أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شهيد بنعيسى - إسرائيل وسياسة فرق تسد















المزيد.....

إسرائيل وسياسة فرق تسد


شهيد بنعيسى

الحوار المتمدن-العدد: 1720 - 2006 / 10 / 31 - 09:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كتب لصيف 2006 أن يدخل التاريخ، وكتب لحزب الله أن يحقق نصرا تاريخيا على إسرائيل بفضل سواعد رجاله ودون الحاجة إلى دعم ميداني أو لوجيستيكي عربي، بخلاف الحروب التي خاضها العرب مجتمعين ضد إسرائيل ولم يحققوا فيها شيئا يذكر، لأسباب معروفة ولا داعي لاستحضارها، باستثناء الانتصار المؤقت في أكتوبر 73. تمكن حزب الله أن يكسّر هيبة الجيش الإسرائيلي على صخرة المقاومة وأن يقلب كل المفاهيم التي ترسّخت في أذهاننا كشعوب عربية، ويخلصنا من عقدة الخوف والتخويف الذي مورس علينا من طرف العدو الإسرائيلي وجعلنا نقبل الذل على أنفسنا.

وكأن الاستسلام و الهزيمة قدرنا، أو أن الإرادة الإلهية أرادت ذلك ولا نملك إلا أن نسلم ونرضخ لهذا القدر. فكل محاولة لتكسير هذا الطوق من الخوف الذي يكبلنا ويجعلنا عاجزين سيكون محكوم عليها بالفشل. وكان ولازال همّ حكامنا هو التودّد واستجداء رضاء أمريكا وإسرائيل لاتقاء شرهما وخصوصا شر هذه الأخيرة، لأنها لا ترحم وعقيدتها المقدسة هي الفتك بالعدو تدميره تدميرا كليا، حتى لا يستطيع بعده الانتفاض، وحتى لو انتفض و تمكن من النهوض ثانية فإن جروحه ستظل تذكره بالدرس الذي لقّن له، فلا يتجرأ أبدا على العصيان.

وكما قلنا من حسنات الحرب الأخيرة هي تكسير عقدة الخوف لذا الشعوب العربية، بل والأكثر من ذلك أن هذا الخوف الذي ظل جاثما على أنفاسنا لعدة عقود عدة انتقل إلى الطرف الأخر، وأقصد دولة إسرائيل، فتحولت من كيان مهدّد إلى كيان خائف ومهدّد. وأصبحنا ولأول مرة نلمس في أدبيات وتصريحات الساسة الإسرائيليين خوفا حقيقيا على أمنهم و حتى على وجودهم كدولة. وأصبحت إسرائيل بجلال قدرها تطالب المجتمع الدولي أن يحميها من الخطر المحدق الذي يتهدد مواطنيها، والمتمثل في صواريخ الكاتيوشا التي أمطرت الشمال الإسرائيلي وأرغمت سكانه على النزوح إلى الجنوب والابتعاد قدر المستطاع عن فوهة البركان.

فحجم الخوف الذي أصبح يسيطر على أولمرت وحكومته جعلهم يغيرون من استراتيجية المواجهة لديهم، بعد أن أثبتت الحرب الأخيرة أن الترسانة العسكرية المتطورة والقنابل بشتى أنواعها عنقودية كانت أم فسفورية ليست هي من يحدد نتيجة الحرب، في مواجهة خصم مؤمن بقضيته العادلة ومستعد للتضحية من أجلها.

وهكذا أصبحت إسرائيل تتحدث هي أيضا وعلى غرار أمريكا عن الحرب الإستباقية أو الوقائية. وبدأت تتصور أن المقاومة الفلسطينية المتمثلة بالخصوص في حماس، يمكن أن تبا غث إسرائيل وتبادر بالهجوم بعد أن تكون قد أعدت الخنادق وتزودت بالأسلحة، مقتبسة في ذلك أسلوب حزب الله الذي أثبت نجاعته أمام جيش جبان ويفتقد إلى الروح القتالية والإيمان بقضيته.

وبدأت إسرائيل تعد العدة لاجتياح جديد، ولارتكاب مجازر جديدة بحق الفلسطينيين، الذين لا ذنب لهم سوى أنهم ينشدون وطنا حرا يلملم جرحهم الذي طال نزيفه ولم يكتب له بعد أن يندمل. هذا الإعداد طبعا تصاحبه حملة إعلامية مكثفة موجهة بالخصوص إلى الرأي العام الغربي لكسب تأييده. بعد أن تكون قد أوهمته أنها تخوض حربا مقدسة ضد الإرهاب. ولكن هدفها الحقيقي هو تدمير المقاومة التي اكتسبت شحنة من المعنويات بعد الحرب الأخيرة.

