أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد سيد رصاص - إلى أين يتجه السودان؟














المزيد.....

إلى أين يتجه السودان؟


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 1720 - 2006 / 10 / 31 - 10:53
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


شكَل السودان,بالسنوات الأخيرة,مثالاً كبيراً على أقلمة وتدويل(المحلي),وعلى أن البنية الداخلية,التي تعيش حالة من اللااندماج الإجتماعي,لاتشكل فقط أرضية خصبة للتدخل الأجنبي وإنما أيضاً تؤدي إلى مد الأيدي من النوافذ للخارج.
لم تكن هذه حال السودان في فترة الحرب الباردة,عندما كان لاعباً رئيسياً ضد اثيوبيا حليفة السوفييت أثناء حربها مع الصومال من أجل اقليم أوغادين-1977-,ومن خلال دعمه للحركات الإريترية ضد الاحتلال الاثيوبي,كما كانت الخرطوم عاملاً فاعلاً في الصراعات التشادية بالسبعينيات والثمانينيات بين حليف ليبيا (غوكوني عويدي)وخصمه الموالي للغرب(حسين هبري).
تغيرت الأمور في عام 1989,لما تزامن صعود الاسلاميين السودانيين للسلطة مع انفكاك تحالف واشنطن مع الحركات الاسلامية العالمية إثر انتفاء حاجتها إليهم بعد هزيمة المعسكر السوفيتي,وقد لوحظ منذئذ تصاعد اعتماد الأميركان على دول الجوار الإفريقي للسودان دون الخرطوم في قضايا افريقية عدة(أوغندا في أزمتي رواندا وبوروندي عام1994-اثيوبيا في أزمة الصومال بعد انهيار حكم زياد بري في عام1991),الشيء الذي لايمكن عزوه فقط إلى توترات الحكم الاسلامي السوداني مع الغرب بالتسعينيات وإنما يمكن القول أيضاً بأن ذلك قد أعطى دلالات على اتجاه أميركي جديد إلى تزايد الاعتماد على الدور الافريقي الإقليمي في مناطق التماس والجوار مع العالم العربي,على حساب أدوار قامت بها القاهرة والخرطوم والرباط لحساب واشنطن في المحيط الافريقي خلال أيام الثنائية القطبية.
في هذا الإطار,كان واضحاً الغطاء الأميركي للدور التدخلي الذي قامت دول منظمة (الإيغاد)في أزمة جنوب السودان بالتسعينيات,سواء على صعيد دعم بعضها(أوغندا-كينيا)لحركة جون غارانغ أوعلى صعيد تأمينها لإطار تفاوضي افريقي للأزمة يتمتع بمظلة واشنطن,مع استبعاد أدوار دول عربية معنية بالوضع السوداني(مصر-ليبيا-السعودية),وقد كان واضحاً من مسار أزمة الجنوب في التسعينيات بأن الخرطوم لم تعد تستطيع التحكم بمجرياتها,ولابالحد من تدخلات(الاقليمي)و(الدولي)فيها,بل إن الكثير من التحولات الداخلية السودانية,مثل عزل الدكتور حسن الترابي من الحكم عام1999,قد كان الهدف منها التكيف أوالتخفيف من تأثيرات الرياح الخارجية أوالتلاقي معها عبر تحولات داخلية"مرضية"للمحيطين الاقليمي والدولي,ربما من أجل تكرار تجربة اتفاقية أديس أبابا(آذار1972)التي أنهت التمرد الجنوبي الأول(منذ آب1955),والتي أتت بعد أشهر من ضرب الرئيس النميري للشيوعيين المحليين.
لم ينجح الرئيس البشير في محاولة ذلك,حيث بان ,من اتفاقيتي(مشاكوس)-2002-و(نيفاشا)-2005-مع الجنوبيين,بأن الخرطوم قد وقعت اتفاقيات ستؤدي(وأدت) إلى فقدان سيطرتها على الجنوب,في وقت كانت فيه قد انفجرت أزمة دارفور(منذ شباط2003),وقد كان واضحاً من التنازلات المتزايدة التي قدمتها الحكومة السودانية في(نيفاشا)بأنها تريد التفرغ من الهم الجنوبي لإحتواء أزمة الاقليم الغربي,التي ظهرت فيها عملية تدويل واسعة للمشكلة المحلية السودانية,إضافة لأقلمتها عبر دور اقليمي فيها لبعض الدول الافريقية(تشاد-نيجريا),حيث فاق تدويل (دارفور)ماكان في الجنوب بالتسعينيات من تدويل لم يكن فاقعاً ومباشراً وإنما كان يتغطى بقفاز(الإيغاد).
في هذا الإطار,فرضت (دارفور)حركات اجبارية على الحكومة السودانية,من الواضح أن اتفاقية نيفاشا كانت احداها,وبالمقابل فإن فشل (اتفاق أبوجا)-أيار2006-حول دارفور,بسبب رفض فصائل رئيسية التوقيع عليه واتجاه الولايات المتحدة إلى تدويل قوات حفظ السلام هناك بدلاً من القوات الافريقية,قد سرَع كثيراً في توقيع الخرطوم لاتفاقية وقف النار مع (جبهة الشرق)في حزيران الماضي,ثم(اتفاقية أسمرة)-14تشرين أول-معها لتقاسم السلطة والثروة في الاقليم الشرقي حيث تشكل قبائل (البجا)أكثرية سكانية هناك.
هنا,في(اتفاقية أسمرة),ظهرت إريتريا كدولة راعية ,وهي التي استطاعت,خلال عقد ونصف من استقلالها,أن تصبح لاعباً كبيراً,بفضل لعبها على مشاكل الدول المجاورة أوضدها,عبر دعمها لجون غارانغ ول"التجمع الوطني الديموقراطي"السوداني المعارض وحركات التمرد في دارفور ول(جبهة الشرق) السودانية إضافة إلى دعمها اللاحق للمحاكم الاسلامية الصومالية الداخلة في صراع ضار مع اثيوبيا.وبالمقابل,فإن تشاد,كما أوغندا في تسعينيات أزمة الجنوب,قدظهرت كلاعب كبير,هي ونيجريا,في الأزمة الدارفورية:تمتعت(وتتمتع)هذه الدول الاقليمية,المتدخلة في الشأن المحلي السوداني وأزماته,بغطاء دولي كبير,وبسكوت راض من المحيط الافريقي,وقد أصبحت ,هي و(القطب الواحد),محدِداً كبيراً للمسارات الداخلية السودانية.
إلى أين يتجه السودان:هل إلى التجزؤ؟............أم إلى الوحدة,مع نزع طابعه العربي لصالح أفرقته عبر فقدان الشمال والوسط العربيين لسيطرتهما التقليدية على الحكم؟...........أو إلى فيدرالية فضفاضة ,تكون فيها مدينة الخرطوم محصلةً لقوى متناقضة ومتنازعة؟..



