أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح الدين محسن - حد الردة عند العصابات الاجرامية ، وعند الأديان















المزيد.....

حد الردة عند العصابات الاجرامية ، وعند الأديان


صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)


الحوار المتمدن-العدد: 1723 - 2006 / 11 / 3 - 09:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الردة كلمة مرعبة في عرف أية جماعة اجرامية تعمل في السرقة بالاكراه – كقطع الطريق علي المارة – ، أو عصابات السطو المسلح علي المحلات والمنشآت أو في تهريب سلع وبضائع محظور ادخالها أو اخراجها الي أو من البلاد حماية لاقتصادها ، أو عصابات الاتجار في المخدرات .. .. فارتداد العضو العامل بعصابة من تلك العصابات عن شريعة العصابة هو خطر حقيقي علي أمنها .. لأنه قد يؤدي الي افشاء أسرارها من خلال ذاك العضو .. مما يؤدي بالتالي الي كشف جرائمها ، فيفضي الي وقوع العصابة بكامل أفرادها تحت يد الشرطة والقانون والزج بهم جميعا خلف السجون وربما الاعدام ان كان نشاطهم أفضي الي قتل متكرر من جراء استخدامهم للسلاح ضد الضحية ..
وبالطبع فانه ليس أمام عصابات الاجرام سوي قتل العضو العامل بها اذا ما ارتد عن عهده في السير علي شريعتها .. طبعا بعد محاولتهم استتابته عن ردته ، وتهديده أولا ليرجع ويرتدع ويثوب الي رشده ويعود الي حظيرة عصابته والي حضن رفاقه في الاجرام ..
هذا عن حد الردة عند العصابات الاجرامية .. لها مبرراتها كما نري ، وان كان ما يعملونه هو اجرام في اجرام ..
أما بالنسبة للأديان والمعتقدات – سماوية كانت أم أرضية – وبصفة خاصة كل الديانات التي تنسب نفسها للسماء وتحمل تفويضا سماويا بالانابة والوكالة عن الله في الأرض لنشر الرحمة والسلام والحب بين الناس .. فمن المفروض أن تلك الديانات والمعتقدات هدفها يختلف عن أهداف العصابات الاجرامية .. فهي لا ترتكب جرائم تخشي من انكشافها أمام القانون ومحاسبتها ومعاقبتها علي تلك الجرائم .. بل تدعو وتعمل علي الخير والرحمة والسلام .. وبالتالي فهي لا تخشي أحدا لأنها تحب الجميع وتدعو بالخير للجميع وتفتح أحضانها للجميع وتصفح عن الجميع .. وتنصرف الي عمل الخير وغالبا ما تبتعد الأديان الداعية للسلام والخير والرحمة عن صراعات الحياة وشراستها ولا سيما السياسية منها ، ولا تتدخل الا لتضمد جرحي الصراع ، ولاغاثة لاجئين ، أو لبث نداءات لنبذ القوة والعنف والحث علي الجنوح نحو السلام ..
هذا هو دور الأديان المحبة للسلام والرحمة والساعية لخير البشر ..
تري : وماذا لو ارتد عضو عامل بتلك الأديان عن السير في طريقهم وآثر شق طريقه نحو ديانة أخري أو حتي نفض يديه من كل الديانات كما يحدث كثيرا من فلاسفة ومفكرين وكبراء وقادة وعظماء يعرفهم التاريخ قديما وحديثا ؟ّّ
هنا ولأن الأديان السمحة لا تبتغي سوي الرحمة والسلام .. فانهم يبتهلون للسماء لكي ترعاه وترشده للصواب .. ولا يقطعون معه أواصر الرحمة الانسانية التي يحرصون علي ألا تفارقهم ولا يحجبونها عن أحد ..
وماذا لو انشق وخرج عليهم بمذهب جديد ..؟
لا يقتلونه .. ولا يمسونه بسؤ هكذا الأديان السمحة الرحيمة .. لأنه لن يمسهم بسؤ فهم لا يعملون سوءا .. وانما كل ما هو خير ، وان انتقدهم أو ازدري ديانتهم ، لا يسعهم سوي التعبير عن أسفهم والدعوة له بالهداية والبركة .. ولكنهم لن يقتلوه لأنه لن يستطيع قتلهم فهم لا يعملون شيئا يستوجب قتلهم .. ولن يسجنوه فهو لا يستطيع أن يتسبب في سجنهم لأنهم لا يرتكبون جنحا تستأهل سجنهم عليها ، ولن يجبروه علي البقاء بينهم رغم أنفه لأنهم لا يحبون أن يجبرهم أحد علي شيء ، ويعرفون أن الايمان قناعة وحب لا اضطرار المكره علي شيء رغما عنه ! ...!
