أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - احمد العلي - وهم الخصوصية السعودية















المزيد.....

وهم الخصوصية السعودية


احمد العلي

الحوار المتمدن-العدد: 1734 - 2006 / 11 / 14 - 12:07
المحور: المجتمع المدني
    


كنت قد سافرت إلى بلد عربي يعج كالعادة بالسعوديين المحافظين جدا ! بينما كنت أتناول طعام الإفطار لمحت امرأة ترتدي العباءة السعودية التقليدية مع زوجها، وقد اتخذا ركنا بعيدا عن رواد المطعم الذي يعج بالأوربيين المسيحيين، المرأة أعطت ظهرها لنا فلا نحن نراها ولا هي ترانا ، ولا تلمح عينيها سوى زوجها ذو الوجه المتجهم والحائط المزخرف الذي يستند عليه !
يشتهر السعوديين في سوق السفر الإقليمي والعالمي بأنهم أصحاب مزاح في النساء ويدفعون ببذخ لمقدمي الخدمات السياحية المختلفة وفي مقدمتها "الجنس!
تناقضات خطيرة
يعيش الإنسان السعودي تناقضات خطيرة ، فهو في بلده محافظ على التقاليد الأصيلة ورافضا لكل أشكال الانفتاح والحرية الشخصية التي يهرول إليها في أسفاره القصيرة والطويلة ، بينما يمارس السعوديين الجنس في خارج بلادهم ويسهرون في ملاهي البحرين ودبي في نهاية الأسبوع تراهم يفرضون رقابة حديدية عل نسائهم وصارمة على فتيانهم لكي لا يحيدوا عن النسق الاجتماعي العام الذي يرفض كافة أشكال اللهو والترفيه ، ويحظر كافة أشكل العلاقة بين الجنسين، ويدعوا إلى المحافظة على العادات والتقاليد وتجنيب الحياة الاجتماعية مخاطر الانفتاح والتجديد !
شريط رائع ولكن !
ذات مرة شهدت مشاجرة بين بائع وزبون حيث اتهم الأخير الأول بأنه باع لربيبته شريط يحوي مناظر جنسية وهدد بإبلاغ الشرطة إلا أن البائع لاطفه إلى أن عدل عن تهديده ، وحين هم بمغادرة المكان طلب منه الاحتفاظ بالشريط لأنه صاحب مزاج وهواية متأصلة في مشاهدة الأفلام الإباحية !!
احمد بدير وقيم المجتمع السعودي !
قبل حوالي ثلاث سنوات عرض الفنان المصري احمد بدير مسرحية للأطفال في جده إلا أن السلطات حظرت عرضها في اليوم التالي بحجة أن بدير لم يحصل على ترخيص ! إلا أن حقيقة الأمر أن السلطات السعودية ترفض منح تراخيص عرض المسرحيات الغير سعودية بحجة خروجها على قيم المجتمع رغم كونها مسرحيات عربية ومن بلدان مجاورة!


