أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - من وقف مع صدام عليه أن يعيد أموال العراق














المزيد.....

من وقف مع صدام عليه أن يعيد أموال العراق


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 509 - 2003 / 6 / 5 - 15:14
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



نشرت جريدة الأهرام القاهرية مقالاً يتحدث عن الأتفاقيات والرشاوى والعطايا والهبات التي كان نظام صدام يغدقها على الصحفيين والأعلاميين والفنانيين ، كما يتطرق المقال الى التمويل الذي يقرره النظام على الأصدارات المؤيدة له ، أضافة الى المنح والهبات من سيارات وشقق وفيلات سكنية وساعات ذهبية وعقود طباعة وأموال سائلة  وكوبونات نفطية بملايين البراميل . 
خلال سنوات حكم الرئيس المخلوع صدام حسين كان العديد من المثقفين والصحفيين والفنانين والأعلاميين العرب منتفعين جداً من مكارم الرئيس وهبات السلطة بأشكال متنوعة ، مثلما وصلت الهبات والعطايا الى صحفيين ومراسلين وسياسيين ومثقفين أجانب .
وجميع هذه الهبات والأموال التي يصرفها النظام بقصد الدفاع عنه في المحافل الدولية وتجميل وجهه وتشويه صورة المعارضين لسلطته وبقصد شراء الذمم أو محاولة التوريط السياسي  .
الغريب في الأمر أن هذه الأعداد الكبيرة من المنتفعين طالت الجميع من غير العراقيين ، فقد كان العراقي مهرجانات الشعر خاوياً حالماً بأن تضمه جلسة مع زملائة العرب ، أضافة الى حذره الشديد في حضور مثل هذه المهرجانات والأجتماعات التي يتمتع بها الأخوة العرب في فنادق الدرجة الأولى مع سفرات سياحية لترويح النفس ومشاهدات الأثار والأنتقال الى أقصى المدن على نفقة الدولة والمحروم منها العراقي في وطنه  .
الغريب أن السلطة العراقية تتكفل بتقديم الهدايا والشيكات الى الأخوة العرب دون العراقيين .
ويبدو أن الثقة بين النظام وبين المثقف العراقي أو مع الشاعر العراقي أو مع الفنان العراقي منعدمة ، فالسلطة لاتثق بقدرة العراقي على الدفاع عنها ، والسلطة تعتقد أن المثقف والشاعر لايستطيعان أن يحضرا مهرجان عربي أو عالمي ويقدما شهادة لحسن سلوك السلطة داخلياً ، لأنه من غير المعقول أن يكون المقموع شاهداً على حرية المثقف في العراق .
أنفقت السلطة العراقية البائدة الملايين من الدولارات سواء على شكل شيكات أو على شكل نقد أو على شكل كوبونات لبيع النفط ، وساهمت السلطة في أسناد صحف ومجلات بشراء أعداد يومية منها بمبالغ خيالية ، كما منح البعض أمتيازات لأستيراد بضائع ومواد غذائية ، وتم الأنفاق على ندوات أعلامية تهدف الى بث الوهم والخداع في عقل المواطن العربي وتغيير حقيقة نظرته للسلطة العراقية البائدة .
بنت السلطة العراقية سياستها الأعلامية وخططها الهادفة الى التغلغل وسط الأعلام العربي عن هذا الطريق ، لكنها كانت قد أهملت الأعلام العراقي وأستخفت بالقدرة العراقية ، فكان الشاعر العراقي والقاص يبيعان أكياس النايلون في الأسواق أو يعرضان بيع سيكاير المفرد  حين كان الشاعر العربي والقاص يستدعيان من بلدهم مقابل عمولات بالنقد الأجنبي وبموجب عقود مربحة ومجزية،  وغالباً مايتم تجنيد العديد من هذه الأسماء مقابل أتفاقيات تحت غطاء الوطنية والقومية والأمن القومي وبحجة الوقوف مع الشعب العراقي والتضامن معه والمطالبة برفع الحصار المفروض عليه دولياً .
