أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - محمد النعماني - اليمن!! الرئيس والمعارضة إلى أين ؟















المزيد.....

اليمن!! الرئيس والمعارضة إلى أين ؟


محمد النعماني
(Mohammed Al Nommany)


الحوار المتمدن-العدد: 1730 - 2006 / 11 / 10 - 11:48
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


لا أدري كما يقول الكاتب والسياسي المعروف عبدالفتاح الحكيمي في مقالته في موقع الشوري نت كيف يمكن تحقيق شعار (يمن جديد) في برنامج الرئيس علي عبد الله صالح وهو يدشن فترة حكمه الأخيرة بالهجوم التقليدي على أحزاب المعارضة على مدى سبعة أيام من شهر رمضان ثم أول أيام العيد.


لم تخرج لغة الهجوم عن التخوين والتآمر واتهام المخالفين بالانقلاب على ذمة منافستهم له في الانتخابات المعارضة ليست منزهة من الهجوم والشرشحة وحتى السلخ، ولكن أن يبدأ الرئيس بهذه المهمة وكأنها البديل عن برنامجه الانتخابي، فهنا وجه الاعتراض، وهذه العادة استغرقت الكثير من وقت الرجل على حساب أولويات الانشغال بحل قضايا الناس، فهو ليس الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي الحاكم، بل هو رئيس الشعب كله حتى أولئك الذين لم يمنحونه ثقتهم، وليست وظيفته التفرغ للهجوم على المعارضين أو الرد على طروحاتهم في ظل مرحلة انتقالية للحكم حساسة ودقيقة، تقتضي من زعيم البلاد والعباد الترفع والانشغال بمعركة تصحيح وإصلاح أجهزة الدولة ومؤسساتها الخربة، وليس معارك كلامية قد يفسرها البعض هروبا من التزاماته المعلنة في الانتخابات.


معركتنا جميعا في السلطة والمعارضة والمجتمع كله مع فساد إدارة الحكم وسماسرة السوق وتجار التهريب والتخريب، وفساد القيم والأخلاق والضمائر الميتة، وليست معركة شخصية بين الرئيس والمعارضة حين تعجز السلطة عن تقديم شيء نافع للناس تفتعل المعارك مع الخصوم، لكن انشغال المعارضة بالملاسنات مع الرئيس أو غيره لا يختلف في دلالته عن عجز الطرف الآخر في أداء وظيفته وإصلاح الذات قبل إدعاء إصلاح الآخرين.


لا يتطرق الرئيس لقضايا الناس أو يتفاعل معها إلا نادرا كما فعل مؤخرا مع تضخم الأسعار في السوق فالمعارضة تشغله بمناسبة وبدونها،وأغلب ما يناقشه في خطاباته من مشكلات الناس أقرب إلى الإثارة الإعلامية في التلفاز والصحافة وليس من باب وضع الحلول والمعالجات لها.


لا نشك أن الرئيس صالح صاحب نوايا طيبة لكن بعض شياطين الانس من حوله نفخوا في قلبه على الآخرين حتى في شهر رمضان المبارك الذي ظهر فيه وكأن حملته الانتخابية لم تنته بعد، رغم قبول المعارضين بفوزه، والأسوأ هو نشر قصيدة مبتذلة في صحيفة الجيش 26سبتمبر ضد الشيخ حميد الأحمر تدل على نفسية مهزومة للسلطة.


وكشف الاستاذ عبدالفتاح الحكيمي الي ان الرئيس خلال السبع السنوات القادمة لا يمكن أن يكون ذلك الشخص الجديد الذي نريده في خطابه وتفكير وهو ملفوف بعقول قديمة أو قلوب مريضة، وظيفتها إلهاء الرئيس عن دوره ومهامه لتضمن مصالحها وبقائها إلى جانب الرئيس بالقيل والقال وتحريضه حتى على موظفين عاديين ناهيكم عن المعارضة وأحزابها وإلا ما الذي يدفع برجل صاحب مكانة كبيرة وتاريخ أن يظهر أمام الناس بعد فوزه في الانتخابات بخطاب شبه مهزوم يرتبط بالماضي وليس بالمستقبل الجديد الذي يرفع شعاره فقط.


خطورة المرحلة


وظيفة السلطة وواجباتها تجاه الشعب في المرحلة القادمة خطيرة تستحق التضامن معها حين تشعرنا بجديتها وحزمها لا ما نراه ونسمعه الآن، أما أحزاب المعارضة فهي بحكم وضعها خارج السلطة والإدارة تبقى متخففة من أي مسؤولية أو تبعات مباشرة على الوضع الاقتصادي والإداري والسياسي في البلاد أما عندما تكون هذه المعارضة أيضا مجرد صدى أو رجع للسلطة وخطابها المأزوم فهي لا تستطيع إصلاح نفسها علاوة على إصلاح غيرها.


