أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - خيانات رجال الدين : عن الدين المختزل في الذاكرة















المزيد.....

خيانات رجال الدين : عن الدين المختزل في الذاكرة


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 1720 - 2006 / 10 / 31 - 10:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إذا تفكرت فيما يدور حولك في محيطك الداخلي المحدود أو المحيط الخارجي الأوسع ووجدت هنا أوهناك العديد من المشاكل والأزمات التي تحاصرك فأعلم أن هناك من قام بمجموعة من الخيانات المتعددة حسب نوع الأزمة أو المشكلة سواء كانت سياسية , أو إجتماعية , إقتصادية أو دينية , أو خاصة بالتربية والتعليم والثقافة , أو بمياه الشرب والصرف الصحي .
ولكن حينما تكون الأزمة أزمة خاصة بالدين , أي دين من الأديان , فاعلم أيضاً أن وراء هذه الأزمة من يعتبروا أنفسهم قائمين علي أمر هذا الدين بجميع فروعه وعلومه وتصنيفاته المتعددة بداية من مفهوم النص الديني المقدس , والأخذ بالتفسيرات والتأويلات المعتبرة للواقع والحياة الحديثة والمعاصرة , ومدي ملائمة النصوص الدينية المقدسة للعلم والحقائق العلمية والكونية التي إبتدعها العلم الحديث , وإكتشفها العلماء المعاصرون أيضاً.
ولا أري أزمة أو مشكلة أشد وأعتي من الأزمات والمشاكل التي تتعلق بالدين من ناحية التفسير والتأويل والتعامل مع الواقع الحياتي المعاش بكل صوره وأشكاله , فهذه هي المشاكل الحقيقية التي يمكن من خلالها أن تتقدم المجتمعات أو تتخلف خاصة إذا كانت هذه المجتمعات الدين فيها يشكل عقيدتها وضميرها ووجدانها الجمعي في كل أمور الحياة الدنيا منذ بداية اليوم وحتي الخلود للنوم , ومنذ بداية الحياة وحتي النهاية في الممات .
فمن هو المتسبب في هذه الأزمات إذاً ؟
بعض من الناس الذين أسميناهم برجال الدين , ولا أريد المغالاة فأقول معظمهم هم سبب الأزمات الحياتية والدينية المعاصرة , وهم السبب الرئيس في التخلف عن ركب العلم والحضارة والتنمية , بل والخضوع والخنوع والمذلة في حياتهم الدنيا أمام قضايا الظلم والفساد العام في حياتهم الدنيا بجانب تخويفهم وترعيبهم من الآخرة بداية من الخسف والمسخ والزلازل والبراكين والبلايا والأوجاع والأمراض , والمصائب في المال والنفس والولد , ناهيك عن الترعيب من بداية سلالم الأخرة من سكرات الموت , والتعذيب الشديد المرعب في القبر حتي الإنتظار للعذاب الأكبر في الآخرة في جهنم وسقر وسعير , بل عذابات الدرك الأسفل منها , وكأن الإنسان لايمكن أن يهنأ له بال ولا من حقه أن يحصل علي قسط من السعادة في الدنيا التي يوصفها رجال الدين بأنها ملعونة وملعون من فيها , وانها دار ممر وليست دار مستقر , وأن العمل يجب أن يكون لجنات الآخرة التي هي المستقر النهائي للمؤمنين الذين حرموا انفسهم من الدنيا ومتاعها ولذاتها وكان حقاُ علي الله تنعيمهم بالنعيم المقيم الدائم الأزلي الأبدي !!
وكان التركيز الدائم علي مفاهيم عمارة الآخرة مقابل مفاهيم خراب عمارة الدنيا !!
وكان من لزوميات هذا الخطاب الدائم والمستمر هو علي الإلتزام بالعبادات الفردية والجماعية من الصلاة والصيام والصدقات والزكوات , والعبادات الجماعية كالحج بجانب الإهتمام بالقضايا الشركية والكفرية التي تخرج الإنسان من دائرة الدين إلي إلي دائرة الكفر والعصيان كالتوسل والوسيلة والذبح والهدي لغير الله , والإهتمام بعقيدة الولاء والبراء التي تكفر من لم يكفر الكافر وتخرجه من الرحمة إلي العذاب , ومن النعيم إلي دائرة الجحيم بسبب إحجامه عن تكفير الكافر حسب منطوق ومفهوم هذه العقيدة المبنية علي الولاء والبراء كما أسس لها رجال من ممن أسميناهم برجال الدين !!
فأين رجال الدين إذاً في الأمور الحياتية الخاصة بالسياسة والحكم وتداول السلطة الرقابة الشعبية والسياسية علي الحكومات والأنظمة الحاكمة ؟!!
أين رجال الدين من قضايا الظلم الإجتماعي والعدالة الإجتماعية , وعدالة توزيع الثروة القومية , والفساد السياسي , وإغتصاب الحكم والسلطة والثروة وإحتكارهم لصالح فئة معينة دون باقي فئات المجتمع ؟!!
أين رجال الدين من قضايا سرقة الأوطان وسلبها ونهبها وجعل ثروات الشعوب نهباً لسلطات الفساد العام من جانب أصحاب السلطة والثروة والحكم ؟!!
أين رجال الدين من تزوير الإنتخابات والإستفتاءات بالبلطجة والقتل والإرهاب من جانب السلطة الحاكمة ؟
