أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني الفصل السادس القضية الكردية في الشرق الاوسط وسبل الحل المحتملة 1-38















المزيد.....

من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني الفصل السادس القضية الكردية في الشرق الاوسط وسبل الحل المحتملة 1-38


عبدالله اوجلان

الحوار المتمدن-العدد: 1723 - 2006 / 11 / 3 - 03:48
المحور: القضية الكردية
    


4 ـ مشكلة امتلاك كرد سورية للهوية، وحل المشاركة الديمقراطية
مثلما يوجد للعرب "الآشوريين" أجزاء ممتدة إلى داخل الكرد، فللكرد أيضاً أجزاء ممتدة إلى داخل العرب، ويأتي الكرد السوريون في مقدمة الذين يشكلون جزءاً كهذا على صعيد الجغرافيا والثقافة، كما شهد التاريخ امتدادات كثيرة بشكل متداخل بين الشعوب، لقد واجه العالم ولا سيما في آسيا وأوروبا هذا النوع من الظواهر والمشاكل بشكل كبير وأدت المواقف القومية إلى حروب كثيرة من خلال جعل ظاهرة الأقليات المشابهة ذريعة للعنف، كما تم الاعتراف بكيانات هذه الأقليات ضمن الوطن والدولة، وتم جعل مشاركتهم الديمقراطية موضوعاً لحقوق الإنسان والدستور وتم النجاح في حل هذه القضايا عند استقرار النظام الديمقراطي.
يمتلك قسم كبير من كرد سوريا ميزة التجمع في عدة مناطق عبر التاريخ نتيجة التمردات واقتتال العشائر وانعدام القانون، ويظهر التاريخ تكاثف الكرد في مناطق شرق البحر المتوسط وفي مقدمتها سورية من خلال الهجرة منذ انطلاقة النبي إبراهيم من أورفا حتى انطلاقة حزب العمال الكردستاني، مثلما نرى نزوح العرب "الآشوريين" إلى داخل كردستان والأناضول بسبب المناخ الحار والأهداف التجارية والأسباب المشابهة لذلك، مثلما نرى أشكالاً كثيرة للنزوح والاستقرار والتبادل الثقافي والتجاري عبر التاريخ، ولهذا الأمر وظيفة هامة على صعيد التبادل الثقافي وتحقيق التحولات، كما نرى أن التركمان والأرمن قد شاركوا بهذه المرحلة بشكل كثيف فيما بعد، وبذلك يتحقق تعدد لغوي وديني وثقافي والمساواة بشكل غني، لقد أخذت سورية طابع دولة غنية من هذا النوع، إن تقديمها للأجواء الملائمة لأجل الوفاق الديمقراطي والتسامح يرجع إلى هذه التشكيلات التاريخية، ويمكن حل هذه المشاكل الأساسية لكل المجموعات بما فيهم الكرد من خلال الحفاظ على هويتهم الثقافية وتطويرها والتعليم باللغة الأم وحقوق النشر والطبع وحقوق المشاركة في الحياة السياسية على أسس المساواة كمواطنين أحرار من خلال تطبيق ذلك على أرض الواقع.
هناك مشاكل كثيرة يعاني منها الكرد وتنتظر الحل، فحتى لو تم الاعتراف ببعض الحريات في هذا الصدد فإن ذلك يخص مسائل تتعلق بالتعليم واللغة الأم والحقوق السياسية والطبع والنشر، واستخدام هذه الحقوق يحتاج إلى الضمانات القانونية حتى ولو لم يتم المنع بطريقة قاسية، ويعتبر انتهاء النضال القانوني بنجاح مكسباً ديمقراطياً هاماً وسيساهم في التحول الديمقراطي بشكل عام في سورية، وتوجد في هذه الساحة مجموعة كبيرة من الجماهير المؤيدة لحزب العمال الكردستاني، والمهمة الأساسية لهؤلاء هو توحيد التنظيم والنضال القانوني الديمقراطي مع حملات سورية الديمقراطية والوطنية العامة، من خلال برنامج يتم وضعه ضمن إطار هذه الحقوق القانونية من خلال الدعم والتضامن مع نضال الحرية في الوطن الذي جاؤوا منه.
لأسباب كثيرة تقع المهمة نفسها على عاتق الكرد المنتشرين في العالم للقيام بمسؤولياتهم انطلاقاً من أسس ديمقراطية، إن مهمة الكرد الموجودين في كل بلد من البلدان وفي مقدمهم الكرد الموجودين في المدن الكبرى ومناطق النزوح في البلد الذي يتواجدون فيه، هي تحقيق المحافظة على الثقافة واكتسابهم الجنسية والتعلم باللغة الأم وأنشطة الطبع والنشر والمشاركة في الحياة السياسية بشكل فعال على أسس المعايير الديمقراطية وحقوق الإنسان، ويجب أن يقوموا بتأهيل أنفسهم لأجل تحقيق ذلك من الناحية الاجتماعية وفي مقدمتها الفن والرياضة والتعليم والتقنية وما شابه ذلك، والمحافظة على تطوير ثقافتهم من خلال حياة نشيطة والمشاركة في النضال والحياة مع الشعوب الأخرى، على أساس مشرّف ضمن إطار المساواة والحرية، وتقديم الدعم والتضامن والمشاركة في نضال الحرية لأجل الوطن حسب القدرة والإمكانات المتوفرة.
إن آخر نقطة هي مشكلة وحدة جميع الكرد، فقد تم رفع شعار كردستان المستقلة والموحدة والاشتراكية في الماضي، إلا أن هذا الشعار الذي كان نتيجة للمفهوم القومي لم يكن واقعياً من الناحية العملية، ومهما كان ذلك جذاباً من حيث الخيال والسماع إلا أن شعار الوطنية والأممية على الأسس الآتية هو أكثر واقعية وهو"وطن ديمقراطي والحرية للوطن الأم، والشرق الأوسط الديمقراطي والوطن الأم الموحد" في كل دولة وبلد يعيش الكرد تحت سقفه، إن هذين الشعارين ساريان بالنسبة لكل شعوب الشرق الأوسط، فالعرب مقسمون إلى أكثر من عشرين جزءاً، وكذلك تقسيم الأتراك أمر شامل وترى إيران نفسها في وضع مقسم، أما تقسيم الكرد فله شمولية مختلفة ومصدر مميز، فإذا دخل كل شعب مقسم إلى قتال من أجل قومية ووطن موحد، فإن الشرق الأوسط برمته سيتحول إلى ساحة حرب من بدايته حتى نهايته، وسيشهد بذلك وضعاً فوضوياً لا يمكن الخروج منه، بسبب تقسيمه على أكثر من صعيد من الناحية الجغرافية والاجتماعية والدينية، وتتحول كل مناطقه إلى صراع إسرائيلي ـ فلسطيني، إن هذا النمط من المفاهيم القومية والوطن الموحد هو ناتج عن المفهوم القومي، وأدى إلى الحروب الأكثر دموية عبر التاريخ في القرنين التاسع عشر والعشرين، إن تحريض الصراعات في الشرق الأوسط على منهج المفهوم القومي، يعني مرور القرن الواحد والعشرين بالحروب والمجازر، ولهذا فإن هذا الأمر لا يتطابق مع معايير الوطنية ولا الأممية ولا مع معنى المعايير البشرية.

إن العمل الصحيح هو القيام بنضال ديمقراطي في إطار وحدة كل البلاد والدول مع اتخاذ الحدود السياسية الموجودة في الشرق الأوسط أساساً كمعطيات والانطلاق لأجل تحقيق الحق والمساواة والوحدة الحرة، إن التحول الديمقراطي في كل بلد يعني خطوة نحو التحول الديمقراطي في الشرق الأوسط، وسيكون الشرق الأوسط الديمقراطي جواباً لأمال وحدة وحرية الشعوب من خلال مؤسسات من نوع الاتحاد الأوروبي، إن التطورات الجارية في الدول العربية والتركية تؤكد صحة هذا التوجه على الأغلب، وتم إثبات افتقار منهج أنور باشا ذو النزعة التركية وجمال عبد الناصر ذو النزعة العربية الواقعية وأنه عبارة عن مغامرة.
إن الدور الفريد الذي أوكله التاريخ للكرد يشد البلدان والدول التي يقطن فيها الكرد نحو الحضارة الديمقراطية، من خلال الحل الديمقراطي في كل جزء، إن هذا الدور هو الطريق الأكثر واقعية والاشمل معنى والأكثر انسجاماً مع واقع الإرث التاريخي والجغرافي والاقتصادي والاجتماعي لحضارة للشرق الأوسط، ولأجل إيصال حضارته الديمقراطية وترسيخها.
وفي النتيجة نرى أن القضية الكردية خرجت من كونها قضية يمكن حلها من خلال مواقف عصر المفهوم القومي ومنهجه، إن المفهوم القومي الذي وضعته الثورة الفرنسية هو موقف إيديولوجي تم تطبيقه على الظاهرة القومية للطبقة البرجوازية والمشاكل التي نجمت عنها، ولعب هذا المفهوم دوره الأساسي في ظهور الدولة القومية البرجوازية وقمع النضال الطبقي والنضال لأجل الديمقراطية، والقتال القومي والأثني، كما لعب المفهوم القومي البرجوازي الشوفيني دوراً مصيرياً في القرنين التاسع عشر والعشرين وجعلهما قرنين دمويين، لقد وضعت أوروبا التي كانت مصدراً للمفهوم القومي في الدرجة الثانية منذ النصف الثاني من القرن العشرين، من خلال الدروس التي استخلصتها من هذه الحروب، وجعلت المعايير الديمقراطية أساساً لنظامها السياسي، وأثبت النظام الديمقراطي تفوقه على بقية الأنظمة الأخرى بما فيها الاشتراكية المشيدة، وأحتل هذا النظام المكانة الأولى في العالم بعد سقوط الاشتراكية المشيدة في نهايات القرن العشرين.
لم يكن للمفهوم القومي للقوميات الحاكمة في القضية الكردية وللمفهوم القومي البدائي الإقليمي دوراً سوى تعميق حالة التعقيد، وجر البلاد إلى مآزق لا يمكن الخروج منها، إن الإصرار على هذه المواقف والمناهج يعني تعميق الأزمات والتمرد والقمع والمجازر، وهذا أمر يتناقض مع تطور الحضارة الديمقراطية الحديثة، وأصبحت هذه المفاهيم في موقع إيديولوجي متخلف موروث من القرن التاسع عشر، تظهر هذه الحقيقة أهمية وضرورة اتخاذ مقاييس الحضارة الديمقراطية أساساً للقضية الكردية، وفي العصر الجديد لتاريخنا يتواجد الكرد في موقع يستطيعون فيه أن يكونوا قوة أساسية للنضال لأجل الديمقراطية التي تفتح باب تحررها من جهة والحل الديمقراطي للشعوب المجاورة من جهة أخرى، وفرض مرحلة الحل الديمقراطي من خلال القيام بدور الجسر بين الشعوب الثلاثة الكبيرة في الشرق الأوسط، لأن ظروفهم الجغرافية والتاريخية والاجتماعية تساعدهم على ذلك، وهم في وضع الضمان الأساسي للنجاح في تحقيق الوحدة والأخوة والحرية الحقيقية لشعوب الشرق الأوسط، وتحقيقهم للنضال الديمقراطي في كل جزء يحول دون الدخول في مذابح حدودية دامية.



#عبدالله_اوجلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...


المزيد.....




- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني الفصل السادس القضية الكردية في الشرق الاوسط وسبل الحل المحتملة 1-38