وبالرغم من الأنفاق الهائل والفترة غير القصيرة التي بنى بها النظام علاقاته الأعلامية وأرتباطاته بالعديد من المسؤولين عن الأصدارات اليومية أو الأسبوعية أو الشهرية وشراء الذمم  الا أن أحداً منها لم يستطع أن يقف بجرأة وبصدق مع السلطة البائدة ، ولم يستطع أن يبرر أفعالها وأعمالها ، وكل ما أستطاع أن يقدمه البعض هو التنديد بالأحتلال الأمريكي والمطالبة برحيل القوات الأمريكية ، وفي طرف خفي سكت البعض عن التصريح والتعرض للمسألة العراقية متوارياً عن الأنظار في حين لم تزل بعض كوبونات النفط التي سلمتها لهم السلطة البائدة غير مصروفة ، وأعلن البعض أنه يحتفظ بها ليطالب الحكومة القادمة بما يترتب له من حقوق على الخزينة العراقية . 
وثبت بما لايقبل النقاش أن السلطة العراقية لم تكن تجد سندها في الأعلام العراقي وجعلت كل عراقي مصدر شك وريبة فهي لاتثق بأي عراقي على العكس من العربي ن حيث افترضت تكمنها من جره بوسائلها  ، فأفقرت المثقف العراقي وأغدقت على الأعلامي العربي .
وبعد أن أنتهت هذه السلطة النهاية الطبيعية  بقي الأعلامي العربي في مفترق الطرق ، بين وقوفه مع  السلطة حيث أتضح له  أنه يقف بجانب سلطة قمعية معادية لحقوق الأنسان والفكر وحاربت معارضيها دون أخلاق ودون نوازع أنسانية ، ومن العبث الدفاع عنها في حال عدم معرفته فعلاً بحقيقة مايجري في العراق وتلك طامة أخرى  ، وبين أن تقف بجانب الشعب العراقي الذي طالما تناست محنته وقضيته وتغنت بالسلطة وقيادتها ورمزها المعطاء السخي ، وأزاء هذا الوقوف في منتصف الطريق يقف أيضاً الأعلامي والمثقف العراقي وهو يقف مشدوهاً أمام السخاء والعطاء والهبات والكوبونات والنقد التي كان يستلمها زميله وشقيقه العربي الذي كان يغض الطرف عن جرائم النظام أن لم يكن يدري بها وهو يشاهد زميله العراقي يتلوى جوعاً ويتضائل مرضاً دون أن يجد مايسد رمق عائلته أو يسدد به فواتير المستشفى أو حليب لأطفاله  .
غير أن هاجس يدور في الضمير سواء في ضمير العراقي أو العربي ، وهو متى سيكتب المثقف العربي بصراحة شهادته  عن الأتفاقيات التي عقدها مع السلطة البائدة وعن نوع الأموال التي تقاضاها والمهمة التي أنيطت به والهدايا التي تسلمها ، ويقع قسم من هذا الهاجس على ضمير بعض العراقيين الذين عملوا في المؤسسة الأعلامية العراقية وساهموا بتجنيد بعض الأشقاء العرب والأجانب ، فليس كل ماتظهره الوثائق والسندات والكتب السرية هو وحده الجدير بالمناقشة والمحاججة ، يبقى ضمير الأنسان أمام محنة كبيرة يمر بها الأعلام العربي بشكله العام الممتحن فيها هو صوت الحقيقة في داخل ضمير الأعلامي العربي  .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة الى المحامي الأردني
- أعادة تأهيل القضاء العراقي
- العدالة
- العراق الحلم الذي تحقق
- حق أكراد العراق في أختيار الشكل الدستوري للحكم
- جابر عبيد – قناة أبو ظبي يتاجر بالمستندات العراقية
- ساحة عبد الكريم قاسم
- طرد مدير قناة الجزيرة عبرة للغير
- الداخل والخارج
- الوقاية خير من العلاج
- أفلام الموت العراقية
- صكوك النفط التي لم تحترق
- ياجاسم العزاوي أهل العراق أدرى بدروب بغداد
- لاتظلموا الحجاج حين تذكرون الطاغية صدام
- العدالة لن تتحقق مع الانتقام العشوائي
- وثائق وسندات العراق ليست اسلاباً مشاعة
- حين يفتقد الرئيس صفات الرجال
- الى السيد معن بشور – المؤتمر القومي العربي – بيروت
- الحسابات العراقية
- شهداء العراق


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - من وقف مع صدام عليه أن يعيد أموال العراق