أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - معتز تروتسكى - الموت الإكلينيكي للإنقاذ وتمرحل العملية الديمقراطية






الموت الإكلينيكي للإنقاذ وتمرحل العملية الديمقراطية


معتز تروتسكى

الحوار المتمدن-العدد: 1719 - 2006 / 10 / 30 - 09:58
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


الموت الإكلينيكي(Brain death) للإنقاذ وتمرحل العملية الديمقراطية

ما هو الموت الإكلينيكي بمصطلحة الطبي لا يبتعد كثيراً من حيث التعريف بالنسبة للحالة الراهنة التي تمر بها حكومة الإنقاذ حيث أن ما يحدث في حالة الموت السريري، هو تلف المراكز الحيوية في المخ، والتي يطلق عليها أحيانا جذع المخ، وهي مراكز التنفس والدموية، لكن المركز الخاص بالتنفس هو الأكثر أهمية في هذه الحالة؛ وتجرى للمريض في هذه المرحلة اختبارات لمعرفة ما إذا كانت الوفاة كاملة أم أنها أمر عارض ويعود بعدها مركز التنفس للعمل مرة أخرى. وفي حالة الموت السريري أو الدماغي كما يعرف في بعض الأحيان، يحدث تلف في المخ ويتوقف عن العمل لكن يظل القلب والدورة الدموية يعملان بشرط استبدال التنفس الطبيعي بالتنفس الصناع! ي وهو ما يبقي المريض الميت سريرياً على قيد الحياة لبعض الوقت؛ ويتراوح هذا الوقت الذي يعمل فيه القلب بين أسبوع وأسبوعين على الأكثر يفشل بعدها القلب فشلا وظيفيا ثم يتوقف تماما، وهو ما يعني في هذه الحالة الوفاة التامة للمريض.



ومن خلال الأحداث الأخيرة ؛ أتضح بلا يدع مجالاً للشك أن الإنقاذ ليس بالقوة المعنية وهذا ما دعانا إلى إطلاق عليها بداية مرحلة الغيبوبة بالنسبة للموت السرير ..

وبالرصد المخبرى لبداية مرحلة الغيبوبة لانحلال وفشل المشروع الاسلاموي الانقاذى المسماة "التوجه الحضارى- نظام الجبهة" ؛ الذي كان محاولة لإعادة صياغة الفرد في السودان (بطريقه راديكالية اسلاموية) ؛ إلا أن مقاومة الشعب له أدى إلى أن سقوطه ؛ لأنه لا يعبر عن الشعب كما انه تناول مسألة التغير كواقع لابد منه وبالقوة من خلال توفر الأجهزة الداعمة له "أي" المشروع كان عبارة عن (تغير سلبي)؛وفي اعتقادي أن هذا دليل على عدم إمكانية إلغاء كل الإرث الثقافي والاجتماعي واستبداله برؤية جديدة ، مهما كانت القوة التي تدعم هذه الرؤية بين ليلة وضحها وبأسلوب قهري ضد إرادة الشعوب...



انهيار البنية الاقتصادية ؛ فالنظام اتبع سياسة غريبة ؛سياسة اقتصادية لم تضع لنفسها أهدافاً معينة من أجل تحقيقها سياسة اقتصادية متبعه أشبه بسياسة تجارب وكأنه أسلوب "رزق اليوم باليوم والتلاقيط" ؛ حيث لم نكن نشعر بان تلكم السياسات والقوانين الاقتصادية المعمول بها ملائمة لطبيعة البلد أو قد تمت دارستها بعناية هذا بخلاف ما تطلبه الحاجة إلى المعرفة بالقوانين الاقتصادية وتطبيقها ؛ إذ كل الظواهر والانطباعات لدى حتى عامة الشعب قد يستطيع الخروج بنتيجة عن جدوى هذه السياسات ناهيك عن الخبراء الاقتصاديين ..