بعد أن أثبت الخيار العسكري فشله في الحرب الأخيرة ضد حزب الله بدأت إسرائيل تنهج إستراتيجية جديدة لمواجهة القوى الممانعة في الدول العربية، وتتمثل في زرع بدور الفتنة والتفرقة والشقاق في الجسم العربي المريض أصلا عملا بمقولة "فرّق تسد"، والسعي إلى خلق و تعميق الخلافات الطائفية والمذهبية. وتسخير الأنظمة العربية الموالية لتحقيق أهدافها، لعل هذه الأخيرة تحظى برضا إسرائيل وأمريكا، وبالتالي تتجنب الإطاحة بها.

في عز المواجهة بين حزب الله و إسرائيل الغازية أظهرت الشعوب العربية بمختلف انتماءاتها الإيديولوجية و المذهبية، دعما وتأييدا مطلقا للمقاومة وحقها في التصدي للعدوان الهمجي. بينما شذ عن الصف الشعبي، بعض الحكام العرب واشترك معهم في المؤامرة بعض العلماء والمثقفين الذين سخروا مناصبهم كأبواق لإسرائيل. وبدت وسائل الإعلام الحكومية تروج لأفكارهم الهدامة والتي تسعى إلى تعميق الهوة بين المذهبين الشيعي والسني مضيّعين بذلك جهود مجموعة من العلماء الشيعة والسنة الأفاضل، أمثال محمد سليم العوا و حسن الصفار ومن قبلهما الشيخ محمود شلتوت رحمه الله، لردم هذه الهوة والتقريب بين المذهبين لما في ذلك من مصلحة للأمة في مواجهة العدو الخارجي، المتمثل في الغرب الذي يسعى جاهدا إلى إضعافنا بالتالي نهب ثرواتنا.

لم تكتف هذه الحفنة من العلماء المتآمرين بالتصريحات بل أشهروا سلاح الفتوى. وحرّموا على السنة تقديم الدعم لحزب الله باعتباره شيعي المذهب. لكن جهودهم لم توفق وظل صوتهم نشازا.

وفيما يلي مقطع من مقال لأحد العلماء، ويقول فيه: ’’... لو أخذتهم الغيرة على حرمات الله و مقدسات الإسلام لأوقفوا زحف النصرانية و اليهودية و الشيوعية و الشيعية التي تكتسح العالم الإسلامي...’’ انتهى قوله. فلم أرى في حياتي هكذا مغالطات وتواطؤ. فبماذا يبشرون والى ماذا يدعون أإلى حرب بين البلدان السنية و البلاد الشيعية كالتي دارت بين الدولتين الصفوية الشيعية و العثمانية السنية والتي استمرت لقرنين من الزمان. فيا ترى من سيكون المستفيد الأكبر ؟ ولمصلحة من سيكون تشتّت الصف العربي الإسلامي؟

في الأيام الأخيرة قام الشيخ سلمان العودة بخرجة إعلامية أعرب فيها عن قلقه الشديد من تعاظم النفوذ الشيعي، و دعا إلى التزام الحيطة و الحذر من المخططات الشيعية التي تهدف إلى الهيمنة على منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي، والتصدي لها. ألم يكن أحرى به أن يقلق على الشعب الفلسطيني الذي يتعرض يوميا للتقتيل والتشريد، وتستباح دماءه ومقدساته ومقدسات المسلمين. فإلى متى سيبقى هذا الجرح مفتوحا؟ فالشيخ سلمان العدة بتصريحات هذه لا يخدم إلا أجندة إسرائيلية وإن كان عن غير قصد. فالمطلوب من كل العلماء والمثقفين الغيورين على مستقبل الأمة ليس الحذر من المخططات الشيعية ولكن الحذر كل الحذر من المخططات الإسرائيلية و الأمريكية.



#شهيد_بنعيسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فرنسا تدعو روسيا وليس بوتين للمشاركة في احتفالات ذكرى إنزال ...
- الكرملين: كييف تسعى لوقف إطلاق النار خلال الألعاب الأولمبية ...
- الإيرانية والإسرائيلية أيضا.. وزير الخارجية الأردني يؤكد -سن ...
- المتنافسون على السلطة في ليبيا -يعارضون- خطة أممية لحل الأزم ...
- وزيرا الدفاع الأمريكي والصيني يعقدان أول محادثات منذ 18 شهرا ...
- باريس -تدعو- روسيا من دون بوتين للاحتفال بذكرى إنزال الحلفاء ...
- زيلينسكي يوقع قانون التعبئة الجديد لحشد 500 ألف جندي إضافي ب ...
- أوكرانيا أرادت تصفية الصحفي شاري واتهام روسيا باغتياله
- الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس: إسرائيل سترد على إيران في ا ...
- لافروف: الولايات المتحدة وحلفاؤها يشعرون بقلق متزايد بشأن عم ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شهيد بنعيسى - إسرائيل وسياسة فرق تسد