أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - بدر الدين شنن - فقراء البرازيل .. من دروب الجوع إلى دروب الأمل














المزيد.....

فقراء البرازيل .. من دروب الجوع إلى دروب الأمل


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 1721 - 2006 / 11 / 1 - 11:38
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


حقق فقراء البرازيل انتصاراً ديمقراطياً كبيراً ، بإعادة انتخاب " لولا دا سيلفا " لدورة رئاسية ثانية ، وذلك عبر معركة انتخابية طاحنة ، بين كتلة الفقراء الجماهيرية العريضة وبين الطبقة الرأسمالية المتحالفة مع الطبقة الوسطى . وتعبيراً عن فرحتهم بهذا الانتصار نزلوا إلى شوارع المدن وساحاتها .. وهتفوا .. وغنوا أناشيد الحرية .. أناشيد الحلم بغد تنمحي فيه من حياتهم سمات الفقر .. واختناقات الفقر .. ومآسي الفقر .. وتنمحي فيه الفوارق الطبقية الظالمة .. وتندثر فيه دروب الجوع .. وتنفتح دروب الكفاية والعدالة والكرامة والأمل

هؤلاء الفقراء الذين رفعوا " لولا " إلى موقع الرئاسة مرة أخرى ، هم صانعوا البرازيل الجديدة .. صانعو الدروب الجديدة .. في النظرية .. وفي آليات التغيير الاجتماعي الديمقراطي
كلمات قليلة ترددت في شوارع ساوباولو لخصت هذا الحدث .. وحلت اللغز الكامن في ثنايا ه المبهرة
برازيلي من أصل عربي قال : لقد كان " لولا " إلى جانب لبنان وفلسطين والعراق .. إلى جانب الحق العربي .. كما هو إلى جانب الفقراء في البرازيل .. ولهذا يحق له .. ولنا .. أن يكون رئيساً للبرازيل مرة ثانية
وقال برازيلي آخر : إن الفقراء في البرازيل هم الأغلبية في المجتمع .. ولذلك نجح " لولا " لدورة رئاسية جديدة

وذكرت مراكز أبحاث ووكالات أنباء عدة أن " لولا " اتبع في عهد رئاسته الأولى سياسة اقتصادية خفضت التضخم وأ سعار المواد الأساسية .. وقدم مساعدات مالية إلى 11 مليون عائلة .. دون زيادة الضرائب .. وطبق سياسة تعليم الفقراء .. ووقف الجريمة
ولاغلو إذا اعتبرت حصيلة الدورة الرئاسية الأولى الاقتصادية والسياسية والاجتماعية بمثابة برنامج سياسي للدورة الرئاسية الثانية . وهذا ماركز عليه " لولا " في خطابه الجماهيري الأول بعيد إعلان نتائج الانتخابات إذ قال .. أنه سيتابع نهجه السياسي الاقتصادي الذي اتبعه في دورته الرئاسية الأولى

ومم لاريب فيه ، أن لانتصار فقراء البرازيل انعكاسات قارية أمريكية ودولية هامة . فالبرازيل إذ تصر على النهج الاجتماعي الديمقراطي العادل ، إنما تؤكد على خيارها المستقبلي المغاير لنهج كبار الرأساليين البرازيليين ، المتمثل بالهيمنة على الثروات الوطنية وعلى نتاج عمل الكادحين ، الذي أفضى إلى إفقار البلاد ، وإلى تفشي الفساد والجوع والجريمة ، وتؤكد على اصطفافها إلى جانب فنزويلا وكوبا وبوليفيا وتشيلي في مواجهة " الإمبراطورية " الولايات المتحدة الجار المتغطرس في الشمال . ما يؤهلها أن تلعب دوراً دولياً هاماً في القضايا المصيرية الكبرى ذات التأثير المباشر على مسائل السلم والحرية في العالم ، وخاصة في الشرق الأوسط

