أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نهرو عبد الصبور طنطاوي - أخطاء وخطايا الكتابة في الدين - الجزء الثاني















المزيد.....



أخطاء وخطايا الكتابة في الدين - الجزء الثاني


نهرو عبد الصبور طنطاوي

الحوار المتمدن-العدد: 1726 - 2006 / 11 / 6 - 10:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


# التناقضات التي عثر عليها الأستاذ صلاح في القرآن:
لقد ذكر الأستاذ صلاح الدين أن القرآن به تناقضات كثيرة وقد قام بذكر بعض ما يراها هو تناقضات أو هكذا بدت له، وقد قمت بتلخيصها في نقاط على النحو التالي:
1- تناقض القرآن في حرمة تعدد الزوجات وإباحة تعدد الزوجات.
2- تناقض القرآن حول محمد فهو غير محترم في القرآن، وفي نفس الوقت له منزلة عظيمة للغاية.
3- تناقض القرآن حول المسيح حيث لا يوجد فرق بينه وبين الله، وفي نفس الوقت المسيح مجرد عبد من عباد الله .
4- تناقض القرآن في هل المسيح صلب وتوفي، أم لم يصلب ولم يتوفى.
5- تناقض القرآن حول محمد في أنه على خلق عظيم، وفي نفس الوقت يعبس في وجوه الناس.
6- تناقض القرآن في أنه يحرم جماع المرأة في غير القبل، وفي نفس الوقت يبيح جماع المرأة في أي مكان في جسدها.
هذه هي بعض التناقضات التي عثر عليها الأستاذ صلاح في القرآن كما يعتقد, والآن نناقش هذه التناقض كما رآها الأستاذ صلاح وهل هي تناقضات فعلا أم سوء فهم؟ وهنا لا نطالب أحدا بأن يعترف بالقرآن كدين أو يؤمن به ولكن كل ما نطالب به هو قراءة النص قراءة موضوعية محايدة، وبعد ذلك لكل شخص الحق في أن يقبل موضوعات القرآن كما هي دون تحريف أو يرفضها.
وسوف نناقش الأمر من ذات النصوص نفسها ولن نستشهد بشيء غير النص القرآني نفسه ومدلوله وسياقه وذلك على النحو التالي:

1- تناقض القرآن في حرمة تعدد الزوجات وإباحة تعدد الزوجات.

قال الأستاذ صلاح في مقاله: (والذي يبحث عن آية من القرآن تحرم الزواج بأكثر من زوجة واحدة سوف يجد .. نعم سوف يجد .. " ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم ، فلا تميلوا كل الميل " – سورة النساء 129 – أي أن العدل بينهن مستحيل ، وبالتالي لا يجوز الزواج بأكثر من واحدة لتجنب الظلم ..والذي يريد آية من القرآن تجيز الزواج بأربع نساء + ما ملكت يمنيه - أي الجواري - ..! سوف يجد .. نعم سوف يجد بأكثر من آية .. سورة النساء 3 ، وغيرها // ولكن هل يحسم ويحزم القرآن حكما من أي الحكمين ؟ أبدا لا حسم فيه ولا حزم) انتهى.
إذن الأستاذ صلاح يرى أن الآية التالية أنها تحرم التعدد بين الزوجات لتجنب الظلم: (وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا) النساء – 129.

ويرى في الآية التالية أنها تبيح تعدد الزوجات: (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ) النساء – 3.
أما عن الآية التي تبيح فهي واضحة فعلا في إباحة تعدد الزوجات ولا إشكال فيها، إنما الإشكال يكمن في الآية الأخرى والتي يزعم الأستاذ صلاح أنها تحرم تعدد الزوجات فهل هي فعلا تحرم تعدد الزوجات ؟؟.

