أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - العراق: ارتفاع الولادات.. العمليات القيصرية.. اليورانيوم المنضب















المزيد.....

العراق: ارتفاع الولادات.. العمليات القيصرية.. اليورانيوم المنضب


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 1723 - 2006 / 11 / 3 - 09:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


1- صدى تكاثر الأطفال في العراق: تصاعد معدل الولادات منذ الغزو/ الاحتلال!1
على الرغم من العنف الوحشي، الفوضى السياسية، عدم التأكد الاقتصادي ومنع التجول ليلاً، تشهد أجنحة الولادات في المستشفيات العراقية حالة غير مسبوقة من ارتفاع الولادات.
ومع كل هذه المعوقات اتجه معدل الولادات، في الحقيقة، نحو الارتفاع منذ الغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق قبل 43 شهراً، حسب وزارة صحة حكومة الاحتلال في بغداد. إذ قفز هذا المعدل في البلاد من 29 مولود لكل 1000 من السكان عام 2003 إلى 37 مولود لكل 1000 من السكان العام الماضي، وفق الأرقام الرسمية.
بينما يصل هذا المعدل إلى النصف تقريباً (21) في إيران (و) 25 مولود لكل 1000 من السكان كمتوسط على مستوى الشرق الأوسط، وفق بيانات البنك الدولي. في حين لا يتجاوز 14 مولود لكل 1000 من السكان في الولايات المتحدة الأمريكية حسب بيانات المركز الفيدرالي للرقابة على الأمراض والوقاية.
ذكرت ثناء علاء الدين- طبيبة ساعدت في جمع وتصنيف الإحصاءات- إن التقاليد العراقية التي تُفضل العائلات الكبيرة، عامل مؤثر في ارتفاع معدل الولادات. "إن الناس يرغبون في الحصول على الأطفال، بغض النظر عن العنف،" حسب قولها.
يقول هيثم رمضان- 34 عاماً، مهندس، ولأول مرة يصبح أباً- "أهتم بمسألة النقود أكثر من الأمن لرعاية عائلتي،" حيث ولدت طفلته الأولى- جاماني- في 12 أكتوبر. "هذه هي جزء من دورة الحياة، وليس بإمكانك إيقافها، حسب قوله. دورة الحياة، حسب العديد من العراقيين، تقود الكثيرين من الأزواج، ممن فقدوا أطفالهم نتيجة الحرب والعنف، لإنتاج المزيد..
راقب فرات حميد (29 عاماً) ولده يوسف 3 أعوام) يموت أمام ناظريه بعد تعرض سيارة التاكسي التي كانوا يقلونها لعبوة ناسفة على الطريق قرب بعقوبة (40 ميل شمال بغداد) في سبتمبر 2003. وفي السنة التالية أنجبت زوجته- دنيا- طفلة. وفي شهر إبريل جاءهم طفل آخر أعطوه نفس الاسم "يوسف". "هذا الطفل هبة من الله،" قالها حميد، وأشار إلى الأهمية الكبيرة عند الكثير من العراقيين لإنجاب طفل ذكر يحمل اسم العائلة ويتحمل مسئوليتها.2 "بالطبع لا يمكننا أبداً تعويض الطفل الذي فقدناه، لكننا أردنا ولداً."
نتيجة ارتفاع معدل الولادات في هذه الظروف المتفجرة في العراق، يذكر العديد من الأطباء في بغداد أنهم يقومون بإجراء عمليات الولادة القيصرية على نحو أكثر من أي وقت مضى. وحسب السجلات الرسمية للمستشفيات، تضاعفت عمليات الولادات القيصرية من 1.107 عام 2003 إلى 2.447 العام الماضي، حيث كانت هذه الولادات تتم، بعامة، بصورة طبيعية سابقاً.
"لا يستطيع المريض مقابلة الطبيب دائماً أو الحصول على خدمة طبية عند الحاجة بسبب المشكلات الأمنية،" حسب سيمون خورشن- طبيبة مولدة- 38 عاماً، في دومينيكية أخوات سانت كارثر- مستشفى سينا الخاص- جنوب بغداد. "هذه مشكلة دائمة حالياً،" حسب قولها.
تُحاول المرأة العراقية منح الولادة لطفلها في المستشفى، لكنها غير قادرة، بعامة، على دفع 200 دولار مصاريف المستشفيات الخاصة في بغداد. من هنا تتجه نحو المستشفيات الحكومية. لكن هذه المستشفيات، حسب قول العراقيين، تُعاني من نقص ملاك الأطباء والمعدات والخدمات والأدوية الطبية.
أنجبت صبرية فهد لأول مرة ابنتها كميلة في مستشفى ألوية- شرق بغداد في 4 أكتوبر. قالت أن الولادة في مستشفيات بغداد أصبحت حالياً أكثر صعوبة. "أنجبت في هذه المستشفى قبل 11 عاماً وكان كل شيء أفضل منه حالياً،" قالتها السيدة والدة صبرية- 43 عاماً ولها خمسة أطفال. "حالياً كل شيء أسوأ، بدءً بمعاملة العاملين في المستشفى ولغاية ظروف البناية."
هناك أيضاً مشكلة هجرة الأطباء- عشرة آلاف طبيب هاجروا من البلاد منذ عام 2003، حسب بيانات نقابة الأطباء العراقيين- وهذه الهجرة شكلت ضربة خطيرة لنوعية نظام الرعاية الصحية، حسب قول الرسميين الصحيين.
حتى المستشفيات الخاصة- رغم أنها تدفع رواتب لأطبائها تُعادل ثلاثة أمثالها في المستشفيات الحكومية- تواجه مشكلة الحفاظ على أطبائها. وحسب خورشن: فقدت مستشفى سينا ستة من مجموع عشرة من ملاكها الطبي خلال الثلاث سنوات الماضية.
2- أمريكا وبريطانيا أهملتا مخاطر سرطان اليورانيوم المنضب3
استمرت الولايات المتحدة وبريطانيا في استخدام أسلحة اليورانيوم المنضب في العراق، رغم التحذيرات بأنها تسبب السرطان، حسب تحقيقات بي بي سي. كما أشار علماء الأمم المتحدة إلى التعقيدات الصحية نتيجة استخدام اليورانيوم المنضب في العراق في حربي 1991 (و) 2003.
