنظر الى لاشيء وبين الحين والآخر تتوقف الموسيقى ليسمع صوت نسائي آلي يتحدث بضع كلمات ثم يصمت مفسحا المجال للموسيقى كي تصدح من جديد .
استخدمت مترجمي الآلي ففهمت انها تطلب من الجميع الالتزام بالهدوء والنظام كي لايتأذى احد !
كان الجميع وجلهم من النساء عدا قلة من الشيوخ ، يسيرون بصبر وأناة وقد اتخذوا لهم على الارض العطشى مسالك طويلة لاتتقاطع مع بعضها بين ذهاب وإياب .

استوقفت احدى الفتيات الشغالات ولاحظت جمالها رغم آثار التعب البادية على محياها .
سألتها بأدب مستعينا بالمترجم الفوري .
- آنستي من فضلك .. في أي كوكب نحن ؟
ردت بصوت خفيض كأنها احرجت لاضطرارها التنحي عن الركب والحديث مع غريب مثلي .
- نحن في كوكب الاحلام
قلت مستغربا الاسم
– الاحلام . سألت :
- ولماذا يمشي الناس هكذا ؟
قالته كأنها تنفي تهمة :
- ما بهم .. انهم بخير
قلت مستدركا :
- اعني انهم يتحركون كالآلات .. لا ادري هنالك شيء ما غير طبيعي .
قالت :
- لو انك رأيتهم فيما مضى .
- وكيف كانوا ؟ سألتها بفضولي المعهود .
قالت متلعثمة :
- كانوا يساقون في اعمال السخرة كالعبيد ويرغمون على السجود للامبراطور . قلت متظاهرا بالاهتمام :
أكملت وكأنها تحدث صديقا ..
- وكما تعلم فقد حكمت السلاحف الرمادية مكانه . سالت :
- وماذا فعلت بكم هذه السلاحف ؟ قالت كأنها تصحح معلومة مهمة :
- قل ماذا فعلت لكم ؟
قالت وهي تشدد على كل كلمة تنطق بها كأنها حفظتها جيدا عن ظهر قلب .
السلاحف الرمادية .. أنقذتنا من ظلم الامبراطور ووفرت لنا حياة طيبة قوامها المساواة والحرية والرخاء . ثم اردفت بلهجتها الطبيعية هذه المرة .
- انظر كانت الناس مطأطأة الرؤوس ألآن صارت تنظر الى الامام .
سألتها بلهجة جادة حاولت ان انفض عنها غبار السخرية ما استطعت .
- اجل لاحظت هذا .. حتى انني اخشى على بعضهم في التعثر في حجر او السقوط في حفرة .
- قالت كأنها تعبت من تعليم هذا الجاهل الذي هو انا .
- في الماضي كانت الناس كلها تنظر الى اسفل سألتها وقد بدأ صبري انا ينفد .
- واليوم ؟ قالت :
- اليوم الناس كلها تنظر الى امام بأتجاه الورق الاخضر !
قلت وانا اهز رأسي آسفا من جهلي وغبائي .
- فعلا لقد لاحظت ان الناس لا تشبع منه كأنهم دود قز سقط على ورق توت .
قالت في شبه اعتذار الآن عن اذنك علي ان انصرف قبل ان يشعروا بتخلفي عن الرتل . قلت محاولا جذبها للحديث معي مرة اخرى :
- أي رتل ؟ … ارجوك سأعطيك ورقة خضراء سأقايضها بما لدي من معدن ثمين فقط تنحي جانبا واجيبيني . التمعت عيناها ببريق الاهتمام وسألت :
- مالذي تبغيه من جمع المعلومات حول كوكبنا ؟ قلت مبررا حماسي :
- في الواقع انا كاتب ، وبودي ان اعود الى قرائي بقصة مثيرة .. هاك قرص المعدن الثمين ..التقطته بسرور وبدت كأنها مستعدة لتزويدي بكل ما في رأسها من معلومات . قالت :
- سألتني عن الارتال .. حسنا لقد قسم الناس هنا الى ارتال بحسب قوتهم وعلمهم وولائهم .. وكل يعمل في رتله الخاص ، وأعلى الاجور هي من نصيب العاملين في استخراج الاحجار الكريمة وتوليد الطاقة .
- واين تعملين انت ؟ اجابت :
- في استخراج الماس
سألت : وهل تجنون من وراء ذلك ارباحا كبيرة ؟
ضحكت رغما عنها وقالت : لايسمح لنا حتى بلمسها . السلاحف هي التي تتولى كل شيء ، نحن نحفر فقط .