إن من يقرأ الآية ويتأمل المضمون الحرفي للنص يجد الآية لا تتعلق من قريب ولا من بعيد بحرمة تعدد الزوجات، فالآية تنص على أنه لن يستطيع من تزوج بأكثر من امرأة أن يقيم العدل المطلق بين زوجاته، ولا بد أن يكون هناك ميل لواحدة دون الأخرى، إلا أن الآية فرقت بين شيئين هامين لا يلتفت إليه أكثر من يقرأها ألا وهو قوله تعالى (فلا تميلوا كل الميل) ففرقت الآية بين بعض الميل وكل الميل، والميل كما جاء في اللسان العربي:هو انحراف في الشيء إلى جانب منه، ويتبين أيضا من ختام الآية أن الله قد غفر وعفا عن بعض الميل، لكنه نهى وحرم كل الميل لواحدة دون الأخرى، إذن فالنهي والتحريم في الآية يتعلق بكل الميل لواحدة وترك الأخرى معلقة، إذن لا علاقة لهذا النهي بحرمة تعدد الزوجات إطلاقا.
وهنا قد يتساءل البعض قائلين أليس العفو عن بعض الميل هو إباحة لبعض الظلم بل والعفو عنه والمغفرة لفاعله كما جاء في ختام الآية؟، الإجابة بالطبع نعم لو أن الله سمح في بعض الميل الذي يبطل حقا أو يحق باطلا فهو حرام وظلم، ولا يجوز العفو عنه أو غفرانه إلا بالتوبة والإصلاح؟ وهنا نسأل هل الميل الذي سمح الله به وعفا عنه هو ميل يبطل حقا أو يحق باطلا؟؟
الجواب كلا، لأن بعض الميل المعفو عنه ليس الميل الذي يبطل حقا أو يحق باطلا، وليس الميل الذي يوقع صاحبه في الظلم، إذن ما هو الميل الذي عفا الله عنه؟؟، الجواب: هو ميل كميل الأب لأحد أبنائه دون الآخرين أو كميل الابن لأمه دون أبيه أو ميله لأبيه دون أمه أو كميل الصديق لصديقه دون باقي الأصدقاء، أو كميل الأستاذ لأحد تلاميذه دون الآخرين.

إذن فعملية الميل القلبي والنفسي لشخص دون الآخر هي عملية لا يمكن لأي إنسان أن يضبطها أو يتحكم فيها لأنها لا تتعلق بالشخص الذي صدر منه الميل إطلاقا، إنما تتعلق بطباع وخصال ومميزات الشخص الذي حدث إليه الميل، ولنضرب مثالا للتقريب فنقول: قد تكون الأم أكثر حنانا ورحمة وتوددا من الأب فمن الطبيعي والفطري والغريزي أن يميل الابن إلى أمه لما فيها من صفات طيبة أحدثت هذا الميل لدى الابن ، إذن فميل كل من الابن والأب والزوج والصديق والأستاذ ليس فعلا مستقلا نشأ منهم دون سبب بل وجد فعل الميل نتيجة تأثر الشخص الذي صدر منه الميل بصفات وسلوكيات الشخص الذي وقع عليه الميل.

ولكن وجود هذا الميل النفسي والفطري لا يبيح للزوج إطلاقا أن يقصر في واجباته الحياتية تجاه الزوجة الأخرى، وإلا وقع في الظلم المحرم والمنهي عنه، بدليل أن الله أمرا صراحة بالالتزام بزوجة واحدة عند خوف الزوج عدم الالتزام العدل بين الزوجات حين قال: (فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة) إذن نتبين من المنطوق الحرفي للنصوص أن من يستطع القيام بالعدل في الأمور الحياتية من مأكل ومشرب وغيره من الحقوق والواجبات فليعدد، وهو ليس بمستحيل، مع وجود الميل النفسي والفطري لواحدة دون الأخرى، وذلك لعدم ضبط الإنسان لهذا الميل النفسي الفطري، أم عن الواجبات والحقوق الحياتية والمعيشية فيستطيع أي إنسان مقتدر معتدل أن يعدل فيها، وإلا فلا.
وقد يتساءل آخر ويقول: ولكن منطوق النص لم يشر إلى الميل الفطري والنفسي الذي تحدثت عنه؟؟، الجواب: كلا، بل أشار منطوق النص بوضوح إلى ذلك، وإلا فما معنى قوله تعالى: (فتذروها كالمعلقة)، فالزوجة لا يمكن وصفها بالمعلقة بمجرد وجود الميل النفسي والفطري فقط لدى الزوج تجاه زوجته الأخرى، لأن هذا الميل غير مترجم لأفعال، بل هو فقط مجرد ميل نفسي، وبالتالي فهو غير مؤاخذ عليه، أما الميل الذي يترجم لأفعال يتم من خلالها تعليق الحقوق الشرعية الواجبة للزوجة أو بعضها، فعندها تصبح الزوجة معلقة مهما صغر هذا الحق أو قل، وبالتالي يوقع صاحبه في الظلم المنهي عنه بقوله تعالى: (فلا تميلوا كل الميل) وكل الميل لا يتحقق إلا بتعليق حق من حقوق الزوجة الواجبة على الزوج.
فأين التناقض في النصوص وأين تحريم تعدد الزوجات؟؟؟!!!

