أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسين عبدالله نورالدين - في يوم الذكرى: لن يخفنا الارهاب ولن يوقف حياتنا














المزيد.....

في يوم الذكرى: لن يخفنا الارهاب ولن يوقف حياتنا


حسين عبدالله نورالدين

الحوار المتمدن-العدد: 1730 - 2006 / 11 / 10 - 08:00
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في الذكرى الأولى للتفجيرات الإرهابية التي نفذها تنظيم القاعدة - الزرقاوي في الفنادق الأردنية تتزاحم أفكار وصور عديدة ليس أولها صور الشهداء الذين صعدت أرواحهم إلى جنة الخلد، وليس آخرها مواقف نواب العزاء الذين تفاخروا بمنح الزرقاوي صفة الشهيد والشفيع.

وبين هاتين الصورتين يبرز موقف بعض الصحفيين والمراسلين الذين اجتهدوا فخانهم الاجتهاد. وكذلك صورة المحللين والمعلقين الذين انتفضوا للدفاع عن العمل الإرهابي وتبريره وكأنه فعل مقاومة مجيد.

الموقف الشجاع والحاسم كان من قبل الملك عبدالله الثاني الذي وعد شعبه بالنيل من الإرهابيين والوصول إلى أوكارهم انتقاما لأرواح الشهداء وكان ذلك فعلا لا قولا، ومن هنا جاءت المشاركة الأردنية الفاعلة والحاسمة في النيل من راس الأفعى الذي دبر ذلك العمل الشرير.

ومرة أخرى عندما اسقط الرأس المدبر انبرت الأقلام والحناجر للدفاع عن الإرهاب وتبريره. لا بد للصحفيين الأحرار أن يلتزموا بالضمير المهني الصحيح وبالأخلاق الصحفية الحقيقية. أن ينحازوا إلى أوطانهم وليس إلى الإرهاب، أن ينحازوا إلى ثقافة الحياة وليس إلى ثقافة الموت.

لا يمكن لأي أعمال كتلك التي تقوم بها عصابات القاعدة الإرهابية وغير القاعدة في العراق وغير العراق أن تكون أعمالا بطولية ولا يمكن أن تكون عمليات القتل وقطع الرؤوس مقاومة مجيدة أو حتى شكلا من أشكال المقاومة الوطنية. فلا بد من تسمية الأشياء بأسمائها ووصف تلك الأعمال بما تستحقه فهي أعمال إرهابية إجرامية لا يمكن تبريرها أو إيجاد أي مسوغ لها.

لا يجوز لهذه الأقلام أن تقيم الدنيا لبضع مئات من الشهداء في لبنان وفلسطين، مع كل التقدير لهؤلاء الشهداء والاعتزاز بهم، ولا تحرك ساكنا لمئات الألوف من الشهداء العراقيين الذين يسقطون ضحية الإرهاب.

في ذكرى الإرهاب الذي هز عمان نستذكر المواقف الشجاعة لذوي الشهداء وصبرهم وتحملهم ورضاهم بالقدر. وفي المقابل نستذكر مواقف بعض السياسيين الذين أدانوا ذلك الإرهاب وان كان بعضهم اتخذ موقفه ذاك خجلا وخوفا. لقد تجلت المواقف المزيفة من الإرهاب وانكشفت في موقف هؤلاء السياسيين من قانون منع الإرهاب. لقد وقفوا ضد هذا القانون امتثالا لقول المثل العربي: كاد المريب أن يقول خذوني.

وانطلاقا من هذا المثل أيضا أو تداعياته، يتبارى الكتاب في الدفاع عن الإسلام وكان الإسلام بحاجة إلى دفاع أو كان الإسلام هو الإرهاب. في حال وقوع أعمال إرهابية لا داعي للدفاع عن الإسلام. فالإسلام يدافع عن نفسه. بل يكفي إدانة هذه الأعمال ووصفها بأنها أعمال إجرامية وإرهابية وإدانة مرتكبيها بل وتكفيرهم أن هم قالوا أنهم قاموا بها انطلاقا من انتمائهم للإسلام. فالذي يذبح البشر على اسم الله اكبر وان قال انه مسلم هل هو مسلم حقا؟ فلماذا نتورط بتبرير الإسلام والإسلام من هؤلاء براء؟

الإسلام ليس متهما في الأساس. ويجب إن لا نضعه موضع الاتهام. وعندما تقوم جماعة إسلامية أو متأسلمة بعمل إرهابي فإنها تسيء للإسلام ولكننا نسيء إليه أكثر عندما نسارع ونقول إن الإسلام بريء من هذا العمل وكان هناك اتهام للإسلام. عندما تقوم جماعة مهما كان انتماؤها العقائدي أو الديني أو السياسي أو الفكري بعمل إرهابي فان المتهم الرئيسي فيه هو الجماعة التي قامت به وليس للإسلام أي علاقة بذلك.