- ومن اين تعيشون اذن ؟ فقالت :
- نعيش يوما بيوم على الفتات .
قلت مستفسرا : وماذا عن المسنين ؟ والرجال بالذات لاحظت ان عددهم قليل جدا ؟
اجابت بحسرة : لقد افنى بعضهم بعضا في الحروب ومن بقي على قيد الحياة انصرف الى زراعة الأفيون وتعاطي حبوب الاحلام او اعتزل الدنيا في شعاب الجبال ، اما الضعاف والمرضى فقد تم نفيهم الى جزيرة نائية كي لايشكلوا عبشئا على المجموع هكذا قالوا لنا . ثم استطردت وقد غامت عيناها بحزن عميق :
- هل تعلم ان والدي هناك ولم تسنح لي الفرصة لزيارته منذ .. حوالي عام .
سألتها : وكيف ذلك ؟
- لان الشغل عندنا يمتد حتى المساء ، وأنا لا أمتلك التضحية بأجر يوم ، قد يطردوني ان تخلفت يوما فنموت جوعا انا والصغار .
- سألت : أي صغار تقصدين ؟
- ابني واخوتي ، هنالك العشرات بل المئات ممن يتلهفون من اجل الحصول على عمل كعملي .
- سألت : حقا اخبريني ماذا يفعل من لايجد عملا كعملك ؟
- من لايجد عملا تتلقفه عصابات السلب والنهب والقتل وتجار السلاح والأفيون والرقيق الابيض وتجار بيع وشراء الاعضاء ..
قلت وقد بدأت اشعر بالغثيان : ارجوك . لم اعد راغبا بسماع المزيد .
بعد هنيهة صمت قلت : مبانيكم جميلة جدا تذكرني بخلايا النحل .
هل تعرفين النحل ؟ قالت :
- اجل رأيت صورته مرة في صالة العرض العامة .
سألتها : لكنني لاحظت ان بعض مبانيكم شاهق وأنيق بشكل مذهل ويقابلها في الجهة الثانية احياء غارقة في الوحل والماء الآسن ولا يرتفع فيها الا اكوام القمامة !
قالت وقد اكتست عيناها النجلاوان بالحيرة : نعم لقد وعدونا بأنشاء وحدات سكنية جديدة لنا في يوم من الايام مثل تلك ..
ثم ابتسمت كأنها ارتاحت للجواب .
ادركت حينها كم انا محظوظ لأني من كوكب يؤمن بالمساواة ويطبقها فعلا .
سألت : وماذا عن الحرية .. الا تلاحظين انكم مازلتم تعملون بالسخرة وان ما اختلف في حياتكم هو التسمية فقط ليس الا ؟
قالت بحذر مشوب بالخوف وكأني بسؤالي هذا عبرت الخط الأحمر الذي لايسمح بتجاوزه وسحبتها معي الى موطن الخطر .
- الحرية عندنا هي ان تعمل ما تشاء وتحلم بقدر ما تشاء فأن لم تستطع فهناك حبوب تساعدك على ذلك .
كما ان لكل انسان مطلق الحرية في ان يبيع نفسه او اولاده وان يقتل نفسه أ ليس في هذا مطلق الحرية ؟.
هززت رأسي تعجبا فأنا من كوكب يؤمن بحرية الفكر ويحترمها ، بدد صمتنا الحزين اصوات تهليل وتشجيع .
- سألت بأهتمام : هل هنالك ملعب للرياضة قريب من هنا ؟
قالت وقد بدا التعب في صوتها : لا أنهم يلعبون لعبة الكراسي .
- وهل هي لعبة للصغار كما عندنا ؟
قالت محاولة اخفاء اشمئزازها : بل هي لعبة الكبار عندنا ..
سألت : وماذا يفعل الفائزون بها ؟
ردت وهي تزم شفتيها بأسى : يتقاتلون فيما بينهم على الكراسي .
سألت بفضول : ثم .. ؟
ردت : ثم تأتي السلاحف بمن تشاء وماذا عنكم انتم من يحكمكم ؟
- قلت وانا اشك في قدرتها على الاستيعاب : نحن نحكم من قبل مجلس ( روبوتات ) مبرمجة على تطبيق القانون بعدالة وتقوم بتدمير نفسها ذاتيا في حال تسرب أي فايروس قد يصيبها بجنون العظمة او شهوة الحكم .
