أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جواد البشيتي - دوحة الديمقراطية والسلام في الدوحة!














المزيد.....

دوحة الديمقراطية والسلام في الدوحة!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1720 - 2006 / 10 / 31 - 08:26
المحور: المجتمع المدني
    


في الدوحة، افْتُتِح المؤتمر الدولي السادس لما يسمى "الديمقراطيات الجديدة أو المستعادة". وقد ارتضت الأمم المتحدة أن يُنسب إليها فضل تنظيم هذا المؤتمر، الذي يكفي أن نمعن النظر في شعاره "الديمقراطية طريقنا إلى السلام" حتى نتأكد أن لا أهمية تُذكر له في قضيتي الديمقراطية العالمية والسلام العالمي، وكأن كاتبو الشعار هم من نمط أولئك الذين يعتقدون أن لكل عبارة معنى ما دامت سليمة نحويا كعبارة "أكلتُ ماءً مُثلَّثا"!

ولا شك لديَّ في أن هذا المؤتمر، الذي لا تشارك فيه نحو 110 دول (هي دول لم تعرف الديمقراطية بعد أو فقدتها ولمَّا تستعيدها) من اصل 192 دولة عضو في الأمم المتحدة، لن يُنْجِز أكثر مما أنجزته غيره من المؤتمرات الدولية "الخيرية" كمؤتمر "الحوار بين الديانات الثلاث"، فالغالبية العظمى من المشاركين في أعماله يناقشون الديمقراطية وهم ليسوا بديمقراطيين، والسلام وهم ليسوا بسلاميين. ويبدو أن المتوفِّرين على البحث في رائحة الشيء، عوضا عن البحث في ذات الشيء، قد ضربوا صفحا، في أثناء بحثهم في أوجه العلاقة بين الديمقراطية، التي هي الوسيلة، وبين السلام، الذي هو الهدف، عن حقيقة أنَّ المنظِّم الحقيقي للمؤتمر، وهو إدارة الرئيس بوش، قد تخلت، أو شرعت تتخلى، عن الديمقراطية (أو الإصلاح السياسي والديمقراطي) بصفة كونها طريقا إلى "الشرق الأوسط الكبير، أو الأكبر، أو الجديد" إذ تأكد لديه وثبت أن إحراز الولايات المتحدة لمزيد من الهيمنة الإمبريالية هنا، وفي أنحاء أخرى من العالم، والتي يطيب لها تسميتها "النصر على الإرهاب العالمي"، هو هدف لا يمكن بلوغه بوسيلة "الإصلاح الديمقراطي"، وإنما بوسيلة "الدولة الأمنية"، التي لا تعرف من "الإصلاح الديمقراطي"، إنْ عرفت، إلا ما يتفق، أو لا يتعارض، مع الضرورات الأمنية لمكافحة الإرهاب، ولكل ما قد يؤدي إليه وينتجه، فالأمن أولا، ولا بد، بالتالي، لمنسوب الحرية من أن يهبط حتى يعلو منسوب الأمن.

المؤتمر، وبحسب المقياس الحقيقي الذي نقيس به نجاحه من فشله، فشل حتى قبل أن يبدأ، فوزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني لم تجد في المؤتمر من فرص التطبيع لعلاقة إسرائيل مع العرب ما يغريها بالحضور والمشاركة، فـ "الديمقراطية الإسرائيلية" لم ترَ السلام، وإنما الحرب والعداء، في "الديمقراطية الفلسطينية" الممثَّلة في المؤتمر، كما لم يسر ليفني أن ترى الـ "لا ديمقراطية العربية" ممثَّلة في المؤتمر تمثيلا دون المستوى الوزاري، مع أنها ترى فيها طريقا إلى السلام!

لو حضرت ليفني لأُتيحت للوفود العربية فرصة الاستماع إليها وهي تشرح لهم، بصفة كونها ممثِّلة لدولة مشاركة، أبعاد ومعاني التجربة الديمقراطية الإسرائيلية، وكيف نجحت هذه التجربة في أن تؤسِّس لسلام ديمقراطي مع الفلسطينيين، الذين تشجعوا، فحاكوها، فكافؤهم بالحرب والحصار المالي والاقتصادي والسياسي الدولي!