2- تناقض القرآن حول محمد فهو غير محترم في القرآن، وفي نفس الوقت له منزلة عظيمة للغاية.

قال الأستاذ صلاح في محكم مقاله: (ومن يريد استخراج دليل من القرآن علي أن محمدا ليست له قيمة محترمة ولا كرامة عند الله .. فسوف يجد آية تؤكد ذلك .. حيث شفاعته مرفوضة واستغفاره مردود عند الله كما تقول الآية:"استغفر لهم أو لا تستغفر لهم ، ان تستغفر لهم سبعين مرة لن يغفر الله لهم"!– التوبة 80 ومن يريد آية تقول بأن محمدا له منزلة هي جد عظيمة للغاية عند الله ! فسوف يجد .. " ان الله وملائكته يصلون علي النبي..."! سورة الأحزاب 56).انتهى.

نقول هذه الآية وردت في نهاية سياق مكون من 7 آيات بداية من الآية 74 حتى نهاية الآية 80 من سورة التوبة ، حيث يبدأ السياق بالحديث عن سلوكيات المنافقين الشريرة تجاه المسلمين وتمثلت هذه السلوكيات في كذبهم وقولهم الكفر وهمهم بأخذ ما ليس من حقهم ، ونقمتهم على الرسول والذين معه بعد أن أغناهم الله من فضله. ومنهم من عاهد الله لئن أتاه الله من فضله فسيتصدق على الفقراء والمساكين، ولما آتاهم الله من فضله بخلوا به وأعرضوا عن الصدقة ونقضوا عهدهم مع الله، ولم ينتهي الأمر عند ذلك بل كانوا يلمزون الذين يتصدقون بأموالهم أي يعيبون عليهم ذلك ويسخرون منهم، ورغم كل هذه السلوكيات السيئة كان رسول الله (ص) يستغفر لهم إشفاقاً منه ورحمة وخوفاً عليهم من عذاب اله ، إلا أن الله أخبر رسوله بأن هؤلاء القوم لا يستحقون المغفرة وهم مازالوا على سلوكياتهم الشريرة فقال مخاطباً رسوله: (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ).
وهذا هو السياق الكامل للآيات من الآية 74 إلى الآية 80:
(يَحْلِفُونَ بِاللّهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ وَمَا نَقَمُواْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ خَيْرًا لَّهُمْ وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الأَرْضِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ* وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ * فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ * أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللّهَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ * الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)
وهنا نتساءل هل كل ما يدعو الرسول ربه من أجله لابد وأن يستجيب الله له وإن لم يستجب يكون الرسول ليست له قيمة حسب رأي الأستاذ صلاح؟؟؟!!!.
وهل رحمة الرسول بهؤلاء وإشفاقه عليهم وإخبار الله لرسوله بأنهم لا يستحقون المغفرة يدل على أن الرسول ليست له كرامة عند الله وليست له قيمة؟؟!!!.

3- تناقض القرآن حول المسيح حيث لا يوجد فرق بينه وبين الله، وفي نفس الوقت المسيح مجرد عبد من عباد الله.
قال الأستاذ صلاح في محكم مقاله: (ومن يريد آية تقول بأن المسيح لا يوجد فرق كبير بينه وبين الله .. وانه يفعل من الافعال الألوهية ما لم يقدر عليه نبي علي الاطلاق بل الله وحده – هو من روح الله وكلمة منه ويخلق ويشفي ويحيي ، وينبيء الناس بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم ! .. فسوف يجد ذلك بالقرآن ! .. – سورة آل عمران من آية 45 : 50 ومن يريد أن يقول له القرآن بأن المسيح هذا : مجرد عبد من عباد الله ومجرد نبي ككل الأنبياء " ... فسوف يجد آية بنفس القرآن تقول ذلك : " اني عبد الله ..أتاني الكتاب وجعلني نبيا " ! - سورة مريم 30......ومن يريد أن يثبت من القرآن عدم موت المسيح ومن يريد اثبات موته أيضا ..! كلاهما سوف يجد ذلك بالقرآن ! أية تقول " وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم " - سورة النساء 157 .. ، وآية تقول " فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم " – المائدة 5-117 ، " واذ قال الله يا عيسي بن مريم اني متوفيك ورافعك الي .." – آل عمران 3-55 ...
كله موجود .. ! كله بالقرآن .. انصلب ما انصلبش : سوبر ماركت ..كله موجود ..جميع طلبات الزبائن !). انتهى.
نقول للأستاذ صلاح بداية يمكنك مراجعة طبيعة المسيح هل هو الله أم لا وذلك في ردنا على الأستاذ أسعد أسعد على هذا الرابط:
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=77512

