أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - المواطن السوري بين قبضة النظام، والسياسة الدولية في المنطقة















المزيد.....

المواطن السوري بين قبضة النظام، والسياسة الدولية في المنطقة


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 1725 - 2006 / 11 / 5 - 10:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تطول وتتطاول يد العنف بكل أشكالها وتنوع وسائلها في إغراق البلاد بسواد الترهيب والخوف ، فهذه طرق النظام ووسائله الرئيسة ليحافظ على بقائه ويضمن استمراره في التحكم بالسلطة وبالبلاد ويديرها كمزرعة خاصة تنظم فيها القنانة بعصا الأمن وشرعية قانون السلطة الفردية والمجتمع المنتمي لحزب واحد ولأسرة النبلاء الجدد!..ويستمد شرعيته من خلال قانون الرعب المعمول به منذ ما ينيف عن أربعة عقود ( قانون الطواريء)، مما يولد انعدام الاحترام للذات والآخر في مجتمع يغرق في بحر من أخلاق غريبة وجديدة يبرر فيها الفساد والنهب العام، ويعتبر طريقة للوصول ولرشوة المواطن في انتمائه للسلطة ، التي تتحكم بمصيره ورقبته الاقتصادية وحريته السياسية والاجتماعية، وتقرر له نوعية الثقافة ، التي يتوجب عليه أن ينهل منها ليصبح مواطنا صالحا حسب مقاييس المواطنة السلطوية، وكل القوانين تستخدم وتدور وتصبح ثانوية المفعول ــ حتى لو كانت جزءا من دستور البلاد ــحين تميل عدالتها بعض الأحيان لصالح مواطن ما...استخدم حقه القانوني والدستوري لينتقد أو ليقول كلمة حق جريئة تخترق ما سموه وأدخلوه في معجم المواطنة ( الخطوط الحمر )..وكي نرى بعين لم تصب بعد بعمى الألوان النظامية ، ولم تطغ عليها المصالح الذاتية، ولم تستطع أساليب التشويه والتجيير احتواءها ، أو تطويعها...يكفي لهذه العين أن تقرأ ما يجري في الوطن السوري ، بحق معتقلي الرأي..كي يتسنى للقاريء والمثقف العربي على أقل تقدير، أن يطلع ويتساءل .. عما نحن فيه وما يعيشه المواطن السوري من معاناة انقرضت حتى في بلاد واق الواق...وكي يتثقف وينهل من منابع مخابراتية نادرة وغاية في الغرابة
بل ، كي نعي نحن أبناء سورية المعنيين بالوضع ما يحاك حولنا وما يدبر لنا ، سواء بأيدي النظام ، أو كأضحية على مذبح الاتفاقات والصفقات دون اعتبار لحقوق الإنسان السوري، الذي ظل يدفع حياته وحريته ثمناً، كي تستمر الديكتاتورية في خدمة القوى الكبرى، فما تدعيه أمريكا بشأن الحرية والديمقراطية ، ماهو إلا خطاب لم يعد له أي مفعول سحري و لا يشتريه المواطن السوري بأبخس الأثمان، ولا يعول عليه، لأنه يعرف سلفا...أن الأجندة الأمريكية لا تشمل حياته ولا مستقبله ولا حقه ..ويدرك أن ما تريده الدول الكبرى من النظام، هو الاستمرار في خدمتها وتمرير مصالحها وحماية مخططاتها ، والتعاون معها في قضايا تهمها بالدرجة الأولى وهي ثلاثة :ـــ العراق بشكل أساسي، ومحاولة الولايات المتحدة فتح بعض الأبواب لكسب الود السوري ليلعب دورا في تهدئة الأوضاع لما له من باع ورابط مع صديقته إيران، وثبت لديها أنها غير قادرة على إيقاف حمام الدم العراقي، إن لم تتعاون مع دول الجوار ، وهذا ما يحاول بلير أن يفعله ، بفتحه بابا حواريا مع سلطة دمشق.
النقطة الثانية: .. لبنان، والدور السوري، الذي يبدو أنه يعود للواجهة من خلال أتباعه، ومساهمتهم في خلق البلبلة من جديد ومحاولتهم المستمرة لإسقاط الحكومة الحالية، بل ويهددون ليس فقط بقيام حكومة وحدة وطنية بديلة ــ وكأن هذه الحكومة حكومة خيانة للوطن ــ وإنما الشروع بانتخابات مبكرة!
النقطة الثالثة:...القضية الفلسطينية، من خلال الضغط والمساومة بين سورية والولايات المتحدة ومن ورائها ...اسبانيا وايطاليا وألمانيا وبريطانيا ثم فرنسا أيضا كي يسعى النظام السوري لتهدئة حماس والضغط على القيادات الفلسطينية المتواجدة في سورية فترضخ للشروط الإسرائيلية الأمريكية.
وبكل تأكيد فإن النظام السوري لا يعقد صفقاته دون ثمن، والثمن هي قبضته الحديدية على زمام الأمر في الداخل، وان يفعل ما يشاء بهذا الشعب المسكين بحجة السيادة وعدم التدخل بالشؤون الخاصة والداخلية للبلاد، ( وجحا أولى بلحم ثوره )، وسيظل المواطن السوري رهينة ، ويظل محروما من حقه بحياة حرة كريمة، دون امتهان لإنسانيته من أصغر مخبر...فهل يقض هذا الأمر مضجع أمريكا أو غيرها؟
والثمن الآخر سيكون بكل تأكيد عقد صلح مع إسرائيل تستعيد من خلاله سورية الجولان المحتل، وتضمن حينها تأبيدة النظام المخلص والمحرر للأرض!، وسيقدم خدماته الجليلة ــ كما قدمها سابقا ــ للسيه آي إيه، أو الإف بي آي ..عن الإرهاب والإرهابيين ، بل مستعد للمساهمة في سحب الاعترافات من الإرهابيين واخضاعهم لحفلات اعترافية على الطريقة المخابراتية السورية..