أين رجال الدين من إنخفاض معدلات التنمية الإقتصادية وزيادة حجم الدين الداخلي والدين الخارجي , وزيادة معدلات الفقر والبطالة , وإنخفاض مستوي دخل الفرد في بلاد من الممكن أن تنعم في الخيرات لولا سرقات سلطة الفساد العام والنهب الوطني لمقدرات وخيرات وثروات الأوطان , وأين دورهم في أزمة التعليم والصحة والمواصلات والإسكان والعنوسة وطرد العمال من مصانعهم بالمعاش المبكر ؟!!
أين دور رجال الدين في إستخدام وتفعيل القوانين المقيدة للحرية والسالبة لإرادة المواطنين والتي تحمي فئة قليلة ممثلة في السلطة الحاكمة ضد مصالح وحريات الشعوب والأوطان ؟!!
أين دور رجال الدين في مواجهة الجرائم الإجتماعية والأخلاقية والإقتصادية التي تدمر المجتمع وتنخر في عظامه ؟!!
أين رجال الدين من مصيبة وفضيحة بيع القطاع العام وفضيحة الخصصة وإتفاقية الجات والكويز , وأين رأيهم وفتاواهم في هذه الفضائح والمصائب وهل وافقت صحيح الدين أم خالفته ؟ !!
أين دور رجال الدين في جريمة تلوث مياه الشرب وإستخدام المبيدات والهرمونات المحرم إستخدامها دولياً في تسميم أجساد الشعوب , وإرتفاع نسبة مرضي التهاب الكبد الوبائي والفشل الكلوي والكبدي , ومرضي السكري وضغط الدم , وارتفاع نسبة المرضي النفسيين , ومرضي الهوس الجنسي بل والسعار الجنسي , وزيادة حالات الأبناء مجهولي النسب , وحالات الدعارة السياسية والدعارة الجنسية , وقضايا توريث الحكم والسلطة ؟!!
أين رجال الدين من قضايا الوطن الكبري والقضايا الدولية والعالمية , وأين موقفهم من القضية الفلسطنية , والقضية اللبنانية, والقضية العراقية , والإتفاقيات الدولية كإتفاقية كامب ديفيد , وإتفاقية الكويز وإتفاقية الجات الخاصة بتوحيد التعريفة الجمركية بين الدول أعضاء المنظمة ؟!!
هذه هي بعض القضايا التي غيبها رجال الدين عن عقول وأفهام الشعوب وكأنه تغييب عن عمد مع سؤ القصد , وكأنهم لهم إرادة في ذلك بالتواطؤ مع سلطات الفساد العام بتخريب كافة الأمور الدنيوية مقابل السماح لهم بتعمير الآخرة مقابل تخريب الدنيا , وكأن لسان حالهم يؤمن بالعلمانية في فصل الدين عن الدولة بجعلهم قضايا الدين والعبادة في جانب وقضايا الوطن والمواطنين في جانب آخر , إلا أننا نسمع العجيب والغريب من القول منهم حينما تجري مناقشات أو حوارات عن الدين والعلمانية وتجدهم يكفرون العلمانيون ويصبون عليهم جام غضبهم المفتعل والمصطنع بلا خجل أو حياء من أنفسهم ومما يفتون به أو يبدون من أراء حوله .
وكان الدين بهذه الطريقة وهذا الأسلوب المتبع من رجال الدين هو سبب عظيم من جملة أسباب منها التحالف مع سلطات الفساد وسرقة وسلب ونهب الأوطان بالسكوت أحياناً والتواطؤ أحياناً أخري , بل والدعاء لهم في دور العبادة بطول العمر والتوفيق والنصر , وهذه الأمور أدت إلي التخلف والتقهقر عن الركب العلمي والحضاري المتقدم وتم تغييب الدنيا ومصالح الدنيا عن واقع الشعوب السئ والمعاش بسبب من رجال الدين الذين كرهوا الشعوب وذهدوا المواطنين في الدنيا بأيات وأحاديث مجتزأة من الدين وكتبه المقدسة والتي تكرس وتحبب في الفقر , والصبر, ولعن الدنيا والتنفير منها ومن جلب السعادة والنعيم والرفاهية فيها وكانت جنة الآخرة هي الأساس مقابل تغييب جنة الدنيا عن عمد مقصود , وكان أن إستشري الظلم والفساد والإستبداد وإغتصاب الحكم والسلطة وضاعت حقوق المواطنين في مقابل تمتع سلطات الفساد بهذه الحقوق المسلوبة والمنهوبة منهم , وتم تكريس الفساد والإستبداد بإسم الدين وعلي لسان رجال الدين الذين إختزلوا الدين في حرامه وحلاله وجنته وناره فيما يخص العبادة والطاعة , وتم إضاعة المعاملات والدور الإجتماعي والسياسي في مقابل الإهتمام بالعبادات التي أصبح جدواها غير ذي أثر في حياة الناس , لأن الدين تم إختزاله في الذاكرة فقط وأصبح بعيداً عن حياة الناس !!
فهل رجال الدين علي إستعداد لخوض غمار المعركة ضد سلطات الفساد ؟ !!
أم أنهم مازالوا يفهمون النصوص بالخطأ علي وزن : لاتخرجوا عليهم ما أقاموا فيكم الصلاة :!!
وإذا كان وضع الشعوب والأوطان كذلك ؟
فمتي نخرج علي سلطات الفساد لنحرر الشعوب والأوطان من هذه السلطات الفاسدة ؟!!
أعتقد : لن نجد إجابة أو رد علي هذه التساؤلات !!
والذين نجده خيانات للأوطان وللدين الذي أصبح وأمسي مختزلاً في الذاكرة فقط !!



