أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد المعالي - رسالة إلى شخص جاهل














المزيد.....

رسالة إلى شخص جاهل


خالد المعالي

الحوار المتمدن-العدد: 1721 - 2006 / 11 / 1 - 06:22
المحور: الادب والفن
    


لقد استغرقتني »أفكارك« الطنّانة كثيرًا، ورأيت إلى تبجّحاتك وأنا أتعجّب من هذا الهول الذي يدفع بك، من هذا الذي يشدّك بقوة ويجرّك لكي تجرّب حظك هنا وهناك وفي كل مكان يمكن الوقوف فيه!
لقد تصورتك في البداية تمزح، فلم يُعرف عنك أي شيء تدعيه، أو حتى لا تدّعيه! غير أنك لم تجد أي وازع من أن تحمل اليوم راية »أفكار« خَلِقة، ثم تعود وفي نفس اليوم لكي ترفع راية »أفكار« خَلِقة، أكثر من الأولى، لكي تبيّـن لنا كم هي »أفكارك« هدامّة وروحك ثائرة، ناسيًا أنك لا تملك من الراية الأولى ولا من الثانية شيئًا، وروحك تتحرّق كلّ صباح لعلّ اسمك قد نُشر في الجرائد حتى ولو كشاهد في حفلة زفاف، ولكن من أين للجاهل أن يعرف ذلك!
تمنيت أن أفهمك في لحظات الهدوء والدعة، تركتك تشرح لي أفكارك بشكل شخصي، ثم تركتك تكتبها لي وحتى تغنّيها، وحاولت بنيّة طيبة أن أتعرّف عليها فيك، فيما تتكلّم أو فيما تهذي! بل حاولت، مثلما حاول غيري من ذوي النوايا الحسنة، مساعدتك في الوصول إلى »أفكارك«! لكني نسيت بأني أساعد شخصًا جاهل!
لقد سألت نفسي، ما هو ديدن حياتك؟ سألت نفسي مرارًا، هل لديك فعلاً ديدن »ابداعي« يدفعك إلى طريقك وضوءٌ يُرشدك! ولكني لسوء حظي لم أجد ديدنًا ولا ضوءً ولا طريق، حتى لو كانت جرداء.
لكن دعنا الآن نقدّم لك دليلاً لخطواتك: فأنت تهرّ على كلّ شخص نافذ في الوسط الثقافي، ساعيًا من خلال هذا إلى مصالحته فيما بعد! أي أن يقبل بك لكي تجلس معه! وبهذا تبدو وكأنك أديب شهير!
كما أنك ترفع تهمة التزوير ضد كل مؤلف أو مترجم، عارضًا لنا »خرقة« ترجماتك التي لا تتعدّى أسطرها أصابع اليد الواحدة، باعتبارها دليلاً على خطل الآخر وعلى عبقريتك! وهنا تريد أن تقنعنا بأنك شخص موسوعي، لكنه للأسف يبدو لنا وكأنه لا يعرف شيئًا البتّة، فهو يختار أقصر قصيدة مترجمة قبله، لكي يتبنّاها بطريقة لطشية، كما أنه يحتال على نشاطات الآخرين لكي يتبناها أو يتفهها: هذا العمل ليس عملاً جذريًا، هذه المختارات تحتاج إلى لجنة لكي يكون الاختيار موضوعيًا... هذه المجلة ليست مهمة لأنها لم تنشر له، وتلك أساسية، رغم كونها لا تعني شيئًا، لأنها نشرت له أو عنه.
بل أنك تستمع إلى محدثك، وتلطش منه زَبَد فكرته لكي تصوغها له فيما بعد، باعتبارها فكرتك الأساسية! واللطش ميزة يبدو أنها أساسية فيك! فلسان حالك يقول بإن المعاني مطروحة في أفواه الآخرين وأنت تختار منها ما تشاء! إذ لا وقت لديك لكي تقرأ كتابًا، فعنوانه يكفي، جملة من هنا وجملة من هناك وإذا بك قد اختصرت الفكر الغربي، بل حينما وصلت إلى أوروبا عبر تلك »البلدان الاشتراكية«، لم تجد فيها جديدًا. »لقد قرأته هناك!« هكذا كنت تردد في تلك المقابلة اليتيمة التي أجريتها مع نفسك وانتظرت أشهرًا حتى وجدتَ ذلك الصحفي الذي تبنّاها! أما الفكر العربي فهو أنت! وفرقك عن العرب الآخرين، كونك قد هضمت الثقافتين! ولا وقت لديك إلا لمرآة نفسك ولمازوخيتك التي تلاعب أحلام شهرة وعزلة عظيمة، عزلة القارئ الجاهل والشاعر العظيم الذي لم يكتب أعماله بعد. الشهرة معلقة في سقف تلك العمارة الهرمة، باعتبارها حلمًا لا تحتاج إلا لظهور اسمك شاعرًا كبيرًا أو محرر مجلات وشخصية ثقافية قائدة في محيط فارغ بضربة حظ لم تحدث! بسبب القليل الذي ذكرته هنا وبسبب »نشاطك« وهمتك فقد قررت أن أكتب إليك رسالة، فأنت تستحق فعلاً أن تُكتب له رسالة شخصية ترى من خلالها نفسك، نموذجًا لذلك الجاهل الذي لا يرى الآخرين! ذلك الذي لم يقرأ ولن يقرأ، حتى هذه الرسالة الموجّهة إليه!
إني أكتب هذه الرسالة إليك لكي أصوّرك فيها، أو على الأقل، أصوّر جزءً منك فيها! وبعضه صوّره أبو حيان التوحيدي قبلي، إذ وصفك قائلاً بإنك قد »قرأت كتاب تأخير المعرفة، وكتاب نسيان العلوم، ودرست مجموع نقصان الفهم، لهذا: أدّوا عنه حقّ الراعي يوم الأربعاء في سوق البقر، لا يفوته - بحمد الله - من الجهل إلا اليسير...« وقد قال التوحيدي أشياءً أخرى سيجدها من يريدها في مكانها في »الرسالة البغدادية«، كما لا يسعني هنا الإشارة إلى ما كتبه الشيخ ركن الدين الوهراني في »مناماته...« وخصوصًا حول »قصيدة تاج الدين الكندي«! التي يبدو لي أنك صورة صادقة لكاتبها!



#خالد_المعالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -أعزائي القتلة-
- المثقف العربي: سيرة قصيرة


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد المعالي - رسالة إلى شخص جاهل