أما بخصوص الأفعال التي كان يقوم بها المسيح والتي لا يقدر عليها إلا الله وحده فهل ذكر القرآن أن المسيح كان يقوم بهذه الأفعال من عند نفسه أم بإذن الله؟؟!!
ثم من قال لك أن هذه الأفعال لم يقم بها سوى المسيح فقط؟؟، وأين معجزات موسى وإبراهيم الذي ألقي في النار فكانت عليه برداً وسلاماً؟؟، وأين معجزات سليمان حيث علمه الله منطق الطير وسخر له الريح؟؟، وأين معجزات داوود الذي ألان الله له الحديد وسخر له الجن؟؟، وأين معجزات هود وصالح وغيرهم من الأنبياء الذين أجرى الله على أيديهم معجزات لا يقدر عليها إلا الله، وإن كنت تقصد أنه يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيراً، فماذا عن إبراهيم الذي سأل ربه عن كيفية إحياء الموتى فأمره الله أن يأخذ أربعة من الطير ثم يذبحهن ويقطعهن ثم يجعل على كل جبل منهن جزءاً ثم أمره أن يدعهن فجاءته الطيور تسعى إليه، فهل أصبح إبراهيم إلهاً؟؟.
قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) البقرة- 260.
ثم ماذا عن قتيل بني إسرائيل الذي ضربوه ببعض البقرة التي ذبحوها ثم أحياه الله ليريهم آياته ، فهل كان بنو إسرائيل آلهة؟؟؟.
قال تعالى: (فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) البقرة – 73.

# المسيح صلب وتوفى ، المسيح لم يصلب ولم يتوفى:
يقول الأستاذ صلاح أن القرآن لم يحسم مسألة صلب المسيح ووفاته ، هل صلب وتوفى أم لم يصلب ولم يتوفى؟؟.
نجيب الأستاذ صلاح على هذا التساؤل فنقول: إن القرآن حسم بصورة قاطعة مسألة صلب المسيح ومسألة وفاته ، قال تعالى في سورة النساء: (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا * بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا). النساء- 157/158.
فقد تحدث القرآن عن كذب اليهود بأنهم قتلوا المسيح عيسى بن مريم وافترائهم على مريم ورميهم إياها بالزنا زورا وبهتانا، فقد نفى الله نفيا قاطعاً أن تكون مريم زانية، أو أن يكون المسيح قد مات مصلوبا مقتولاً وإليك المفهوم الحرفي للنص القرآني حول موضوع صلب المسيح.
بداية نقول إن كل ما قيل عن أن الله قد ألقى شبه المسيح على يهوذا الاسخريوطي وأن يهوذا هو الذي تم صلبه وقتله بدلا من المسيح فكلها أكاذيب وخرافات وأباطيل لم يدل عليها دليل قرآني واحد، بل فيها مخالفة ومناقصة صريحة لحرفية النص القرآني.

إن القرآن قد نص صراحة على أن جسد المسيح علق على الصليب ولكن هل علق المسيح على الصليب وهو حي أم وهو ميت؟؟، فهناك فرق شاسع بين الأمرين ، فلو كان المسيح حياً أثناء تعليقه على الصليب لصدق اليهود في ادعائهم أنهم صلبوه وقتلوه، أما إن كان المسيح علق ميتا على الصليب إذن فقد ثبت كذبهم وأنهم لم يصلبوه ولم يقتلوه ولكن شبه لهم، وبنظرة متفحصة في النص القرآني يتضح صدق ما قلناه، فقد ذكر النص القرآني ما يلي: (وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم ) ثم ختم الله الآية بقوله تعالى: (وما قتلوه يقيناً)، إذن النص يحوي ثلاث جمل هي: جملتي نفي الأولى: (وما قتلوه)، والثانية: (وما صلبوه)، والجملة الثالثة (ولكن شبه لهم)، ومما هو ملاحظ في هذه الجمل الثلاث مجيء كلمة (لكن) حيث كلمة ( لكن ) وكما هو معلوم لمن له أدنى معرفة بقواعد اللسان العربي أن كلمة (لكن) تدل على الاستدراك، والاستدراك يدل على إبعاد معنى فرعي يخطر على البال عند فهم المعنى الأصلي لكلام مسموع أو مكتوب، إذن في هذه الآية هناك معنى فرعيا منفيا، وهناك معنى آخر موجبا ومثبتا، ومما هو معلوم لمن له أدنى علم بقواعد اللسان العربي بأن كلمة لكن التي تفيد الاستدراك إذا جاء المعنى الفرعي قبلها منفيا في مضمونه، كان المعنى الأصلي بعدها مثبتا موجبا، وبإعادة قراءة الآية نجد العبارة قبل كلمة (لكن) تنفي صلب وقتل المسيح، والعبارة التي وردت بعد كلمة (لكن) تؤكد على أن اليهود أشتبه عليهم الأمر، وظنوا أنهم صلبوا المسيح وقتلوه، والحقيقة كما أقرها النص القرآني هي (وما قتلوه يقينا * بل رفعه الله إليه).