ومطلوب من النقابات والنقابيين أن يكونوا على قدر المسؤولية وان لا يدافعوا عن الإرهابيين. ومطلوب خصوصا من المحامين الذين يدافعون عن الإرهابيين في المحاكم أن يكفوا عن هذه المهزلة. وأقول لهم عار عليكم لو كنتم رجالا أن تدافعوا عمن يريد قتلنا وقتل أطفالنا. فالإرهابيون لا يتورعون عن القتل متى كانت الفرصة سانحة فلماذا ندافع عنهم؟. كفاية رضوخا للجماعات الإرهابية. فالإرهابيون يجب أن يعلقوا على المشانق لا أن يوفر لهم محامي. فلا حوار مع الإرهاب ولا رحمة ولا شفقة لأنهم عندما يتمكنون منا فإنهم لا يحاورون ولا يشفقون.

قانون منع الإرهاب كان ضروريا وكذلك يجب تفعيل قانون العقوبات وتعديله أن لزم الأمر. قد يكون حكم الإعدام قاسيا عندما نتحدث عنه في صالونات السياسة لكنه الحل الوحيد مع هؤلاء الإرهابيين الجبناء الذي يتغنون بالشهادة ويزينوها للتغرير بالشباب غير الواعي لكنهم يحتمون بالنساء والأطفال والمدارس كما رأينا في العراق والباكستان.

في ذكرى الإرهاب الذي لم يرهبنا ولم يخيفنا ولم يوقف حياتنا نستذكر الشهداء ونستذكر أجهزة الأمن الوطني التي لم تترك الإرهابيين ينعمون بثمرة أعمالهم الشريرة.

في ذكرى تفجيرات الفنادق، وهي ذكرى أليمة، لا بد من اخذ الدروس والعبر. ولا بد ممن صحوة ضمير من قبل أولئك الذين يحلو لهم الافتخار بما تقوم به عصابات الإرهاب. كفى أولئك الكتاب والمعلقين ارتزاقا من الأرواح البريئة التي تزهق في عمليات إرهاب عبثية ملطخة بالدماء البريئة التي تعمق يوما بعد يوم الفرقة والنزاع وتولد المزيد من الكراهية والانتقام وحب الدم.

في هذه الذكرى الأليمة وبعد الوقوف تحية وإجلالا للشهداء الأبرار ولرجال الأمن الشجعان فرسان الحق المبين لا بد من وقفة صادقة مع النفس والضمير لاتخاذ موقف شجاع جريء من هذه الأعمال ومن يقوم بها ومن يشجعها ويؤيدها ويدعمها. موقف يكون شجاعا وصادقا وحازما خلاصته أن لا حوار مع الإرهاب والبادي أظلم.



#حسين_عبدالله_نورالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل اقتربت النار من دمشق
- غزوة منهاتن في الذكرى الخامسة
- انه الإرهاب من جديد
- بعد أن صمتت المدافع: أي نصر وأي هزيمة
- النفق المظلم ومغامرة حزب الله
- أين الله
- مهرجان التحريض والتطاول
- هل وقعت حماس في فخ القاعدة
- الاخوان المسلمون وشعرة معاوية: حانت ساعة الحقيقة
- نقص الإرهابيون واحدا
- فلسطين الى اين
- فرسان الحق مقابل فرسان الباطل
- أسلحة حماس في الأردن والخطاب السياسي للحركة
- هوامش على الاوضاع السياسية الراهنة
- لا حوار مع الارهاب
- عار عليك اذا فعلت جميل!
- مكافأة الارهاب وجني ثماره
- من علم الشعب ما لم يعلم
- الاعلام السعودي ومستشارو السوء
- الارهاب يضرب مجددا


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسين عبدالله نورالدين - في يوم الذكرى: لن يخفنا الارهاب ولن يوقف حياتنا