ثم هناك المحكمة الدولية وتقرير براميرتس، فتحالف النظام السوري مع النظام الإيراني، هو حماية لكليهما ، فورقة العراق ولبنان هي الأكثر ضغطاً على الولايات المتحدة لتضمن انسحابا أقل فشلا وخسارة ، ليس فقط بأرواح الجنود الأمريكان، ولكن في الانتخابات النصفية للكونجرس في العاشر من هذا الشهر، وما يزيد من حدة اشتعال الموقف في لبنان ويعطي ذريعة كبرى لصحة طروحات السيد حسن نصر الله وسلاح حزبه، استمرار الاختراقات الإسرائيلية للأجواء اللبنانية، مما يصعد ويعقد الموقف أمام الحكومة اللبنانية وأمام قوات اليونيفيل ، ويبدو أن الشعبين السوري واللبناني ، سيظلان ضحية لتقديرات أمريكا الخاطئة وسياسة بوش الضيقة والعمياء في المنطقة برمتها...ولا أرى الكثير من الأمل ضمن الأحداث والمعطيات، وأعتقد جازمة أن مسار البلدين مقترن ــ ليس على رأي وطريقة النظام السوري ــ...بل أن السكينة وبناء الوطن اللبناني الحر والديمقراطي، لن تتاح له فرصة الحياة، إن لم يتاح مثلها للوطن السوري، طالما ظلت القرارات تخرج من مراكز الأمن في دمشق ومن مراكز القرار في إيران، وطالما ظل العمى يسيطر على عيون أمريكا ، ومن ورائها كل الأنظمة العربية، التي لا تختلف بكثير أو قليل بما يخص حقوق الإنسان ، وحرية التعبير وبناء دولة الحق والقانون...وأنها تلتقي جميعها في الإصابة بالعجز والوهن ، وكل يسعى لحماية رأسه من العاصفة القادمة...لكن أحدا لا يرى أن الشعوب وقود بقاء أنظمة شاخت بفعل الاهتراء مضمونا ومحتوى..
لكم أن تطالعوا البيانات الصادرة عن كافة اللجان والمنظمات الحقوقية المعنية بحق الإنسان السوري
لتفهموا مدى النزاهة ، التي يتمتع بها قضاءنا!، وكيف يستطيع رجل الأمن أن يعيد السجين المطلق سراحه بأمر هاتفي لأكبر قاضي ، بل ويوجه إليه تهماً جديدة لم تكن قد وجهت إليه منذ اعتقاله، وفجأة طرأت على بال رجل المخابرات الحاقد والذي أصيب بإحباط واكتئاب لمجرد سماعه نبأ إطلاق سراح الكاتب ميشيل كيلو وبأمر قضائي من قاضي الإحالة...في 19/10/2006 ، بل ويختفي الإخلاء كليا من إضبارة ميشيل! ..وبعد أن يصل النبأ لأسرته وأصدقائه وينبت بعض الأمل في شعاب الأرض ، وأن بقية المعتقلين يمكن أن يطلق سراحهم، وأن النظام ربما حسم أمره نهائيا مع اعتقال الكلمة والرأي والقلم...
وأن أصحاب الكلمة ليسوا أعداء الوطن، وأن أصحاب الرأي المغاير لا يضعفون الشعور القومي ولا يوهنون من عزيمة الأمة، بل تقوى بهم وبأقلامهم الصادقة...
ثم يعطى الأمر بإعادة اعتقال المطلق سراحه محمود عيسى...ويحاكم بنفس التهم الجديدة ، التي وجهت لميشيل كيلو..ويعطى الأمر بإعادة اعتقال سليمان الشمر وحسين خليل ، ناهيك عن التهم ذاتها بل وزيادة بحبوحة جديدة عليها بحق أنور البني ...بدس الدسائس وتعريض سورية لأعمال عدائية!!!
ولا يكفي أن الحرية حق لكل إنسان ولا يحرم منها لمجرد اختلافه بالرأي عما تقوله سلطة الحزب الواحد الأحد... وأن لا قانون في الكون يسمح بحرمانه من التعبير عن رأيه وفكره طالما أنه لم يخالف دستور البلاد ، الذي يضمن حرية المواطن وحقه في التعبير، ويحرم من هذه الحرية لمجرد أنه كتب مقالا أو كتابا، أو أطلق صيحة في محفل دولي، يريد لبلده أن ترتدي ثوبها الحر الزاهي، كما فعل كمال اللبواني، فتطلق أيدي المخابرات بعض كلابها ممن تشتريهم من عملائها داخل السجون ومن مرتكبي الجرائم البشعة بحق المجتمع، لينفذوا عدوانا يرتكب بأيد أخرى بعيدة عن الشبهات!!..ويترك الرجل الجليل والاقتصادي الكبير الأستاذ عارف دليلة بوضع صحي متدهور ، وبمعزل عن بقية السجناء...ويحرم الطلبة الصغار عمر العبدالله ورفاقه من اتمام تحصيلهم الجامعي، لأن الطالب لا شأن له بالحياة العامة، ولا حق له بالتحدث بشؤون الوطن!!، أو تكال له تهمة من نوع محاولته تشكيل حزب أو جمعية دون ترخيص ( لأن سورية دولة بدون قانون أحزاب أو قانون جمعيات..أو في حقيقة الأمر هي بدون قانون ، إلا قانون الأمن )، وهذا ما اتهم به علي الشهابي...
أما إثارة النعرات الطائفية والمذهبية والعنصرية فهي تقريبا من نصيب كل من يخالف بجملة مفيدة تضع اليد على جرح ينزف بشدة تحت الجلد ..أو نقطة فوق حرف مغفل عن سابق قصد وتصميم..
ويمكن أن ترسل وتكتب بمن يسطر مثل هذه الحروف الناشزة على قاموس السياسة اللغوية المسموح بها في الصحف الصفراء ، ــ حتى لو كان الكاتب يعيش خارج الوطن ــ فتكال لصاحبها تهم شراء ضميره السياسي من هذا الطرف أو ذاك...
لأن النظام السوري وزبانيته ، لا يستطيع عقله أن يستوعب أن يختلف معه أحد...ولا يستطيع دعاته من الأقلام المتاجرة بدم أبناء سورية، والذين تسمح لهم ضمائرهم السياسية ، المسجلة والمقيدة في نفوس النظام الأمني، أن يكيلوا تهم الزيف وتلفيق قصص بيع الوطن وضميره الإنساني ، لأن حملة مثل هذه الأقلام، لا يمكنها أن ترى سطورا غير محسوبة وغير مرددة لكل ما يريده ضابط الأمن المسؤول عنه، والذي يأتمر بأمره وينفذ مخطط صفحته وعدد الكلمات في كل عمود من مقالاته ،يشطب ويعترض ويصحح كأستاذ لتلميذ في الإبتدائية...
.لهذا فمن المؤكد أنه يرى كل الأقلام لها تسعيرة ...ولا يستطيع عقله المبرمج مخابراتيا أن يرى النقاء والبياض والأزرق في السماء والبحر، بل يرى الضباب والرمادي والكحلي والأسود في منظار عينيه ، التي أصيبت بعمى الألوان، وقلبه وعقله، المصابان بداء النميمة والقدح والذم ...لهذا فأنا لا ألوم هؤلاء ...لكنهم أكثر شرا من أسيادهم...كونهم المنفذين والملمعين لكل القاذورات ...دون أن ينسوا أنهم على الدوام ...محرقة النظام..بالضبط ككتبة صدام حسين.
ــ باريس 04/11/2006



