روسيا وامريكا .. وهل هناك صفقة.. حول إيران ومنظمة التجارة العالمية؟

محمد النعماني
(Mohammed Al Nommany)

الحوار المتمدن-العدد: 1734 - 2006 / 11 / 14 - 12:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أُعلن في يوم الجمعة الفائت حسب ما ذكرت الصحف الروسيه ازفستيا" و"فيدوموستي أن الولايات المتحدة وافقت أخيرا على انضمام روسيا إلى منظمة التجارة العالمية وأن بروتوكولا بهذا الشأن سيتم توقيعه في نهاية هذا الأسبوع. ثم يمكن أن تستكمل إجراءات الانضمام في غضون عام إلى عام ونصف العام. وفي اليوم نفسه أجرى سكرتير مجلس الأمن الإيراني محادثات في العاصمة الروسية.

وقيل إن روسيا وافقت على اتخاذ موقف يرضي الولايات المتحدة تجاه إيران مقابل أن توافق الولايات المتحدة على انضمام روسيا إلى منظمة التجارة العالمية.

ولكن من المشكوك فيه أنه يمكن أن تبرم روسيا صفقة تفضي إلى إطلاق يد أمريكا في "تسوية المشكلة الإيرانية" مقابل أن تعطي أمريكا الضوء الأخضر لانتساب روسيا إلى عضوية منظمة التجارة العالمية لاسيما وإن روسيا كانت قد قضت 14 عاما في مفاوضة هذه المنظمة ويمكنها أن تنتظر لمدة عام إلى عامين آخرين.

وثمة أمر آخر في غاية الأهمية وهو أنه لا يُنتظر أن يوافق مجلس النواب الأمريكي الذي أصبح يسيطر عليه الحزب الديمقراطي على رفع القيود التمييزية المفروضة على التجارة مع الاتحاد السوفيتي - واستطرادا روسيا - منذ بداية السبعينات عندما فرض الاتحاد السوفيتي قيودا على هجرة اليهود منه في حين أنه لا مكان للحديث عن عضوية روسيا في منظمة التجارة العالمية طالما لم تصبح روسيا شريكا تجاريا عاديا للولايات المتحدة.

وهذا لا ينفي أن روسيا تفاصل حول أمور محددة خلال المفاوضات مع الولايات المتحدة لاسيما وإن حتى بعض حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط يفهمون موسكو أن أمورا تتعلق بالأمن الدولي تحتمل بل تتطلب المساومة عليها.
وانتبهت طهران حسب ماذكرت الصحيفه الروسيه فريميا نوفوستيه التي اعتادت أن تساندها موسكو وبكين، إلى ما جاء على لسان مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة من أن موسكو يمكن أن تصوت في ظروف محددة لصالح فرض عقوبات على إيران.

ويقول الخبير رجب سفاروف، مدير عام مركز الدراسات الإيرانية الذي يتخذ من موسكو مقرا له: سارع الإيرانيون إلى إيفاد سكرتير مجلس الأمن القومي إلى موسكو. وكانت مهمة علي لاريجاني معرفة موقف روسيا الحقيقي والتأثير عليه. وأعلن لاريجاني أثناء وجوده في موسكو أن الاقتراح الروسي الداعي إلى إنشاء مؤسسة مشتركة لتخصيب اليورانيوم الإيراني في روسيا يمكن إحياؤه. وهذا من مصلحة روسيا لأن برنامج الطاقة الإيراني سيسقط في هذه الحالة في اسار التبعية لموسكو، وهو برنامج واعد إذ يراعي إنشاء 25 محطة نووية على أقل تقدير لتوليد الكهرباء خلال 10 إلى 20 عاما.

ويضيف الخبير: عندما رأت طهران أن فرض عقوبات دولية على إيران أمر محتمل الحدوث أقدمت على خطوات من شأنها أن تحمل روسيا على تغيير الوضع. ويُتوقع أن تجري موسكو مشاورات مكثفة مع شركائها الأوروبيين في الأيام القليلة المقبلة في محاولة لإقناعهم بعدم التسرع في فرض العقوبات. ولا يمكن لهؤلاء أن يتسرعوا لأن روسيا عضو دائم في مجلس الأمن الدولي له حق الفيتو لنقض قرارات مجلس الأمن، والأفضل بالتالي التوصل إلى اتفاق معها.

وكان مندوبو الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وألمانيا قد ناقشو مشروع قرار بشأن إيران ينوي الاتحاد الأوربوي تقديمه إلى مجلس الأمن ليتبناه.

