أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - درويش محمى - النقاش العقيم حول جدوى الديمقراطية















المزيد.....

النقاش العقيم حول جدوى الديمقراطية


درويش محمى

الحوار المتمدن-العدد: 1734 - 2006 / 11 / 14 - 09:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحديث الذي يتردد صداه قوياً وعالياً منذ فترة في وسائل الاعلام العربية بشقيها الفضائي والارضي، عن فشل واخفاق" الديمقراطية" في العراق، والدعوات الضالة المتنامية التي تقول بعدم جدوى التغيير وابقاء" الحال على ما هو عليه" وعدم صلاحية الفكرالديمقراطي القادم من الغرب وعدم انسجامه مع الثقافة والواقع المشرقي والعربي والاسلامي، حديث يفتقر الى ابسط قواعد اعمال العقل والحقيقة، ودعوات ساذجة موجهة الى جمهور ساذج، لاتصل الى درجة الطرح العقلاني والجدل الجاد القائم على حقائق موضوعية ثابتة.

القول بفشل الديمقراطية في العراق" في حال ـ لا قدر الله ـ للتجربة العراقية الحالية ان تفشل"، وكما هو معروف، التجربة العراقية لم تفشل كما انها لم تنجح بعد، والصراع على اشده والمعركة ماتزال قائمة بين اتباع الماضي وانصار الايدولوجيات العقيمة وتلاميذ الثقافة الاستبدادية ومجاهدي الظلامية والقومية الشعاراتية من جهة، وانصار المستقبل والديمقراطية والثقافة الحرة وحقوق الانسان والحريات من جهة اخرى، واذا افترضنا بفشل وعجز الطرف الاخيروهزيمته، حينها وحينها فقط يجوز ويحق لمن يشاء، الادعاء بفشل الحكومة العراقية وسياساتها المتبعة، وفشل قوى التحالف وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية، وفشل الانسان العراقي ـ للأسف ـ في استغلال"فرصة من الذهب" للحاق بركب الحضارة والتقدم والتطور والرفاهية، كما يجوز في الوقت نفسه، اعتبار فشل هؤلاء نجاحاً للقومجية والبعثيين وحلفائهم من السلفية الظلاميين وانتصاراً لقوى الاستبداد والفاشية من دول الجوار العراقي، ولكن من غير الممكن، الادعاء والقول بفشل الديمقراطية" كفكر ومنهج"، ولا يعني البتة وبأي شكل من الاشكال، فشلاً لقيم الحرية والديمقراطية والليبرالية، فالفرق شاسع بين فشل الشعب العراقي بأن يتمقرط وبين فشل الديمقراطية في العراق، والامرمختلف كلياً، وخلط البعض لمثل هذه المعادلة، تجني واضح وسخيف جداً للحقيقة.

النقاش حول الديمقراطية وضروراتها من عدمه، نقاش عقيم وجاهل، لان التجربة الديمقراطية العالمية تجربة عريقة، لم تعد محل نقاش وجدال، واصبحت جزءلا يتجزء من الحضارة الانسانية، واللاديمقراطيون على انواعهم امام مشكلة كبيرة، لانهم يفتقدون الى الحجة والبرهان لدحض الديمقراطية ومزاياها العديدة، التي لم تعد مجرد نظرية ولا مجموعة افكار، بل عملية قائمة متكاملة وتجربة ناجحة بكل المقاييس، واضحت الديمقراطية الخيار الوحيد الذي لا بديل عنه، لكل الدول والامم التي تسعى للتطور والعصرنة والازدهار، اعداء الديمقراطية اليوم، لا يواجهون تجربة جديدة ووليدة محدودة الزمان والمكان بعد ان اصبح العالم قرية صغيرة، وبدأت قوة الدول والامم الديمقراطية وازدهارها ظاهرة واضحة، في اكثر العيون عتمة وعمى واكثر العقول تخلفاً وجهلاً واكثر القلوب حقداً وبغضاً.

الهجمة الشرسة على القيم الديمقراطية والافكار الليبرالية في الشرق الاوسط وعلى وجه الخصوص في العالم العربي، تختلف من حيث المصدر والشكل، ولكنها تتفق في الهدف المتمثل برفض التوجه الحتمي لشعوب الشرق الاوسط، نحو تبني قيم الحرية والفكرالديمقراطي والتحرر والانعتاق من ثقافة وسلطة الاستبداد الديني والفاشي القوموي.

