أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد لحدو - الحكام العرب والمحاكم المؤجلة- صدام مثالاً














المزيد.....

الحكام العرب والمحاكم المؤجلة- صدام مثالاً


سعيد لحدو

الحوار المتمدن-العدد: 1728 - 2006 / 11 / 8 - 08:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المحاكمة والدلالات
بالرغم من تعدد الآراء وتنوعها حول محاكمة صدام حسين ابتداءً من التأييد المطلق لكل ما جرى ويجري من محاكمات وما نتج عنها, إلى تشكيك البعض بعدالة المحاكمة وخضوعها للتسييس, إلى رفض المحكمة من أساسها من قبل البعض الآخر باعتبارها محكمة غير شرعية وأنشأت من قبل المحتل وفق قانون أعده الأمريكان للقصاص من رئيس دولة وقف في وجههم وعارض مخططاتهم,( بحسب رأي هذا البعض), فأعد له هذا المصير.
وبدون الدخول في تفاصيل تفنيد هذا الرأي أو ذاك أو البحث عن الدوافع والأسباب التي تشد هؤلاء إلى هذه المواقف المدافعة أو المتعاطفة بشكل أو بآخر مع صدام حسين والآخرين من أركان نظامه, فإن مجرد الإشارة إلى أسمائهم تنجلي الصورة ويزول العجب. (فمن سامي كلارك , إلى قناة الجزيرة ومن انتدبتهم من قطر للدفاع نيابة عنها إلى بقايا المتزمتين من القومجيين العرب من بعثيين وأمثالهم إلى الإسلاميين من أنصار وممولي الزرقاوي وجيشه من المجاهدين المتمرسين في الذبح أمام الكاميرات التلفزيونية, إلى عدد من الصحف العربية مثل جريدة القدس العربي التي خسرت بزوال صدام تمويلها الثابت).
وفي المقابل, فإن العالم كله يقف في الطرف الآخر. ويرغب في رؤية محاكمة علنية لأول مرة لرئيس عربي في تاريخ الدول العربية يتمتع المتهم فيها بشروط معقولة من المحاكمة العادلة, على الأقل من حيث الشكل, ولكننا ندرك في الوقت ذاته أن محاكمة بهذه الأهمية والحجم وفي ظل الظروف الصعبة والاستثنائية السائدة في العراق لا يمكن عزلها عن تأثيرات الظروف المحيطة ولا يمكن أن تمر دون أخذ ورد ولغط شديد من هذا الطرف وذاك. ولكن ورغم كل شيء تظل المحاكمة ذاتها من حيث المبدأ مسألة في غاية الأهمية وذات دلالات عميقة لشعوب لم تتعود أن ترى مسؤولاً لها في قفص الاتهام. فلقد اعتادت هذه الشعوب أن ترى مسئوليها على الدوام, وسواء كانوا طغاة من عيار صدام حسين أم عادلين, إما في القصر أو في القبر. والاحتمال الثالث هو أندر من أن تجد حاكماً عادلاً هنا أو أن يوجد مسؤول يتنازل بكامل إرادته الحرة عن السلطة ويستمر في العيش في بلده كمواطن عادي!!!
لقد أثار الحكم بالإعدام على صدام حسين وبعض معاونيه في أصغر قضية يواجهها أمام المحكمة عاصفة من ردود الأفعال المختلفة وإن كان معظمها محبذاً. وإن كنت شخصياً أتقزز من مشاهد الموت مهما كان شكلها أو أسبابها, وأرفض الحكم بالإعدام من حيث المبدأ... فإن رفضي للحكم بالإعدام على صدام حسين ليس من هذا المنطلق, وإنما لقناعتي بأن رجلاً فعل ما فعله هذا الطاغية بشعب العراق جماعات وأفراداً, وبالشعوب المحيطة بالعراق. وما سببه من آلام وويلات لهم جميعاً سينقذه من العذاب والقهر الذي لا بد وأن يشعر به إن بقي في السجن ما بقي له من رصيد في هذه الحياة. لعله بذلك يحس بعضاً مما عاناه ضحاياه من بطشه وظلمه طوال عقود حكمه الجائر.

