أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد أبو مطر - توقفوا عن الاستنجاد بالعرب والمسلمين















المزيد.....

توقفوا عن الاستنجاد بالعرب والمسلمين


أحمد أبو مطر

الحوار المتمدن-العدد: 1727 - 2006 / 11 / 7 - 10:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الجرائم الإسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة منذ عدة أيام، لا يمكن تبريرها بأي منطق أو ذريعة سواء كانت الجندي الإسرائيلي الأسير أو إطلاق تلك الصواريخ البدائية التي نادرا ما توقع أي نوع من الخسائر، ففي أكثر الحروب وحشية يسود نوع من المنطق، إلا الحروب التي تشنها دولة إسرائيل و قد كان السيد حسن نصر الله صادقا و جريئا في تعليقه على الحرب التي شنتها إسرائيل ضد لبنان على مدى ثلاثة وثلاثين يوما، عندما قال ما معناه ( لو كنت أعرف أن الرد الإسرائيلي سيكون بهذا الحجم لما أقدمنا على خطف الجنديين الإسرائيليين)! وهذا الحجم الوحشي من الرد خاصة ما جرى في بيت حانون يدلل على أن دولة إسرائيل لا تريد سلاما مهما كان نوعه و مواصفاته ، والشرط الذي تضعه على حكومة حماس للاعتراف بها أولا، لن يعقبه في حالة حصوله سلام أو قيام للدولة الفلسطينية، لأن الاعتراف حاصل قبل اتفاقية أوسلو بثماني سنوات منذ أن أعلن ياسر عرفات في دورة المجلس الوطني في الجزائر عام 1988 قيام دولة فلسطين ضمن حدود عام 1967 ، بما يعني صراحة الاعتراف بدولة إسرائيل خارج تلك الحدود، ثم جاء توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993 وتم الاعتراف علنا ورسميا بدولة إسرائيل، ولم يكن آنذاك لحركة حماس أي تأثير في القرار السياسي الفلسطيني، ورغم كل التنازلات الفلسطينية بما فيها تقاسم الحرم الإبراهيمي في الخليل، تم ابتكار مقولة ( عدم وجود شريك فلسطيني في عملية السلام)، وفرض الحصار على ياسر عرفات في المقاطعة في رام الله إلى أن خرج منها إلى المستشفى فالقبر!.فمن لم يتقدم في عملية السلام مع ياسر عرفات ومحمود عباس لن يتقدم بها مع حكومة حماس حتى لو وقعت الاعتراف بإسرائيل باللغتين العربية والعبرية.

لماذا هذا الرفض والتعنت؟

لأنه في حالة قيام دولة فلسطينية على أية مساحة من فلسطين وتم الاعتراف باستقلالها وسيادتها، فسيكون من حقها أن تسمح لأي مواطن فلسطيني في المنافي أن يعود للسكن فيها، وإذا تحقق ذلك ولو خلال خمسين عاما قادمة، فسيكون في تلك الدولة الفلسطينية كثافة سكانية مضافا لها عندئذ ما لا يقل عن ثلاثة ملايين ممن نسميهم عرب إسرائيل، مقارنة بتزايد النقص في الولادات الإسرائيلية ، مما يعني الخطر المحدق بدولة إسرائيل رغم السلام القائم وهو الخطر الذي أطلق عليه باحثون إسرائيليون ( القنبلة المنوية ).لذلك فلا يمكن إغفال أن تهجير الفلسطينيين من القطاع والضفة ليس بعيدا عن هدف هذه الحملات الإجرامية الإسرائيلية، وهذا الخطر هو ما أشار إليه أحمد صبح وكيل وزارة الشؤون الخارجية الفلسطينية قبل أيام قليلة محذرا ( من تنامي ظاهرة الهجرة في صفوف الفلسطينيين خاصة من ذوي الكفاءات نتيجة الأوضاع الاقتصادية والسياسية المتدهورة ) ونبه إلى ( أن معدلات الهجرة من الأراضي الفلسطينية شهدت خلال العام الجاري ارتفاعا متزايدا لا سيما في صفوف أصحاب الكفاءات العلمية والعملية من مختلف المجالات )، وذلك كما هو ملاحظ بسبب هذا العنف الإسرائيلي الذي ترافق مع توقف صرف الرواتب منذ سبعة شهور، وهناك إحصائيات تشير إلى هجرة خمسة عشر ألف فلسطيني في الشهور السبعة الماضية، وأن عدد طلبات الهجرة والحصول على تأشيرة دخول ( فيزا ) المقدمة الآن لسفارات دول الوحدة الأوربية يبلغ حوالي خمسة وأربعين ألف طلب، وهناك تقارير تحذر من السياسة الإسرائيلية القادمة خاصة بعد دخول ( افيغدور ليبرمان ) رئيس حزب ( بيتنا ) اليميني المتطرف الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة أولمرت، والمعروف أن هذا الحزب ينادي بإبعاد العرب الذين يشكلون نسبة عشرين بالمئة من المجتمع الإسرائيلي. وبالتالي فليس بعيدا استمرار هذه الهجمات الوحشية الإسرائيلية لمزيد من تنغيص حياة الفلسطينيين من خلال القتل والتشريد والهدم والتجويع، لتحقيق مزيد من الهجرة الفلسطينية في ضوء تنامي مقولة الوطن البديل في الأردن وأن دولة الفلسطينيين قائمة فعلا شرق النهر، وتراهن بعض القيادات الإسرائيلية علنا أنه ضمن مخططات ما، يمكن تهجير ما لا يقل عن نصف مليون فلسطيني من الضفة الغربية إلى الأردن، وينبغي دراسة دقيقة لعودة مسألة ( فك الارتباط الأردني مع الضفة الغربية ) إلى الواجهة في الشهور القليلة الماضية، ذلك فك الارتباط الذي أعلنه الأردن عام 1988 استجابة لطلبات عربية وفلسطينية على اعتبار أنه تعزيز للكيانية الفلسطينية التي تسعى لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة. وضمن موضوع الهجرة والتهجير الفلسطيني لا بد من التركيز على هجرة المسيحيين الفلسطينيين تحديدا، فالمسيحيون الفلسطينيون الذين كانوا يشكلون عام 1948 نسبة عشرين بالمئة من مجموع الشعب الفلسطيني، لا تتجاوز هذه النسبة اليوم اثنين بالمئة من مجموع سكان فلسطين التاريخية أي القطاع والضفة وإسرائيل.