نسبة الأصوات الكثيرة التي حصل عليها مرشح أحزاب اللقاء المشترك للرئاسة فيصل بن شملان تفترض على المعارضة مراكمة النجاح وتوسيع دائرة استقطاب الناس باتجاهين الأول: نقد أداء السلطة ومؤسساتها وأسلوب إدارة الحزب الحاكم وحشد المعطيات والأرقام لفضح فساد السياسات كما فعلت مع (مليارات الجامع الكبير) وليس التفرغ للمهاترات مع الرئيس الذي نجح نسبيا في تشتيت خطابها على حساب تفرغه لوظيفته ومهامه الأساسية.


الاتجاه الثاني: اعتماد برنامج دعائي مكثف يبلور برنامج المعارضة للإصلاح السياسي والوطني وهو البرنامج الذي لم يتعرف الناس على مضمونه ولم يمنح أكثر من مليون و800ألف مواطن أصواتهم لفيصل بن شملان على أساس هذا البرنامج بل لقناعات أخرى مختلفة، أهمها الرغبة في التغيير وشخصية المرشح المنافس.


يمكن للرئيس علي عبد الله صالح أيضا تأسيس أدائه ونشاطه العملي القادم للحكم على التقاط نفسها التي بسببها انتزع منه منافسه خلال شهر ونصف فقط من الدعاية الانتخابية كل تلك الأصوات التي أثرت على النسبة المئوية التي توقعها صالح لنفسه بعد 28 عاما في السلطة، فلم تتجاوز نسبته 63% فقط بدلا من 88%.


هنا تقفز رغبة التغيير العارمة باعتبارها رسالة الناخبين الأبرز الموجهة للرئيس، أما أن يفهم هو التغيير على أنه مجرد بناء مدرسة هنا أو إقامة مشروع كهرباء في قرية مثلما قال عن ذلك في رده على حملة بن شملان فإنه لن يضيف إلى شعبيته الحالية أو يحافظ عليها.


وقد ترجع أبرز دوافع هجوم الرئيس على المعارضة طوال شهر رمضان إلى اثبات قدرتها على تقليل نسبته شعبيته، ومن البديهي أن يركز معركة سنواته الأخيرة في السلطة على استعادة شعبيته وتقوية مركزه الشخصي داخل البلاد وخارجها باتباع سياسة ونهج تغيير جوهري في أسلوب الإدارة والحكم تعيد الاعتبار لحقوق المواطنة المتساوية وليس على أساس القاعدة السارية حاليا لتقسيم المواطنين إلى جماعة (معنا) وأخرى (ضدنا)، يتبع ذلك جدول زمني خلال عامين لنقل السلطة وأدوات حمايتها الأمنية من مؤسسة الفرد إلى مؤسسة المجتمع والوطن.


شعبية مهددة


رأينا كيف تأثرت شعبية الرئيس سريعا حتى داخل حزبه وبين أنصاره بعد مرور أسبوع واحد فقط على الانتخابات الأخيرة عندما قرر تجار المواد الغذائية واللحوم والأسماك رفع أسعارها لاستعادة ما أنفقوه على حملة الرئيس الانتخابية فحصدوا أضعافها وضربوا بذلك الاثنين معا المواطن المقهور والرئيس الذي لم يكمل احتفاله بالفوز!


أحزاب المعارضة تواجه في العامين القادمين تحدي البقاء في البرلمان من خلال انتخابات 2009م واحراز مقاعد نيابية تؤهلها لتقديم مرشح رئاسي منافس لانتخابات 2013م التي سوف يغادر خلالها صالح الحكم معززا إن شاء الله.


والواضح أن السلطة وحزبها بعد النتائج الصعبة لانتخابات الرئاسة الماضية قد يجهضون حصول أحزاب المعارضة على أكثر من 22 مقعدا تعزز مرة أخرى فرصتها ليس لتزكية مرشح رئاسي عنها بل وتوقع فوزهم أيضا مع تضاؤل وجود مرشح قوي ومقبول داخل الحزب الحاكم بحجم ومكانة علي عبدالله صالح الذي لم يسمح بظهور شخصيات مؤثرة أو قوية طامحة داخل المؤتمر حزب الشخص الواحد.