من منكم بلا خطيئة....
وإذا كان الآن قد أسدل الستار على فصل من فصول المأساة العراقية, فهل حال الشعوب في الدول العربية الأخرى أفضل؟
لقد قال السيد المسيح عبارته المشهورة (من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر) تجاه امرأة خاطئة أرادت أن تتوب. في حين كان الجمع يغطي كل منهم على خطاياه بمظاهر العفة والنزاهة والتدين المزيف. والمفارقة هنا مع حال الحكام العرب أن لا أحد منهم في وارد التوبة, وليس منهم من هو مستعد أصلاً للاعتراف بأنه قد ارتكب خطيئة ما. في حين أنهم جميعاً وبلا استثناء جاؤوا إلى الحكم إما بالوراثة غير المستحقة أو بقوة العسكر أو بانتخابات صورية نظموها بعد استيلائهم على الحكم وليس قبل ذلك. وهي لا تضفي أية قيمة على وجودهم غير الشرعي في الحكم. إضافة إلى ذلك فإن ممارساتهم في الحكم وإن اختلفت بالدرجة عما مارسه صدام وأعوانه, فإنها في النوعية حقيقة لا تختلف عنها بشيء. والنتائج ذاتها تبقى دائماً. ومعاناة الشعوب تبقى أيضاً ذاتها, متمثلة في فقدان الحرية والعدالة وتكافؤ الفرص. نكران تام لحقوق الأقليات القومية والدينية وممارسة القهر والاضطهاد ضد أبنائها. تشويه تام ومتعمد لأخلاقيات المجتمع المدني وفساد كبير مستشرٍ, علني ومكشوف من قمة الهرم وحتى أصغر موظف حكومي. ومع ذلك يظل التبجح بأقوى الشعارات وأبلغ ما تضمنته اللغة العربية من عبارات المديح والوصف والتبجيل للحاكم الأعلى, سيد الجميع وطناً ومواطنين. في حين أن المسؤولية تعني في المجتمعات المتحضرة خدمة للجميع وطناً ومواطنين.
العرف والقاعدة التي لا استثناءات لها في الدول العربية أن الوطن وما فيه ومن فيه هو مزرعة خاصة للحاكم وأزلامه. يأمر وينهي ويتصرف كما يشاء دون حسيب أو رقيب, لا من قانون ولا من مؤسسة ولا هيئات. فهو السيد المطلق الذي يجب أن يطاع في كل الأحوال والظروف ومع الجميع. ومن يعترض أو يتذمر فما أكثر المعتقلات التي أعدت خصيصاً لهذا الصنف من الناس من أصحاب الرأس اليابس الذي يجب أن يلين تحت سياط الجلادين.
فهل بين كل هؤلاء من الـ21 دولة عربية الباقية من يختلف عن صدام حسين سوى بدرجة ممارسته للقمع أو في الشكل الذي يمارس به قمعه؟
فمتى سنشهد بقية المحاكمات.......؟؟؟؟



#سعيد_لحدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الحرس الثوري يُهدد بتغيير -العقيدة النووية- في هذه الحالة.. ...
- شاهد كيف تحولت رحلة فلسطينيين لشمال غزة إلى كابوس
- -سرايا القدس- تعلن سيطرتها على مسيرة إسرائيلية من نوع -DGI M ...
- تقرير للمخابرات العسكرية السوفيتية يكشف عن إحباط تمرد للقومي ...
- حرب غزة: لماذا لم يطرأ أي تحسن على الأوضاع الإنسانية للغزيين ...
- كيف تُقرأ زيارة رئيس الوزراء العراقي لواشنطن؟
- الكرملين: الدعم الأمريكي لكييف لن يغير من وضع الجيش الأوكران ...
- مسؤول إيراني: منشآتنا النووية محمية بالكامل ومستعدون لمواجهة ...
- بريطانيا توسع قائمة عقوباتها على إيران بإضافة 13 بندا جديدا ...
- بوغدانوف يؤكد لسفيرة إسرائيل ضرورة أن يتحلى الجميع بضبط النف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد لحدو - الحكام العرب والمحاكم المؤجلة- صدام مثالاً