ماذا يستطيع المسلمون والعرب؟

كثرت التساؤلات الفلسطينية في الأسابيع الماضية خاصة على لسان نساء بيت حانون الشجاعات الجريئات: أين العرب والمسلمون مما نتعرض له ونعانيه؟. وهذا السؤال يجب على الفلسطينيين حسم جوابه بشكل نهائي وهو: كل ما يستطيعه العرب والمسلمون هو بيانات الإدانة والاستنكار فقط. فلنقلها بصراحة: ماذا تستطيع ماليزيا أو إندونيسيا أكبر دولتين إسلاميتين تقديمه؟ هل يتوقع أحد أن يرسلوا جيوشا لمساعدة الفلسطينيين إذا كانوا غير قادرين على إيصال مليون دولار؟. وماذا يستطيع العرب تقديمه؟ فلنقلها أيضا بصراحة: الدول العربية ذات العلاقة الدبلوماسية مع إسرائيل ضمن موازين القوى الحالية لا تستطيع حتى سحب السفراء أو قطع العلاقات!. والدول الحدودية التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل وهي سورية ولبنان أيضا لا تستطيع تقديم أي دعم، فلبنان الرسمي معروفة قدراته ويكفيه ما هو فيه ألآن من مشاكل وتوترات بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة، وسورية التي لم تطلق رصاصة ضد إسرائيل طوال ثلاثة وثلاثين يوما من الحرب ضد لبنان، لن تطلق رصاصة دعما للقطاع والضفة. ومن تبقى؟ دول المغرب العربي: تونس والجزائر والمغرب وليبيا! ماذا تستطيع أن تقدم غير دعم البيانات والكلمات؟.

إذن فليتوقف الفلسطينيون عن السؤال: أين العرب والمسلمون؟ فهاهم كما شرحنا بصراحة، ومن لديه نقيض لذلك فلينورنا!. وماذا بعد؟. لا حل سوى وقف الفلسطينيين لخلافاتهم خاصة بين حماس و فتح ( السلطة والحكومة ) التي تصبح أكثر من مخجلة في ظل هذا التصعيد الإجرامي الإسرائيلي، ويتفقوا على حل ما...على إنقاذ ما ، هم أدرى به وبتفاصيله وهم الذين يرون المصائب والجرائم التي تلحق بشعبهم، فقد أصبح كلاما مملا ويدفع للتقيؤ الحديث طوال ثمانية شهور عن حكومة وحدة وطنية أم ائتلافية أم تكنوقراطية، ونسبة كل من حماس و فتح في أي منها، وفلتان أمني وقتل متبادل واغتيالات علنية، ويتقاتلون وكأن أية حكومة يتفقون عليها ستقود فورا للدولة الفلسطينية المستقلة!!. أفيقوا فالخطر القادم أعظم!.



#أحمد_أبو_مطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهمية و ضرورة استمرار هزيمة طالبان
- السيد ضياء الموسوي: وقاتلوهم بالحب!
- حسابات النصر والهزيمة في حرب حزب الله الأخيرة
- اسماعيل هنية: لمصلحة من استعداء الشعب الكردي؟
- الحل هو تخلي حماس عن تشكيل الحكومة
- النظام السوري والموقف من الجولان المحتل
- جيش الهدى في غزة: هل تختلفون عن الاحتلال؟
- لماذا أحداث 11 سبتمبر إرهاب صريح؟
- أفيقوا: ما قيمة العلم بدون وطن؟
- من المسؤول: نحن أم الاحتلال؟
- ترتيب البيت الفلسطيني. مسؤولية من..وكيف؟
- النظام السوري: استمرارية تعتمد على الخلافات والتعديات
- ماذا يريد النظام السوري من لبنان والعرب؟
- هل يمكن الإطمئنان لدور إيران في المنطقة؟
- مواقف أردنية تستحق القراءة والتركيز
- نتائج مستقبلية للجرائم الإسرائيلية
- هل فعلا نحن أمة عربية واحدة؟ 2
- هل يساوي ثلاثة جنود إسرائيليين هذا الموت والدمار؟
- دمشق و طهران: كذب وخداع و قمع
- ( هل فعلا نحن أمة عربية واحدة؟ ( 1


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد أبو مطر - توقفوا عن الاستنجاد بالعرب والمسلمين