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق بين المحتل والوطني!
- بيني وبين الشيطان...بينه وبين الله
- هل تقرر الانتخابات الأمريكية سياسة المنطقة في شرقنا الأوسط؟
- نعيش دفئاً ونموت اشتعالا
- كيف يرى العرب والمسلمون قضية الاندماج في الغرب؟
- من يقف وراء إشعال الصراع بين حماس وفتح؟
- أسألك ........ لماذا؟
- متى تبدأ السعادة الزوجية ومتى تنتهي؟
- كيف نفهم لغة الحوار في بلاد العرب والإسلام؟!
- ليس لي...............وليس لكم
- صرخة في وادي النوم السوري من أجل معتقلي الرأي
- الطوفان يغرقنا ونحن لا نجيد العوم ولا استخدام المجداف
- - النصر الإلهي بدون طيور أبابيل
- أتعود الإنسانية إلى حروب الأديان وعصور الظلام؟
- نبز العالم أجمع بسلطات من نوع منقرض
- مثل شباط مافي على حكيه رباط- مثل شعبي سوري-
- الحادي عشر من سبتمبر زلزال من صنع البشر لا من الطبيعة
- ماهو دور الشباب في صناعة المستقبل؟
- عالم الأشباح والكوابيس السورية
- المرأة السورية والحجاب


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - المواطن السوري بين قبضة النظام، والسياسة الدولية في المنطقة