وفى إطار التجريب للسياسات ألاقتصاديه العشوائية وُضعت الاستراتيجية القومية الشاملة لخطة طويلة الأمد القصد منها الارتقاء بشكل الخدمات والصادر والوارد والخ مابين (1992 -2002) ؛ مرت العشرة سنوات وكانت اشد عجافاً على الشعب السوداني ؛ وكان الاستغلال من خلال طبقة صغيرة في مجتمعنا سعت باستخلاص القيمة الفائضة من الطبقات العاملة في الشعب السوداني بسياسة "الضغط"

ولم يكن الاستثمار كذلك في عهد الإنقاذ توفير لأدوات الإنتاج لكي يتم أستخدمها كما يجب من أجل الارتقاء برفع كاهل المعاناة عن الشعب السوداني ولا أنحصر في زيادة الدخل القومي ليعود بمردودة إلى الشعب..



أصبح التضخم في تزايد متسارع ؛ في بلد يعج بمئات العقول الاقتصادية ...

جُـربت الحلول التي أتضح في الأخر بأنها لم تكن الأ لمزيد من التكريس لسلطة الكرسي الواحد والفاشي..

إلى أن وصلنا إلى أقصى ما يرجونه في أن شكل المعالجة التي تتم باللصق هنا وهناك والمسماة (الخصخصة)..!!

أنه إقطاع العصر الحديث..



فقد فاقت حلولهم جشع الرأسمالية المتمثلة في أقصى مداها (الأمبريالية) ؛ أو حتى الاشتراكية بكل قحطها ومسؤات (البروليتاريا)...

أن إستراتجيتهم هذه لم يكن القصد منها سوى استنزاف الوطن ؛ إغراق المواطن في أمور تلهيه عن أبسط شي في المطالبة بحقوقه..



فالنشاط البشرى للشعب السوداني؛ تم استثماره لتحويل الموارد الطبيعة في هذا الوطن وجعلها صالحة لإشباع حاجاتهم .



أُختزل كل هذا في الاحتكار والاستهلاك الغير إنتاجي فأنتج لنا (البطالة المقنعة) ؛ حيث نجد من خلال هذا الاحتكار أصبحت القوى البشرية لهذا الشعب تكدح طول يومها وكنها لا تُضيف شيئاً إلى الناتج القومي أو حتى إلى نفسها فما يدخل من هذا الجيب يخرج من الأخر....



فأقم كل هذا الفحش الانقاذى الجشع وفضح صورة هذا النظام ؛تدفق البترول بصورة جعلت من السودان في أخر إحصائية "ثالث أعلى بترول إفريقي،خامس أعلى معدل نمو في العالم بنسبة93%" [1] ؛ ورغم ذلك أكثر من 90% من مواطنيه تحت خط الفقر!!!..



كذلك البنية الاجتماعية المتمثلة في الهُوية والقبلية التي يسوق عبرها هذا النظام مخططاته عملا بمبدأ "فرق تسد" لكي يشغل أبناء الوطن بالحروب والقبلية التي أنهكت جسد الوطن وعصفت بوحدة أبناءه مما أدى إلى انفلات العقد الاجتماعي ؛بالإضافة إلى تفسخ وانهيار العلاقات الاجتماعية وظهور مؤشرات على خارطة الوطن وحوادث لم يعهدها المواطن السوداني ؛ كانتشار ظاهرة البغاء ؛غسيل الأموال ؛ السرقات المقننة حيث أضحت ثقافة السرقة ثقافة يتباهى بها المواطن مفضلا السرقة على العيش تحت رحمة الفقر والمبدئية التي لاتُسمن ولا تُغنى من جوع...

تفريغ البلد من الإنسان السوداني المخلص بالتعذيب والتشريد ؛ ليخلو لهم الوطن ويعبثون به كما يشاءون ؛تشهد لهم كل اساليب القمع وكبت الحريات وبيوت الأشباح والموتى بداخلها والذين خرجوا وكأنهم موتى ؛ انتشار ثقافة العنف داخل المجتمع السوداني وتنامي جماعات الهوس الديني في ظاهرة لم يعهدها الوطن منذ استغلاله ؛عن طريق عمليات القتل في دور العبادة والشخصيات البارزة أو خلاف من طبقات المجتمع...