وببعض التوضيح نقول لقد نفى القرآن صلب المسيح وقتله من قبل اليهود لأن الله قد توفاه ورفعه إليه أي رفع روحه قبل أو أثناء تعليق اليهود لجسد المسيح على الصليب، وبالتالي فهم علقوا جسده فقط وهو متوفى، وبالتالي لا يمكن أن يقال أن اليهود صلبوا المسيح أو قتلوه لكن ما حدث هو أن اليهود شبه لهم الأمر فظنوا أنهم صلبوا المسيح وقتلوه، والمسيح قد توفاه الله ورفع روحه إليه قبل أو أثناء الصلب، وبالتالي يكون اليهود كاذبون في قولهم: (إنا قتلنا المسيح بن مريم)، بل توفاه الله ورفع روحه إليه قبل أو عند الصلب.

وهنا نحن نقوم باستبيان حرفية النص القرآني حول صلب المسيح وقتله، وبعد ذلك لك أن تصدق أو تكذب، ولك أن تقبل أو ترفض حقيقة ما جاء في الرواية القرآنية فليس هذا موضوعنا، بل موضوعنا هو هل تناقض القرآن في صلب المسيح وقتله أم لا؟، هذا هو موضوع نقاشنا.

ودعني أضرب لك مثالاً على ذلك، لو أن شخصاً حكمت عليه المحكمة بالإعدام ثم جيء به لتنفيذ الحكم فيه، وفي أثناء تعليق حبل المشنقة حول رقبة المتهم فجأة مات المتهم هل تكون المحكمة قد نفذت حكم الإعدام به؟؟، كلا، بل سيقال لمن ادعى أنه شنق المتهم ونفذ فيه الحكم: (ما شنقه وما نفذ فيه الحكم ولكن شبه له)، فما حدث هو أن المتهم جيء به بالفعل لتنفيذ الحكم وأثناء وضع حبل المشنقة حول رقبته مات قبل تنفيذ الحكم عليه، ومن المعروف لدى من له إطلاع على إجراءات تنفيذ حكم الإعدام أن بعد تنفيذ الحكم يتم عرض الجثة على الطبيب الشرعي لإثبات حالة الوفاء، وبالطبع في مثل هذه الحالة وبعرض المتهم على الطبيب الشرعي سيثبت أن الوفاة قد تمت قبل تنفيذ الحكم فيه، وبالتالي لا يمكن أن يقال أنه شنق ومات بسبب تنفيذ الحكم، وبالتالي يكون المتهم قد أفلت من الشنق ومن تنفيذ الحكم.

إذن المنطوق الحرفي للنص القرآني يقول أن اليهود علقوا جسد المسيح على الصليب وهم متوفى ولم يصلبوه يقينا ولم يقتلوه يقينا بل توفاه الله ورفعه إليه، فاشتبه على اليهود بسبب تعليق جسد المسيح على الصليب أنهم قتلوه يقينا، بل توفاه الله ورفعه إليه، وما حدث هو أنهم علقوا جسد المسيح المتوفى على الصليب فقط، ليس إلا، فقد يكون الصلب والقتل قد حدثا فعلا لو كان المسيح حيا بالفعل أثناء الصلب والقتل.

ونعود إلى الآية نثبت منها عن طريق قواعد اللسان العربي كل ما سبق وأن قلناه، أما جملة (ولكن شبه لهم) وشبه لهم أي أشكل عليهم الأمر فظنوا أنهم قد صلبوا المسيح وقتلوه، ولكن الحقيقة أنهم ما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم الأمر من تعليق جسده على الصليب ووفاته على الصليب، ومن المعلوم لمن له أدنى علم بقواعد اللسان العربي أن كلمة (شبه) هي فعل مبني للمجهول، أي أن الفاعل محذوف وهو الله، وفعل التشبيه قد وقع على اليهود ظناً منهم أنهم هم من قتلوا المسيح، والله فاعل التشبيه قام بتشبيه الفعل عليهم عن طريق إنهاء حياة المسيح ورفعه روحه إليه قبل صلبه وقتله، وليس أن الله ألقى بشبه المسيح على شخص آخر، وهذا الفعل لو حدث لكان الله ظالما لاستبدال شخص بريء بدل المسيح وهذا محال في حق الله، والمشبه به هو تعليق جسد المسيح ووفاته أي صار يشبه المقتول على الصليب.

