أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - هل يعود السفير الأمريكي إلى دمشق؟















المزيد.....

هل يعود السفير الأمريكي إلى دمشق؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1734 - 2006 / 11 / 14 - 12:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أعلن متحدث باسم البيت الأبيض، أمس، أن الإدارة الأميركية، لم تعد تستبعد احتمال إجراء محادثات مباشرة مع إيران، وسوريا، في شأن الوضع في العراق. وقال رئيس هيئة موظفي البيت الأبيض، جوش بولتون، لشبكة "سي. إن. إن" الأميركية: "كل الخيارات مطروحة. ستؤخذ جميع الخيارات في الحسبان".

ورسائل الغزل السياسي البريطانية، والأمريكية، والغربية، عموماً، لم تتوقف عند هذا الحد. فازدحام جدول المواعيد السوري بمبعوثين رفيعي المستوى، من عواصم قارية فاعلة، تنبئ، كلها، بأكثر من تحركات ديبلوماسية تقليدية، اعتادت العاصمة السورية عليها في الآونة الأخيرة. إنها ربما إعادة اكتشاف، وبعد مكابرة، لفاعلية دور المحيط العراقي، ودول الجوار في الداخل العراقي. وبيكر "المنقذ"، منهمك الآن، مثلاً، في اجتماع مع السفير الإيراني في واشنطن، السيد جواد ظريف. هذا الاجتماع ربما كان وارداً في باب الأحلام، وربما المستحيلات، والمحظورات السياسية، قبل مدة ليست ببعيدة. والملاحظ أنه ما يزال هناك ثمة خجل، واستحياء، أمريكي، نابع من الحفاظ على ما تبقى من ماء للوجه، ليس إلاّ، يحجم المسؤولون الأمريكيون بموجبه، عن الاندفاع الكلي تجاه سوريا، والاعتراف بـ"الذنب"، و"الخطيئة" السورية. ومن هنا، فالعودة إلى الطاولة السورية، مجدداً، باتت شبه محسومة، وتنتظر الإعلان الرسمي، إن لم تكن قد بدأت لتوها من خلف الستارات، والفلترات الإعلامية، بعد أن نصح مقربون من بوش الابن رئيسهم، بالقراءة الجيدة، والدقيقة الواعية، لنتائج الانتخابات النصفية للكونغرس الأمريكي، الذي يبدو أنها لن تتوقف عند تخوم الكابيتول هول، والبنتاغون الذي أطاح برأس مهندس الحرب وثعلبها الماكر رامسفيلد، بل ستتعداه، ربما، إلى داخل المكتب البيضاوي وفق تقديرات أكثر المتفائلين، والمتحمسين لمستقبل الحقبة البوشية، التي تميزت بكثرة الأخطاء، والحماقات، والاندفاعات السياسية غير المحسوبة، وأن الكلام عن حلول رئيس ديمقراطي بات أمراً شبه، مؤكد وفق التقديرات، والمعطيات الحالية.

ويستطرد بعض المطلعين على خفايا هذا الموضوع، عن "رغبة" أمريكية نحو تصالح كلي مع سوريا، وإغلاق هذا الملف، والباب بهدوء، وبعيداً عن الصخب، وأحياناً، التهريج الإعلامي، الذي كان يترافق مع تصريحات بعض "اللا مسؤولين" الأمريكيين عندما يتعلق الموضوع بسوريا. وأن سوريا قد نجحت في معركة عض الأصابع، وشد الحبال، مع واشنطن، و"لََعِبـَتْها" باقتدار، وذكاء، لتخرج منها بأقل خسائر سياسية ممكنة. لا بل يذهب آخرون للحديث عن "شروط سورية"، لا أمريكية، هذه المرة، لإعادة فتح باب الحوار، وعودة الأمور إلى ما كانت عليه، قبيل انقطاع حبال الود، بين الطرفين، الذي تجلت أسوأ فصوله، بمغادرة السفيرة الأمريكية، مارغريت سكوبي، لدمشق، كتعبير عن التردي الذي حصل، وقتذاك، في العلاقات الثنائية بين البلدين "اللدودين".

ودائرة الخيارات، وهامش التحرك، قد ضاقا كثيراً أمام الأمريكيين في الداخل العراقي، فلم يعد هناك ثمة تعويل كبير على "العملية السياسية"، التي يبدو أنها استـُنفذت، وفشلت، حتى اللحظة، في إيقاف نزيف الدم اليومي، كما هو الحال، بالنسبة لوضع حد للتدهور الأمني الكبير الحاصل على الساحة. ومن الملاحظ، تماماً، أن العمليات العسكرية المتلاحقة، مع مسمياتها الإيحائية الغليظة تلك، أثبتت لا جدواها، وعدم فاعليتها، وأصبح الجيش الأمريكي منهكاً، ومقيداً داخل ثكناته، لا يبرحها إلا لضرورات قصوى، وبات ينتظر لحظة أن تفتح الأبواب له لـ "الخروج من الجحيم العراقي". أمّا قوات الأمن العراقية المستحدثة، فينقصها الكثير، قبل أن تبلغ ذاك المستوى المرتجى. ولذا بات من الضروي، البحث عن حل خارج إطار المقترحات التقليدية، التي لم تثبت جدواها حتى الآن. وصار لزاماً التوجه صوب عواصم إقليمية فاعلة، وذات تأثي، في سياسة المنطقة، لتطويق تداعيات الأزمة، وتجنب الانهيار الكلي في نهاية المطاف.