إن مادة اليورانيوم المنضب التي تستخدم طلقات أو قذائف مدفعية وقنابل لاختراق الدروع والأماكن الصلبة، تتصف بالكثافة الشديدة جداً. وهي معدن صلب جداً يسبب التسمم الكيميائي في جسم الإنسان، حسب موقع شبكة اليورانيوم المنضب.
دفعت هذه المخاوف منظمة الصحة الدولية WHO عام 2001 إلى إجراء دراستها في هذا المجال وانتهت إلى أن هذه الأسلحة لها مخاطر تلوث قليلة جداً!4 لكن أحد العلماء البارزين في الأمم المتحدة أخبر إذاعة بي بي سي أن الدلائل التي تشير بأن اليورانيوم المنضب تسبب السرطان قد حُذفت من الدراسة!
في مقابلته مع البرنامج اليومي للمحطة المذكورة، ذكر الدكتور كيث بافرستوك- عالم بريطاني عمل بصفة استشاري في مجال الطاقة الإشعاعية مع منظمة الصحة العالمية- أنه أماط اللثام عن بحث يشير إلى أن اليورانيوم المنضب يتضمن مخاطر محتملة لمادة كارسنوجين carcinogen المسببة للسرطان.
وحسب الدكتور بافرستوك فإن العالِم الذي رأس مراجعة دراسة منظمة الصحة العالمية- مايك باجولي- استبعد تلك الدراسة، التي نشرت عام 2001، من تقريره!
ويعتقد بافرستوك أن اليورانيوم المنضب هو كارسنوجين. كما وصف العملية المعروفة بـ المولدة السمية genotoxicity، حيث تتشكل هذه المادة في الجسم عندما يتم استنشاق الغبار المتولد عن اليورانيوم المنضب (طلقات، مدافع، قنابل يورانيوم منصب).5 "الذرات التي تتحلل تولد مخاطر- جزء إشعاعي النشاط- وجزء نتيجة السمية الكيميائية في الرئة، حسب قوله.
وفي وقت لاحق تدخل هذه المادة إلى الجسم وفي مجرى الدم، ولها احتمالات التأثير على النقي (مخ العظم)، النظام اللنفاوي والكلى، حسب قوله.
التأثيرات السياسية
ذكر باجولي- الذي قاد مراجعة دراسة منظمة الصحة العالمية- لمحطة إذاعة بي بي سي أنه أبعد دراسات عن تقريره لأنها لم تكن مدعمة بدراسات أخرى، ناكراً أنه سحب الدراسة بسبب ضغوط سياسية! لكن بافرستوك يعتقد أن منظمة الصحة العالمية طمست البحث المذكور لوجود "تأثيرات سياسية."
وعندما سُئل بافرستوك عن مدى اعتقاده بإمكانية خضوع منظمة الصحة العالمية لضغوط القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة، أجاب بقوله "أتصور أن ذلك هو المقصد- نعم." كما أشار كذلك علماء آخرون كبار إلى الإحصاءات الصحية المقلقة والمحذرة بشأن العراق التي تبين ارتفاعاً متعاظماً في معدلات الولادات الناقصة ومعدلات إصابات الأطفال بالسرطان.
ارتفع معدل الولادات الناقصة في العراق من 11 لكل مائة ألف من السكان عام 1989 إلى 116 لكل مائة ألف من السكان عام 2001 (تضاعف بمقدار 10.5 أمثاله وبلغ رقمه القياسي 1055%)، حسب الدكتور نوري علي- باحث طبي في مجال الولادات الناقصة- جامعة بغداد.
"ظهرت 650 حالة ولادات ناقصة منذ أغسطس2003 وفق تقارير المستشفيات الحكومية، وبزيادة20% مقارنة بالفترة السابقة. لم تتضمن هذه الإحصاءات المستشفيات الخاصة. لذلك فإن العدد الفعلي لهذه الحالات يمكن أن يكون أعلى من الرقم المنشور، حسب قول الدكتور علي.
ووفق تقرير The Press Association يحاول العلماء العراقيون، ممن تدربوا من قبل الأمم المتحدة، القيام ببحث حول هذه المشكلة، لكن هنريك سلوت- برنامج الأمم المتحدة لبيئة الشعوب- قال سيكون من المستحيل الخروج بحقائق دون توفر معلومات واضحة من الولايات المتحدة تتضمن الإجابة على: ماذا استخدمت من المواد الحربية؟ وأين استخدمت هذه المواد؟
بدون مثل هذه الإجابات سيكون الموضوع كمثل "البحث عن إبرة في كومة قش،" حسب قوله. وأضاف "لا يوجد مؤشر" بأن الولايات المتحدة ستقدم مثل تلك المعلومات.
مممممممممممممممـ
1 James Palmer, Baby Boom Echoes in Iraq- Birthrate soars since invasion, The Washington Times, November 1, 2006.
2 يعود هذا الاهتمام بالطفل البكر الذكر إلى مرحلة الحضارة السومرية في سياق نظامها الاجتماعي الديني- الأبوي..، لمزيد من التفصيل، أنظر: د. عبدالوهاب حميد رشيد، حضارة وادي الرافدين- ميزوبوتاميا- العقيدة الدينية.. الحياة الاجتماعية.. الأفكار الفلسفية، دار المدى للثقافة والنشر، دمشق 2004.
3 U.S., UK ignord depleted uranium cancer risk, Aljazeera.com- 1 November,2006.
4 للوقوف عند مخاطر اليورانيوم المنضب، أنظر: د. عبدالوهاب حميد رشيد، العراق إلى أين؟ ايلاف 30 مايو/ أيار 2003..، نفسه، التحول الديمقراطي في العراق- المواريث التاريخية والأسس الثقافية والمحددات الخارجية، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، يوليو/ تموز 2006، ص166-167.
5 ذكر مختصون في هذا المجال أن الأماكن المصابة بقنابل أسلحة اليورانيوم المنضب، بما فيها الأسلحة والمدرعات المتروكة .. تكون ملوثة، ويجب الابتعاد عنها على الأقل لمسافة مائة متر وإلا تكون الإصابة محتملة. وهذا يتطلب دفن تلك المعدات وتنظيف ودفن ركام الأماكن المضروبة لمسافات تحت الأرض وفق أسس علمية معروفة، وكجزء من حملة ((مهملة)) لتنظيف البيئة العراقية من هذه المواد القاتلة التي يستمر مفعولها لسنوات طويلة جداً عند إهمالها .. أنظر الهامش 4 أعلاه.