إذن فصلب المسيح وقتله نفاه الله بصورة قاطعة ولكن توفاه الله على الصليب قبل تنفيذ الحكم عليه، وذلك لاستدراكه بكلمة (لكن) التي تفيد إثبات وتأكيد وقوع التشابه والإشكال على اليهود بسبب تعليقهم لجسد المسيح على الصليب وبسبب وفاته ورفع الله لروحه إليه.

5- تناقض القرآن حول محمد في أنه على خلق عظيم، وفي نفس الوقت يعبس في وجوه الناس.

قال الأستاذ صلاح في محكم مقاله: (ومن يريد من القرآن ما ينص علي أن محمد : علي خلق عظيم ! فسيجد ذلك ومن يريد القول بأن العظيم يترفق بالمعوقين ، و محمد لا يجوز وصفه بعظمة الخلق لأنه كان يأنف منهم .. سيجد ذلك بالقرآن أيضا " عبس وتولي أن جاءه الأعمي " سورة عبس 1 – أهكذا يكون عظماء الخلق!!.). انتهى.

يرى الأستاذ صلاح أن القرآن يتناقض في وصف القرآن للرسول: بأنه على خلق عظيم، ثم رأى الأستاذ صلاح أن القرآن ذكر أيضا أن الرسول كان يعبس في وجوه الناس كما جاء في سورة عبس كالتالي: (عبس وتولى) وحيث وردت بعض الروايات في كتب الملفقين أن الرسول هو من عبس في وجه عبد الله بن أم مكتوم الذي جاءه ليذكى ويتذكر.

وهنا نقول للأستاذ صلاح على أي أساس استندت في ادعائك أن الذي عبس وتولى هو الرسول محمد عليه الصلاة والسلام؟؟!! وهل جاء في النص القرآني في سورة عبس أي إشارة من قريب أو بعيد أن الذي عبس وتولى هو الرسول محمد بصورة قطعية؟؟، أم أنه اجتهاد منك؟؟ أم أنك اعتمدت على روايات أهل السنة وكتبهم التي ما تركت منقصة أو مسبة إلا وألصقتها برسول الله (ص)؟؟، وإذا أردت أرسلت إليك المئات منها.

ومع ذلك فهناك روايات أخرى تنص على أن من عبس وتولى هو عثمان بن عفان وليس رسول الله، كما جاء في روايات الشيعة.
بل دعني أقص عليك ما يضحك، ذات يوم تناقشت مع شخص من أهل السنة فقلت له: ما رأيك أني قرأت رواية في كتب الشيعة تقول أن من عبس وتولى في وجه ابن أم مكتوم هو عثمان بن عفان وليس الرسول (ص) ، أتدري ماذا قال لي؟؟، قال لي: اتقي الله فإن الشيعة يكرهون سيدنا عثمان، ومستحيل أن سيدنا عثمان يفعل شيئا كذلك، فقلت له مستحيل أن عثمان يفعل ذلك وجائز للرسول أن يفعل ذلك؟؟!!، فسكت ولم يرد، يا أستاذ صلاح إن هؤلاء القوم يقدسون السلف والصحابة وأقوالهم وأفعالهم أكثر من تقديسهم لله والقرآن!!.

6- تناقض القرآن في أنه يحرم جماع المرأة في غير القبل، وفي نفس الوقت يبيح جماع المرأة في أي مكان في جسدها.
قال الأستاذ صلاح في محكم مقاله: (ومن يريد اثبات جواز الدخول بالزوجة حيثما يشاء ولو بعينها ، باذنها ، بفمها ..! فانه سيجد بالقرآن ما يوافقه " نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أني شئتم " ! البقرة 23 ، ومن يريد أن يحرم الدخول بالزوجة الا من حيث يجب أن يكون فقط وليس أي مكان هكذا بالاطلاق كما تجيز الآية السابق ذكرها فسوف يجد أيضا " فأتوهن من حيث أمركم الله " ! البقرة 222 .. أي الآية السابقة لها مباشرة ، أي الشيء ونقيضة وراء بعضهما مباشرة في سطر واحد !!). انتهى