فجأة خرج من احد الازقة عجوز طاعن في السن كأنه انبثق من رحم الضباب ، وكان مهزول الجسد يتوكأ على عصا معوجة ، لحيته نحيلة مدببة وشعره ابيض اشعث كانت عيناه جاحظتان لا اثر فيها لسواد ومع ذلك كان يسير بثقة كأنه يرى كل شيء ، وصاح بصوت ضعيف مسكون بحزن قديم :
- صادروا عيني مع ما صادروا ، لكنني رأيت كل شيء .. رأيتهم يسرقون التراث ويزيفون التاريخ ..
هاتان العينان ، اجل لقد رأتا عجلاتهم وهي تسحق عنفوان الرمال تحيلها ثلجا تتدحرج عليه رؤوس الرجال .. ثم صاروا يفرغونها من رحيقها ليملأوها صديدا بصفرة الموت .
سألت الفتاة وقد بدا التوجس يتملكني : من هذا الرجل ولماذا يتحدث هكذا ؟
قالت بلا اهتمام : أوه .. انه الفيلسوف المجنون في كل مرة ينجح في الهرب من الجزيرة النائية ، ولا نعلم كيف .. ليملأ الدنيا صراخا ويصدع رؤوسنا بهلوساته .
عاد العجوز ليتكلم بصوت تعمد ان يكون مسموعا فيما كانت الناس تمر به بلا اهتمام .
- على جسدي هذا مرت سنابك الغزاة ، وغادرت مذمومة مدحورة بعد ان قهرها صبري وصوت ارادتي ..
ثم بأعلى صوته : ما ضاع حق وراءه مطالب .. ان للحق صوتا
قاطعه رجل ضعيف البنية محني الطهر قائلا وهو ينقده قطعة نقدية هزيلة :
- اصمت يا رجل أ لم تتعب ..
قالت الفتاة بأرتباك كالمعتذرة : لنذهب من هنا ، لن تفهم منه شيئا ، تعال لأريك مغيب الشمس عندنا .
قال العجوز وقد بدا صوته يبتعد ويضعف : نثق بهم فيدفعونا لقتل بعضنا.. نأتي بهم ليحمونا ولنحقق بهم ابسط احلامنا فيحولوها كوابيس ، واذا بنا بحاجة الى من يحمينا منهم .. وانا قلت في حينها .. هذا لايجوز ، قالوا اقبع ها هنا بلا هوية با ملامح في زنزانة الجنون الابدي ثم صرخ كالممسوس فيما البعض يسحبه بعيدا .
- أ تعلمون لماذا انتم هكذا .. لانكم استعذبتم العذاب وصرتم تصبون أكاذيب النحاس المصهور في صواوين اذانكم وتصدقونها . اخشى ما اخشاه عليكم الموت ذلا .
سحبتني الفتاة برفق لرؤية الغروب كان مشهدا ساحرا إذ اكتست الكرة الأرجوانية تدريجيا بغلالة رمادية شفيفة وبهتت المرئيات كأنما غلفتها الفة موحشة !
سألت مبهورا : ما هذا ؟ اجابتني :
- انهم يخففون الطاقة المغذية للاضاءة علامة اقتراب الليل وانتهاء فترة العمل ، وادخارا للطاقة ايضا .
- يا للهول ماذا تقولين هل تقصدين ان شمسكم هذه ليست شمسا ؟
هي بأسى : لقد انطفأت شمسنا منذ أمد بعيد ، ونحن بحاجة الى معجزة لتعيد لها انفاس الحياة . لذا استعضنا عنها بهذه الشمس الصناعية . ولكن أ لم تعلم .. أ لم تأخذ احتياطاتك فيما يتعلق بالطاقة الشمسية لمركبتك ؟
قلت لها وقد بدا الذعر يدب في اوصالي :
- وأنى لي ان اعرف وانا من كوكب لاتغيب عنه الشمس .
بعدها صارت الثواني تمر بطيئة لتمعن في تحطيم اعصابي حتى انطفأ آخر ضوء ارجواني واستحالت الشمس كرة فحمية هائلة غامت معها كل المرئيات لتنام تحت ظلال سوداء معتمة .



#ايناس_البدران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمة رئيسة منتدى نازك الملائكة الادبي في الاتحاد العام لادبا ...
- الاليات الداعمة لحركة المرأة المبدعة
- قصص قصيرة جدا
- انعكاسات امرأة
- مع أول خيوط الفجر
- مع أول خيوط الفجر
- نقد نظرية السرد / الحداثة ومابعدها في العمل الروائي
- تحت المطر
- تداعيات الاختزال في القصة القصيرة


المزيد.....




- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ايناس البدران - قصة قصيرة