من هنا ، فإن انتصار فقراء البرازيل ، قد أحدث ارتياحاً كبيراً لدى شعوب البلدان العربية ، التي تكابد من المؤامرات والاعتداءات الأمريكية والصهيونية
ومن هنا أيضاً ، قدمت البرازيل أنموذجاً نضالياً جديراً بالاهتمام والاقتباس من قبل الشعوب العربية ، التي تخوض نضالً مماثلاً إلى حد كبير ، إن على المستوى الداخلي ، معركة الديمقراطية والعدالة الاجتماعية ، أو على المستوى الخارجي ، معركة رفض الهيمنة الإمبريالية . وبرهنت بالممارسة الحية ، على أن القوى الاجتماعية حاملة برنامج المواجهة للإمبريالية وبرنامج التغيير الديمقراطي هي ، قوى الفقراء المؤلفة من الطبقة العاملة في قطاعات الانتاج والإدارة والخدمات والقوى الشعبية في المدن والأرياف
ومما لابد من ذكره ، كنقاط لافتة في هذا السياق ، أن كل الانتصارات الديمقراطية التي تحققت ، بطبعة يسارية ، في أمريكا اللاتينية ، قد قام بها الفقراء وليس " الطبقة الوسطى " .. لقد كانت " الطبقة الوسطى " إلى جانب كبار الرأسماليين في الخندق الآخر
إن الديمقراطية سلاح الفقراء .. سلاح كل الشرفاء .. شرط أن يتحدوا تحت قيادة مؤمنة بهم وبمصالحهم .. وبالديمقراطية يمكن حل المشكلات الاجتماعية لصالح الفقراء والمجتمع برمته
إن قيادة " الطبقة الوسطى " ليس شرطاً أبدياً ملزماً لتحقيق الديمقراطية والتغييرات الاجتماعية الكبرى ، فهذه الطبقة إن وجدت أصلاً هي متعددة المشارب والمصالح .. ويمكن أن تكون شرائح منها أحياناً معادية للديمقراطية ، بل ولاتتورع عن تدبير أو احتضان الانقلابات الدكتاتورية ، كما حدث في عدد كبير من بلدان العالم في مختلف القارات ولاسيما في البلدان العربية

وما يمكن البناء عليه مما تقدم ، أن نتائج انتخابات الرئاسة في البرازيل ، قد شكلت إحراجاً شديدأ للمشروع الامبراطوري البوشي في أمريكا اللاتينية ، وإحراجاً شديداً لأنظمة عديدة ، مثل النظام السوري ، المدعية الممانعة للهينمة الامبريالية بتجذير الاستبداد والزاعمة تحقيق الازدهار الاقتصادي والعدالة الاجتماعية بالارتباط باقتصاد السوق الامبريالي ، كما شكلت إحراجاً شديداً أيضاً ، لمن مازال يراهن على الدور الطليعي ل" الطبقة الوسطى " في معركة التغيير الديمقراطي وحماية الاستقلال الوطني

لاشك .. أن المستر بوش ما أن سمع بانتصار فقراء البرازيل المكرر ، حتى هرع إلى خلوته الروحية لائذاً ب" وحيه المزعوم " ليفسر له كيف تمكن الفقراء من ا ستخدام الديمقراطية ضده وضد حلفائه كبار الرأسماليين في " القارة البرازيلية " .. وقبلها جرى ذلك في بوليفيا وتشيلي وفنزويلا وفلسطين ؟ كيف سيتخلص من ورطته " الديمقراطية " في أفغانستان والعراق قبل أن ينقلب السحر على الساحر .. ؟ وماذا عليه أن يقدم من بدائل لخداع الشعوب والتحايل عليها ، لتأمين خضوعها لهيمنة أمريكا العولمية .. ؟

شاب برارزيلي في ساحة ساوباولو عبر فرحته بانتخاب " لولا " قائلاً : الحمد لله لأننا نحن الفقراء في البرازيل نشكل أغلبية كبيرة .. ولهذا كسبنا وفاز " لولا "

ألسنا .. نحن فقراء الوطن العربي .. نشكل أغلبية أيضاً .. ؟ أم أن الأغلبية لاتكفي للإنتصار بدون " لولا " .. ؟



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حجب غير متمدن .. للحوار المتمدن
- درس ديمقراطي أول
- السياسات والتقاطعات المشرفة
- قصة الجيش الأحمر السوري
- ليس حلفاً جديداً .. !! .. ؟
- بانتظار مبادرات نقابية وسياسية مناضلة شجاعة
- معركة الرغيف والكرامة والديمقراطية
- خمس سنوات إرهاب شامل
- نظام - الحزب القائد - .. !! .. إلى متى .. ؟
- حتى ينكسر الحصار
- السنديان العتيق
- التحالف الاشتراكي .. بداية جادة واعدة في حركة اليسار المصري
- أفول الأسطورة الإسرائيلية .. مهام متعددة في معركة واحدة
- لماذا ثقافة المقاومة .. ؟
- الوطنية الديمقراطية في زمن الحرب
- من هم أصدقاء أولمرت من الحكام العرب .. ؟
- حرب لبنان .. العودة إلى حقائق الصراع العربي الإسرائيلي .. 2
- حرب لبنان .. العودة إلى حقائق الصراع العربي الإسرائيلي
- حرب لبنان .. والمسؤوليات التاريخية
- حرب غزة .. والسؤال الآن .. !! ؟


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - بدر الدين شنن - فقراء البرازيل .. من دروب الجوع إلى دروب الأمل