أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسين عجيب - صوت آخر_ثرثرة














المزيد.....

صوت آخر_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1730 - 2006 / 11 / 10 - 11:47
المحور: سيرة ذاتية
    


أن تكتب كعمل لقاء أجر, أو أن تستخدم الكتابة كنوع من سلاح هجومي أو دفاعي, أو أن تعتبر الكتابة بحدّ ذاتها فعل شخصي أو اجتماعي, أو...أن تنتظر نتيجة ما لكتابتك, التسلية مثلا؟
في المقابل الكتابة تحت الصمت, هناك في السكون الخالص, عالم منفصل وكتيم.
كل إشارة تبدأ وتنتهي منفردة, كل حركة وصوت, هي الآن في الحاضر الدائم حيث لا أحد يأتي لا شيء يحدث, فراغ وصمت وعتمة مطبقة, هي الكتابة في الظل.
سيأتي آخر ويقلب الطاولة. تأتي امرأة وتقودك إلى الجنون.
تعود إلى الحظيرة مجددا, تطالب بدور وحصّة في المشهد, وتنسى طريقك الأول.
مرات أسمّيها الحاجة, أحيانا ضيق أفق, ودوما ضجيج وتشويش ما يحوّل النداء الهادئ والواضح إلى صراخ مزعج.
أعرف الألم من جوانب كثيرة, بحكم تجربة طول العمر, وأعرف الفرح من جوانب أكثر, هذا ظني وشعوري في حالات الهدوء المتقطعة.
الاستخدام العملي للكتابة والأدب خصوصا, يقربه من قارئ لجوج محتاج أو محارب, ويبعده عن الجوهر والمعنى أو ما يسمى بالعمق, ربما يوجد لهذه التسمية أصل وسبب, وربما كانت استخدامات عملية بدورها واحتياجات سابقة مطمورة ومهملة بعيدا اليوم!
ليست الكتابة امتدادا للكلام ونتيجته فقط, تعود بجذورها إلى الرسم والغناء والرقص, وأشكال تعبيرية متعددة يتعذر حصرها في زمن وحيّز, دوما تنفلت وتتقاطع وتصدر إشارات عشوائية تبدو لي عسيرة على الفهم, ربما من جهة القراءة تتضح الصورة أكثر.
كانت الورقة والقلم أكثر من أدوات لكتابات الأمس, بقيت اليد مع استخدامات جديدة للأصابع, وبقي دماغ شخص ما, مع مناخ فيه الكثير من عناصر الثبات. هل كنت سأكتب بالورقة والقلم نفس الشيء الآن, هو سؤال يبدو غبيا ومنفرا لشدة نرجسيته, لكن هل توجد أسئلة غبية, أم أن تحديد ذلك يرجع لأسباب يصعب تحليلها ونسمها بالغباء للسهولة؟
أمام الكمبيوتر أشعر بسعادة وحرية وحتى ثقة أعلى, ربما سهولة المحو, وسهولة العمل, يستدعيان صفة التغيّر السريع, تلك الحقيقة التي أنساها وأتناساها, بسبب ضعفي الشخصي, لاشيء يبقى على حاله, لا الألم ولا الحزن ولا الفرح ولا العشق, لا النجاح لا الفشل لا شيء يبقى على حاله, التغيّر والتغيير ماهية الحياة وجوهرها,ولا تظهر ولا تترك أثرا إلا في الحركة. وأشعر أن ألمي ثابتا وفرحي كذلك!
*
خفتت كثيرا بهجة القراءة ومتعتها.
أذكر حادثتين مع القراءة أوصلتاني إلى ذروة وجدانية فعلا, الأولى مع غوغول الروسي, نسيت اسم الرواية والكتاب, كان الوقت بعد منتصف ليل وأنا مستغرق في القراءة, وطالعتني فقرة خارجة عن السياق تماما تقول:"أكتب لك الآن أنت, ولأجلك شخصيا جلست لأكتب" كانت الفقرة بما معناه, غوغول يكتب لي أنا حسين لأقرأها تحديدا في منزلي وفي هذا الوقت المتأخر. أعدت قراءتها لأصدقائي لاحقا, وخاب أملي بردة فعلهم اللامبالية بل اعتبرها بعضهم ضعف أدبي وفني لا غير. في قصة الحضارة أيضا لول ديورانت, فقرة أحدثت طنينا وجدانيا عندي, كان يتحدث عن أحد الحكام المشاهير ربما الاسكندر أو نابليون, وفجأة يبدأ وفي عدة صفحات تداعياته الشخصية عن حماقات الثقافة والحضارة نفسها التي يؤرخها, ويكتب عن الجيوب في الثياب, وصاحب الفكرة الأول, أن توضع جيوب في الملابس بالطبع كوظيفة ثانوية وكيف وصلت الآن إلينا, ولنتخيّل ملابس بلا جيوب, ملابس فقط لتستر وتدفئ!
المدهش وغير المتوقع, يتحدث عنه أحد أبرز الكتاب في القرن العشرين, وبدا كأنه يشكك حتى في المعيار أو المعايير, التي أوصلته نفسه إلى الشهرة والنفوذ.
ربما كانت حالتي النفسية في لحظة القراءة تلك, سبب نشوتي, قارئ قبل النص نفسه. ربما.
كم أفتقد لمتعة القراءة وعوالمها الساحرة.
*

نقص في المهارة أم تحجّر وجداني أوصلاني إلى هذا الفراغ العاطفي الرهيب, لأتعلّق بأثر وتصورات عشوائية لمجرد أنها تدلّ على صورة الشخص الذي كنته؟
أرغب في الكلام أكثر من الإصغاء وأرغب في الكتابة أكثر من القراءة,.... أيّ بؤس أشدّ!؟



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قمر يضيئ اللاذقية_ثرثرة
- ثقوب سوداء في الحاضر_ثرثرة
- الجهة الأخرى_ثرثرة
- بدائل الأم السيئة_ثرثرة
- السعادة ليست في الطريق_ثرثرة
- قبر حسين عجيب_ثرثرة
- سيرورة الحداد الناقص(حلقة كآبة)_ثرثرة
- تورّط عاطفي_ثرثرة
- رسائلي أنا إليهم
- فنون المتعة والاستمتاع_ثرثرة
- رسائلهم_ثرثرة
- مستقبل الشعر_ثرثرة
- إني أستسلم_ثرثرة
- الغراب الأبيض -مسودة ثانية-
- كيف أثبت براءتي_ثرثرة
- كيف ينتهي الماضي_ثرثرة
- الفرح السوري_ثرثرة
- كلامنا المسروق_ثرثرة
- الجوار القاتل_ ثرثرة
- الغراب الأبيض_ مسودة أولى


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسين عجيب - صوت آخر_ثرثرة