أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم العايف - المعضلة العراقية نتائج..توقعات















المزيد.....

المعضلة العراقية نتائج..توقعات


جاسم العايف

الحوار المتمدن-العدد: 1722 - 2006 / 11 / 2 - 10:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ذكر جيمس بيكر وزير الخارجية الامريكية السابق الذي انتدب رئيسا للجنة الخبراء في الشأن العراقي" أن انسحاباً فورياً للقوات الأميركية من العراق سيقود الى حرب أهلية غير مسبوقة فيه " دون أن يتحدث عمن أوصل الاوضاع الراهنة الى هذا الحد في العراق الذي أثرت فيه بعد الاحتلال(الكاريزمات)الدينية–الطائفية،والتوجهات التكفيرية ، والميليشات العلنية والخفية . وأكد بيكر ان الحرب الأهلية الطاحنة التي ستحدث عقب الانسحاب الامريكي من العراق سيمتد لهيبها الى المنطقة المجاورة. الوزير الامريكي السابق ولجنته سربت ايضا حسب صحيفة "الفايننشل تايمز" استصوابها تجزئة العراق الى ثلاثة اقاليم : "شيعي، سني، كردي" ، للخلاص من الأوضاع الراهنة في العراق والتي توصف بأنها "حرب أهلية قائمة فعليا" او انها " نذر لحرب اهلية" خاصة بعد الاعلان عن مصرع حوالي 655 ألف مدني عراقي منذ 20آذار 2003.
أن ذلك ليس أول مقترح يطرح عن تقسيم العراق بناء على توجهات اليمين المحافظ الجديد المتحكم في قرارات الادارة الامريكية ، فقد طبقه الحاكم المدني للعراق "بول بريمر" عندما ارسى الاسس الاولى للعملية السياسية في العراق عقب اسقاط النظام.حيث ترك المحتلون العراق فريسة سهلة لكل الاطماع الاقليمية والنوازع الارهابية للتدخل في شئونه وعمدوا الى تدمير مؤسسات الدولة فيه بقرارات مدمرة وارتهان الأفق السياسي لصعود الطائفية في الواقع السياسي عبر تشكيل مجلس الحكم المنحل ، وتجذير الطائفية بدلا من الخارطة الاجتماعية-السياسية و صعود المؤسسة الدينية بكل تلاوينها للواجهة الاولى في المشهد الاجتماعي-السياسي في بلد متعدد الطوائف والقوميات والاديان والمذاهب واقصيت الهوية الوطنية العراقية باعتبارها القاسم المشترك الذي يربط العراقيين عبر تاريخهم ، وتم ادماج القوى التي تعتمدها في هيكلية مجلس الحكم عبر التوجه الطائفي وليس عبر تيارها السياسي وتوجهها الاجتماعي التنويري المعروف تاريخيا. قامت لجنة بيكر بتسريب تلك الوصفة لغرض انتخابي ولمساعدة الحزب الجمهوري في هذه الانتخابات بصعود نجم "المعتدلين" فيه بعد احباطات " غلاة المحافظين الجدد" وآيدلوجيتهم التدميرية ، وايضا تلك التسريبات يمكن ان تعتبر بالونات اختبار لقياس استجابة الرأي العام الامريكي الذي بدأ يعي جيدا الاخطاء الفادحة التي ارتكبتها الادارة الامريكية الحالية في العراق ومن المعتقد ان اللجنة تلك سوف لن تُحمّل الرئيس بوش أية نتائج لسياسة ادارته في العراق وستعمد الى القاء الكرة في مرمى الساسة العراقيين الذين لم يهدفوا لبناء عراق ديمقراطي بل اندفعوا لتصفية حساباتهم فقط من خلال شراهتهم للسيطرة والتحكم على اجهزة السلطة التنفيذية الطائفية القامعة. ان التقسيم الذي سربته اللجنة يروج اليه بصفته "فدرالية عراقية واقعية" لخلاص الادارة الامريكية من ورطة و معضلة العراق بينما ذلك ليس سوى " تقسيم للعراق" على اسس عرقية- طائفية، سيخرج العراق من مجاله ومحيطه العربي الحيوي ويصب في مطامع دول الجوار العراقي التي ستفترس هذه الكيانات الهشة وستعمد للتمدد على حساب العراق السابق الذي غدا فريسة تسيل لها لعاب دول الجوار الأقليمي المحيطة بالعراق والتي يقلقها حقا انبعاث عراق ديمقراطي على حدودها ، وان ذلك التقسيم يأتي تكريسا لوجهة النظر الصهيونية في "تفتيت الكيانات الكبرى" في العالم العربي. ويخفف بعض المسئوولين في البيت الابيض من تلك التسريبات بأن "لجنة الخبراء" ليست سوى لجنة استشارية وان توصياتها غير ملزمة لادارة البيت الابيض وان ما سيعتمد من توصياتها فقط ما ينسجم مع سياسة الادارة الامريكية في الوضع العراقي الكارثي بسبب حجم التدخل الكبير في شئونه وتحوله الى ساحة لتصفيات لا حد لها بين قوى خارجية وداخلية .
يشهد المشروع الامريكي في "دمقرطة العراق" انحسارا في اهميته بالنسبة للرأي العام الامريكي وكذلك بالنسبة لقادة القوات الامركية في العراق لان الأمن بات "مركز الاهتمام الحالي" ويشترك في ذلك غالبية العراقيين ان لم يكن جميعهم. بعد أن شعر البيت الأبيض بتزايد تأثير التقييمات المختلفة راح الناطق باسمه يعلن بأن "السياسة الأميركية بشأن العراق يجري تعديلها باستمرار"، وهو ما يرتبط بقول بيكر إن هناك خيارات أخرى غير "المضي في الشوط الى نهايته أوالهرب من العراق" وقد تم فتح الباب العراقي الى ايران وسوريا للدخول العلني عندما أعلن عن ان "ايران وسوريا" يمكن ان تلعبا دورا ايجابيا في استقرار العراق" وبذا تم التراجع بوضوح عما اُعتمد سابقا من قبل الادارة الامريكية من ان سوريا" حاضنة للارهابين الذين يدخلون العراق" وان ايران تتدخل" في الشأن العراقي عبر قوى عراقية متنفذة فيه ".. ما الذي دفع الادارة الامريكية لتغيير نهجها علنا ودعوتها حتى لارسال قوات"عسكرية سورية وايرانية" للمساعدة في بسط الأمن فيه!؟.كيف تم التخلي عن ان سوريا تدعم الارهاب في العراق..؟.و ايران التي كانت من دول "محور الشر" الذي اعلنه الرئيس بوش ذات يوم..!!؟.وهل ستسجيب سوريا وايران للمساهمة في بسط الامن في العراق بلا ثمن مدفوع من الادارة الامريكية يتمثل بدءا في تخفيف الضغط عنهما..؟؟ . لذلك لايمكن الاعتقاد في أن لدى المحتلين للعراق ما يكفي من الوضوح و الشجاعة للاعتراف بأخطائهم الفادحة،التي حولت العراق الى بؤر لتفريخ الارهاب و القتل المستمر على الهويات، وإعادة النظر بسياساتهم وقراراتهم أمام كل تلك الاخفاقات المريعة والمآسي المروّعة التي احاطت بالعراق. فالعراقيون يأملون في مجتمع متحضر مدني يحكمه العقل وشرعة القانون والسلم الاجتماعي بدلا من هذا الصعود التكفيري والتخندق الطائفي، وتحكم الميليشيات ، الذي سيقضي على دولتهم الوطنية ويقصي حياتهم ويمزق نسيجهم الاجتماعي.ان وضع العراق الحالي مؤثر على كل الاطراف العاملة في العراق وعلى دول الجوار الاقليمي المحيطة به وعلى منطقة الشرق الاوسط عموما ، وسيكون حجم الدمار كبيرا وربما عالميا بسبب الاهمية الستراتيجية للمنطقة . ومع ذلك فأن الوضع العراقي قابل للاصلاح اذا تم تفعيل مشروع" المصالحة والحوار الوطني" واخذ هذا المشروع مداه الفعلي السياسي وتم تفعيل ذلك عبر تنازلات متبادلة بين الاطراف العراقية المتخاصمة و اعلان العفو العام والشامل عن المسلحين بأستثناء القتلة، على ان يترافق ذلك مع ما يوصف بـ "التنازلات المؤلمة" بين الاطراف العراقية المتقاتلة والحاكمة.



#جاسم_العايف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جليل القيسي ايتسع..(زورق واحد)..؟
- رواية (عندما خرجت من الحلم) ..اراء واصداء
- المخرج السينمائي كاظم الصبر..: ماعرفته السينما العراقية من ا ...
- مقهى هاتف الملغى..سنوات لاتنسى
- الشاعرة العراقية ليلى لعيبي في..: ليل ومحطات وسفر
- عالم -غائب طعمة فرمان- الروائي
- كيف حدث ذلك..؟
- في رحيل المسرحي الرائد..عزيز الكعبي
- المشهد الثقافي في البصرة
- أضواء 14 تموز 1958
- هكذا اذن... !!
- حق التفكير وحد التكفير*
- في عيد الصحفيين العراقيين
- ذلك البياض.. ذلك المكان
- الناقد المسرحي (حميد مجيد مال الله)فضاءات العرض المسرحي..تست ...
- القصيدة..مهربة..مستنسخة *
- فنارات..مجلة اتحاد الادباء والكتاب العراقيين في البصرة.. عرض ...
- في الاول من ايار..بناة الحياة والمستقبل
- في فضاء المربد الثالث..*
- فتوى (الشيخ الحنفي) في وشم الجبهة


المزيد.....




- بيومي فؤاد يبكي بسبب محمد سلام: -ده اللي كنت مستنيه منك-
- جنرال أمريكي يرد على مخاوف نواب بالكونغرس بشأن حماية الجنود ...
- مسجد باريس يتدخل بعد تداعيات حادثة المدير الذي تشاجر مع طالب ...
- دورتموند يسعي لإنهاء سلسلة نتائج سلبية أمام بايرن ميونيخ
- الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو يطلب إذن المحكمة لتلبية دع ...
- الأردن يرحب بقرار العدل الدولية إصدار تدابير احترازية مؤقتة ...
- جهاز أمن الدولة اللبناني ينفذ عملية مشتركة داخل الأراضي السو ...
- بعد 7 أشهر.. أحد قادة كتيبة جنين كان أعلن الجيش الإسرائيلي ق ...
- إعلام أوكراني: دوي عدة انفجارات في مقاطعة كييف
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض هدف جوي فوق الأراضي اللبنانية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم العايف - المعضلة العراقية نتائج..توقعات