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فقدان الأمل والسيطرة في العراق*
- الخيرية البريطانية: منشآت الأمن الخاصة تُسيء للعراقيين1
- في الواقع، كان حال العراقيين أفضل في العهد السابق-*
- بانتظار المزيد من الحروب الأمريكية -القذرة- *
- بوش يعترف بالقلق الأمريكي بشأن الحرب في العراق
- خطة انقلابية مشتركة لإسقاط حكومة الاحتلال العراقية!*
- المشردون العراقيون قلقون على مستقبلهم*
- الحصيلة البشعة للسياسات الأمريكية *
- -حررنا العمارة من البريطانيين. البصرة لاحقاً-!!*
- حكومة الاحتلال العراقية تخفي أرقام الإصابات الحقيقية*
- هل يمكن وصف بوش، بلير واولمرت ب -إرهابيين-؟*
- المؤسسات الأمريكية ل -اعمار العراق- تترك البلاد *
- لماذا لم تتدخل القوات الأمريكية لإنقاذ بلد؟ *
- العراق بانتظار الأسوأ *
- غورباشوف: الولايات المتحدة تُعاني من عقدة المنتصر *
- هل ستوجه إسرائيل ضربتها لإيران أم تنتظر الولايات المتحدة؟ *
- الجيش السوري يتهيأ للحرب مع إسرائيل 1
- الأمم المتحدة: العنف في العراق- خارج السيطرة تماماً *
- الحرب قتلت 655 ألف عراقي
- أكثر من 300 ألف عراقي أُجبروا على ترك بيوتهم *


المزيد.....




- قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في ...
- جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف ...
- غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق ...
- الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر ...
- الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار ...
- روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط ...
- لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح ...
- ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا ...
- هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
- لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - العراق: ارتفاع الولادات.. العمليات القيصرية.. اليورانيوم المنضب