نعم الأديان السمحة بحق ( بحق ).. لن يفعل رجالها شيئا من هذا مع من ارتد عن ديانتهم .. فتلك شريعة العصابات الاجرامية لا الأديان - سماوية كانت أم أرضية - .. !
ما سبق وقلناه هو تعليق علي ما نشرته الأنباء الصادرة من مصر عن اعتقال شيخ مسلم ترك الاسلام واعتنقد
عقيدة أخري .. وكما جاء بنشرة مركز الكلمة لحقوق الانسان ، وهو الشيخ بهاء الدين احمد حسين العقاد (57 سنة) والمعتقل حاليا بسجن وادي النطرون حيث قبض عليه منذ السادس من ابريل عام 2005 بتهمة ازدراء الأديان ويتعرض لمعاملة سيئة داخل السجن بالرغم من صدور قرار من المحكمة المختصة بالإفراج عنه منذ يوليو الماضي ألا إن جهات الأمن لا تزال تعتقله بدون مسوغ قانوني استنادا لقانون الطوارىء
======
وليست تلك هي الحالة الأولي من نوعها التي يسجن فيها انسان في مصر علي يد مباحث أمن الدين ! – أو يتطوع اسلامي بقتله بفتوي دينيه من رجل دين أو أكثر .. ..! فما هي الحكاية بالضبط ؟ البهائي مرتد ويسجن ..ّ والشيعي مرتد ويسجن ..! والمتنصر ، مرتد ويسجن ..! والشيعي مرتد ويسجن ..! والعلماني : مرتد ويسجن ..! والمفكر الحر الذي يفكر في الدين ويتكلم بأمانة مع نفسه ومع الناس هو مزدري ، مرتد ويتم حبسه ..!
فليت الأزهر ورجاله وجهاز الأمن المصري معه يقولون لنا :
ما هو العار الموجود بالاسلام ويخشون انكشافه علي يد مرتد عن ذاك الدين مما يدعوهم لسجنه أو الافتاء بقتله سترا للعار وحجبا للفضيحة ؟!!
ليتهم يقولوا لنا : هل لدي الاسلام أسرارا خطيرة – يحفظها ، ويعلم بها كل مسلم - كعمل أسلحة دمار شامل فتاكة ومن نوع لا مثيل له ، و لم يتوصل لها أحد بالغرب أو بالشرق بعد ، يحفظها كل مسلم ، ويخشون عليها من ارتداده عن الاسلام مما يؤدي لافشاء أسرار أسلحتهم الخطيرة ، وبالتالي يجب المسارعة باعتقاله بقانون طواريء أو قتله بفتوي من أحد رجال الدين دفعا لخطره علي الاسلام ؟!!
ليتنا نعرف لتطمئن قلوبنا ...
لأن الدين الحق : الله وحده و بمفرده ، قادر علي حمايته .. للدين رب يحميه ..
وأمن الله : الله بمفرده قادر علي حمايته دون مساعدة من أحد ..
أما الوطن الذي يجوع شعبه بعد سرقة قوته وثروات بلاده بالمليارات وتهريبها خارج البلاد ..
الوطن الذي يتلظي شعبه بنار الغلاء الشديد التوحش ..
الوطن الذي تمتهن كرامة أبنائه و وينتهك أمانهم علي أيادي من يحصلون علي مرتبات مقابل حماية الشعب !
الوطن الذي تغتصب بناته بالطريق العام ..
الوطن الذي تظلم فيه الأقليات ويضطهدون وتختطف بناتهم ..
هذا الوطن : هو الذي يحتاج الي جهاز أمن يحميه . أما الدين فللدين الحق رب يحميه ..



#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- !لماذا أكتب في الدين ؟
- لن تطفئوا شمس الحوار المتمدن
- سوبرماركت القرآن
- زهور الأمازيغ تتفتح بعد1400خريف
- عفاريت العلم ! وعفاريت برلمان مصر !
- اسرائيل بخير !!!
- عقوبات اسلامية ضد الرحمة والتوبة
- الي الأثرياء الفلسطينيين بالداخل والخارج
- نداء لمساندة التدخل في السودان
- تهافت المفكرين – شاكر النابلسي وجمال البنا
- هجوم نووي وشيك علي ايران
- ذكري العبور الكاذب - ابن النكسة -
- (!!) عن العلاج بالجن وعضو البرلمان المصري
- عتاب الي نجيب محفوظ
- رمضان كريم
- فلسطين لمن ؟
- أحلام مصرية - بعد سقوط الجيكتاتورية - 3
- أحلام مصرية : بعد سقوط الديكتاتورية -2
- مصر هي أمك
- أحلام مصرية : بعد سقوط الديكتاتورية


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح الدين محسن - حد الردة عند العصابات الاجرامية ، وعند الأديان