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطب : الدين والعلم : أيهما حاكم ؟
- الفياجرا : بين السياسية والجنسية
- !!ماذا يعني التجديد في الخطاب الديني ؟
- لمن العيد ؟ عن السجون والمعتقلات : ماذا يعني العيد ؟
- !!والعار ليس إمرأة
- عن أزمة توريث الحكم في مصر : ماهو موقف الإخوان المسلمين ؟
- !!بعد بيع مبارك لمصر : ماذا تبقي للمصريين من مصر ؟
- عن المرأة والوصاية : حجاب العقل وحجاب الجسد
- السلفية : ماذا تعني ؟ وماذا تريد ؟
- !!الدين والإنسانية : هل هناك من فارق ؟
- عن الفرعون : من يحكم مصر ؟
- !!?عن الحزب الوطني ولجنة السياسات : ماذا لو غيرا مبارك الأب ...
- مبارك مصر ونجاد إيران : عن المشروع النووي المصري
- حركة كفاية بين القوي الوطنية والدينية : هل من إنفراجة ؟
- !!عن ضرورة وجود الجماعات الدينية : ماهي الغاية ؟
- هل جمال مبارك مواطن مصري !!؟
- الحائر
- معذرة !! : لا أريد جنتك: عن الدين والآخر
- عن مؤتمر الحزب الوطني : ماذا يريد مبارك الإبن ؟
- الدين والسياسة : دلالات تصريحات بابا الفاتيكان : هل هي دينية ...


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - خيانات رجال الدين : عن الدين المختزل في الذاكرة