أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي العباس - فيصل الديمقراطيه















المزيد.....

فيصل الديمقراطيه


سامي العباس

الحوار المتمدن-العدد: 1730 - 2006 / 11 / 10 - 12:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رغم أن الديمقراطية كقيمة, مكون رئيسي من مكونات الحداثة إلا أنها في العالم العربي على سبيل المثال قد تأخر رسوخها في الوعي الحديث المنتج في سياق التحولات التي باشرتها مجتمعات المنطقة –على تفاوت في التوقيت - منذ ما يقرب من قرنين ..مرد ذلك في رأيي يعود الى تأخر الحاجة اليها موضوعياً.. وهذا التأخر يندرج في إطار تأخر أوسع هيمن كشرط موضوعي على عملية التحولات إياها ..ذلك أن الحامل الاجتماعي للحداثة على وجه العموم (البرجوازية ) قد تأخرت ولادته الطبيعية وأحتاج الى محرضات خارجية تركت أثارها على شكل باقة من الطرق الالتفافية,أضطر إليها التحول الرأسمالي. تشكل في مجموعها ما يمكن توصيفه (بمكر التاريخ )..
أكثر الطرق الالتفافية استعمالا من قبل مجتمعات العالم الثالث: هي طريق رأسمالية الدولة ..وفي هذه الطريق لاتبدو الديمقراطية الزوادة الصالحة للسالكين فيه..فهم في أغلبهم نخب أقلياتية - ليس بالمعنى الديني فقط بل وبالمعنى الأيديولوجي الشامل للديني والوضعي في الفضاء الثقافي العالم ثالثي -تصدرت قيادة التحول لهذا الظرف أوذاك .. و قد لاينقصها الحس الرسالي ,لكنها تفتقد بالتأكيد الى الوسادة الطبقية المناسبة ..
ولذلك كانت الدكتاتورية ورأسمالية الدولة: توأم التحول المتأخر الى الرأسمالية..
فرغم الذرى من الشعبوية التي وصلتها زعامات قادت التحولات في العالم الثالث ( عبد الناصر ما وتسي تونغ سوكارنو ..الخ ..) لم نشهد أي ميل الى بناء مؤسسات للديمقراطية ..بل شهدنا رهابا فكريا يمارس على الليبرالية ( كحاضنة أيديولوجية للديمقراطية ) وسيلا من الهذر المعرفي وقفت منه الأغلبية موقف المتوجس ريثما يمر ..وقد مر منظفا الطريق من بقايا عقلانية عصر النهضة ( في العالم العربي ) لصالح الإسلام السياسي ..
تؤكد المآلات المتشابهة لعملية التحول المتأخر الى الرأسمالية جملة من الاستنتاجات :
1- أن التوسع الرأسمالي في دائرة التبادل يخلق في الأطراف المحيطية لدائرة التوسع برجوازية كومبرادوريةلا تمتلك وعياً ولا إرادة قادرة على تصفية ما تبقى من علاقات الإنتاج ما قبل الرأسمالية ( إقطاعية أو خراجيه ).. سيما أن تخلقها( أي البرجوازية ) لم يجرِ في مجرى صراعي مع هذه العلاقات . بل جاء في أغلبيته استجابة لحاجات( التوسع في دائرة التبادل) من قبل رأسمالية مركز تحولت الى إمبريالية بعد أن أنجزت توحيد السوق القومية (فرنسا , إنكلترا , الولايات المتحدة الأمريكية )
2- إن العجز عن استكمال مهام تصفية علاقات الإنتاج ماقبل الرأسمالية من قبل البرجوازيات الطرفية فتح الطريق للفلاحين في معظم الأحيان , لكونهم في مركز الأزمة ( أزمة تصفية العلاقات ما قبل الرأسمالية ) . ليتحولوا الى الحامل الاجتماعي لهذا المشروع ( استكمال مهام تصفية العلاقات ما قبل الرأسمالية ).
3- قاد احتلال الفلاحين لمشهد التحولات الى انكفاء المدينة كحيز ولدت فيه البرجوازية الكومبرادورية ومشروعها الليبرالي لتحديث المستويات الثلاثة للبنية: ( الاقتصادية , والأيديولوجية , والسياسية )
4- حيث تزودت أحزاب الفلاحين بجرعات متفاوتة من الماركسية الأيديولوجية بتلاوينها ( اللينينية , الماوية , الكاستروية...الكيم إيل سونغية !!!) وصلت التحولات الى رأسمالية الدولة إلى تمليك الدولة معظم وسائل الإنتاج. مما عقم الحياة الاقتصادية والسياسية من التنافس وفتح الطريق على توحيد كل شيء : من نظم التفكير الى الأحذية ..
5- وحيث تعمق الاستيلاء على وسائل الإنتاج تعمقت جدلية طاردة للديمقراطية ( كصيغة لإدارة التنافس في الاقتصاد والسياسة والأيديولوجية ) وانفتح الطريق لتبلور برجوازية دولة بواسطة كل من الفساد والدكتاتورية..