الفئة الاولى من اعداء الديمقراطية " اللاديمقراطيون"،لا يرفضون الديمقراطية كمبدأ "علناً على الاقل"، ربما يعود السبب في ذلك كما اسلفت، لقوة وتماسك الفكر والتجربة الديمقراطية، لذلك نجد هذه الفئة تتماطل وتدعي بالخصوصية المشرقية والقومية والمحلية، كحجة لتبرير رفضها ولتمرير ثقافتها الاستبدادية، وهي شلة منحرفة فكرياً من مثقفي السلطة ومريديها من"قومجية ومصلحجية" وتجارالكلمة، اما الفئة الثانية فهي ترفض الديمقراطية جهراً وعلناً وجملة وتفصيلاً، ويعتبرونها ظاهرة دخيلة تأمرية وبضاعة غربية وغريبة لتجارغرباء، وهذه الفئة تتألف من الاسلاميين والقومجيين المتطرفيين، الفئتين وباختلاف الوانهم وادعائاتهم توحدهم العداء والغاية المشتركة في ابقاء المنطقة وشعوبها في حالة دائمة من التخلف والاستبداد.

المفارقة والمعضلة الحقيقية تكمن في ضعف الوعي السياسي لدى "الجمهور"، والجهل الشبه التام للمفاهيم والقيم الديمقراطية لدى الانسان الشرقي والعربي، حيث"تشكل السبب الرئيس" في استمرار ثقافة الاستبداد، وتأثر هذا الوعي بالثقافة الاستبدادية القومية منها والدينية يجعلها في عداء مع ذاتها ومصالحها، الامر الذي يسهل على اللاديمقراطيين مهمتهم في بقاء الاستبداد كثقافة طاغية، ويسهل لهم كسب حربهم غير المقدسة ضد الفكر الديمقراطي.


بالتأكيد مجتمعاتنا تعاني من أفات وأزمات عديدة لا تحصى، نتيجة لثقافة العنف والاستبداد القومي والديني والقبلي المتخلف، التي حكمت لقرون وماتزال تتحكم بكل مفاصل الحياة الاجتماعية والسياسية، وهذه الظاهرة اللا حضارية، تشكل سبباً اضافياً قوياً لحاجة شعوبنا وبلداننا للنهج الديمقراطي، على عكس مايدعيه مثقفي الاستبداد والفاشية القومية والدينية.

الحرية حق ثابت للانسان والمجتمعات الانسانية، والديمقراطية قيمة ملازمة للوجود الانساني، اي كان انتمائه او لونه اودرجة وعيه وثقافته ومهما كانت درجة تحضره او تخلفه، والتحجج بجهل مجتمعاتنا لرفض النهج الديمقراطي حجة واهية الغاية منها الاستمرار في الثقافة الفاشية والاستبدادية، بل على العكس تماماً، المجتمعات المتخلفة اكثر حاجة من غيرها للديمقراطية واطلاق الحريات، والادعاء بالخصوصية المشرقية او الخصوصية العربية والاسلامية لرفض الديمقراطية، ايضاً حجة واهية كسابقتها، لان الديمقراطية وفقط الديمقراطية تقبل التنوع وتحترم الخصوصية، مهما كان نوعها لانها تقوم على ارادات حرة وغير مقيدة ولاتفرض مسبقاً.

نحن مثلنا مثل غيرنا يا ناس " ما حدا احسن من حدا" والديمقراطية قادمة لا محالة وهي مسألة وقت ليس الا، والنقاش العقيم حول جدوى الديمقراطية، الجاري اليوم، سينظر اليه في المستقبل القريب باستهزاء واستهجان، وسيقال عن البعض........، فمن يقبل على نفسه..........، وللحديث بقية ؟؟؟



#درويش_محمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكرة في ملعبكم يا اخوان
- موشيه كاتساف والحسد
- جائزة النوبل لضحايا الارمن
- النموذج العربي لفاشية الملالي الفارسية
- معتدل او متطرف -تصنيف يفتقرللدقة والعدل
- الجولان برسم البيع
- جهل مطبق ام تربية عفلق
- حروب السيد حسن نصر الله
- مبروك للسيد البيانوني وعقبال الرئاسة
- الجنرال وقصر بعبدا
- قطر الجزيرة ام الجزيرة القطرية
- كردستان ترفض رفع علم البعث
- الانفال ازمة ضمير واخلاق
- نصر الله والتهرب من المسؤولية
- حقيقة خطاب بشار الاسد
- المعارضة السورية هشة وحالها حال قشة
- قانا الجريمة المزدوجة
- لعنة البرازق السورية
- الأكشن....... وحسن نصر الله
- عقلانية جنبلاط وروحانية نصرالله


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - درويش محمى - النقاش العقيم حول جدوى الديمقراطية