لقد استند الأستاذ صلاح على وجود هذا التناقض كما يزعم على آيتين وردتا في سورة البقرة ومن عادته كما من عادة كثير غيره من الكتاب أن يذكروا من الآية بضع كلمات حتى يوهمون القارئ بصواب ما يقولون، ونستعرض الآيتين كما وردتا في سورة البقرة بكاملهما حتى نبين ما هو موضوع الآيتين وهل فيهما تناقض كما ذكر الأستاذ صلاح أم أن الأمر غير ذلك؟؟.
قال تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ * نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ). البقرة – 222 / 223.
ومن يتدبر الآيتين يجد أن كل واحدة منهما لها موضوع غير الأخرى تماما، فالآية الأولى جاءت رداً على سؤال عن المحيض، ومن المعلوم أن السؤال الطبيعي والمنطقي والمعقول الذي جاءت هذه الآية لتجيب عليه، لم يكن عن فترة المحيض، ولم يكن عن كيفية حدوثه، ولا عن لونه، إنما السؤال المنطقي الذي نقرأه من الإجابة الواردة في نص الآية هو: ما حكم جماع المرأة أثناء المحيض؟ ومن المعلوم أيضا لدى الجميع أن الجماع في المحيض لا يكون في سوى مكان المحيض الذي هو فرج المرأة، فجاءت الإجابة على هذا السؤال على النحو التالي: (فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن).

إذن الجواب واضح باعتزال المرأة في المحيض، أي اعتزال جماعها، وليس اعتزالها بأن لا يلمسها أو يأكل معها أو يقبلها أو ينام بجوارها أو يترك لها المنزل حتى تطهر، كلا، إنما المراد بالاعتزال هو اعتزال جماعها وممارسة العملية الجنسية معها حتى يطهر مكان الجماع من دم الحيض، ثم ذكرت الآية بعد ذلك ما يلي: (فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله) أي فإذا تطهرت المرأة من دم الحيض فليجامعها الرجل في المكان الذي تطهرت منه، إذن فالمقصود من قوله تعالى: (من حيث أمركم الله) وحيث ظرف مكان أي مكان الطهر موضوع وسياق هذه الآية، أما أن يفهم الأستاذ صلاح من هذه الآية أن الله أمر المسلمين بأن لا يجامعوا زوجاتهم إلا في الفرج فقط، فهذا ما لم ينص عليه موضوع وسياق الآية إطلاقا. ولو كان ما فهمه هو المقصود لكان سياق الآية يفهم منه بأي طريقة ضمنية أو غير ضمنية أو مباشرة أو غير مباشرة تحريم جماع المرأة في غير فرجها وهذا ما لم يرد في النص على الإطلاق، فموضوع النص جاء ردا على سؤال حول جواز أو منع جماع المرأة وهي في المحيض، ومن البين والواضح من هذه الآية أن الله لم يأمرنا بمكان الجماع إلا مكان الطهر من دم الحيض، وكلمة (حيث) هي ظرف مكان أي فإذا تطهرن من المحيض فأتوهن في مكان الطهر، هذا هو مضمون الأمر الوارد في الآية، إلا أن الأستاذ صلاح فهم من الآية غير ذلك ، فقد فهم أن الآية تنص على الأمر بجماع المرأة في فرجها فقط وليس في مكان آخر وهذا مخالف لنص وسياق الآية تماماً إذن فالآية تتحدث عن الجماع في مكان المحيض فقط ولم تتطرق إلى أمكنة الجماع بشكل عام.

أما الآية الثانية موضوعها مخالف تماماً لموضوع الآية التي قبلها ، فالآية الثانية تتحدث عن أماكن الجماع ألا وهما القبل والدبر وليس كما يقول الأستاذ صلاح بجواز جماع المرأة بعينها أو بأذنها أو بفمها ، وهل يعقل أن هناك من يجامع زوجته بعينها أو بأذنها أو بفمها؟؟!!.

ومما هو معلوم ومشاع لدى الجميع أن أماكن الجماع في المرأة مكانين اثنين القبل والدبر ، وبغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف حول جواز ذلك أو عدم جوازه، فليس ذلك موضوعنا هذا له موضوع آخر، ومن نص الآية نتبين أنها جاءت ردا على سؤال حول جماع المرأة في دبرها فقط، لأن الجماع في القبل لا مبرر منطقي للسؤال عنه إلا إذا كان السائل معتوها، فكانت الإجابة كالتالي: (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم) أي نساؤكم حرث لكم وأصل كلمة حرث في اللسان العربي هو الجمع والكسب فأتوا حرثكم أنى شئتم، أي فأتوا حرثكم أين شئتم وظرف المكان يشير إلى وجود أكثر من مكان حيث أن لفظ (أنى) ظرف مكان وقع اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب، (وشئتم) تخيير بين مكانين القبل أوالدبر ، وهما المكانين اللذين اعتاد الناس الجماع فيهما.
هذا هو المنطوق الحرفي للنصين بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف حول موضوعيهما لأن ما نبحثه هو التناقض الذي أشار إليه الأستاذ صلاح الدين محسن؟؟!!.