أما بخصوص الحريات وهامشها ومشروع التأسيس لمجتمع مدني بنص الدستور الذي وقعه النظام مع قادة التنظيمات والحركة الشعبية من اجل انفراج وقتي إلى ساعة الانتخابات ؛ أيضا لا نكاد نلمس شيئا نحو مصداقية النظام إلا بالحروب وبشبة الاباده الجماعية ؛ إن كانت بحرب أو بدونه تجاه هذا الشعب..

فقد تنازل لنظام عن اى التزام لدية تجاه تخفيف المعاناة عن المواطن في ظل ظروف ومؤشرات جيدة بخصوص تدفق البترول وازدهار الاستثمار بصورة ملحوظة لدرجة العمالة أجنبية التي لم تكن إلا خصما على الرصيد العمالي من أبناء الوطن وتكريس لمزيدا من التشريد للكوادر الخريجة وغيرها ..

الجميع يتساءل أين تذهب منصرفات البترول والاستثمارات والصادرات وغيرها ؟؟!!

يظل سؤال بالرغم من سهولته ؛كما يصعب إيجاد إجابة له !!؟؟؟



ولكشف الوجه القبيح والحقيقي لهذا النظام بصورة أفضل ؛إذ لم تكن أحداث التظاهرات الأخيرة بخصوص الأسعار ؛ بتاريخ (30-8) إلا الضؤ الذي كشف كل خبايا خبث هذا النظام في تدوير ألازمه وتفريع حس ألامه تجاه التفاعل بأدق وابسط تفاصيل قضاياه ألا وهى مسألة الخدمات الاجتماعية "مأكل ومشرب" فقط ناهيك عن الالتزامات الأخرى في جوانب الحياة من صحة وتعليم وتامين ومساعدات جانبية...



بالنظر لهذه الأحداث من جانب أخر يتبين لنا مصداقية وتهالك هذا النظام الذي صار يتوجس من مجرد صرخة لاى مواطن ناهيك عن مسيرة ضخمه اُعد له وبعلمه ؛كان الغرض منها ليس ألا تسليم مذكرة لرئيس الجمهورية حول الأحداث التي أدت إلى الخروج في مظاهرة سليمة تمثل قمة الوعي الديمقراطي ..



لم يتحمل النظام نتيجة مسيرة سليمة خوفا من نمو روح ألانتفاضه لما كرسه هذا النظام للحقن المكبوت جرأ سياساته القمعية والديكتاتورية ؛ولكن كيف لهذا النظام الذي عودنا إلى اختزال المواقف والنكوص عن مصداقيته كالعادة ؛ حين عمد إلى ضرب التظاهره بصورة تنافى كل الشرائع السماوية والتوجه الاسلامى الذي يتلفح به ناهيك عن العرف الانسانى وحقوق الإنسان التي أصلا لم تكن في قواميسه للتعامل بها ولكن أقلاها كان من مبدأ الجانب الديني الذي يتحجج به أصحابه معلنين دولة السماء في الأرض وإعادة زمن الخلافة وأخره من هذا الهوس الديني..



وبالربط لما يحدث من الانحلال وتفكك لمشروع دولة الإنقاذ وربطها بتمرحل العملية الديمقراطية نجد بان هناك مؤشرات كانت نقاط مهمة في عملية تمحور الديمقراطية وتمرحلها للإطاحة بنظام الإنقاذ من خلال العصيان المدني المتجسد في "الانتفاضة" فمن الملاحظ أن هناك خلطاً بين الديمقراطية والسياسة ؛ في عملية تمحور العملية الديمقراطية لدينا كشعب سوداني بداية من القادة إلى عامة الشعب ..



نصبغ على ما تم ملاحظته كدليل ومثال وجود البرلمان ؛ مع إن وجود البرلمان لا يعنى بالضرورة تحقق الديمقراطية ؛بمفهومها السياسي.



وقد بدأت تظهر كوامن الخلل الذي لا يستطيع أن يجعلنا نُفرق في جمع كل الآليات لحصد الحصاد الكبير ؛ كما هو الخطأ الناشئ في الخلط بين الديمقراطية والسياسة..

وعلاما كان ألاتفاق والاختلاف ؟

هل في النظر إلى إلغاء الزيادات التي طرأت أخيراً وفقط ؟

هل في النظر لمشكلة دار فور ودخول القوات الأممية ؟

هل في التخلص من الحكومة الإنقاذ ليس أكثر وبعدها فليكن ما يكن ؟

أم في التفكير لحلول السودان جميعها من خلال الأحداث الأربعاء 30-8 التي اختلفت حولها المسميات؟



في اعتقادي بأن الغاية في الوصول إلى ثورة حقيقة من خلال الواقع المعاش لا نجده يتطابق مع اللحظة الفاصلة لقيام ثورة عصيان مدني بصورة التي دعت إليه بعض الأحزاب...



فالإنقاذ ليس هي بالحكومة التي يُؤمن جانبها من خلال الدعوة لمسيرة سليمة وتدعها تمر مرور الكرام رغم علمها بالمكان والزمان ؛ لكن هل يصدق وعد لهذه النظام؟

فكرة العصيان المدني هي فكرة تمثل قمة الوعي الديمقراطي لكن الطرية والإلية التي تمت بها الدعوة هي ليس من التكافؤ أو من القراءة الصحيحة للواقع الذي أمامنا مابين شعب يتحرك مابين بصيص الأمل والبرجماتية الحزبية...



فقد عمدت التنظيمات إلى دفع الشعب إلى مغامرة غير محسوبة من أجل مصالح في اعتقادي ذاتية اكبر وأعمق من أنها مصلحة وتفكير بنظرة ثاقبة "كالشخص الذي يذاكر للامتحان غداً هو سوف يجلسه".!!!



نجد بان تمرحل الديمقراطية في هذا الوقت شي ضروري لكي نسلك الدرب السليم في الوصول إلى الغاية المبتغاة ؛ حيث يترتب لوضع مثل هذا أن يتذكر قادة الأحزاب والناس التاريخ السياسي جيدا في أن الوضع يختلف لعدم وجود الركائز الداعمة لتفجر الانتفاضة من نقابات تعمل للضغط على الحكومة وهئياته التشريعية ..

حيث تضطلع النقابات إلى جانب المهم في عملية التحول الديمقراطي بطريقة تكاملية مع عامة الشعب في وجود قوة مسلحة متمثله في "القوات المسلحة" داعمة للانتفاضة ...



كل هذه الدعائم نجد بان حكومة الإنقاذ عملت على تـفريقها من محتوها ؛ ولكي تتم عملية الانتفاضة المرجوة يجب أن تتمتع النقابات والقوات المسلحة بالاستقلال عن الدولة وأصحاب الأعمال والأحزاب السياسية والجماعات الدينية ؛وبذلك تتمكن من خدمة مصالح الشعب دون التأثير بأية اعتبارات أخرى خارجية...

ساعتها يمكن لساعة الصفر أن تنجح ؛ وهذا ما نجحت فيه حكومة الإنقاذ كما ذكرنا!!



إذاً ؛ لماذا لا يبتدع قادة التنظيمات أساليب أخرى فعالة بعيدا عن الانتهازية في استغلال حوجة الشعب للتغير بطريقة الدفع بهم في النار ...

هل يُعقل أن يفشل هؤلاء القادة في إيجاد سبل وطرق فعالة تقود هذا الحراك إلى وضع أفضل في خلق جو نضالي عبر السبل الديمقراطية عن طريق الانتفاضة الممرحلة ..



آم أن مصالحنا الذاتية والانطباعية تغلب على شكل تناولنا للأحداث ؛ قد يكون هذا ناتج من التخوف والثقة التي أدرفتها عملية التخاذلات والإحباطات فأصبحنا جميعنا نعانى من "فوبيا التعامل السياسي" مع بعضنا ..



أمام الاحباطات التي يعيشها هذا الشعب بعد الثقة التي منحوها أفراده للتنظيمات القائمة حيال التصرف في الوضعية القائمة جرا سياسات الإنقاذ ؛كانت تعشم هذه الجماهير في أشخاص تقودها من مرحلة العتمة إلى النور باطمئنان دون زيف أو خديعة ؛حيث لم يكن هناك بد من قيام محاولات ذات توجهات جديدة بأمل الوصول إلى حد ما عما هو مطروح من قبل التنظيمات تحت مسميات عديدة جميعها تهدف إلى الخلاص كاخرها أحداث الأربعاء ؛ فمن جراء تكرار الصدمات حيال ما يحدث من تخبط على جميع الاصعده أن كان داخل أروقة التنظيمات نفسها أو الشارع السوداني نجد ان لغة التعامل أصبحت بمبدأ " لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين" ؛وحتى الانقسامات الأميبية لم تكن بعيدة عن دائرة فهم "فوبيا التعامل السياسي" ... حيال عدم الثقة الناتجة والتي لا نعلم من ! المتسبب فيها أو بالأصح لماذا تُنتهج مادام اصل الهدف واحد؟؟!!..



أن تكتيك النضال وأشكاله ومناهجه لتحقيق مهام معينة يجب أن ينصب تجاه مواجهة أساليب النظام في الطرق التي يلجأ إليها.. فهذا النظام ليس لديه ما يخسره من شعارات أو لأنها أساسا لم تكن الأ شعارات مرحلية ؛ يجب أن نعى ذلك جيداً أو من الافتراض أن نكون قد وعيناه مبكراً ؛ ولا أظن ما يفعله هؤلاء يغيب على بال أحد ؛ من أساليب خسيسة وضرب تحت الأحزمة في معركة الديمقراطية الشريفة ؛هذا ديدنهم إذا ماذا نحن فاعلون وقد خبرنا الداء والدواء؟!!!!!



بإضافة للآثار المترتبة والناجمة من فشل هذا الحشد..لا اجزم لان الأحداث في السودان ليس مقياس ثابت لكن منطق العقل يقول لكن أقول بان الخطوة التي تفشل جراء اللهث بسرعة للنتائج قد تعود بآثار سالبة جدا جدا تجاه الاتجاه المعاكس للنفسية الشعب وفى تحديد مصداقية التنظيمات وجديتها حيال الواقع الماساوي الذي يحصل في السودان..



كل من يعشم بان هذا النظام به ذرة ديمقراطية حقيقة فهذا شي من ضروب الخيال ؛فكثيرا ما نجد تعبير الديمقراطية يطلق جزافا على نظم بعيدة عن الديمقراطية ولكنها إذا تعرضت للأزمة الحقيقة التي تكاد تعصف بأسس أنظمتها ؛فإنها سرعان ما تسحب تلك الحقوق الديمقراطية وتلجا إلى استخدام العنف وتشهر الديكتاتورية في وجه الشعب ..



وهذا ما حدث وسوف يحدث في كل محك ديمقراطي ومقياس لهذه السلطة فيجب على الأحزاب التبصر جيدا ؛ في كل خطوه يدفع ثمنها روح مواطن ...



إن التضحية التي تُنـنج من جراء تخطيط سليم لثورة ما هي شي فرض عين في هذه اللحظة لكن ما يحدث هو جريمة في حق هذا الشعب ..



الوعي الديمقراطي تجاه الذي يحدث أبدا لا يكمن في معنى الممارسة الدالة بمعناه عن الفعل الواعي والاختياري العمدى كل مواطن ..



الممارسة هي المقياس السليم لما هو ممكن ولما هو مستحيل ؛هي الإرادة الحقيقة لتحويل المستحيل إلى ممكن..



الممارسة الثورية الناجمة عن الانتفاضات تقضى توافر الحرية وتقتضى أيضا توافر المسؤولية ؛ فإذا كان المواطن حرا في أن يفعل فان حريته هنا يتريث علية مسئولية وإذا أردنا أن نحمل المواطن مسؤولية فعله فلا بد لنا أن نوفر له حرية الفعل فلا ممارسة بدون حرية وبدون مسؤولية ؛حيث يقع العبء الأكبر على التنظيمات في توجيه وضبط المسؤولية تجاه هذا الشعب الذي كثيراً ما تم استغلاله في مُرابحات خاسرة عن طريق النضال ..



فالنضال شرف وتعلمها الناس من كلمة ناضل وليس قاتل فالنضال يضم داخله القتال ؛ ولكن القتال ينقسم إلى شريف ووضيع حيث لا يقبل الوضيع ؛ولذا تمت تجزئة القتال المرتبط بالنضال وتفريقه من القتال الآخر ؛والتاريخ يعلم فالنضال لا يحتاج حماسا بقدر ما يحتاج فكر وإن عدنا إلى أزمتنا السياسية سنجد بأننا أُناس لا تقرأ التاريخ بطريقة صحيحة ؛ فالتاريخ الأمم هو سلسلة من الثورات والإصلاحات التي نجد بأننا لم نأخذ حتى في مفهوم الإصلاحات التاريخية سوى تعديل الغير جذري في شكل الحكم أو العلاقات الاجتماعية دون المساس بأسسها...



وان كنا نرفض "الإصلاحية" كفكر وأسلوب بهذه الطريقة التي لا تؤدى إلى التعديل الجذري ؛فهذا لا يعنى بأننا نرفض الإصلاحات كإجراءات لتغير بعض نواحي النقص والخطأ بالرغم لافتقارها لمعنى الاصلاح الشامل لكن بمقدار ما يكون ومتاح يجب أن يكون فكرة لتأسيس فهم بعيد المدى نحو إصلاح ثوري شامل...



من خلال إن الواقع بشكله الذي أمامنا ألان لا يصلح لآلية الانتفاضة بالطريقة التي حصلت في السابق ولكن خير ما يمكن أن يقال هو وادعم به مقالي هذا ما قاله "* الدكتور: حيدر البدوي الصادق"(بتصرف)

فلنبتدع أساليب ثورية جديدة، ولنشعلها ثورة، حتى النصر؛شعب عملاق، يتقدمه أقزام، قول الأستاذ "محمود محمد طه"!!!

فلنعمل جميعا إلى إسقاط حكومة الهوس هذه ؛ في مسيرة طريقنا إلى الحرية، والعدالة والمساواة والوصول إلى عتبة الدول والشعوب الواعية بمشاكلها بعيد عن النظرات الانطباعية والتي لا تتعدى ابعد من أقدامنا ؛وليكن العصيان المدني السلمي سلاحنا الباطش بالظلم. ذلك بأن القوة الأخلاقية للرأي العام تبطل مفعول العنف، كما علمتنا الثورات السلمية في تاريخنا الحديث والمعاصر...



وإن دعا للأمر داع، فليلزم كل سوداني حيه، للتظاهر فيه، والامتناع عن الذهاب للعمل؛ ولتتوقف عجلة الإنتاج الذي يصب في صالح أثرياء جبهة الهوس. ولتتضامن الأحياء فيما بينها لتتجمع تظاهرات سلمية أكبر بالتضامن بين الأحياء المتجاورة. ولتتوسع هذه التظاهرات، رويداً، رويداً، رويدا، إلى أن تنشل السلطة الباطشة!!

ولتستفد هذه الأحياء من كونها تعرف أبناءها الخائنين من مساندي جبهة الهوس، ولتعزلهم، ولتجردهم من سلطتهم "الأخلاقية" المتوهمة.

ولنبدع أساليب جديدة، غير مألوفة في السودان أو غيرة فالحاجة هنا بالفعل هي أم الاقتراح في محاولة لننحت الصخر في سبيل إيجاد خطوه فعالة ؛وثورة يقودها ابنها الأوفياء من داخل التنظيمات والشعب تعمد إلى ترسيخ مفاهيم ومواجهة ألازمه بقدر حجمها لنسقط جبهة الهوس؛ ولنخرج حينها من أسر التقليد لغيرنا وتكرار تجاربنا الفاشلة سابقاً!

ولنري العالم كيف يكون التخلص من الهوس، حتى يتعلم ويعي كيف يكون الخلاص من الهوس الذي استشرى في الأرض!!

ولنكن معلمين للشعوب!!!!

وليتقدم الشعب العملاق، من أحيائه الشعبية، قادته الأقزام. هذا، بفضل الله وبفضل قواه المستنيرة، وعونها الصميم!!!!!!!

ولنستخدم وسائل الاتصال المتاحة لنا، باستقلال كل وسائل التقليدية والحديثة وكل سبل الميديا، في التنسيق للثورة!!!!

ولنتصل بأكبر عدد من وسائل الاتصال المرئية والمسموعة والمقروءة في كافة أرجاء العالم لتغطية الأحداث، التي ستتلاحق!!..



ما ذُكر هو الطريق إلى تصويب المسيرة ؛ لأنه يبدو أن الواجِـبات التاريخية الملقاة على عاتق القادة القدامى والقادة المتعلقين بأقدام السادة على حد سواء واجب النظر في حقيقة العلاقة بما يحدث في السودان وبما سيقدمونه حيال هذه الأزمات وهم من يتولون زمام المبادرة لوضعهم القيادي في إيجاد المخارج لهذه الأزمات ؛وقد يكون من المفيد هنا أن ننظر في حقيقة العلاقة هذه لا لنحاكى هذه العلاقة ولكن لسنتخلص بعض الدروس ..



فالوضع القائم ألان فى الوطن يمكن القول عنه بأنه وصل مرحلة الضرورة بالنسيبة لك شي إن كان لوضع السودان بالنسبة للمجتمع الدولي أو الاقليمى الذي حولنا ؛أو حتى داخل نسيجنا الاجتماعي المتهالك للوراء بصورة مخيفة ؛ فجلوسنا متربعى الايادى سوى بعض الاجتهادات التي تعد فعلا في مصاف الاجتهادات التي يمكن أن تثمر عن شي وهى بالعدد بالإضافة إلي كون أنها تُخمد في بداية تكوينها الجنينى . والقول والأيمان بالقوة القدرية لتغير ما يجرى لأحداثنا ؛فهو قول يتنافى تماما مع مفهوم الضرورة الذي يقف أمامنا .حيث لا يوجد مفر؛ بدلا من انتظار المصادفات والقوة القدرية لهو تناقض يتنافى مع الواقع الذي نحن بصدد تغيره فعلا ...



كما أنه في ظل الأخذ فعلا بالأسلوب الثوري العام بمفهومه الشامل المتجدد لتحويل المجتمع ؛تكون الإصلاحات التي تتم لتحسين عمل النظام السياسي – الاجتماعي القائم وتعديل بعض التأصيل فيه والقضاء على الأخطاء التي تظهر عند الممارسة والتنفيذ ؛ بمثابة تدعيم حقيقي لتثبيت لدعائم نظام ديمقراطي حر ..



وبالرجوع لمسألة موت الدماغي للإنقاذ ونسبة لتشابه الحالة بينها وبين ما ظهر من علامات نستدل على إن الإنقاذ بالفعل قد دخلت في مرحلة غيبوبة الموت الإكلينيكي لدالة على موت الدماغ وهذا ليس مجرد احتمال بقدر هو يقين مقابل لمسألة الاحتمال من خلال وقائع ومشاهد في خارطة العمل السياسي السوداني..



أخرا وليس أخيرا لكي أضع كلمات لخاتمه هذا المقال حين تستحضرني عبارة الصديق العزيز "علاء شاموق" في خضم حديثه لوصف الحالة التي يمر بها الوطن حين ذكر: ((لو كان الشعب السوداني نقياً محباً وصادقاً لكانت حكومته مثله، أنظر إلى الحكومة تعرف الشعب. نحن شعب من اللصوص الكاذبين.

الاعتراف هو الخطوة الأولى لحل المشـكلة. ))..

اتفق معه في أن الاعتراف هو الخطوة الأولى لحل المشكلة وجميع المشاكل ..

وان كنت أتحفظ باتفاق كبير معه فيما ذكره بخصوص نقاوة الشعب ؛فأرجو أن لا يكون هو عين الحقيقة ؛فانا احد ابنا هذا الشعب لكن لا تكتمل الجملة إلا باعتراف حتى لو كان مراً ..



ولنلتفت ونتفق قليلا الى هذا الوطن فالجبهة الإسلامية لم تبقى شي إلا القليل وقد ينتهي هذا القليل بعد قليل فهلا استيقظنا ولو ساعة!!!؟؟! ..







• مابين حديثنا ولحظة الفعل الحقيقي

وانتباهك إنتى

للشارع البيرجع تانى

لي نقطة بدايتو !!!

"عاطف خيري- سيناريو اليابسة"




#معتز_تروتسكى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - معتز تروتسكى - الموت الإكلينيكي للإنقاذ وتمرحل العملية الديمقراطية