ويدعو مشروع القرار الذي أعدته "الترويكا الأوروبية" (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) إلى فرض عقوبات على إيران التي ترفض تجميد برنامجها النووي مثل حظر تصدير ما يمكن أن يستخدمه الإيرانيون لتنفيذ برنامجهم النووي وبرنامج صناعة الصواريخ إلى إيران ومنع مسؤولين إيرانيين لهم صلة بهذين البرنامجين من القيام بجولات خارج إيران وتجميد أرصدة هؤلاء في البنوك الأجنبية. ولا تشمل العقوبات المقترحة حظر العمل في تشييد المحطة النووية في بوشهر. وقال مندوب فرنسا إن واضعي مشروع القرار لم يذكروا محطة بوشهر إدراكا منهم أن روسيا ستعترض على قرار كهذا.

ولكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بادر إلى الاعتراض على مشروع القرار الأوروبي مشيرا إلى أنه (أي مشروع القرار الأوروبي) لا يستجيب لما كانت الدول الست قد اتفقت عليه. ولم يعط الوزير الروسي التفاصيل مكتفيا بالإشارة إلى "أننا سنكون مستعدين لمناقشة سبل عدم توريد التكنولوجيا الحساسة الخاصة بتخصيب اليورانيوم وتحويل الوقود (النووي) المستهلك لإيران".

ولم يرض مشروع القرار الأوروبي واشنطن أيضا التي ترى ضرورة أن يتبنى المجتمع الدولي قرارا يحاسب إيران على الخروج على طاعته وفقا لما قالته وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس.

وترى واشنطن أن مشروع القرار المقترح لا يسد جميع الثغرات التي تتيح لإيران الوصول إلى صنع السلاح النووي. وتشير مصادر دبلوماسية أمريكية إلى أن واشنطن ترى ضرورة تقييد التعاون النووي بين موسكو وطهران وتريد لقرار من المفروض أن يتبناه مجلس الأمن أن يحظر مفاعلا نوويا إيرانيا جديدا يجب أن تنشئه روسيا.

والأمر المفهوم أن موسكو لن توافق على قرار كهذا. ولهذا فقد تستغرق المساومة على مشروع القرار أسابيع طويلة.
واقترح مدير الوكالة الفيدرالية الروسية للطاقة الذرية سيرغي كيريينكو في كلمة ألقاها في الاجتماع الـ50 للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي عقد في فيينا إنشاء مركز دولي في روسيا لتخصيب اليورانيوم يقع تحت رقابة الأمم المتحدة، ويستطيع بيع الوقود النووي في جميع أنحاء العالم. ومما لا شك فيه أن هذا المقترح موجه بالدرجة الأولى نحو إيران.

وتحدث كيريينكو بالتفصيل عن كيفية عمل مثل هذه المراكز التي من المفترض أن تبيع الوقود النووي الذي تنتجه تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومنع وصول البلدان المشترية للتكنولوجيا التي تتيح لها تصنيع أسلحة نووية.

وأعلن الإيرانيون موافقتهم على زيارة موسكو قريبا لبحث المبادرات الروسية. وصرح نائب الرئيس الإيراني غلام رضا آغا زاده في نفس الوقت بأن بلاده لن توقف نشاطها في مجال تخصيب اليورانيوم. وحذر من أن أية تصرفات عدائية قد تصدر عن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ستؤدي إلى إيقاف تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية
تم تأجيل زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى موسكو، وهي الزيارة التي كان مقررا لها يوم الخميس. ويصل إلى موسكو، بدلا من منوشهر متقي، مسؤول إيراني أرفع مقاما هو علي لاريجاني رئيس مجلس أمن الجمهورية الإسلامية.

وقد يكون عدم الإتفاق على برنامج زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى موسكو أحد أسباب تأجيل زيارته. وحسب معلومات صحيفة "كوميرسانت" فإن طهران رغبت في أن يستقبل الرئيس الروسي وزير خارجيتها ظنا من أن ذلك سيوطد مواقع طهران في وقت يشهد فيه مقر الأمم المتحدة في نيويورك مناقشات تدور حول مشروع قرار بشأن إيران. ولكن بوتين اعتذر عن عدم استقباله لوزير الخارجية الإيراني بسبب كثرة أشغاله.

ويأتي لاريجاني إلى موسكو برسالة الرئيس محمود أحمدي نجاد إلى الرئيس بوتين.

ويظن المراقبون ان الرئيس الإيراني يرجو أن يصل الرئيس بوتين إلى طهران في زيارة رسمية قبل نهاية العام الحالي.