6- لا يمكن للديمقراطية كصيغة لإدارة التنافس في المستوى السياسي أن تتوطن في مجتمع ما قبل أن ترسي قواعدها في البنية الاقتصادية عن طريق استحضار هذه الأخيرة لها لإدارة التنافس بين القوى الاقتصادية المالكة لوسائل الإنتاج ..
7- من رحم الفساد المرافق لنظام رأسمالية الدولة. ومن الهامش المتروك من وسائل الإنتاج غير المملوكة للدولة, تلد البرجوازية الجديدة( كحامل اجتماعي) لمشروع الانتقال من نظام رأسمالية الدولة- الذي استنفذ ما يشبه مرحلة التراكم ألبدئي لدى برجوازيات المركز, وتحول الى عائق أمام تطور القوى المنتجة – الى الدولة الرأسمالية..
8- في الشروط الراهنة المتولدة من انتقال التوسع الرأسمالي في المركز من دائرة التبادل الى دائرة الإنتاج ينفتح الطريق في الأطراف على نمو البرجوازيات العاملة في حقل الإنتاج على حساب تلك العاملة في حقل التوزيع. مما يصلب عود ها على القيام باستكمال مهامها التاريخية..
9- تتلطى قوى الممانعة لهذه الصيرورة وراء يافطات مضلله تبدأ من أوهام الانتقال الى الاشتراكية التي تشيعها الماركسية الأيديولوجية, ولا تنتهي بحركات الدفاع عن الهوية الدينية والقومية في وجه عالم تتعولم بناه الاقتصادية والسياسية وتتمازج ثقافاته في أفق مفتوح على بقاء السامي والجميل..
10- يشكل الإسلام السياسي آخر تعضيات قوى الممانعة الأيديولوجية ذات الوزن.نظراً لعدم استنفاذه لطاقته الديماغوجية , بفعل تأخر تعرضه للنقد المعرفي كما جرى للمسيحية في الغرب..ويقود من داخل كهوفه العقلية تحالفا مؤقتاً مع بقايا الماركسية الأيديولوجية التي تتحرك بعد انهيار الاتحاد السوفييتي في هذا الاتجاه بعزم العطالة (عقليا وفيزيائيا )..
11- حيث نخر الفساد والدكتاتورية نظام رأسمالية الدولة تقلصت قاعدته الاجتماعية- الريفية في معظمها - نظرا لدوره الإيجابي في تصفية علا قات الإنتاج ما قبل الرأسمالية في الريف .وتحول الى عائق في وجه تطور القوى المنتجة يكدس في مواجهته جبهة اعتراض واسعة تبدأ بأصحاب رؤوس الأموال المتنوعة المصادر ( بورجوازية دولة /سوق )الباحثين عن مناخ آمن لتثمير وتوسيع نشاطهم الاقتصادي ,و لاتنتهي بالفئات الفائضة عن سوق العمل مروراً بالطبقة الوسطى التي تقلصت بسبب الصعود نحو الغنى الفاحش أو الهبوط نحو خط الفقر ..
12- من ضغط الأزمة في المستوى الاقتصادي يتشكل الميل الى اقتصادالسوق عند المزيج البرجوازي (دولة / سوق )إلا أنه لدى باقي الشرائح المتضررة’ الخاضعة لتجاذبات الماركسية الأيديولوجية والاسلام السياسي لن يصبح هذا المخرج جذابا قبل أن تستعيد الأيديولوجية الليبرالية مواقعها داخل وعي الأنتلجنسيا المحلية..
13- تراجع موقع الليبرالية داخل وعي النخب الثقافية جراءأن الحامل الإجتماعي لها ( الطبقة البرجوازية )كانت عاجزة لأسباب محلية ودولية(1) عن استكمال المهام..
14- يشكل التحول نحو الديمقراطيةفي المستوى السياسي شرطا لتفتح القيم الليبرالية إلا أنه ليس شرطا على التحول في المستوى الإقتصادي . من المثالين الكبيرين للتحول عن رأسمالية الدولة ( الصين ,الإتحاد السوفييتي ) يمكن الإستنتاج أن البدءفي المستوى الإقتصادي يشكل الطريق الأكثر أمنا للدولة الحاضنة لجدل الطبقات الصاعد من أن تتشظى تحت ضغط العصبيات العمودية ( عادت بعض جمهوريات الإتحاد السوفييتي الى ما قبل الدولة )..

هوامش:
1- ينسب لأكرم الحوراني هذا التصريح : لقد جاء الإستقلال السوري مبكرا ربع قرن



#سامي_العباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بطاقة تعريف
- ميزان الجزر الأمريكي
- جلدنا الريفي الضيق
- أحوال الموضوعية
- بين السطور
- بين بينين
- قانامن جديد
- مأزق الليبرالية العربية
- نداء
- محاولة للتفسير
- تعليق على نص لحواتمه
- رد على رد
- عزف على عزف
- ترنم
- استراتيجية الشعبويين
- تحية لمحمد صادق حديد بمناسبة تكريمه
- هل افلحنا في ايجاد بديل لنظام المللة؟
- القنبلة النووية الإيرانية
- الروائي يهزم المفكر السياسي
- وقت ضائع


المزيد.....




- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي العباس - فيصل الديمقراطيه