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فراغ القوة عند العرب
- التحول الأيديولوجي وترجماته السياسية
- -أليس هناك حدود للمعارضة السياسية؟-
- مواقف القوى السورية المعارضة من حرب12تموز
- لماذا تتمتع اسرائيل بكل هذا التدليل الدولي؟..............-
- مأزق حزب الله:تباين الجهد والنتائج
- الشرق الأوسط:إلى أين يتجه صراع الاقليمي والدولي؟
- آلام المخاض والقابلة الجديدة:هل حصل اجهاض للمشروع الأميركي؟
- في صيرورة ايران جزءاً من الصراع العربي الاسرائيلي
- -هل كانت الفلسفة الإسلامية مجرد جسر بين أثينا والغرب؟.... –
- مسار التسوية:محاولة للمراجعة-
- في النزعة الأميركانية
- هل هناك أفغنة للصومال؟-
- أميركا اللاتينية: يساران
- ابن حنبل والأشعرية
- اتجاهات غربية لإحداث تناقض بين العرب والأفارقة
- هل انتهى مشروع(اسرائيل الكبرى)؟
- بين الديموقراطية والليبرالية
- التيارات السياسية العربية:تغير وتطور الاصطفافات
- هل الديكتاتورية لاصق اجتماعي في المجتمعات اللامندمجة؟-


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد سيد رصاص - إلى أين يتجه السودان؟