ولو حضرت لأُتيحت لها فرصة الاستماع إلى وفود عربية عديدة وهي تشرح لها، وللعالم، ما أُنْجِز حتى الآن من إصلاحات ديمقراطية في دولها، وإن كانت تفضِّل "الشورى" على "الديمقراطية" تسميةً!

هل يحتاج المشاركون إلى من يقيم لهم الدليل على أن الديمقراطية الأولى والكبرى في العالم، وهي الولايات المتحدة، هي التي لا تستطيع العيش إلا في الحروب، وبالحروب.. وهي التي سوَّلت لها قيمها الديمقراطية القتل النووي لمئات الآلاف من البشر غير النوويين!

كان على هذه الدولة أن تأتي إلى المؤتمر لتشرح للمشاركين فيه تجربتها في جعل الديمقراطية طريقا ليس إلى السلام وإنما إلى الحرب، وإلى مزيد من الحرب. وكان على المشاركين من ذوي النيات الحسنة، على قلتهم، أن يستضيفوا "التاريخ" ليشرح لهم كيف نجحت "الديمقراطيات القديمة" في زج العالم في أتون حروب مدمِّرة!

وكان على المشارك العراقي أن يشرح للوفود المشاركة كيف نجحت الديمقراطية "الجديدة"، أو "المستعادة"، لا أدري، في نشر السلم الأهلي والأمن والاستقرار، وفي اجتذاب عقول وقلوب الملايين من العرب إلى تجربة "المثل الديمقراطي الأعلى"!

وكان على الوفد المصري أن يتحفظ من شعار المؤتمر، فطالما حاول الرئيس حسني مبارك أن يقنع إدارة الرئيس بوش بالشعار المغاير وهو "السلام هو الطريق إلى الديمقراطية"!
لقد دعوا إلى تعميم وتدويل وعولمة تجربة "الحكم الرشيد" في العالم العربي، وكأن التجربة الفاشلة عربيا يمكن أن تعطي نتائج مختلفة إذا ما جُرِّبت دوليا!

الديمقراطية الحقة في عالمنا العربي لن تكون أبدا طريقا إلى السلام الذي تريده الولايات المتحدة، والذي في خواصه لا يختلف عن الديمقراطية التي تريدها، أو كانت تريدها، لنا. إنها ستكون طريقا إلى جعل شعوبنا ومجتمعاتنا أكثر قدرة على مبادلة أعدائها عداء بعداء، وأكثر قدرة، بالتالي، على إحلال السلام الحقيقي.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التداول السلمي للسلطة!
- انفراج فلسطيني وشيك!
- فشل إدارة بوش إذ اكتمل وتأكد!
- المنجِّمون.. كيف يصدقون وكيف يكذبون؟
- هذا الفساد الذي لم ينجُ منه حتى الأطباء!
- الفقر
- الفلسطينيون.. خلاف حاضر وشرعية غائبة!
- عندما تشفق رايس على الفلسطينيين!
- -ديمقراطية- الطبيعة و-ديكتاتورية- التاريخ!
- -الفوضى البناءة- في وجهها النووي!
- آخر خيارات عباس
- سياسة -الإفقار الاقتصادي- للمواطن!
- حلٌّ يتحدى الفلسطينيين على الأخذ به!
- وزن -الكلمة-
- مشاعر الكراهية للآخر..
- كل قيادة سُلْطة ولكن ليس كل سُلْطة قيادة!
- -الهزيمة- التي يحتاج إليها الفلسطينيون!
- قرار العرب إعادة -الملف- إلى مجلس الأمن!
- التبديد الاقتصادي عبر النساء!
- -النسبية- في القرآن كما شرحها الدكتور النجار!


المزيد.....




- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جواد البشيتي - دوحة الديمقراطية والسلام في الدوحة!