إذن، تغيّر المناخات السياسية في المنطقة، وانبثاق واقع جيو- سياسي ضاغط، وجديد، لا قدرة على ما يبدو للرئيس الأمريكي على التعامل معه، بأدواته المعروفة، وخياراته الهوجاء، قد مهد، وعلى ما يبدو، لتلك الحالة من "التكويعة"، والاستدارة الأمريكية الحادة، باتجاه دمشق، التي يظهر، ومن خلال تتبع تلك اللهفة الغربية حيالها، بأنها ما تزال تمسك بالكثير من أوراق اللعب الهامة في المنطقة، وتقدم نفسها كعامل تهدئة، في ظل هذه الفوضى التي تجتاح المنطقة، والتي كانت المغامرات البوشية، غير المدروسة، والمحسوبة، أحد أهم أسبابها. والقلق الأمريكي البادي، يتجلى، بأنه قد لا يمكن بمقدور أمريكا، وحلفائها، ومع مرور الوقت، أن يتحكموا بتلك الفوضى الخلاقة التي كانت أحد أغرب البدع السياسية الخرقاء التي استنها المحافظون الجدد. والأمريكان الآن، وبعد تجربتهم المريرة تلك، بصدد إيجاد لغة بديلة، أكثر واقعية، وحكمة، في التعاطي مع المنطقة، وشؤونها، وهذا ما لاحظه كثيرون في تصريحات بوش الأخيرة، بعد أن تقلصت خياراتهم العسكرية، الجنونية، والطائشة، وذهبت أدراج الرياح، وباتت موضع سخرية شديدة، ولوم وتأنيب، من أوساط فاعلة في أكثر من عاصمة، تمتلك نفوذاً، وعلاقات، ومصالح هامة في هذه المنطقة.

تضيق الآن، الدوائر حول عنق الرئيس بوش، الذي بدأ يفقد الكثير من بريقه السياسي، وتشير استطلاعات الرأي، إلى تدني شعبيته لأرقام قياسية غير معهودة، ولم تشهدها من قبل. وبات المطلوب منه الآن، إطلاع الجمهور الأمريكي بشفافية، ووضوح، على حقيقة الوضع وواقع الحال بالضبط، ووضع الكثير من النقاط على كثير من الحروف، وذلك عبر بيان يعلن فيه فشل مغامرته العسكرية، على غرار إعلانه الشهير، عقب نهاية الغزو، عن "إتمام المهمة" Mission Accomplished.

فهل تفلح "طريق دمشق" بتوسيع تلك الدوائر، وفك ذاك الخناق السياسي، الذي بات يقض مضاجع بوش، وفريق المحافظين الجدد "المخنوق"؟ وهل تتوج تلك النشاطات الدبلوماسية المكثفة، بـ"خبطة" سياسية أمريكية مدوية، ومتوقعة، لكنها لا تثير كثيراً حماس دمشق على ما يبدو، حالياً، على الأقل، وتتجلى بعودة السفير(ة) الأمريكي إلى مقره في حي المالكي الراقي الشهير؟ هذا ما ستجيب عنه التطورات، في الأيام القليلة القادمة.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمّة الافتراضية
- إيلاف وليبرالية الأعراب
- محاكمة صدام: فشل سياسة الجواكر البوشية
- حزب الله الفلسطيني: والخيارات الإلهية!!!
- الجريمة والنقاب
- هل هي قصة لحم مكشوف، أم فكر مكشوف؟
- جبهة الخلاص الوطنية الأمريكية وطريق الضلال
- مثلث برمودا الفكري: نقاب، وحجاب، وجلباب
- قناة الشام الفضائية: الكوميديا السورية السوداء مستمرة!!!
- كل ربع ساعة وأنتم بخير
- المزرعة الإخوانية
- الحوار المتمدن في دائرة الاستهداف
- رئيس مغتصب، و زير نساء
- لا، ........يا وفاء سلطان
- العرب بين فسطاطين
- الفبركة الأمنية، والأبواق السعودية، في محاولة تفجير السفارة ...
- وزارة الاتصالات السورية تكافح الإدمان
- هل ستصبح القومية إرثاً من الماضي؟
- قطر تمنع فضيحة عربية في الأمم المتحدة
- صعود التوتاليتاريات الدينية


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - هل يعود السفير الأمريكي إلى دمشق؟