الشوارع السعودية لم تعد آمنه!
تسجل المجتمعات السعودية المختلفة حوادث اغتصاب وإجبار بالإكراه على ممارسة الجنس سواء بين الجنسين أو في داخل العلاقات بين أفراد الجنس الواحد ! وهو ما يعرف بالشذوذ! وتحدث حوادث تحرشات جنسية بالجملة في الشوارع والأماكن العامة ومجالات العمل المختلطة.
الشوارع السعودية انخفضت نسبة الأمان فيها خلال السنوات الماضية بحيث غدا مشي المرأة والأحداث في شوارع لندن ونيويورك أفضل بكثير من سيرها في المدن السعودية خاصة في الساعات المتأخرة من الليل ! عندما يزور المواطن السعودي البحرين التي لا تبعد أكثر من20 ميلا عن ساحل مدية الخبر يشاهد الفتيات الأوربيات وهن يمارسن رياضة الجري بملابس رياضية متكاملة ، إلا انه لا يستطيع التعرض لهن أو حتى الاقتراب منهن، وتمارس النساء الغربيات رياضتهن المفضلة دون تعرضهن لأي مضايقات من جانب الشبان البحريين غالبا ، إلا أن المرأة السعودية لا يمكنها حتى المشي المنتظم على الكورنيش بملابسها التقليدية دون أن تتعرض لمضايقات من شبان سعوديين بغرض إقامة علاقة جنسية غالبا!
انغلاق تام
الشعب السعودي من المعروف انه شعبا منغلقا على نفسه ، منكفئ على ذاته ، ليس عنده علاقات حيوية مع الشعوب الأخرى، تحظر السلطات السعودية المجموعات السياحية ما عدا التي تنظمها الخطوط السعودية ، ضمن شروط صارمة، لا تمنح السفارات السعودية تأشيرات دخول سوى للدبلوماسيين والعمالة الوافدة ،فلا يمكن الحصول على تأشيرة بغرض الزيارة إلا بأسباب تتعلق بالعمل سواء كان طويل الأجل أو مؤقتا أو بغرض العمرة والحج وكلاهما يصدران في أوقات معينة من السنة ، كافة مواطني العالم لا يمكنهم زيارة السعودية إلا بناشرة دخول صادرة من السفارة ما عدا دول الخليج العربية . بلدا منغلقا لدرجة لا يمكن تصورها، غامض بالنسبة للكثيرين ، يسمعون عنه العديد من الأمور ، يحاولون اكتشافه فيجدون أبوابه موصدة أمامهم النظام السعودي من جانبه لا يريد لشعبه لقاء الشعوب الأخرى ، خشية أن يتعرف على طبيعة نظمهم السياسية والاجتماعية ويدرك الفرو قات المهولة بينه وبينهم لتتكون بالتالي تيارات تطالب بالتغيير والانفتاح والإصلاح .
رقابة حديدية
يخضع الانترنت لرقابة صارمة ، مواقع عادية جدا تمنع لأنها طرحت بعض القضايا التي تزعج السلطات رغم كونها مواقع سعودية تعمل من الداخل، كافة الأنشطة الشعبية تخضع للرقابة والتدخل، القائمين على الأنشطة الجماهيرية الشيعية يدعون رجال دين ومثقفين من الطائفة السنية لإلقاء محاضرات متنوعة تتجاوز التباينات المذهبية إلا أن السلطات تنظر بعين الريبة والشك لهذه العلاقات الايجابية وتحظر إي اتصال في محفل عام بين المثقفين الشيعة والسنة ، بينما تطلق العنان للمتطرفين السلفيين لممارسة كافة أشكال التنديد بالشيعة مذهبا ومجتمعا! في التسعينات الميلادية كان شبان كثيرين من أبناء الشيعة يذهبون لزيارة المجاميع الإيرانية التي تفد على المدينة المنورة ومكة المكرمة، في كثير من الأحيان تقوم المباحث بالتحقيق مع المرصودين وتجبرهم على توقيع تعهدات بان لا يتصلوا إطلاقا بالزوار الإيرانيين !
خصوصية مضطربة !
أن النظام السعودي يرفض تماما إي انفتاح لشعبه على الشعوب الأخرى وينشر في وسائل إعلامه بان ما عليه الشعب من عادت وتقاليد وقيم تمثل خصوصية قل نظيرها ونظاما فريدا متميزا عن الآخرين ! وما بين الأعراف الخانقة والنظم المتعنتة داخليا ،إلى الهرولة العبثية المجنونة من خلال سوق السفر، يحيا الشعب السعودي بمجتمعاته ومذاهبه في تناقضت محيرة وتخبط عجيب، فلا هو ملتزم بقيمه التي اجبر عليها ولا هو استطاع بناء نسق يعبر عن نجاح هذه الخصوصية فترى السعودية بلد متأخر قياسيا بدول الخليج الأخرى على مختلف الاتجاهات ، أن مقارنة سريعة ما بين البحرين كدولة صغيرة ومدينتي الخبر الدمام يمكن للمرء أن يلمح الفرق الواسع ما بين البحرين كنظام مستقل سياسيا وإداريا واقتصاديا والدمام والخبر كمدينتين تعبران عن الخصوصية السعودية العتيدة!
حتى الشيعة متمسكون بالخصوصية !
يصل رفض الانفتاح والتغيير والتمسك بالخصوصية إلى أتباع المذهب الشيعي من العوام والخواص في كثير من الأحيان، أقول لبعضهم ما بال نسائكم، ألم تذهبوا إلى إيران، تلك الدولة الشيعية التي يحكمها فقهائكم وتقارنوا بين نسائها ونسائكم ؟ قالوا بان الفساد الأخلاقي ضاربا هناك بسبب منحهن حرية لسن بحاجة إليها ثم أن ما عليه النساء الإيرانيات كان من زمن الشاه ولم تستطع الحكومة الإسلامية تغييره خلال السنوات ال25 الماضية ! أقول للعوام من الشيعة لماذا ترفضون قيادة المرأة للسيارة ؟ يجيبوا بان ذلك سوف يجعل الفساد ضاربا في بلادنا ! أقول لهم فما بال جيرانكم في الكويت والبحرين والإمارات وإيران، تلك القلعة الشيعية الكبيرة!؟ يركنون إلى الصمت وكأنهم يقولون أن البلدان المجاورة تعج بالمفاسد، ثم أن لهم خصوصيتهم ولنا خصوصيتنا!
الواقع المرير
واقع الحال أن الصحف المحلية والإقليمية تنشر ما بين فترة وأخرى أنباء عن حوادث اغتصاب وتحرش وفضائح ليس لها مثيل في الدول القريبة ! وبينما تتجه البلدان الملاصقة للسعودية نحو التحديث والتطوير و الإصلاح تتراجع السعودية دولة وشعبا وتنخرها الأمراض النفسية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
مجرد وهم
أن الخصوصية ليست سوى وهم، مجرد سراب ليس إلا، فمتى يدرك الشعب ذلك ؟ غدا ستغرق سفن الاستبداد في بحور الانتقام، غدا أعاصير الحرية ستعصف بالجائرين لتشرق بعدها شمس لا مغيب لها، أنها شمس المجد والرفعة والكرامة.



#احمد_العلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يتحول الدين الى افيون
- المثقف السعودي: الى متى الصمت في عصر العولمة؟
- شيعة القطيف والاحساء في النفق المظلم
- النخبة السعودية والحوار الوطني: مقدمة لمشروع إصلاحي أم مراوغ ...
- الشيعة في المملكة العربية السعودية .. التقرير الحقوقي الاول ...
- رانيا الباز: الهروب من الجحيم
- الاقتصاد السعودي بين الاستنزاف والاصلاح
- بلال اخو هلال
- سياحة في البيئة السعودية


المزيد.....




- رئيس لجنة الميثاق العربي يشيد بمنظومة حقوق الإنسان في البحري ...
- بعد تقرير كولونا بشأن الحيادية في الأونروا.. برلين تعلن استئ ...
- ضرب واعتقالات في مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في جامعات أمريكية ...
- ألمانيا تعتزم استئناف تعاونها مع الأونروا في غزة
- تفاصيل قانون بريطاني جديد يمهّد لترحيل اللاجئين إلى رواندا
- بعد 200 يوم من بدء الحرب على غزة.. مخاوف النازحين في رفح تتص ...
- ألمانيا تعتزم استئناف تعاونها مع الأونروا في قطاع غزة
- العفو الدولية تحذر: النظام العالمي مهدد بالانهيار
- الخارجية الروسية: لا خطط لزيارة الأمين العام للأمم المتحدة إ ...
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بتهمة تلقيه رشى


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - احمد العلي - وهم الخصوصية السعودية