من الصعب أيضا على الرئيس ضمان قبول ترشيح ابنه (أحمد) من قبل حزبه عدا أن العامل الأهم يتعلق بشعبية الرجل في السنوات القادمة ومدى قدرته (الرئيس) على تفادي انهيارها مع تقلبات الأوضاع الاقتصادية والداخلية، فشعبية الابن (إن وجدت) من شعبية الأب وليس له تجربة أو كفاءة أو تاريخ تقذف به لقيادة بلد بكامله مثل اليمن ولو بخوض منافسة انتخابية نتائجها غير مضمونة وقد خبرها أبوه من قبله في 20 سبتمبر الماضي بكل تاريخه وسلطته وإمكانيات الدولة تجربة تدفع أحمد علي أو غيره إما إلى التردد أو الانقلاب على نهج الانتخابات.


تبقى أجندة الرئيس علي عبد الله صلاح القادمة مفخخة بالملفات والتراكمات التي تبحث عن حلول قبل مغادرته السلطة في أكتوبر 2013م وتقتضي تفرغ الرجل بالكامل بدلا من تشتته بين الرئاسة وقيادة المؤتمر والجيش وملف الارهاب.


الملف الأول: إزالة الآثار السياسية الخطيرة لفترة حكمه السابق طيلة 28 عاما وضمنها ما يطلق عليها شخصيا (إصلاح الاختلالات التي رافقت الوحدة) وهو الالتزام الذي أعلنه الرئيس أثناء حضور السيد عبد الرحمن الجفري مهرجان الرئيس الانتخابي في عدن أواخر سبتمبر الماضي.


الملف الثاني: تنفيذ ما يسمى مجازا بـ (البرنامج الانتخابي) الذي كان من المقرر بدء تنفيذ الفقرة الأولى منه في أكتوبر 2006م بزيادة أجور ومرتبات العاملين والعسكريين بأثر رجعي من يناير 2006م بحسب استراتيجية الأجور والمرتبات، فلا الرئيس التزم ولا وزارة الخدمة المدنية أوفت التزامها المرحلة من العام الماضي.


الملف الثالث: تصحيح وتجديد الخطاب السياسي والإعلامي للرئيس بحيث يظهر فعلا بعقلية جديدة تتعاطى مع الحاضر والمستقبل وتترفع عن الأقاويل وافتعال معارك وهمية على حساب قضايا أساسية، وقد يتطلب ذلك منه بعض التضحية وإعادة تقييم أداء المحيطين به والمستشارين ليس بغرض التخلص منهم أو استبدالهم ولكن لإعادة تأهيلهم، والمهم أن يعرف الرئيس صالح ماذا يريد هو وماذا يريد منه الشعب.


ليست أحزاب المعارضة أفضل حالا من السلطة بالنظر إلى أنها تعتبر نفسها البديل الجاهز لتولي الحكم، لكن مشكلتها الأساسية هي اسقاط اخفاقاتها على السلطة دون أن تقدم للناس أداء أفضل، ولتبدأ هي بتقييم تجربتها وأوضاعها الداخلية حتى لا يبدو افراطها في تناول السلطة مجرد هروب من الذات واصلاحها.






#محمد_النعماني (هاشتاغ)       Mohammed__Al_Nommany#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حليف جديد لكاسترو وتشافيز وللاشتراكين في اليمن والعرب ... أو ...
- جين نوفاك في اليمن !! تغطية الفشل بالأزمات واستهداف الديمقرا ...
- عودة نفوذ روسيا في الشرق الأوسط؟
- قرغيزي !!!موسم -الثورات لون الثورة احمر
- ملامح جديدة في العلاقات الروسيه المصريه
- انا مع الرئيس ..واعدروني ؟
- ريشارد بولان !!وعولمة تجارة الجنس والدعارة
- االيمن والتحديات القادمه
- الاسلام والعولمه والتحديات القادمه
- الاسلام والعولمه نظرة تاريخيه
- اليمن؟؟ من اطفال شوارع الي حكام وحكم شوارع ؟؟
- خصخصة الفضاء
- انقلاب فاشل في اليمن
- العالم العربي رشاوي وفقر ودعار وفساد
- ولا يستبعد أن يفعلوا هذا بمساعدة الروس مصر دوله نووية
- مشروع منتدى الحوار العربي الأمريكي - تصور أولي
- مصرع بوليتكوفسكاياالصحفية الروسية المعروفة الاسبوع الماضي يع ...
- تفاصيل العلاقة بين الجماعات الإرهابية وبعض أطراف في السلطة ا ...
- اليمن !!مابعد الانتخابات الرئاسيه سنياريوهات قادم
- التقرير الأولي للمرصد حول الانتخابات الرئاسية والمحلية 2006م


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - محمد النعماني - اليمن!! الرئيس والمعارضة إلى أين ؟