وأخيراُ
نحن لا نمنع أحدا من الكتابة في الدين بل ما نتمناه أن من يكتب في الدين أو غير الدين أن يتعرف على معاني ومفاهيم ومفردات الموضوع الذي سيكتب فيه حتى لا يقع في أخطاء تسيء إليه وإلى صورته ككاتب، ولا يقع في خطايا نقله معلومات مغلوطة ومشوهة للناس يحمل وزرها فيما بعد، فالتعلم والفهم قبل الكتابة ليس عيباً إنما العيب هو الكتابة بدون فهم لنقل معلومات خاطئة للناس.

ودائما ما أقول إن كثير من أفراد الشعوب العربية لا يقرؤون بأعينهم هم ولا يفهمون بعقولهم هم، بل يقرؤون بعيون غيرهم، ويفهمون بعقول غيرهم، ولو قرؤوا بعيونهم هم وفهموا بعقولهم هم لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه من تخلف وتقهقر.
ومن الحقائق التي تثبت هذه المقولة أن هذه الشعوب العربية يقرؤون بعيون غيرهم ويفهمون بعقول غيرهم، أن الأستاذ صلاح وصله إيميل من أحد القراء يشكره ويهنئه على الإنجازات العلمية التي حققها في مقاله (سوبر ماركت القرآن) وقد ذكر ذلك في مقال آخر له بعنوان (لماذا أكتب في الدين)، وقال الأخ المهنئ بالنص: (فالتناقض الذي أوردت العديد منه كان دائما
يحيرني وأمنع عقلي وقلمي من الخوض فيه) وهذا الأخ الذي أرسل بالتهنئة إلى الأستاذ صلاح وأشار لاسمه بحرف (ع) هذا الأستاذ عين كاتب كبير ومثقف مغمور حسب وصف الأستاذ صلاح له لم يكلف نفسه أن يخوض بعقله في هذه التناقضات كما قال لكنه اكتفى بأن يقرأ له الأستاذ صلاح ويفهم له، ألم أقل لكم نحن قوم لا نقرأ إلا بعيون غيرنا ولا نفهم إلا بعقول غيرنا، مع أن الأستاذ اسمه عين.
حقا إنها لا تعمى العيون ولكن تعمى العقول التي في الرؤوس.



#نهرو_عبد_الصبور_طنطاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخطاء وخطايا الكتابة في الدين - الجزء الأول
- أعلن انسحابي
- الفرار إلى الله والفرار منه
- حوار الأديان أطرافه مفتقدة الأهلية
- تعقيب على رد الأستاذ أسعد أسعد ، ليس المسيح والله شيء واحد
- محاضرة البابا بين الله المسيحي والله المسلم
- محاضرة البابا وردود الأفعال
- الولاء والبراء في القرآن
- نهرو طنطاوي يرد على كامل النجار - القرآنيون ليسوا خوارج
- الجهاد والقتال في سبيل الله كما جاء في القرآن - الجزء الرابع
- الجهاد والقتال في سبيل الله كما جاء في القرآن - الجزء الثالث
- نهرو طنطاوي يرد على الأستاذ مدحت قلادة
- الجهاد والقتال في سبيل الله كما جاء في القرآن - الجزء الثاني
- الجهاد والقتال في سبيل الله كما جاء في القرآن - الجزء الأول
- المثقف ورجل الدين وليس من أحد معصوم
- الناسخ والمنسوخ بين فتاوي بن باز وعقلانية ذكريا بطرس -الجزء ...
- الناسخ والمنسوخ بين فتاوي بن باز وعقلانية ذكريا بطرس - الجزء ...
- طاعة الرسول واجبة في حياته وليست بعد وفاته
- الله والآخر بين الأوصياء على الدين والكتب المقدسة
- الاجتهاد الديني تشريع إلهي أم اختراع بشري؟


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نهرو عبد الصبور طنطاوي - أخطاء وخطايا الكتابة في الدين - الجزء الثاني