وبدأت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وألمانيا مناقشة مشروع القرار بشأن إيران الذي أعدته بريطانيا وفرنسا وألمانيا. واقترحت روسيا التي وجدت مشروع القرار هذا قاسيا تخفيف لهجته. وحظي الاقتراح الروسي بدعم الصين. وأزعج موقف موسكو واشنطن. وقال مندوب الولايات المتحدة إنه لا يظن ان الاقتراح الروسي يتفق مع ما كان وزراء خارجية الدول الكبرى قد اتفقوا عليه.

ومن جانبه قال مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة إن مشروع القرار الذي أعدته روسيا يتفق تماما مع ما تم الاتفاق عليه مشيرا إلى ضرورة ان يبقى الباب مفتوحا للحوار مع إيران وحل الأزمة المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني.

على كل فإن طهران تريد التأكد من أن موسكو ستظل تدافع عن المصالح الإيرانية.

أكد الكرملين أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي جورج بوش سيلتقيان في موسكو في الخامس عشر من هذا الشهر.

وذكر مصدر في ديوان الرئاسة أن الرئيسين سيلتقيان في المطار الذي سيتوقف فيه الرئيس الأمريكي قبل توجهه في جولته الآسيوية.

وكان مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي ستيفين هيدلي قد صرح في مؤتمر صحفي عقده في البيت الأبيض بأن الرئيس بوش سيتوقف في موسكو قبل وصوله إلى سنغافورة التي سيتوجه منها إلى فيتنام للمشاركة في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة "آسيا- المحيط الهادئ" التي ستعقد في الفترة من الثاني عشر ولغاية التاسع عشر من هذا الشهر.

ما تزال روسيا تدافع عن إيران في جميع المؤسسات الدولية. وأثناء القمة الثلاثية في كومبيين (فرنسا) اعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان روسيا وفرنسا وألمانيا تعتقد بأن من الواجب استخدام الوسائل الدبلوماسية من اجل تسوية الوضع حول الملف النووي الإيراني، وأكد وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف على أن " جميع الفرص متوفرة الآن للبدء بالمباحثات الخاصة بالملف النووي الإيراني وفق شروط ملائمة للسداسي والوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس الأمن الدولي وإيران".

وقال لافروف" إن تحقيق هذه الفرص يحتاج إلى إبداء إرادة طيبة من قبل جميع أطراف عملية التباحث والتركيز على الأهم وهو التوصل إلى حل وسط يؤمن بنفس الوقت الإلتزام بنظام حظر انتشار أسلحة الدمار الشامل، أي السلاح النووي في هذه الحالة، وحق إيران في العمل المشروع على الإستفادة من ثمار الطاقة النووية السلمية".
ويرى مدير الوكالة الفيدرالية الروسية للطاقة الذرية سيرغي كيريينكو أنه لا توجد أية معوقات على طريق التعاون مع إيران في المجال النووي.

وقال كيريينكو : "إن تعاوننا في مجال بناء محطة بوشهر الكهرذرية يستجيب لجميع القواعد الدولية، ولا أرى أية معوقات تقف في طريق مواصلة هذا التعاون".

وأكد كيريينكو على أن جميع استفسارات واعتراضات المجتمع الدولي بشأن المسائل المتعلقة بإكمال بناء محطة بوشهر والتعاون بين روسيا وإيران قد أزيلت بعد توقيع الاتفاقية الخاصة بتزويد إيران بوقود نووي روسي وإعادته إلى روسيا بالكامل بعد استخدامه.

واشار كيريينكو من جديد الى اقتراح روسيا حول أنشاء المركز الدولي لتخصيب اليورانيوم فى أنغارسك،
وقال كيريينكو أن "أنغارسك كانت على الدوام ترتبط بالقسم المدني في قطاع الذرة ومن الممكن وضع المنشأة هناك تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية".

وأشار إلى أن عمل المركز سيتيح للمشاركين مراقبة كمية اليورانيوم التي تجهز للتخصيب وكمية اليورانيوم المخصب المنتج.

ومن المعروف أن روسيا وإيران تعتزمان إكمال بناء محطة بوشهر الكهرذرية في غضون 3 أشهر، وقد اتفق على ذلك مدير الوكالة الفيدرالية الروسية للطاقة الذرية سيرغي كيريينكو ونائب الرئيس الإيراني، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية غلام رضا آغا زاده. وستزود روسيا محطة بوشهر الكهرذرية حسب الإتفاق بحوالي 80 طنا من الوقود النووي في شهر مارس 2007.

#محمد_النعماني (هاشتاغ)       Mohammed__Al_Nommany#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات