أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح كرميان - تفسيرمفتي أستراليا لاسباب الاغتصاب مابين اللحم المكشوف والمستتر بالحجاب الاسلامي














المزيد.....

تفسيرمفتي أستراليا لاسباب الاغتصاب مابين اللحم المكشوف والمستتر بالحجاب الاسلامي


صلاح كرميان

الحوار المتمدن-العدد: 1721 - 2006 / 11 / 1 - 11:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ليست هذه هي المرة الاولى التي يصدر من المفتي تاج الدين الهلالي تصريحات وعبارات تثير ردود الافعال وتخلق كثيرمن التساؤلات لدى المتابعين من السياسيين والصحفيين وابناء الجاليات المقيمة في أستراليا. حيث يبدو ان الهلالي بصفته مفتي الجاليات الاسلامية في أستراليا و نيوزيلندا لا يعرف حدود واجباته عندما يسمح لنفسه بالتطرق الى مواضيع لا تمت بصلة بموقعه الديني. فقد سبق له ان وصف علنا هجمات التاسع من ايلول/ سبتمبرالارهابية على مركز التجارة العالمي في نيويورك والتي راحت ضحيتها ثلاثة الاف انسان بانها "عقاب الله ضد المضطهدين" فيما ايد في عدة مناسبات العصابات التكفيرية ومنفذي العمليات الارهابية الشنيعة من الذبح والخطف و تفخيخ السيارات في الفلوجة والمدن العراقية الاخرى تحت ذريعة مقاومة الاحتلال الامريكي. وكعادته يبدى المفتي الهلالي تراجعا عن اقواله ويقدم الاعتذار في محاولة لتبريرمواقفه المتخلفة، وبعد موجة الانتقادات التي تثيرها يلتجأ الى الادعاء الجاهز دوما بانه تم تفسير اقواله بطريقة خاطئة ولم يكن يقصد الاساءة الى مشاعرالاخرين تارة و تارة اخرى يصرح بعبارات تقتقد الى المصداقية بهدف تحريف مجرى القضية المثارة وكسب تأييد وعطف السذج من الناس يلتجا الهلالي الى رد بعيد كل البعد عن الموضوع وفي رده على جواب صحافي سأله إذا ما كان ينوي الاستقالة، اردف قائلا: "ليس قبل أن ننظف العالم من البيت الأبيض".

تتعالى أصوات الاستنكار والشجب والخطب النارية من الهلالي ومن على شاكلته عندما تصدر كلمات او عبارات تنتقد بعض الجوانب المثيرة للجدل في الاسلام او تنشر مقالة او صورا كاريكاتيرية تنتقد ظاهرة معينة هنا وهناك، واقل ما يطالب به هؤلاء هو تقديم الاعتذار للمسلمين من الجهات ذات العلاقة و كان آخر تلك الحالات الضجة التي اثيرت حول ما بدر من بابا الفاتيكان بينديكت السادس عشرعندما اشار الى قول الامبراطور الروماني في القرن الرابع عشرحول نبي الاسلام محمد. بينما يسمح من هم من امثال الهلالي لانفسهم بجرح مشاعر الملايين من الناس وكأنهم فوق كل الانتقادات.

ان ما جاء على لسان المفتي تاج الدين الهلالي في خطبته في جامع لاكيمبا امام المصليين في شهر رمضان والتي نشرته صحيفة "الاسترالي" في عددها الصادر يوم الخميس 23/10/2006 والقاءه اللوم على النساء عند تعرضهن الى حالات الاغتصاب بعدم تقييدهن بارتداء الحجاب الاسلامي وتشبيهه المرأة السافرة بقطعة لحم مكشوف في متناول القطط، تعبر عن ضحالة الفكر الذي يحمله و دونية مستوى الوعي والادراك لديه ويعتبرتطاولا فاضحا على حق كل انسان، رجل كان ذلك او امرأة. لم يكن ما تفوه به المفتي الهلالي زلة لسان وانما جاء ذلك من ايمان و قناعة راسخة مستندا على افكاره ومعتقداته الدينية التي يحاول جاهدا ايصاله الى الناس بغية غسل عقولهم بافكاره البالية. وان تلك ليست الا تصرفا متعمدا يراد به تبرئه ساحة الرجل من جرائم الاغتصاب التي ترتكب بحق النساء وتعتبر في الوقت ذاته اساليب لزرع الرعب لدى النساء بغية اجبارهم على ارتداء الحجاب الاسلامي.

ان ما بدر من المفتي ليس الا انعكاس لافكارالقرون الوسطى المتخلفة التي لا تزال تتحكم بعقلية الهلالي ومن يسايره و يشاركه آراه ومعتقداته التي تستهين بالمرأة وتعتبرها كاداة متعة في متناول الرجل، ليست من واجبها الا اطاعة الرجل وترضية غرائزه و نزواته. ان الافكارالمريضة التي تنادي بها من يعتبر نفسه مرجعا دينيا للجاليات الاسلامية في بلد حضاري مثل استراليا لهو واقع خطيريجب الانتباه اليه ويتحتم على السلطات الاسترالية القيام بما يضمن التصدي له و معالجته باسرع ما يمكن و بعكسه فان ذلك من شأنه تسميم أفكاراعداد كبيرة من الناس الذين يترددون على المسجد الاسلامي في لاكيمبا.

رغم المواقف المعلنة من قبل كثير من المسؤولين الاستراليين والكثير من ابناء الجاليات الاسلامية، و بغية الوقوف على ردود افعال المرأة نفسها بصدد خطبة المفتي الهلالي، فقد اجريت استطلاعا سريعا لاراء بعض النساء من الخلفيات الشرق–أوسطية في مناطق جنوب غرب سيدني، وقد اجمعت اكثرية الاراء على رفض تلك الاراء المتخلفة وعبرت الكثيرات منهن عن اشمئزازها واستهجانها لتشبيه المرأة بقطعة لحم مكشوفة جامدة التي تستهوى القطط، واعتبرتها استهانة كبيرة بالمرأة كأنسانة تمتلك الاحساس والمشاعركالرجل تماما وقد تسألت احدى النساء بقولها: هل ان الحجاب ستارحديدي ليمنع اغتصاب المرأة، ام ان المرأة غير المحجبة تتعمد في تعريض نفسها للاغتصاب، اي هراء هذا ياترى؟

لا يمكن لنا اغفال نقطة مهمة والحال هذه، وهي ان السياسة التي يتبعها الجكومة الاسترالية باعطاءها المواقع والمناصب للافراد الذي يستقون بحجم الجالية في المجتمعات الاسترالية اضافة الى توفيرها الموارد والاموال الكبيرة تحت تصرفهم هي التي مهدت الطريق واوصل المفتي الهلالي الى الموقع الذي زاد من مكابرته و غروره والتي جعلته يعطي الحق لنفسه ليكون وصيا على الاخرين باسم الدين ويتدخل في جزئيات حياتهم اليومية ويقوم بالتجاوزعلى حقوقهم ويحط من انسانيتهم. على الحكومة الاسترالية سحب جميع الامتيازات الممنوحة للمفتي الهلالي وعدم السماح له بالاستمرار في القيام بجرح مشاعر الاخرين تحت اية ذريعة كانت و ان التراجع وتقديم الاعتذارغير كاف وليس من شانه تخفيف الاثار السلبية التي اوقعته خطبة الهلالي في نفوس المرأة والرجل على السواء في المجتمع الاسترالي.



#صلاح_كرميان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- د. كمال سيد قادر يكشف من داخل سجنه عن ملابسات اختطافه ويدعو ...
- سخط الشارع الكوردستاني يتجلى في قضية كمال سيد قادر يا وعاظ ا ...
- ردا على المدافعين عن قرار معالجة برزان التكريتي
- القوى اليسارية والديموقراطية في العراق: اخفاقاتها، مهامها وم ...
- *الانفال: تجسيد للفكر القوموي لنظام البعث الفاشي
- الديموقراطية الامريكية وقضايا الشعوب المصيرية في مشروع الشرق ...
- تفعيل قراراجتثاث البعث والاتجاه الاخر
- آن الآوان لنتصدى لثقافة العنف
- أوجه التشابه بين النازية والبعثية العفلقية من حيث الفكر والم ...
- على هامش مؤتمر اربيل .. بين -المصالحة الوطنية- ومطالبة الجما ...
- الاعتذارعن جرائم الانفال والابادة الجماعية مسؤولية اخلاقية و ...
- لم كل هذا الضجيج ...؟
- اخيرا سأعلق صورتك في مكتبي يا صدام
- هذا ما توقعناه ومنينا النفس به... وهكذا حال الجبناء
- ساهم الحوار المتمدن بشكل جاد في خلق مناخ للتفاعل الانساني
- إني أتهِم ...
- أجتثاث جذور البعث مهمة انسانية
- التحالف يكافيْ قتلة الشعب.. طارق عزيز من تابع ذليل الى ملك غ ...
- تركيبة لجنة المتابعة تناقض صارخ لمقررات مؤتمر المعارضة العرا ...
- الحوارالمتمدن يعتبر بحق موسوعة مهمة


المزيد.....




- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح كرميان - تفسيرمفتي أستراليا لاسباب الاغتصاب مابين اللحم المكشوف والمستتر بالحجاب الاسلامي